تنظيم لوكاراوا الإرهابي يفاقم الأزمة الأمنية شمال غرب نيجيريا
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يثير تنظيم "لوكاراوا" الإرهابي الخوف في ولايتي كيبي وصكتو بشمال غرب نيجيريا، حيث تعاني المنطقة من نشاطات عدة جماعات إرهابية مثل بوكو حرام، وتنظيم داعش في غرب إفريقيا، بالإضافة إلى عصابات قطاع الطرق.
وفي نوفمبر 2024، اتُهمت "لوكاراوا" -التي تدين بالولاء لتنظيم داعش- بقتل 15 شخصًا في بلدة ميرة بولاية كيبي وسرقة العديد من المواشي.
وقال المتحدث باسم شرطة ولاية كيبي، نافيو أبو بكر، إنه لا يمكن تأكيد هوية المهاجمين، ولا معرفة ما إذا كانوا ينتمون إلى "لوكاراوا" أو لا.
من جانبها، كشفت شبكة "زغازولا مكاما" المستقلة لمكافحة الإرهاب في تقرير، عن أن القوات النيجيرية شنت هجمات جوية وبرية على معسكرات "لوكاراوا"، مما أسفر عن استعادة الماشية المسروقة وإجبار عناصر التنظيم على التراجع نحو بورغو، وهي منطقة استراتيجية قرب الحدود بين نيجيريا وبنين.
وبحسب اللواء إدوارد بوبا، مدير العمليات الإعلامية بوزارة الدفاع النيجيرية، فإن الانقلاب في النيجر أدى إلى تدهور التعاون الأمني بين نيجيريا والنيجر، ما سمح لتنظيم "لوكاراوا" باستغلال الثغرات الحدودية، وللجماعة أيضاً وجود في مالي.
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيرة متريكس" النيجيرية الإلكترونية، قال بوبا، إن الإرهابيين استغلوا قلة التعاون بين البلدين وصعوبة التضاريس للقيام بهجمات على المناطق النائية في ولايات شمال غرب نيجيريا، مما ساعد على نشر فكرهم المتطرف.
ورغم أن الجيش النيجيري وصف "لوكاراوا" بأنها جماعة جديدة، إلا أن الدكتور مرتالا أحمد رفاعي، أستاذ دراسات السلام والصراع في جامعة عثمان بن فودي، أكد أن الجماعة تنشط منذ عام 1999 على طول الحدود بين نيجيريا والنيجر، ويعتقد أن تصنيفها كجماعة جديدة يهدف إلى تقليل المسؤولية عن الهجمات الأخيرة.
في البداية، كانت "لوكاراوا" جماعة من الرعاة، لكنها أصبحت الآن تروج لفكر متشدد وتدعو لإقامة خلافة، حيث تنتقل من مجتمع لآخر، وتهاجم ما تعتبره "مساوئ الحضارة الغربية"، على غرار بوكو حرام، ويميل عناصرها الذين استقروا شمال غرب نيجيريا إلى التحدث باللغة الفولانية.
وأشار “رفاعي” إلى أن الحكومات المحلية كانت استعانت بـ"لوكاراوا" لحماية المجتمعات من عصابات قطاع الطرق المسلحة في ولاية زمفرة، حيث نجح التنظيم في التصدي لهذه العصابات بين عامي 2016 و2017.
لكن بعد ذلك تحول التنظيم ليصبح مصدرًا للعنف، وأدى إلى صراع دام بينه وبين القادة المحليين.
من جهته، اعتقد بوبا أن "لوكاراوا" لن تصمد أمام القوة العسكرية النيجيرية، مشيرا إلى أن بعض قادتها ومقاتليها قد أبدوا استعدادهم للاستسلام، مع توفير "ممر آمن".
وفي مقال على موقع "كونفرسيشن"، ذكر الباحثان جون صنداي أوجو من معهد الأمن والشؤون العالمية بجامعة ليدن، وإزينوا أولومبا من مركز أبحاث الصراع والعنف والإرهاب بجامعة رويال هولواي، أن العمليات العسكرية السابقة لم تنجح في القضاء على بوكو حرام أو فروعها، ونقص الاستخبارات الوقائية يمثل تحديًا كبيرًا.
وأشارا إلى أن اعتماد المجتمعات على جماعات مثل "لوكاراوا" لحمايتها، حول جماعة من الرعاة المسلحين إلى تنظيم إرهابي قوي في نيجيريا، مما يكشف فشل الأجهزة الأمنية في حماية تلك المجتمعات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: تنظيم الإرهابي أفريقيا أيدي مسلحين غرب نیجیریا
إقرأ أيضاً:
المومني: جذور المخطط الإرهابي تمتد إلى الجنوب اللبناني وسوريا والعراق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وسط إقليم مضطرب تحكمه الصراعات وتتشابك فيه الحسابات الجيوسياسية والطائفية، أعلنت الأردن عن إحباط واحدة من أكثر العمليات التخريبية تعقيدًا خلال السنوات الأخيرة، في رسالة أمنية صارمة تعكس إدراك الدولة لخطورة التهديدات العابر للحدود.
العملية الأمنية التي نفذتها دائرة المخابرات العامة، لم تأتِ في فراغ، بل في سياق إقليمي يعاني من فراغات أمنية هائلة تمتد من الجنوب اللبناني الذي تحوّل إلى مرتع للتنظيمات العقائدية المسلحة، مرورًا بسوريا التي ما تزال ساحةً مفتوحة لصراع النفوذ، وصولًا إلى العراق الذي يتجدد فيه نشاط الجماعات المتطرفة تحت مظلات جديدة.
هذه البيئة الإقليمية الهشة شكّلت أرضًا خصبة لإعادة إنتاج التنظيمات المتشددة، بتنسيقات غير مألوفة تتجاوز الانقسامات الأيديولوجية نحو شراكات مصلحية، ما يفسّر حجم التعقيد الذي أحاط بالمخطط الإرهابي الذي تم إحباطه، والطريقة الاحترافية التي تعاملت بها الدولة الأردنية معه، سياسيًا وأمنيًا وقانونيًا.
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الدكتور حسن المومني إن ما أُعلن عنه مؤخرًا من تفاصيل العملية الأمنية النوعية التي نفذتها دائرة المخابرات العامة الأردنية حدثًا اعتياديًا في سجل المواجهة مع التهديدات الإرهابية؛ إذ يمكن توصيفه – وبلا أدنى مبالغة – بأنه تحوّل نوعي وجوهري يُشكل نقطة انعطاف استراتيجية في طريقة تعامل الدولة الأردنية مع الجماعات المتطرفة، خصوصًا مع اتضاح امتداد جذور هذا المخطط إلى ما لا يقل عن أربع سنوات، الأمر الذي يعكس تعقيد البنية الشبكية للتهديد، واتساع نطاقه الزمني والعملياتي.
وأوضح المومني في تصريحٍ خاص للبوابة نيوز أن هذا الإنجاز الأمني الاستثنائي يأتي وسط بيئة إقليمية مفعمة بالفوضى الأمنية، ووسط جوار جغرافي يرزح تحت وطأة أزمات ممتدة من الجنوب اللبناني مرورًا بسوريا وصولًا إلى العراق.
وبيّن أن المعطيات الأمنية كشفت أن ما تم إحباطه لم يكن مجرد مخطط موضعي محدود، بقدر ما يعد عملية تخريبية ذات أبعاد استراتيجية، استخدمت فيها أساليب متقدمة على مستوى التصنيع، والتمويل، والتجنيد، والاختراق المجتمعي، وهو ما يدفع إلى قراءة ما جرى بوصفه "نقلة أمنية نوعية" لِما يحمله من دلالات على صعيد تعزيز سلوك الدولة الأردنية تجاه التنظيمات الراديكالية المسلحة.
وأشار المومني إلى أنه لا يمكن عزل هذا الإنجاز الأمني عن سياقه الإقليمي، إذ إن مناطق مثل الجنوب اللبناني – الذي أصبح بيئة حاضنة لمجموعة من التنظيمات العقائدية المتباينة ظاهريًا والمتقاطعة عمليًا – باتت تشكل بؤرًا مفتوحة للتدريب، والتمويل، والتخطيط، وبحسب مصادر مطلعة، فإن ثمة دلائل على وجود تنسيق بين عناصر متشددة تنتمي إلى حركات مثل حزب الله، حماس، وبعض الفصائل الفلسطينية، وهو تنسيق تحكمه ميكافيلية المصالح لا تقاطعات الأيديولوجيا.
وذكر أن الأجهزة الأمنية الأردنية رصدت منذ عام 2021 نشاطًا متصاعدًا لجماعات متطرفة تسعى لإعادة إنتاج وجودها في الداخل الأردني عبر وسائل غير تقليدية، متخفية خلف خطاب ديني متشدد وشبكات تمويل غامضة، ومع أن بعض المحاولات تم إحباطها وقائيًا في حينه، فإن ما جرى الإعلان عنه اليوم يمثل ذروة الاشتباك الاستخباري طويل الأمد، والذي نضجت ثماره على هيئة عملية أمنية محكمة تكللت بتفكيك خلية مسلحة، واعتقال 16 عنصرًا مزودين بأسلحة ومواد متفجرة، مع توفّر اعترافات وأدلة دامغة تؤكد ارتباطهم بتنظيمات خارجية.
واستطرد المومني قائلًا إن اللافت الدولة الأردنية، إلى جانب بعدها الأمني، أولت أهمية خاصة للمسار القانوني، حيث تم التعامل مع القضية بمنهجية قضائية صارمة تؤكد حرص مؤسسات الدولة على سيادة القانون، وعلى صيانة منظومة العدالة كأداة موازية للردع الأمني.
ونوّه إلى أن الدولة الأردنية تُدرك تمامًا أن التعاطي مع هذه الجماعات تعتمد على تفكيك البيئة الحاضنة، وقطع خطوط التمويل، وتجفيف منابع الفكر التكفيري، عبر استراتيجية وطنية شاملة تتكامل فيها الأبعاد السياسية، القانونية، والمجتمعية.
ولفت المومني إلى أن النقاط المحورية التي برزت في خضم هذا الحدث الأمني، هو التأكيد على أن الدولة الأردنية لن تسمح بأي شكل من الأشكال باستغلال الحريات، أو التستر خلف شعارات دينية أو حزبية لتمرير أجندات تخريبية، كما أن التصريحات التي طالت حركة الإخوان المسلمين – غير المرخصة – وبعض التيارات المتشددة الأخرى، تكشف عن توجه صريح لكسر المنطقة الرمادية التي لطالما اختبأت فيها بعض القوى بين الفعل السياسي والدور الأيديولوجي.