يمن مونيتور/ أ ف ب

في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلدان كافة، تُعدّ “ضربة الشمس”، وهي ارتفاع في درجة حرارة الجسم لمستوى قد يكون قاتلاً، من أخطر المشاكل الصحية التي يُحتمل أن يتعرض لها الأشخاص.

وفي مواجهة الحرّ الذي يؤثر على عمله بمجرّد أن تتجاوز درجة الحرارة 25 درجة مئوية، يطلق جسم الإنسان آليات عدة لتبريد نفسه حتى تبقى حرارته عند 37 درجة (التعرق، زيادة تدفق الدم في الشرايين القريبة من الجلد).

لكن في بعض الأحيان، لا تكفي ردات فعل الجسم هذه، ويتحول منظم الحرارة الداخلي إلى اللون الأحمر. فيكون الشخص تالياً أمام ضربة شمس.

وتحت تأثير ارتفاع درجة الحرارة، يصبح معدل نبضات القلب غير منتظم مع تسارعها بصورة كبيرة، كما تصبح عمليتا التنفس والتهوية الرئوية متسارعتين أيضاً. وعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة الداخلية، يحتبس الجسم المياه قدر إمكانه، فيما يتوقف عن التعرق ويصبح لون البول داكناً، وقد يتوقف الشخص عن التبوّل لساعات عدة.

وثمة علامات تحذيرية عدّة على الشخص التنبّه لها، وهي الحمى لأكثر من 40 درجة مئوية، ونبضات قلب سريعة جداً، وسخونة واحمرار وجفاف في البشرة، وصداع، وغثيان، وقيء، واضطرابات في الإدراك (نعاس أو التابس في الأمور أو انفعال أو عدوانية).

وتُعدّ ضربة الشمس أكثر خطورة من مشاكل أخرى يتسبب بها الحرّ، لكن من حدوث حمى (تشنجات بسبب الحرارة) أو مع حمى معتدلة (ضربة شمس خفيفة).

وقد تتسبب ضربة الشمس بتخثر الدم الذي يؤدي بدوره إلى تلف في الدماغ أو غيبوبة أو حتى الموت في حال لم يتلق المريض معالجة في الوقت المناسب.

ويُعدّ الأطفال الصغار، أي دون الخامسة، وكبار السنّ الذين لديهم آليات دفاع أقل فعالية، الأكثر عرضة لخطر التعرض لضربة شمس.

وقد يرتفع خطر الإصابة بضربة شمس لدى مَن يعاني وضعاً صحياً سيئاً أو إسهالاً أو حمى، أو مَن يتناول بعض الأدوية كالمهدئات ومدرات البول، أو يستهلك الكحول الذي يتسبب بجفاف الجسم.

الاتصال بخدمات الطوارئ

لكنّ البالغين الأصحاء ليسوا بمنأى عن ضربة الشمس، خصوصاً وإن كانوا يعملون أو يمارسون الرياضة في الهواء الطلق بظل درجات حرارة شديدة.

ومن شأن الجهد العضلي الكبير أو الطويل أن يعرّض الشخص لخطر الإصابة بـ”ضربة شمس إجهادية” (ناجمة عن مجهود) أو بـ”ارتفاع درجة الحرارة بسبب الجهد”، من خلال تعزيزه خطر تخطّي درجة حرارة الجسم الحدود التي يحتملها.

كذلك، تظهر انحرافات في السلوك، إذ تصبح طريقة مشي الشخص كما لو أنه مخمور، وتتزايد سرعة غضبه، بالإضافة إلى إصابته باهتزاز مع تلفّظه بعبارات غير مفهومة.

وفي حال شعر الشخص أنه يتعرض لضربة الشمس مع بروز مؤشرات إلى ذلك، عليه الاتصال بخدمات الطوارئ.

وتقول منظمة الصحة العالمية في أوروبا: “إذا عانى الشخص من بشرة ساخنة وجافة، وكان مصاباً بالهذيان أو يشعر بتشنجات أو فقد الوعي، فعليه الاتصال بطبيب أو بخدمات الطوارئ فوراً”.

وخلال الانتظار، من الضروري تبريد جسمه.

ويوصى بانتقال الشخص إلى مكان مُنعش وجعله يخلع ملابسه الزائدة عن الحاجة، ورش مياه باردة عليه، وتوفير كميات محدودة من المياه له ما لم تظهر عليه علامات تشير إلى اضطراب في الوعي. وقد تساعد مكعبات الثلج أو قطعة قماش باردة توضَع على الفخذ أو العنق، في تخفيف درجة الحرارة الجسم.

ولتجنب ضربة الشمس أو الجفاف، تشير السلطات الصحية إلى توصيات مماثلة لتلك المُتَّبعة خلال موجات الحر، وهي شرب كميات كبيرة من المياه، وتجنّب الكحول والمشروبات التي تحوي الكافيين، والبقاء في أماكن منعشة، وتجنب الخروج إلى الهواء الطلق أو القيام بأي مجهود جسدي خلال الساعات الأكثر حراً في اليوم.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الإنسان درجة الحرارة صحة ضربة شمس درجة الحرارة حرارة الجسم ضربة الشمس ضربة شمس

إقرأ أيضاً:

الأرتكاريا الحرارية: أسبابها وأعراضها وكيفية الوقاية منها

تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى زيادة حالات الأرتكاريا الحرارية، وهي حالة جلدية تتسبب في ظهور طفح جلدي أحمر يسبب حكة شديدة. تظهر الأرتكاريا الحرارية عند تعرض الشخص لأشعة الشمس أو الجلوس في مكان شديد الحرارة، وتعد رد فعل تحسسي يؤدي إلى إفراز الجسم لمادة الهيستامين وبعض المواد الكيميائية في الدم، مما يزيد من أعراض الأرتكاريا.

تشمل أعراض الأرتكاريا الحرارية احمرار الجلد، والحكة الشديدة، والتورم، وظهور بثور صغيرة، مما يعيق الشخص المصاب عن ممارسة حياته بشكل طبيعي. هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالأرتكاريا الحرارية، مثل العوامل الوراثية، ومرضى الربو، والإكزيما، والأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية.

بعض النصائح الصحية لعلاج الأرتكاريا الحرارية والوقاية منها تشمل تجنب الجلوس في أشعة الشمس المباشرة والحرص على الجلوس في الظل، والاستحمام بماء بارد، وارتداء ملابس قطنية لتقليل تهيج الجلد. كما يُوصى بعمل كمادات باردة لتقليل التورم وأخذ علاجات مضادة للالتهابات لتخفيف الأعراض. باتباع هذه الإرشادات، يمكن تقليل تأثيرات الأرتكاريا الحرارية والتمتع بصيف أكثر راحة.

مقالات مشابهة

  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري
  • خبير تكنولوجيا يكشف سبب ارتفاع حرارة الهواتف المحمولة
  • خبير تكنولوجيا معلومات يوضح كيفية التعامل مع مشاكل الهاتف في الحر الشديد «فيديو»
  • حرارة الصيف تلتهم سيارتك؟ اكتشف الحلول الخفية لتجنب المخاطر!
  • الأرتكاريا الحرارية: أسبابها وأعراضها وكيفية الوقاية منها
  • “غذاء العقل”… هذه فوائده
  • هل حقا تشعر المرأة بالبرد أكثر من الرجل؟
  • 3 مراحل لضربة الشمس.. اعرف أعراض كل مرحلة والإسعافات الأولية لها
  • شرب الماء والأطعمة المرطبة.. كيف تحمي نفسك من ضربات الشمس؟
  • ارتفاع حاد في عدد الأيام شديدة الحرارة في أكبر عواصم العالم