نيويورك تايمز: الهند تشوه الحقيقة وهذا ما يحدث فعلا للهندوس ببنغلاديش
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الخوف ينتاب الأقلية الهندوسية في بنغلاديش في ظل تقارير تتحدث عن تعرضهم لأعمال عنف وتخريب متعمد لممتلكاتهم.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن تلك التقارير التي غالبا ما تكون مصحوبة بلقطات مصورة غير واضحة ومتكررة تُظهر تخريبا طال معابد هندوسية وإضرام النيران فيها، واستهداف وقتل أفراد من الأقلية الهندوسية.
وتقر بأن بعض الهجمات حقيقية، حيث كان غضب "الغوغاء" بمثابة تحذير من احتمال انزلاق بنغلاديش في أتون العنف الناجم عن الفراغ الذي أعقب الإطاحة برئيسة الوزراء "المستبدة" الشيخة حسينة الصيف الماضي.
بيد أن الصحيفة الأميركية أوضحت أيضا أن بعض تلك الهجمات ليست حقيقية بل مزيفة روّج لها أنصار الزعيمة المخلوعة بغرض تشويه سمعة الحكومة الانتقالية.
تلفيقاتوذكرت أن هذه "التلفيقات" انتشرت في أجهزة الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الهند، التي يُعد رئيس وزرائها ناريندرا مودي حليفا للشيخة حسينة، وقد استضافها، في حين تخطط هي للعودة إلى حكم بنغلاديش مرة أخرى.
وفي خضم حيرتهم بين ما هو حقيقي وما هو مبالغ فيه، يستبد الخوف بالهندوس الذين يشكلون نحو 9% من سكان بنغلاديش ذات الأغلبية الساحقة من المسلمين.
إعلانوتنقل الصحيفة عن "سايد إس. كيه ناث شيمال"، رئيس تحالف بنغلاديش الوطني الهندوسي الكبير في مدينة شاتوغرام الساحلية -التي تعد بؤرة لأسوأ التوترات الأخيرة- القول إن "الابتسامات باتت نادرة والأعمال التجارية تعاني".
وقالت الصحيفة إنها زارت العديد من المواقع التي كانت مسرحا للهجمات في العاصمة داكا، وشاتوغرام ثاني أكبر مدن البلاد.
وأضافت أن السكان الهندوس أكدوا لها وقوع حوادث تخريب وأعمال عنف غوغائي، خاصة بعد اعتقال كاهن هندوسي في نوفمبر/تشرين الثاني ومقتل محامٍ مسلم خلال احتجاجات نظمها أنصار الكاهن.
المعلومات المزورةلكنهم قالوا أيضا إن حالات المعلومات المزورة أو المبالغ فيها قد شوشت على الخطر الحقيقي الذي يتهددهم.
وفي داخل بنغلاديش، غالبا ما تقلل الحكومة المؤقتة التي يرأسها محمد يونس الحائز جائزة نوبل، من شأن التهديد الذي تتعرض له الأقليات "لإظهار أنها تسيطر على الوضع".
وتؤكد حكومة يونس أنها ملتزمة بحماية الأقليات، وتشير إلى اعتقال 70 شخصا على صلة بـ88 هجوما خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
تضخيم التهديدوفي الهند، على الجانب الآخر من الحدود، يجري تضخيم التهديد من قبل الهندوس المتطرفين بهدف كسب نفوذ سياسي على حساب المسلمين، وكذلك لتمهيد الطريق أمام استعادة الشيخة حسينة السلطة في بلادها.
وفي أعمال العنف السياسي الواسعة النطاق التي أعقبت رحيلها، قُتل مئات الأشخاص، بمن فيهم العديد من الهندوس. وأوردت نيويورك تايمز نقلا عن قادة المجتمع المحلي أن عمليات قتل الهندوس كانت مرتبطة إلى حد كبير بانتمائهم السياسي وليس دينهم.
إهانة علم بنغلاديشلكن الصحيفة تفيد أن التوترات ازدادت في الأسابيع الأخيرة مع اعتقال الكاهن الهندوسي تشينموي كريشنا داس، الذي اتُهم بإهانة علم بنغلاديش أثناء احتجاجه من أجل حماية الهندوس.
وبينما كان القضاة ينظرون في طلب الإفراج عن الكاهن بكفالة، تجمع أنصاره خارج قاعة المحكمة في شاتوغرام، واشتبكوا مع الشرطة، حيث قتل في الأثناء محامٍ مسلم "في ظروف غامضة".
إعلانومنذ ذلك الحين، وصل "الغوغاء" إلى الأحياء التي يعيش فيها الهندوس، وقاموا بتخريب المعابد واستهداف المنازل. وفي المحكمة، تعرض محامو الكاهن للمضايقات من قبل زملاء آخرين ومنعوهم من الدفاع عنه، حسبما زعم وكلاؤه المحامون للصحيفة الأميركية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بنغلاديش تبدأ مطاردة الشيطان بعد ظهور شبح الشيخة حسينة
بعد مرور 6 أشهر على هروبها إلى الهند المجاورة، عادت رئيسة وزراء بنغلاديش السابقة الشيخة حسينة لتتصدر المشهد السياسي، حيث حمّلت السلطات الموالية لها المسؤولية عن الاعتداء على المتظاهرين وإحداث الفوضى.
وقد أطلقت السلطات في بنغلاديش، الأحد، عملية أمنية واسعة "بعد أن هاجمت عصابات مرتبطة بنظام الشيخة حسينة المتظاهرين".
وأفاد بيان حكومي بأن العملية بدأت بعد أن هاجمت "عصابات مرتبطة بالنظام الاستبدادي المخلوع مجموعة من الطلاب، ما أدى إلى إصابتهم بجروح بالغة".
وأعلن المسؤول بوزارة الداخلية جهانغير علم شودري إطلاق "عملية مطاردة الشيطان". وقال للصحفيين "ستستمر حتى نقتلع الشياطين".
وتأتي العمليات الأمنية الشاملة بعد أيام من الاضطرابات.
ويوم الأربعاء الماضي هدم المتظاهرون مباني مرتبطة بعائلة الشيخة حسينة مستخدمين حفارات، ومن بين العقارات التي دُمرت المتحف والمنزل السابق لوالد حسينة الراحل أول رئيس لبنغلاديش الشيخ مجيب الرحمن.
بث مباشر
واندلعت الاحتجاجات إثر تقارير أفادت بأن حسينة -البالغة 77 عاما والتي تحدت مذكرة اعتقال بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية- ستظهر في بث مباشر على فيسبوك من الهند المجاورة.
إعلانوحمّلت الحكومة المؤقتة حسينة مسؤولية العنف.
وفي وقت سابق، دعا رئيس الحكومة المؤقتة محمد يونس إلى الهدوء.
وقال يونس -الحائز على جائزة نوبل للسلام– إن "احترام سيادة القانون هو ما يميز بنغلاديش الجديدة التي نعمل معا على بنائها، عن بنغلاديش القديمة في ظل النظام الفاشي".
وتابع "بالنسبة للمواطنين الذين انتفضوا وأطاحوا بنظام حسينة، فمن الضروري أن نثبت لأنفسنا ولأصدقائنا في أنحاء العالم أن التزامنا بمبادئنا واحترام الحقوق المدنية والإنسانية لبعضنا البعض والعمل بموجب القانون لا يتزعزع".
وفي السياق ذاته، تعرّض أعضاء من حركة "طلاب ضد التمييز" لهجوم في منطقة غازيبور بدكا.
ويشار إلى أن مجموعة "طلاب ضد التمييز" يُنسب إليها إشعال شرارة الانتفاضة التي أطاحت بحسينة العام الماضي.
مسيرة القمع
يذكر أن الشيخة حسينة شغلت منصب رئيسة وزراء بنغلاديش 5 فترات: الأولى من عام 1996 إلى عام 2001، و4 فترات متتالية منذ عام 2009 إلى عام 2024.
وتُتهم حسينة بقمع وتصفية معارضيها طيلة فترات حكمها التي شهدت اضطرابات واحتجاجات.
وفي منتصف 2024، اندلعت احتجاجات شعبية أطلق عليها المحتجون "حصار بنغلاديش"، طالبوا فيها باستقالة رئيسة الوزراء، واتهموها باعتقال 10 آلاف شخص، وشن حملات قمع متكررة ضد المعارضة.
وقُتل خلال الاحتجاجات المئات من المتظاهرين، وسط أعمال عنف وتخريب اجتاحت البلاد، وتسببت في اندلاع اشتباكات مع قوات الشرطة، فاضطرت الحكومة إلى إعلان حظر تجول يوم 4 أغسطس/آب، كما أعلنت عطلة عامة لـ3 أيام.
وفي الخامس من أغسطس/آب 2024 أعلنت رئيسة الوزراء استقالتها من منصبها، وفرت إلى الهند، في حين اقتحم متظاهرون مقرها الرئيسي في داكا، وأعلن الجيش عن محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة.