معقل الأسد في سوريا يستعد للحياة بعد سقوط النظام
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
في صباح أحد الأيام في محافظة اللاذقية السورية، وقف أكثر من مائة جندي سابق بهدوء، وعيونهم واسعة وحذرة أثناء انتظارهم للتسجيل لدى الحكام الجدد في البلاد. تجول رجل يرتدي زياً مع ملصق لوجه الرئيس بشار الأسد المخلوع، وطلب من الرجال أن يبصقوا عليه.
منذ توليها السلطة هذا الشهر، أقامت الحكومة المؤقتة الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام العديد مما يسمى بالمراكز الأمنية في جميع أنحاء البلاد، ودعت الجنود السابقين إلى الزيارة والتسجيل للحصول على بطاقات هوية غير عسكرية وتسليم أسلحتهم.نزع السلاح
ويقول أعضاء الهيئة إن مثل هذه المبادرات ستساعد على ضمان الأمن وبدء عملية المصالحة بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية الوحشية التي تركت البلاد مليئة بالأسلحة والفصائل المسلحة، وفقاً لصحيفة "فايننشال تايمز".
وقال عبد الرحمن الطريفي، المعارض والمسؤول الآن عن المركز: "أهم شيء هو نزع سلاح الناس.. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها ضمان الأمن".
ومع ذلك، في اللاذقية، موطن سلالة الأسد ومعقلها، يخشى الكثيرون أن يمثل استيلاء المعارضة على السلطة بداية لشيء أكثر شراً: حلقة من العقاب التي ستتركهم خاسرين في سوريا الجديدة.
على الرغم من انتشار الفرح في جميع أنحاء البلاد، فإن اللاذقية الساحلية هي موطن للكثيرين من الأقلية العلوية الذين هم من الجنود والعسكريين الموالين للنظام.
Assad’s Syrian stronghold prepares for life after the regime https://t.co/QbmCeGLDXI
— Middle East & Africa (@FTMidEastAfrica) December 24, 2024 مخاوف أمنيةوفي الأسابيع التي أعقبت سقوط الأسد، أغلق البعض المتاجر، وبقوا في منازلهم أو اختبأوا وسط فراغ أمني وحكايات عن عمليات قتل انتقامية وهجمات على الأقليات.
وقال مسؤول أمني علوي سابق عن مراكز المعارضة الأمنية:" لم أجرؤ على الذهاب لأنني كنت قلقاً.. إما أنهم سيقتلوننا في الطريق إلى هناك، أو في أماكننا".
ولم يكن هناك حتى الآن سوى توثيق ضئيل للعنف الانتقامي، حيث رفضت السلطات الجديدة التقارير باعتبارها "حالات معزولة". وعندما سئل الطريفي عن حالات شائعة لرجال عند نقاط التفتيش يتنمرون على العلويين ويطلبون منهم لعن الرئيس السابق، قال إن هذه الأنواع من المضايقات لا تمثل الحكومة الجديدة.
وتابع "لكن هناك أشخاص يحرسون نقاط التفتيش فقدوا أطفالاً وزوجات وأفراد عائلات بسبب القصف والقتال، واختفى أصدقاؤهم في السجن. لديهم ألم في قلوبهم. تحملناهم 14 عاماً يمكنهم تحملنا لفترة من الوقت".
Is rebel-stronghold Idlib a model for Syria’s future?
➡️ https://t.co/zLEKAChxgn pic.twitter.com/w8jD6s2COF
وقال جندي سابق يبلغ من العمر (29 عاماً) إنه منع بشكل متكرر من أخذ إجازة لزيارة عائلته ومنزله خلال العام الماضي لأن قبضة الأسد الضعيفة على البلاد واقتصادها المتهالك أدت إلى تزايد المخاوف من أن الجنود سيهربون ويفرون من أماكنهم.
وتابع: "كان الجيش كل حياتنا.. لم نتعلم كيف نفعل أي شيء آخر"، مضيفاً أنه لم يكن قلقاً بشأن الأمن. "لقد أردنا هذا لفترة طويلة. في هذه المرحلة الجديدة، يريدون منا فقط أن نعيش حياتنا".
Deception and Betrayal: Inside the Final Days of the Assad Regime https://t.co/fzdNVGioNO
— Senator John Cornyn (@JohnCornyn) December 22, 2024ومع ذلك، قال الطريفي إن 30% فقط من الذين يصلون إلى مراكز الأمن ربما يسلمون الأسلحة، مضيفا أن وحدة استخبارات تعمل على تحديد ومداهمة الذين ما زالوا يحملون أسلحتهم. حتى الموظف السابق في أمن الدولة اعترف بأن كلا الجانبين لا يزال لديه أسلحة، وأنه بدون نزع السلاح الشامل "سنواجه مذابح في غضون شهرين".
وشهدت القرى والبلدات العلوية هدوءاً متوتراً منذ سقوط الأسد. وكانت المدارس مفتوحة ولكنها فارغة. عندما سئل عما إذا كان أحدهم يعمل، قال: "نعم، ما ينقص هو الطلاب".
في مسقط رأس عشيرة الأسد في القرداحة، على عكس المدن الكبرى، لم يكن علم المعارضة الأخضر موجوداً في أي مكان تقريباً.
وعلى الرغم من خيبة أملهم من الأسد، تخشى الأقليات مثل العلويين والمسيحيين ليس فقط على سلامتهم، ولكن من أن يفرض الحكام الجدد نظاماً اجتماعياً جديداً وغير مألوف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب في سوريا سقوط الأسد
إقرأ أيضاً:
حكومة سوريا الجديدة تحدد مهلة لتسليم أسلحة النظام السابق
قال محمد عبدالرحمن، وزير الداخلية فى حكومة تصريف الأعمال السورية، إنهم حددوا مهلة زمنية لتسليم الأسلحة التى بحوزة عناصر النظام السابق والأهالى، مضيفاً أنه فى حالة عدم تسليم الأسلحة قبل انتهاء المدة المحددة ستتخذ الجهات المختصة إجراءات قانونية رادعة بحق من يمتلكونها.
وأكد «عبدالرحمن»، فى تصريحات متلفزة، أن هذه الخطوة تأتى فى إطار تعزيز الأمن الوطنى والحفاظ على سلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
وفى سياق منفصل، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، أمس، مقتل عنصرين من تنظيم «داعش»، وتدمير شاحنة محملة بالأسلحة فى غارة جوية شنتها على سوريا، قائلة فى بيان رسمى عبر منصة التدوينات القصيرة «إكس»: «نفذت قواتنا غارة جوية دقيقة فى محافظة دير الزور بسوريا، ما أسفر عن مقتل عنصرين من داعش وإصابة آخر»، بحسب ما جاء فى وكالة «رويترز».
وأضافت: «الإرهابيون كانوا ينقلون شاحنة محملة بالأسلحة التى تم تدميرها خلال الغارة التى وقعت فى منطقة كانت خاضعة لسيطرة النظام السورى والروس سابقاً»، وتابعت أن هذه الغارة الجوية جزء من التزام القيادة المركزية الأمريكية المستمر، جنباً إلى جنب مع الشركاء فى المنطقة، بتعطيل وتقليص الجهود التى يبذلها الإرهابيون للتخطيط وتنظيم وتنفيذ هجمات ضد المدنيين والعسكريين من الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها فى جميع أنحاء المنطقة وخارجها.
وحول الوجود العسكرى الأمريكى فى سوريا، كشف تقرير أمريكى حديث أنه بمثابة مُعضلة مبكرة أمام الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، عندما يبدأ ولايته الثانية الشهر المقبل، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، والتى قالت إن «ترامب» يواجه أسئلة ملحة بشكل متزايد حول مستقبل نحو 2000 جندى أمريكى متمركزين فى شرق سوريا، حيث استخدمت واشنطن لأكثر من عقد من الزمان مجموعة من المواقع المتقدمة لمحاربة داعش ومراقبة أنشطة إيران.
وبحسب ما جاء فى «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن التقرير الأمريكى، إن «ترامب»، الذى هدد مراراً وتكراراً بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى، وسعى فى الأيام الأخيرة إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الاضطرابات التى تجتاح البلاد الآن، لم يكشف عن خططه بشأن المهمة العسكرية الأمريكية هناك.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن «ترامب» ومستشاريه أشاروا إلى أن الأولوية القصوى ستكون احتواء تنظيم داعش، الذى أعاد تجميع صفوفه فى الصحراء الجنوبية لسوريا، حيث قصفت القوات الأمريكية المتشددين بغارات جوية مكثفة فى الأيام الأخيرة.
وأشار جيمس جيفرى، الذى شغل منصب المبعوث الخاص لسوريا خلال فترة ولاية «ترامب» الأولى، إلى أن هيئة تحرير الشام، التى قادت الفصائل السورية فى معركة الإطاحة بنظام بشار الأسد، نجحت فى محاربة تنظيم داعش فى الماضى، وهى حقيقة من شأنها أن تزيد من حدة الأسئلة المطروحة على الرئيس القادم.
ومن جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، جير بيدرسن، أمس الأول، إن «أحمد الشرع قائد العمليات العسكرية فى سوريا أبلغه أنه ملتزم بترتيبات انتقالية تشمل الجميع».
وفى تصريح منفصل، ذكر المبعوث الأممى لوكالة «رويترز»، أنه يجب إيجاد حل سياسى للتوتر فى شمال شرق سوريا، وإلا ستكون هناك عواقب وخيمة على سوريا بأكملها، مضيفاً: «إذا لم يتسن التعامل مع الوضع فى الشمال الشرقى تعاملاً صحيحاً، فقد يكون ذلك نذر سوء كبيرة بالنسبة لسوريا بأكملها، وإذا فشلنا هنا، فسيكون لذلك عواقب وخيمة عندما يتعلق الأمر بنزوح جديد».
وتابع المبعوث الأممى حديثه قائلاً: إن الحل السياسى سيتطلب تنازلات جادة للغاية، ويجب أن يكون جزءاً من المرحلة الانتقالية التى تقودها السلطات السورية الجديدة فى دمشق.
وفى سياق آخر، قالت الرئاسة الروسية (الكرملين)، مساء أمس الأول، إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، سيلتقى الرئيس السورى السابق بشار الأسد فى المستقبل القريب، موضحة، حسب إعلام روسى، أن موعد الزيارة لم يحدد بعد.
والخميس الماضى، كشف «بوتين» أنه لم يلتقِ الأسد منذ لجوئه إلى موسكو وسقوط نظامه وخروجه من البلاد، لكنه حسب وكالة «رويترز» قال إنه عازم على مقابلته، مضيفاً خلال مؤتمره الصحفى السنوى الكبير، الخميس الماضى، أنه سيتحدث مع الرئيس السورى السابق بالتأكيد.
كما أشار إلى أنه سيسأل «الأسد» عن مصير الصحفى الأمريكى المفقود أوستن تايس ومستعد أيضاً لسؤال حكام سوريا الجدد عن مكانه.
وبخلاف الإشارة إلى مقابلة الرئيس السورى السابق، نفى الكرملين تقارير تفيد بأن «أسماء» زوجة بشار الأسد تريد الطلاق والعودة إلى بريطانيا، بحسب صحيفة «تليجراف» البريطانية.
وفى الوقت نفسه، نفت روسيا أيضاً مزاعم بأن الرئيس السورى السابق بشار الأسد وزوجته أسماء الأسد تم احتجازهما فى موسكو، وأن السلطات الروسية جمدت أصولهما العقارية.
وعن الوضع فى سوريا، أضرم مسلحون ملثمون النيران فى شجرة عيد الميلاد فى مدينة السقيلبية بريف حماة، وتعهد مسئول أمنى بمعاقبة المتورطين.
وذكرت شبكة «سكاى نيوز البريطانية» أنّ مسلحين ملثمين أشعلوا النار فى شجرة الكريسماس ومنعوا المواطنين من الاقتراب تحت تهديد السلاح، وفى وقت لاحق ذكرت مصادر محلية أن الإدارة العسكرية ألقت القبض على المجموعة التى أحرقت الشجرة، وتوعدت بإنزال أقسى العقوبات.
وتداول رواد التواصل عبر موقع «إكس» لحظة اشتعال النيران فى شجرة الميلاد، معبرين عن استيائهم من الحادث، وانتشر مقطع الفيديو، وتعهد مسئول فى الأمن العام فى ريف حماة بمعاقبة المتورطين.