وفاة عامل في برنامج أوراش بتزنـيت بينما كان يشتغل تحت وطأة حرارة تجاوزت الأربعين
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
لقي خمسيني حتـفه بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، أول أمس الأربعاء، بعدما سقط مغشياً عليه قبل أسبوع داخل ورش إحدى الجمعيات المستفيدة من برنامج أوراش بجماعة أربعاء الساحل نواحي تزنيت، قبل أن يعلن عن وفاته بشكل مفاجئ بغرفة الإنعاش بالمستشفى ذاته.
وفوجئ عمال الورش بسقوط المعني بالأمر مغشيا عليه، زوال يوم السبت الماضي، بعدما كان بصدد القيام رفقة زملائه بأشغال جمع المتلاشيات والأزبال المتناثرة بالقرب من مشروع لأشجار الخروب بالمنطقة، تزامناً مع الحر الشديد الذي عرفته المنطقة والذي تجاوزت درجاته الأربعين، حيث نقل على وجـه السرعة على متن سيارة إسعاف جماعية إلى المستشفى الإقليمي بتزنيـت، وتم إخضاعه للمراقبة الطبية بغرفة الإنعاش، فيما تقرر نقله عبر سيارة إسعاف ثانية إلى المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير يوم الثلاثاء الماضي، إلى حين وفاته الأربعاء.
مصادر طبية رجحت أن تكون الحرارة سبباً مباشراً في وفاة الضحية، مرجحة أن تكون قد تسببت له في جلطة دماغية مفاجئـة، فيما تتشبث عائلة الضحية بنتائج التشريح الطبي للكشف عن الأسباب الحقيقية للوفاة.
كلمات دلالية اربعاء الساحل برنامج اوراش تزنيت عامل
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: برنامج اوراش عامل
إقرأ أيضاً:
تفاوض أو ابتزاز الرئيس المكلف!
كتبت روزانا بو منصف في" النهار": ليس جديدا ما يواجهه رئيس الحكومة المكلف نواف سلام قياسا بما واجهه رؤساء حكومة سابقون في تأليف حكومات كانت تستنفد جهودا كبيرة تحت وطأة مماحكات وألاعيب سياسية ومطالبات بحصص لا تعد ولا تحصى. هناك توازنات إقليمية جديدة على القوى السياسية أن تفهم أحجامها فيها كما في متغيرات العالم والمنطقة. لكن هذه القوى تعمل وفق الزمن القديم وتسعى إلى استعادته، إن لم يكن الإبقاء على مرتكزاته كما هي، ويتجاهل معظمها، وفي مقدمهم الثنائي الشيعي، كل المعطيات الجديدة.وقد واجه سلام ولا سيما تحت وطأة رغبته في تأليف سريع لحكومة كفايات وحكومة "مهمة" ومختلفة وتحظى بالرضى السياسي، فضلا عن الضغط الداخلي والخارجي، عمليات تفاوض صعبة، والبعض يقول إنها عمليات ابتزاز سياسية واضحة ومكشوفة، وخصوصا في اللحظات الأخيرة الممهدة لإعلان الحكومة. ويخشى في ضوء ذلك تظهير قدرة اللاعبين السياسيين التقليديين على مراوغة الداخل والخارج معا وعدم الاهتمام بعامل الوقت الضاغط على اللبنانيين من أجل حفاظهم على القدرة على إعادة إنتاج أنفسهم وفق الحد الأقصى للهامش المتاح لهم. وهذا العامل وحده كفيل بالإيحاء بالبقاء ضمن أساليب الماضي أو العودة إليها، وهو ما ينذر بحكومة لن تسهل عليها قيادة المرحلة المقبلة في ملفات معقدة تتعلق ببسط سيادة الدولة في الجنوب واستعادتها في كل لبنان، ، فضلا عن إدارة انتخابات بلدية ونيابية وإعادة إنهاض الاقتصاد.
والواقع أن ما يجري في عملية التأليف لم يجار الانتخاب الرئاسي والتكليف الحكومي في وتيرته فيما المفترض أولا، أن الضغط الخارجي الذي ساهم في إعطاء دفع واضح لانتخاب العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية وعبر رسائل مباشرة وضعت أمام القوى السياسية بعدم وجود خطة أخرى غير انتخاب قائد الجيش والدعم الخارجي الذي غاب عن إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي وأفسح في المجال أمام نواف سلام، لا يزال زخمه قائما في تأليف الحكومة. فرفعت القوى السياسية شروطها ومارست ابتزازها، وخصوصا أن نجاح الإعلان عن تأليف الحكومة ظهر الخميس كان سیستبق زيارات ديبلوماسية أميركية وسعودية للبنان تردد أنها ستحصل، بحيث يجري استبعاد أي تأثير خارجي على تأليف الحكومة أو طبيعتها.
وليس خافيا أن هناك معايير خارجية للحكومة العتيدة يخشى أن ينعكس عدم التزامها أو توسيع الهامش في شأنها، سلبا على التعامل الإيجابي مع لبنان في المرحلة المقبلة. ويبدو الكباش واضحا في هذا الإطار لجهة سعي الثنائي الشيعي إلى التصدي لذلك وإبقاء ورقة المساومة قوية بين يديه على هذا المستوى حفاظا على نفوذه وقوته ولترك هامش كبير لإيران.
ثانيا، إن القوى السياسية التي يفترض أن تظهر وعيا لما يجري في المنطقة على أقل تقدير لا تقيم وزنا لمدى الإلحاح الداخلي على إنهاء كوارث المرحلة السابقة، وتمارس ترف الاستغلال والتقاط ما يمكنها من فرص لتعزيز موقعها وأوراقها ومصالحها، أيا تكن الانعكاسات السلبية على لبنان، وربما تستدرج تدخلا خارجيا للوساطة تحت وطأة الحصول على أثمان معينة على مستويات مختلفة.
لازمت المخاوف : على إقلاع الرئيس المكلف بحكومة يريدها مغايرة عن كل ما سبقها، وتقود المرحلة الجديدة في لبنان، أصدقاء ومؤيدين كثرا له رأوا بداية أنه لم يكن جزءا من التفاهم الذي انضم فيه الثنائي الشيعي إلى انتخاب العماد جوزف عون للرئاسة الأولى. فيما المشاورات العميقة التي فتح الرئيس المكلف بابها أتاحت دخول الحسابات السياسية، ولاحقا توازناتها، ما جعله يخسر الزخم المستقل الذي طمح إليه هو والرأي العام اللبناني، وهذا ما رفع مستوى الإحباط الداخلي ولم يثر حماسة اللبنانيين في الخارج، بما يهدد بالانعكاس على رد الفعل الديبلوماسي الخارجي على الحكومة وما ستحتاج إليه من جهد بالغ لإثبات قدراتها وفاعليتها.
في المقابل، يخفف البعض وطأة ذلك ربطا باعتقاد أن انطلاق الحكومة على خلفية وفاقية قوية قد يدحض بسرعة هذه الانطباعات الحادة راهنا.