“زعيم دولة اوروبية كبرى”.. عطوان يكشف مهندس الحرب في اليمن وليبيا وسوريا واغتيال القذافي.. المفاجأة من يكون!
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
كشف الكاتب والسياسي عبدالباري عطوان مهندس الحرب في اليمن وليبيا وسوريا واغتيال القذافي في مقال جديد له نشره على حسابه وفي جريدته “رأي اليوم”
وجاء فيه:
افتتح عبدالباري عطوان مقالته بهذا العنوان الطويل المعروف عنه في معظم مقالاته: “ساركوزي مُهندس دمار ليبيا وسورية واليمن واغتِيال القذافي يُريد تحسين صُورته بانتِقاد أمريكا في حرب أوكرانيا.
وقال عطوان: يعود نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا الأسبق المحكوم عليه بالسّجن ثلاث سنوات بتُهم الفساد والرّشوة، يتصدّر العناوين الرئيسيّة في أجهزة الإعلام المرئي والمكتوب والرّقمي، بسبب إدلائه بتصريحاتٍ إلى صحيفة “لوفيغارو” الفرنسيّة بمُناسبة صُدور كتابه الجديد “زمن المعارك” أكّد فيها شرعيّة القرار الروسي باستِعادة شِبه جزيرة القِرم، ويتّهم أمريكا بإطالة الحرب الأوكرانيّة، ويُعارض انضِمام أوكرانيا لحِلف “الناتو”، ومُطالبته الرئيس إيمانويل ماكرون بعدم إقامة “صداقة مُصطَنعة” مع الجزائر.
وتابع عطوان: اللّافت أن هذا الظّهور الإعلامي المُكثّف لرئيس فرنسا الأسبق، يتزامن مع اندلاعِ اشتباكاتٍ دمويّةٍ في العاصمة الليبيّة طرابلس بين الميليشيات المُتصارعة التي يتباهى بتحريرها، وإسقاط نظام العقيد معمر القذافي، أدّت إلى مقتل 55 مُواطنًا بريئًا واصابة 146 جريحًا، بعد أكثر من 12 عامًا من إسقاط النّظام، وتطبيق الوعود الكاذبة بنشر الديمقراطيّة، ونقل ليبيا إلى عصر الرّخاء والأمن والاستِقرار والخدمات العامّة النموذجيّة، وحُقوق الإنسان، والحِفاظ على المالِ العام، ومن المُؤلِم أن ما حدث هو العكس تمامًا، الأمر الذي حذّرنا منه مُنذ اليوم الأوّل.
واضاف عطوان: ساركوزي الذي يتحرّك هذه الأيّام وبعد إدانته بالسّجن، وفي ساقه إسوارة إلكترونيّة تُحَدّد لدى الشّرطة مكانه، كان مُهندس خراب ليبيا وسورية واليمن لأنّه يميني عُنصري فاشِي لا يكنّ أيّ احترامٍ وتقديرٍ للعرب والمُسلمين، ويسعى لبَذْر بُذور الفِتنة بينهم، وارتكب جرائم دمويّة ضدّ المُهاجرين في أحياء حِزام الفقر المُحيط بالعاصمة الفرنسيّة، وهو الذي وقف بقُوّةٍ خلف تدخّل طائرات حلف “النّاتو”، وقصفها المُدن الليبيّة وإسقاط النّظام، وقتل رئيسه بطريقةٍ بشعةٍ ومُخجلةٍ، انتصارًا لدولة الاحتِلال الإسرائيلي، وإخفاء فساده حيث أكّد مُستشاره وصديقه الصهيوني برنارد هنري ليفي هذه الحقيقة في كِتابه الذي أصدره حول دوره في تحقيق هذه الأهداف انطِلاقًا من عقيدته الصهيونيّة.
ولفت عطوان: وثائق البريد الإلكترونيّة لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة التي أعطت الضّوء الأخضر لمقتل الزعيم القذافي، والتّمثيل بجُثمانه بطريقةٍ لا أخلاقيّة، وتتناقض كُلِّيًّا مع قيم الديمقراطيّة وحُقوق الإنسان التي تدخّل حِلف “النّاتو” في ليبيا تحت راياتها، كشفت إحداها مُؤرّخة في 2 نيسان (إبريل) عام 2011 أن التدخّل العسكريّ للحِلف في ليبيا كان بتحريضٍ من ساركوزي، ومُشاركة طائرات جيشه بالدّور الأكبر فيه، جاء خوفًا من تسريبِ أنباءِ ووثائق الرّشوة التي تلقّاها، أيّ ساركوزي، من الزّعيم الليبي بقيمة 50 مِليون يورو لتمويل حملته الانتخابيّة، التي أوصلته لقصر الإليزيه، بالإضافة إلى القلق من مشروع إصدار القذافي الدّينار الإفريقي، واستِخدام 143 كيلوغرامًا من الذّهب، وأضعاف هذا الرّقم من الفضّة، لتوفير الغِطاء الماليّ لدعمه، وبِما يُؤدّي إلى إطاحة الدولار والعُملات الأوروبيّة الأُخرى من عرش هيمنتها على القارّة الإفريقيّة واقتِصادها، وإنهاء النّفوذ الفرنسيّ تحديدًا في مُعظم دُولها.
من محاسن الصّدف أن فتح ملفّات ساركوزي السّوداء هذه يتصادف مع التّحريض الفرنسيّ، ومن قِبَل ماكرون هذه المرّة، على تدخّل منظومة غرب إفريقيا الاقتصاديّة (إيكواس) عسكريًّا لإسقاط المجلس العسكري في النيجر الذي قاد الانقلاب للإطاحة بحُكم الرئيس الفاسِد محمد بازوم المُوالي لفرنسا، وهو التدخّل الذي يُواجَه بمُعارضةٍ شَرِسَةٍ من الاتّحاد الإفريقي لمخاطره على وحدة القارة الإفريقيّة وأمنِها واستِقرارها.
واشار عطوان: حديث ساركوزي عن “رُوسيّة” إقليم القرم ومُعارضته لانضِمام أوكرانيا لحِلف “الناتو” أو الاتّحاد الأوروبي، لن تنجح في تحسينِ تاريخهِ الدمويّ البَشِع، أو ينفي دعمه المُطلَق للاحتِلال في فِلسطين وسِياساته الفاشيّة العُنصريّة ومجازره في حقّ الشّعب الفِلسطيني.
عندما يقول وزير الخارجيّة الإيطالي أنطونيو تاجاني اليوم الخميس “إن الغرب ارتكب خطأً فادحًا بالبقاء مُتفرّجًا على مقتل الزعيم الليبي معمر القذافي” وإنّه “لم يكن القذافي من أفضل نماذج الديمقراطيّة، ولكن بعد مقتله بدأت حالة عدم الاستِقرار في ليبيا وإفريقيا”.. فعلى ساركوزي، وكُل مُؤيّدي تدخّل فرنسا وحِلف “النّاتو” في ليبيا، وتدميرها وسرقة ثرواتها وتجويع شعبها، وربّما قريبًا في النيجر أن يعتذروا وأن يتواروا خجلًا.
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: ساركوزي عبدالباري عطوان عطوان فرنسا فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
وزير “نفط الدبيبة” يبحث استئناف نشاط الشركات النمساوية النفطية في ليبيا
بحث وزير النفط والغاز المكلف بحكومة الوحدة الوطنية، اليوم، مع سفير النمسا لدى ليبيا سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال النفط والغاز. تناول الاجتماع اهتمام الشركات النمساوية، وخاصة شركة OMV، بالعمل داخل ليبيا واستئناف أنشطتها بشكل طبيعي، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا ومشجعًا لعودة الشركات النفطية الأجنبية الأخرى للعمل في البلاد.
كما ناقش الجانبان إمكانية الاستفادة من التجربة النمساوية في مجال الطاقات المتجددة، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي، بما يُسهم في تعزيز التنمية المستدامة بليبيا وتطوير البنية التحتية للطاقة.
يأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الرامية إلى إعادة جذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع التعاون الدولي في قطاع الطاقة بليبيا.