بعد دخول الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني شهرها الخامس تواصلت معاناة النازحين القادمين من الخرطوم إلى مدينة ود مدني وسط السودان والذين وصل بعضهم حد اليأس من وجود حل يعيدهم إلى ديارهم.

ود مدني: التغيير _ عبد الله برير

ودفعت الحرب التي تدور رحاها في العاصمة السودانية الخرطوم آلاف السكان لمغادرة منازلهم، بحثاً عن الأمان ليستقر بعضهم في مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة- وسط البلاد- في دور الإيواء المخصصة للنازحين.

وتحدثت لـ «التغيير» النازحه «سارة .أ»  التي تسكن منطقه أم درمان حمد النيل و تخرجت من احدى الجامعات السودانيه ودرست إدارة الأعمال ولم تجد أي وظيفه في ولاية الجزيرة بعد نزوحها الى مدينه ود مدني.

وقصة «سارة» تتشابه مع كثير من قصص الذين دفعتهم حرب الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي، إلى ترك منازلهم وممتلكاتهم للنجاة بأرواحهم من القصف المدفعي والاشتباكات المستمرة حتى اليوم دون بارقة أمل في وقف القتال.

وتقول سارة إنها قدمت إلى ودمدني رفقة والدتها وشقيقها وشقيقتها وجميعهم أصغر منها عمراً كما أن أشقائها قد اكملوا دراستهم الجامعية.

وتابعت سارة: «قضينا شهراً هنا في مدرسة أركويت النسوية وقبل ذلك مكثنا شهرا آخر في ود مدني في بادئ الأمر حيث أقمنا مع بعض المعارف وجئنا رفقة أسرة أخرى ومن ثم جاء عدد من أقربائهم وتزايدت الأعداد و أحسسنا أننا ضايقناهم فقررنا مغادرة المنزل».

وتضيف سارة منبهة إلى أنهم وجدوا معاناه كبيره في البحث حيث قالت: «مررنا على المدارس جميعها حتى قابلنا مشرف مدرسة ود مدني النسوية، إحدى معارفنا كانت تبحث عن الإيجار ولكن وجدنا أن اسعار الإيجارات باهظة جداً لنتجه مُجبرين إلى خيار دور الإيواء».

قرب من الاشتباكات

وحول أوضاع الحرب في أم درمان قبل قدومها إلى ود مدني رفقة أسرتها كشفت سارة  أن سكنهم في منطقة حمد النيل يقع بالقرب من سلاح المهندسين بمدينة أم درمان مشيرة إلى أنهم كانوا يجدون الرصاص في باحة المنزل.

تحكي سارة معاناتها قائلة: «كنا خائفين في بادئ الأمر وظننا أن الحرب ستنتهي بعد يوم أو يومين و تتوقف هذه الحرب اللعينه لكنها دخلت الشهر الخامس ولا يوجد بسيط أمل ولا بنسبة واحد في المئة ولم يتوصل طرفا النزاع سواء كان من جانب القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع إلى اتفاق رغم أن جميع الدول أو غالبية الدول تدخلت وتوسطت من أجل حل هذه المشكلة» .

وتابعت: «على المستوى الشخصي وقع عليّ الضرر بسبب الوضع الحالي وعدم الاستقرار والإفتقاد إلى الراحه التي كانت توفرها منازلنا».

وزادت: «بيتنا تعرض للنهب ثلاثة مرات و فقدت وظيفتي مصدر داخلي الذي كنت اعيل به نفسي و اساهم به مع اسرتي وكذلك شقيقي وشقيقتي أصبحوا بلا عمل وبلا مصدر دخل».

وحول الاعاشة في أيام الحرب الأولى تقول سارة: «كانت هنالك بعض المواد الغذائية و الطعام الذي توفر في شهر رمضان وكذلك المرتبات كانت متوفرة ورويدا الرويدا بدأ مخزوننا من المال والسلع الإستراتيجية في التناقص أضف إلى ذلك تم قفل المحال التجارية التي تعرضت بدورها إلى النهب».

ومضت بالقول: «كنا نعاني من خطورة وصعوبة الحركة من أجل توفير احتياجاتنا اليوميةو الموت كان يحاصرنا من كل جانب نصحو وننام على أصوات الرصاص الذي لم يتوقف وتملكنا الهلع ولم نكن نخرج من المنزل نهائياً حتى في أيام الهدنة وخالي شقيق أمي كان يخرج بصعوبه لتأمين بعض الاحتياجات. 

وكشفت سارة عن أن الايام الأخيرة لهم في أم درمان شهدت تمركز قوات من الدعم السريع أمام منازلهم مما اضطرهم للمغادرة. وقالت : «ذهبنا إلى منزل خالتي لمدة ثلاثه أيام مؤقتا ريثما تغادر هذه القوات و أخذنا معنا بعض المستلزمات و كانت لي بضاعة و أخذت منها حقيبة واحده فقط على أمل أن أعود و أحمل باقي البضاعة وعندما ذهبنا إلى منزل خالتي وجدنا أن قوات الدعم السريع ارتكزت أيضا أمام منزلهم مما أضطرنا للمكوث مع صديق شقيقي حتى قررنا أخيراً أن نأتي لمدينه ود مدني».

و أضافت: «لنا في عاصمة ولاية الجزيرة بعض الأقارب كما أننا اخترنا ود مدني لأن معظم النازحين جاؤا لولاية الجزيرة».

وكشفت سارة أنها في بادئ الأمر كانت متفائله بان تجد عملاً هنا وقالت: «قدمت لبعض الوظائف ولكنني لم أحظ بفرصة للعمل».

وحول الوضع في مركز الإيواء الحالي تقول سارة إن الأمور هنا ليست بالسيئة، ولكن نعاني من مياه الشرب التي نضطر إلى جلبها من مسافات بعيدة كما أن الحمامات متسخة.

الوسومدور إيواء نازحين ود مدني وسط السودان ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: نازحين ود مدني وسط السودان ولاية الجزيرة

إقرأ أيضاً:

كيف كانت مدينة العلمين قبل 85 عاما؟.. من «الحرب» إلى «الجنة على الأرض»

بدأ العد التنازلي لانطلاق النسخة الثانية لمهرجان العلمين التي تبدأ في 11 يوليو الجاري، ويجري افتتاح الفعاليات بحفل الفنان مدحت صالح، لذا تتجه أنظار العالم للمدينة الساحلية النابضة بالحياة لمتابعة العمل المتواصل بها من أجل إنهاء الاستعدادات الأخيرة للمهرجان على أتم وجه، ومع التغيرات التي شهدتها مدينة العلمين مؤخرًا ووصفها بأنها «الجنة على الأرض» ممن زاروها، نستعرض فيما يلي، صورًا للمدينة التي كانت شاهدة منذ سنوات طويلة على الحرب العالمية الثانية، موقع «newlinesmag» الأمريكي.

كيف كانت مدينة العلمين قبل 85 عامًا؟

منذ أكثر من 85 عامًا، دارت معارك عنيفة على أراضي العلمين ضمن الحرب العالمية الثانية، وفي هذا الوقت، رصدت الوثائق مجموعة من الصور التاريخية للمدينة وكانت عبارة عن مناطق صحراوية وتلال، وعلى بعد 60 ميلاً غربًا جرى إنشاء محطة سكة حديد لنقل الجنود.

في الوقت الحالي، وثقت عدسة «القاهرة الإخبارية» مشاهد من العلمين، تبدو فيها المنطقة أشبه بعالم خيالي، إذ تحتوي على أبراج عالية وعالم متحضر لا يشبه ماضيها حيث الألغام وآثار الحرب، مع وصف المهرجان الذي سيقام على أرضها بأنه «عالم لا ينتهي من الترفيه».

أحداث تاريخية في مدينة العلمين

ودارت معارك العلمين المرتبطة بالحرب العالمية الثانية في الفترة من 1 سبتمبر عام 1939 وحتى 2 سبتمبر عام 1945، إذ واجهت القوات الألمانية والإيطالية، القوات البريطانية والأسترالية والنيوزيلندية وجنوب إفريقيا والهندية في الساحل الأوسط لمصر وأسفرت عن انتصار محوري للحلفاء، وبعد انتهاء معركة العلمين الأولى في مصر التي تقع على بعد (150 ميلاً غرب القاهرة)، كانت المعركة الثانية بمثابة بداية النهاية لقوات المحور في شمال إفريقيا، إذ هُزم المشير الميداني إروين روميل بشكل شامل على يد الجيش البريطاني الثامن، وكان التفوق المادي للحلفاء ما يعني أنه لم تكن لديه فرصة كبيرة لحشد قواته المحطمة.

وبعد أن ألحق البريطانيون هزائم قاسية بالقوات الإيطالية في شمال إفريقيا، اختير روميل قائدًا لقوات المحور في ليبيا (فبراير 1941)،  وفي يناير 1942، بدأت قواته حملة جديدة شرقًا على طول ساحل شمال إفريقيا للاستيلاء على قناة السويس، وبعد خسارة بنغازي في يناير، تمكن البريطانيون من كبح جماح الألمان.

وفي وقت لاحق، تمكنت القوات الألمانية والإيطالية من تدمير معظم قوة الدبابات البريطانية والاستيلاء على طبرق والتحرك شرقًا إلى مصر، ووصلت إلى الدفاعات البريطانية في العلمين في 30 يونيو 1942، ثم هاجم روميل هذا الخط في 1 يوليو، ولكن في اليوم التالي، شن القائد البريطاني الجنرال كلود أوكينليك، هجومًا مضادًا وتطورت معركة استنزاف.

وبحلول منتصف يوليو، كان روميل لا يزال في العلمين، محاصرًا، حتى انتهت المعركة الأولى بعد تدخل البريطانيين الذين أوقفوا حملته لاجتياح مصر والاستيلاء على القناة، وبلغت خسائر الحلفاء في هذه المعركة الأولى نحو 13250 قتيلاً أو جريحًا من أصل 150 ألف جندي؛ وبالنسبة لقوات المحور، بلغت خسائرهم نحو 10 آلاف قتيل أو جريح من أصل 96 ألف جندي.

مقالات مشابهة

  • الحرب وغياب دور الأحزاب
  • أيام تمضي وآلاف بلا مأوى.. كارثة إنسانية تفتك بنازحي سنار السودانية
  • وزير الداخلية السوداني يتهم "الدعم السريع" بالإفراج عن إرهابيين مسجونين
  • الفصائل السياسية السودانية تجتمع في القاهرة وسط تضاؤل فرص السلام
  • كاتب سوداني: القوى السياسية بالخرطوم متفقة على ضرورة الحفاظ على البلاد
  • كيف كانت مدينة العلمين قبل 85 عاما؟.. من «الحرب» إلى «الجنة على الأرض»
  • بالبرهان السودان في كف عفريت
  • في مؤتمر القاهرة اليوم .. تصميم الشعار والخلفية .. الناظر لها يشعر أنها مخاطبة ونشاط خاص بالدعم السريع !
  • حالة إنسداد!!
  • مصر ومؤتمر الأزمة السودانية.. 5 تحديات ملحّة تدفع للتحرك الفوري