موقع 24:
2025-04-07@06:32:32 GMT

معقل الأسد في سوريا يستعد للحياة بعد سقوط النظام

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

معقل الأسد في سوريا يستعد للحياة بعد سقوط النظام

في صباح أحد الأيام في محافظة اللاذقية السورية، وقف أكثر من مائة جندي سابق بهدوء، وعيونهم واسعة وحذرة أثناء انتظارهم للتسجيل لدى الحكام الجدد في البلاد. تجول رجل يرتدي زياً مع ملصق لوجه الرئيس بشار الأسد المخلوع، وطلب من الرجال أن يبصقوا عليه.

منذ توليها السلطة هذا الشهر، أقامت الحكومة المؤقتة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام العديد مما يسمى بالمراكز الأمنية في جميع أنحاء البلاد، ودعت الجنود السابقين إلى الزيارة والتسجيل للحصول على بطاقات هوية غير عسكرية وتسليم أسلحتهم.


نزع السلاح

ويقول أعضاء الهيئة إن مثل هذه المبادرات ستساعد على ضمان الأمن وبدء عملية المصالحة بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية الوحشية التي تركت البلاد مليئة بالأسلحة والفصائل المسلحة، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز".
وقال عبد الرحمن الطريفي، المعارض والمسؤول الآن عن المركز: "أهم شيء هو نزع سلاح الناس.. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها ضمان الأمن".
ومع ذلك، في اللاذقية، موطن سلالة الأسد ومعقلها، يخشى الكثيرون أن يمثل استيلاء المعارضة على السلطة بداية لشيء أكثر شراً: حلقة من العقاب التي ستتركهم خاسرين في سوريا الجديدة.
على الرغم من انتشار الفرح في جميع أنحاء البلاد، فإن اللاذقية الساحلية هي موطن للكثيرين من الأقلية العلوية الذين هم من الجنود والعسكريين الموالين للنظام.

Assad’s Syrian stronghold prepares for life after the regime https://t.co/QbmCeGLDXI

— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) December 24, 2024 مخاوف أمنية

وفي الأسابيع التي أعقبت سقوط الأسد، أغلق البعض المتاجر، وبقوا في منازلهم أو اختبأوا وسط فراغ أمني وحكايات عن عمليات قتل انتقامية وهجمات على الأقليات.
وقال مسؤول أمني علوي سابق عن مراكز المعارضة الأمنية:" لم أجرؤ على الذهاب لأنني كنت قلقاً.. إما أنهم سيقتلوننا في الطريق إلى هناك، أو في أماكننا".


ولم يكن هناك حتى الآن سوى توثيق ضئيل للعنف الانتقامي، حيث رفضت السلطات الجديدة التقارير باعتبارها "حالات معزولة". وعندما سئل الطريفي عن حالات شائعة لرجال عند نقاط التفتيش يتنمرون على العلويين ويطلبون منهم لعن الرئيس السابق، قال إن هذه الأنواع من المضايقات لا تمثل الحكومة الجديدة.
وتابع "لكن هناك أشخاص يحرسون نقاط التفتيش فقدوا أطفالاً وزوجات وأفراد عائلات بسبب القصف والقتال، واختفى أصدقاؤهم في السجن. لديهم ألم في قلوبهم. تحملناهم 14 عاماً يمكنهم تحملنا لفترة من الوقت".

Is rebel-stronghold Idlib a model for Syria’s future?
➡️ https://t.co/zLEKAChxgn pic.twitter.com/w8jD6s2COF

— FRANCE 24 English (@France24_en) December 18, 2024 حملات مداهمة

وقال جندي سابق يبلغ من العمر (29 عاماً) إنه منع بشكل متكرر من أخذ إجازة لزيارة عائلته ومنزله خلال العام الماضي لأن قبضة الأسد الضعيفة على البلاد واقتصادها المتهالك أدت إلى تزايد المخاوف من أن الجنود سيهربون ويفرون من أماكنهم.
وتابع: "كان الجيش كل حياتنا.. لم نتعلم كيف نفعل أي شيء آخر"، مضيفاً أنه لم يكن قلقاً بشأن الأمن. "لقد أردنا هذا لفترة طويلة. في هذه المرحلة الجديدة، يريدون منا فقط أن نعيش حياتنا".

Deception and Betrayal: Inside the Final Days of the Assad Regime https://t.co/fzdNVGioNO

— Senator John Cornyn (@JohnCornyn) December 22, 2024

ومع ذلك، قال الطريفي إن 30% فقط من الذين يصلون إلى مراكز الأمن ربما يسلمون الأسلحة، مضيفا أن وحدة استخبارات تعمل على تحديد ومداهمة الذين ما زالوا يحملون أسلحتهم. حتى الموظف السابق في أمن الدولة اعترف بأن كلا الجانبين لا يزال لديه أسلحة، وأنه بدون نزع السلاح الشامل "سنواجه مذابح في غضون شهرين".

وشهدت القرى والبلدات العلوية هدوءاً متوتراً منذ سقوط الأسد. وكانت المدارس مفتوحة ولكنها فارغة. عندما سئل عما إذا كان أحدهم يعمل، قال: "نعم، ما ينقص هو الطلاب".
في مسقط رأس عشيرة الأسد في القرداحة، على عكس المدن الكبرى، لم يكن علم المعارضة الأخضر موجوداً في أي مكان تقريباً.
وعلى الرغم من خيبة أملهم من الأسد، تخشى الأقليات مثل العلويين والمسيحيين ليس فقط على سلامتهم، ولكن من أن يفرض الحكام الجدد نظاماً اجتماعياً جديداً وغير مألوف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب في سوريا سقوط الأسد

إقرأ أيضاً:

الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن

اليوم أعلن ترمب الحرب الأقتصادية علي جميع دول العالم وفرض جمارك باهظة علي صادراتها للولايات المتحدة، وهي أكبر سوق في العالم. هذه الجمارك تهز الأقتصاد العالمي، وتربك سلاسل الإمداد وتضرب أسواق أمال العالمية. واهم من ذلك إنها تهدد بتدمير معمار النظام الإقتصادي العالمي الذى ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وكل هذا ستترتب عليه تحولات جيوسياسية جديدة وتسريع لديناميات أخري ولدت قبل إعلان ترمب الحرب الأقتصادية علي الجميع.

ولكن سياسات ترمب أيضا سيكون لها أثار سلبية باهظة علي الإقتصاد الأمريكي مثل إرتفاع معدلات التضخم، وازدياد العزلة الدولية لأمريكا وتراجع أهمية الدولار حول العالم.

فيما يختص بالسودان، قرارات ترمب لا تاثير لها لانه فرض جمارك علي صادرات السودان جمارك بنسبة ١٠% ولن تؤثر هذه النسبة لا في حجم الصادرات ولا علي أسعارها لان تلك الصادرات أصلا قليلة القيمة في حدود ١٣،٤ مليون دولار في العام السابق، أكثر من ٩٠% منها صمغ لا بديل له والباقي حرابيش حبوب زيتية . كما أن السلع المصدرة لا توجد بدائل لها بسعر أرخص إذ أنها أصلا رخيصة ولا تتمتع بمرونة في السعر ولا الطلب.

كما أن إهتزاز أسواق المال والبورصات وقنوات التمويل الدولي لا تاثير لهم علي السودان لانه أصلا خارج هذه الأسواق وخارج سوق المعونات.

ولكن هذه ليست نهاية القصة لان توجهات ترمب الأقتصادية والسياسية تدفن النظام العالمي القديم وتسرع من وتائر تحولات جديدة في غاية الأهمية. وبلا شك فان موت النظام القديم وميلاد نظام جديد وفوضى الإنتقال سيكون لها تاثير سياسي وإقتصادي علي السودان بسبب تبدل البيئة الدولية التي يعمل فيها السودان السياسي والاقتصادي. ولكن هذه التحولات المضرة لن يتأذى منها السودان مباشرة بل ربما يستفيد منها لو أحسن قادته.

علي سبيل المثال النظام الجديد سيكون متعدد الأقطاب وستنتهي فيه الهيمنة الغربية الأحادية وستزداد مجموعة البريكس أهمية وستزداد أهمية تكتلات أقتصادية أخري أخري في الجنوب العالمي مثل رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وفي أمريكا اللاتينية السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور)، وفي المستقبل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية . وجود كل هذه البدائل كشركاء أقتصاديين/تجاريين/سياسيين محتملين يتيح للسودان هامش للمناورة وإمكانية الحصول علي شروط أفضل في تعاطيه الأقتصادي والسياسي مع العالم الخارجي.

ولكن الإستفادة من هذه التحولات يحتاج لرجال ونساء يجيدون صنعة الدولة ولا يقعون في فخاخ ألحس كوعك علي سنة البشير ولا الانبطاح غير المشروط كما حدث في الفترة الإنتقالية التي أعقبت سقوط نظام البشير.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل ستسلّم موسكو «بشار الأسد».. مسؤول كبير يكشف!
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: لا صحة للأنباء التي تتحدث عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن بحلب وقوات سوريا الديمقراطية.
  • خيارات دمشق في التعامل مع فلول نظام الأسد
  • مسؤول عسكري إسرائيلي: عملياتنا في سوريا تهدف لضمان الأمن بالمنطقة العازلة
  • مجلس النواب يستعد لجلسات مكثفة لمناقشة قوانين هامة أبرزها الميزانية العامة
  • كيف نقرأ سوريا الأسد عبر الدراما؟
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • وزير خارجية سوريا يتعهد بملاحقة مرتكبي هجوم خان شيخون الكيماوي
  • سوريا ترحب بقرار مجلس حقوق الإنسان الأول منذ سقوط نظام الأسد
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: أرحب بأول قرار لمجلس حقوق الإنسان بعد سقوط النظام، والذي رحب بسقوطه وركز على إجرامه، ورحب بإنشاء الحكومة الجديدة، وتناول العقوبات الاقتصادية والانتهاكات الإسرائيلية، وألم بجهودنا المحلية والدولية لحماية حقوق الإنسان رغم التحدي