الاقتصاد نيوز - بغداد

شخص الخبير الاقتصادي مخلد حسن، الثلاثاء، الأخطاء التي يعاني منها قطاع السكن في العراق، مبيناً أن فوضى المشاريع السكنية خنقت العاصمة بغداد.

وقال حسن، في حديث لـ"الاقتصاد نيوز"، إن "أكثر القطاعات نشاطا وحيوية في العراق هو قطاع السكن، لكن هذا القطاع سيتضائل نشاطه لأنه قطاع مرحلي وقع بأخطاء جوهرية لا يقع فيها أي صاحب مشروع ذكي"، مشيراً إلى أن "القطاع استهدف ذوي الدخل المرتفع أو فئة الباحثين عن عقار بديل لعقارهم المباع، بينما أهمل باقي الشرائح التي هي بحاجة أكبر لخيارات عقارية تنسجم مع الحاجة".

وأضاف أن "المشاريع تركزت في أماكن معينة من العاصمة، هذا التركز سيجعل هذه الأماكن والطرق المؤدية لها تشهد زخم سكاني وزحام طرق وتشكل ضغط هائل على البنية التحتية الضعيفة أصلاً، كذلك فإن كل هذه المشاريع بنيت على اطلال بنى تحتية عمرها 30 عام وأكثر، خصوصا البنى التحتية عالية الكلفة التي تتمثل بشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء".

وتابع أن "كل هذه المشاريع بنيت كنماذج قائمة بحد ذاتها، وهذا شكل عبء على الكلف وعلى البيئة فكل مجمع سكني أنشأ لنفسه محطة تنقية مياه ومحطة كهرباء ثانوية ومحطة غاز، وهذه مشكلة كبيرة تنعكس على مختلف المستويات" لافتاً إلى أن "كل المجمعات السكنية تنبت سياسة سعرية مرتفعة، جداول دفعات عالية ما جعل معظم عمليات البيع تتجه نحو المتداولين بالعقار؛ عند وصول المشاريع لمراحل إنجاز متقدمة ستجد معظم المتداولين راغبين ببيع وحداتهم السكنية ما سيؤثر على عمليات السداد ويخفض من قيمة الاستثمار العقاري".

وأكد حسن، أن "معظم هذه المجمعات اعتمدت سياسة مشاريع متشابهة، فتجد حجم العمل وفترة التسليم متشابه بين مشروع وآخر وهذا يؤدي لموجة طلب وموجة عرض متناسقة من شأنها ارباك السوق عند اكتمال او تسليم المشاريع لاحقا"، موضحاً أن "أغلب المشاريع أهملت التخطيط العمراني للمجمع السكني (بنايات متقاربة، فضاءات قليلة، المساحات الخضراء شبه معدومة، غياب واضح للمساجد وساحات كرة القدم وما شابهها من نشاطات) وهي تؤثر بشكل مباشر على بيئة المشروع وبشكل يعلمه المختصين جيدا ولا يقبل النقاش".

ويرى أنه "كان أجدر بالحكومة أن تذهب نحو إنشاء مدن نموذجية خارج العاصمة وفق معايير عالمية، تبيع فيها قطع الأراضي بأسعار قيمة وتجعلها غير قابلة للتداول العقاري، وأن تمنح رخص محددة للشركات كي تتولى بناء المساكن وفق المخططات الغير قابلة للتعديل".

وعبر عن أستياءه من "فوضى المشاريع السكنية التي خنقت العاصمة وغيرت معالمها وهي ماضية بتجريف آخر مساحاتها الخضراء المتوفرة وتحطيم ما تبقى من البنية التحتية للمدينة"

واختتم بالقول: "بغداد تتحول من مدينة خضراء بنسائم عليلة تلامس دجلة وتداعب النخيل الى مدينة الدخان والغبار والكاربون والكبريت والهواء المسرطن، مدينة الزحام والفوضى والصخب المزعج"

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

تقطيع وإعادة تشكيل.. هكذا "تبتلع" إسرائيل معظم قطاع غزة

تعمل إسرائيل على إعادة تشكيل خريطة قطاع غزة منذ استئنافها للعمليات العسكرية قبل نحو 6 أسابيع، الأمر الذي تسبب في "ابتلاعها" النسبة الأكبر من أراضي القطاع، مع حشر مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق أصغر وأكثر اكتظاظا.

وبحسب الأمم المتحدة، صنفت إسرائيل قرابة 70 بالمئة من أراضي قطاع غزة مناطق عسكرية مغلقة أو مناطق إخلاء.

وتبرر القوات الإسرائيلية أوامر الإخلاء بأنها تهدف إلى السماح للمدنيين بالفرار قبل بدء المعارك، وأن "من يبقى قد يعتبر مقاتلا"، لكن الفلسطينيين يقولون إنهم يجبرون على الفرار تحت القصف.

وغطت أوامر الإخلاء الأخيرة مناطق حدودية ومراكز سكانية، وتسببت في نزوح ما يقترب من نصف مليون شخص، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وحسبما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الإسرائيلية، فقد وسعت إسرائيل ما تسميه "منطقة الأمان" أو "المنطقة العازلة" على طول حدود غزة مع إسرائيل ومصر.

ووفق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، فإن هذا الإجراء يهدف إلى منع تكرار هجوم حماس في 7 من أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل قرابة 1200 شخص في جنوب إسرائيل.

وقد لمح مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم لا ينوون التخلي عن هذه المناطق، حيث تعتبر هذه الأراضي، التي تنتشر فيها القوات الإسرائيلية، مناطق محظورة يعرض الفلسطينيون أنفسهم فيها للخطر إذا اقتربوا منها.

رفح

أكبر عمليات التوسع في المنطقة العازلة وقعت في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، حيث طلب من السكان إخلاؤها الشهر الماضي مع تقدم القوات الإسرائيلية.

وتقع رفح على الحدود مع مصر، وبها ممر فيلادلفيا الخاضع للسيطرة الإسرائيلية ويعد جزءا من المنطقة العازلة.

وأعلنت إسرائيل هذا الشهر أن هذه المنطقة تمتد الآن شمالا لتصل إلى مدينة خان يونس وممر موراج الجديد.

احتلال طويل

وبينما تؤكد القيادة الإسرائيلية أن هذه الخطوات ضرورية لأسباب أمنية، وللضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن، أشار بعض المسؤولين إلى أن التغييرات قد تمهد لاحتلال طويل الأمد للقطاع يستمر لأشهر وربما أكثر.

وقد حذرت وكالات الإغاثة الإنسانية، من أن أوامر الإخلاء وتوسيع المناطق العازلة أدت إلى عزل آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم وعن المساعدات الإنسانية، التي تعاني من نقص حاد منذ فرض الحصار الكامل على غزة قبل نحو شهرين.

وتشمل مناطق الإخلاء الحالية نصف آبار المياه في القطاع، وعددا كبيرا من المرافق الطبية والخدمات الحيوية الأخرى، بحسب الأمم المتحدة، كما أن بعض المدنيين لم يغادروا المناطق التي شملتها أوامر الإخلاء.

وفي الأشهر الأولى من الحرب، هدمت القوات الإسرائيلية المباني وجرفت الحقول الزراعية لإنشاء المنطقة العازلة الأولية، معتبرة أن هذا الإجراء ضروري للقضاء على أنفاق حماس ومنع هجمات جديدة.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي، سحبت إسرائيل قواتها في البداية، لكنها احتفظت بمنطقة عازلة بعرض يتراوح بين 700 وألف متر داخل أراضي غزة في كل القطاع، وهو ما شكل قرابة 14 بالمئة من مساحته، وفقا لمنظمة "جيشا" الحقوقية الإسرائيلية التي تتابع التطورات العسكرية في غزة.

وكانت هذه المناطق مناطق عسكرية مغلقة، ولم يكن بإمكان الفلسطينيين الوصول إلى أراضيهم أو منازلهم هناك.

مقالات مشابهة

  • كيف أثرت رسوم ترامب الجمركية على مصر؟.. خبير اقتصادي يوضح
  • تقطيع وإعادة تشكيل.. هكذا "تبتلع" إسرائيل معظم قطاع غزة
  • خبير اقتصادي لـ«عين ليبيا»: تقليص السفارات الليبية خطوة طال انتظارها لإنقاذ الاقتصاد
  • أعلى زيادة في 5 سنوات | 678.1 مليار جنيه لأجور الموظفين .. خبير اقتصادي يكشف الأثر والتداعيات
  • خبير اقتصادي لـ«عين ليبيا»: ليبيا في طريق مسدود والمطلوب إدارة أزمة لا تكرار أخطاء
  • خبير اقتصادي: ‎%‎80 من المواطنين الليبيين تحت خط الفقر  
  • تطلق التقديم عليها الشهر المقبل.. كشف تفاصيل الوحدات السكنية في مدينة الجواهري
  • مدينة الجواهري السكنية: نقلة نوعية في سياسة الإسكان بالعراق
  • وزير الخارجية:قمة بغداد ستعقد في موعدها حتى وان كان معظم حضورها من وزراء الخارجية
  • صراع العمالقة.. خبير اقتصادي: الصين قادرة على معاقبة أمريكا بسنداتها ومعادنها |فيديو