صراحة نيوز – كتب أ.د. محمد الفرجات

لست حزبيا وقررت بأن أبقى مستقلا وبنفس الوقت داعما لكل الأحزاب وجهودها التنموية، ويهمنا جميعا نجاح رؤية سيد البلاد لتحقيق حكومات حزبية تقود المرحلة، مقابل تشكل معارضة برلمانية تقيم وتتابع وتقوم، وشارع يراقب ويتابع وينتخب الأفضل للمرات القادمة.

النضج السياسي هذا إن حققناه فإن فاعلية الإدارة لرؤية التحديث الإقتصادية وما نتج عنها من خطط ولكافة القطاعات، سيفضي إلى دولة قوية مستدامة وعصرية تضمن أمنها المائي والغذائي وأمن الطاقة، وتحقق رفاه مواطنيها وشبابها وفرص العمل لهم ومستقبلهم وطموحهم، ضمن إدارة تخلو من الترهل والفساد وتنهج أعلى وأفضل معايير التفوق.

القادم صعب على كافة الصعد أمامنا وأمام الإقليم والعالم أيضا؛ حروب وتغير مناخي وكوارث طبيعية وأوبئة ومجاعات وشح مائي وزيادات سكانية… إلخ، والبقاء للأفضل والأقوى، وأن علينا إسناد أجيالنا القادمة وأن نورثهم دولة قوية منافسة بكافة المعايير، لا أن نورثهم مديونية وملفات مرحلة وتحديات غير محلولة.

كنت عضوا في اللجنة الملكية وبالتحديد في لجنة الأحزاب، وساهمنا بوضع القانون الجديد للأحزاب، وصادقنا معا على مخرجات اللجان الأخرى، لنتحدث عن رؤية تحديث سياسي عصرية متزنة وكما أرادها الملك، وكنت قدر الإمكان وحيثما سمح المجال أنادي بتحسين وإنعاش إقتصادنا وفقا لمجمل الرؤية، ليثلج صدورنا الملك بإصدار قرار لوضع رؤية تحديث إقتصادي وتحديث إداري، فتتكامل الأمور.

أتابع كثيرا وكمواطن مستقل (غير حزبي) الشأن الحزبي هنا وهناك، وأتواصل مع الكثيرين من أعضاء الأحزاب وقياداتها، وأقرأ لهم الكثير من البيانات ونتائج اللقاءات في مختلف مناطق المملكة، وما زالوا في فلك الخطاب والبيان والتوضيح ورسم الطريق وبلورة مواقفهم، مع الكثير من تحديات تواجههم.

التحدي الأكبر الذي يواجه الأحزاب هو عدم نضج وتبلور دورهم الرقابي أو التوجيهي بعدم تمكنهم بعد من تحقيق مكانتهم المرجوة أمام الحكومة، ونعلم جميعا أهمية ذلك للأحزاب سواءا أمام مجتمع الحزب الداخلي أو أمام الشارع لتعزيز وجودهم ودورهم.

هل يستطيع أي حزب مثلا وبسهولة مقابلة وزير ما أو مسؤول هنا أو هناك، وطرح قضية معينة وحلول عليه ومتابعتها، لنجد ماكينة الاعلام الأردنية والسوشيال ميديا تتسابق لتغطية ومتابعة الأمر، بدلا من تغطية خطابات الأحزاب ولقاءاتها في القرى والمدن والبوادي والمخيمات والأرياف وفي محافظاتنا، الأمر الذي بات الاعلام يتجنبه لقلة متابعيه، وحتى صار يلاقي فتورا وعزوفا عن حضور الفعاليات الحزبية التي أصبحت تقليدية للأسف.

مع ماكينة إعلام تغطي وتتابع وشارع يقرأ ويتابع أيضا ويهتم، نريد الحزب الفلاني مثلا أن يتبنى قضية العمالة الوافدة مع وزير العمل مقابل المتابعة مع إدارة التدريب المهني وتوجيه وتشجيع شبابنا عليه، لإحلال الشباب المحترف في كثير من المهن شبه المحتكرة للعمالة الوافدة -والتي تحقق دخلا مرتفعا- في كل محافظاتنا وألويتنا، وحزب آخر يتابع قضايا التكيف مع آثار التغير المناخي وتحسين بصمتنا الكربونية مع وزارة البيئة ومصانعنا ومختلف قطاعاتنا، وحزب آخر يتبنى رفع وتحسين وتعزيز منتجاتنا الصناعية وإسناد مصانعنا بالتدريب والطاقة المتجددة إلخ ومع الجهات المسؤولة عن هذه الملفات، وحزب يتابع الاقتصاد الأخضر والتحول للطاقة المتجددة، وحزب يتابع قضايا أمننا الغذائي مع الجهات المعنية، وحزب يتابع قضايا تحسين جودة الخدمات السياحية، وحزب يتبنى متابعة قضية تغول البنوك على المقترضين برفع قيمة الأقساط والقروض بأثر رجعي،… إلخ، والقضايا كثيرة، والعمل كثير، وكل ذلك يحولنا جميعا إلى خلية نحل تنتج وتعمل وتراقب وتتابع وتقيم وتقوم،،، لا مكان للترهل ولا مكان للفساد…

هل ستتمكن الأحزاب القيام بذلك على وضعها الحالي؟ وهل لها سلطة على الجهات الحكومية ومختلف القطاعات؟

حقيقة لقد نظم قانون الأحزاب كل ذلك، وللأحزاب حق المتابعة والرقابة وتقديم المقترحات وضمن آليات وأدوات معينة ومعلومة، ولكن وعلى الرغم من ذلك فالأحزاب لدينا ما زالت بحاجة لدفعة معنوية للقيام بذلك.

ولكل ما سبق نؤيد كثيرا لقاءا ملكيا ساميا مع أمناء الأحزاب المرخصة، كدفعة معنوية وتعزيز وإسناد لدورها، يتبعه لقاء مع دولة رئيس الوزراء، ولقاء مع رئيسي مجلس النواب والأعيان.

من جهة أخرى، فعلى الأحزاب اليوم أن تستعد كثيرا، وخاصة بعد أن أكد جلالة الملك في لقاءاته الأخيرة على مضي الدولة قدما نحو التحديث السياسي والحكومات البرلمانية، وقرب الانتخابات النياببة، وعليهم -وهذا مهم جدا- أن يقرأوا جيدا خطط التحديث الاقتصادي، لأنه وببساطة على من يكون أغلبية برلمانية فيشكل الحكومات منهم تنفيذ هذه الخطط، والآخرون منهم سيشكلون قوى داعمة أو معارضة صحية تتابع وتقيم وتقوم.

الصورة أصبحت أكثر وضوحا، ويسرنا اليوم إصرار الملك على إنجاح رؤيته وخطته، بعد أن أضطررنا بسبب وباء كورونا لوقف السير قدما بخطة مشروعنا النهضوي دولة الانتاج، وأن الظروف اليوم لن تتحمل أبدا التراجع أو البقاء كدولة بلا خطة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسماعيلية يتابع اللمسات النهائية لسوق اليوم الواحد

أكد اللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، أن إقامة أسواق اليوم الواحد تأتي ضمن تكليفات الحكومة  لتخفيف الأعباء عن المواطنين، خاصة وأن المبادرة لها تأثيرها الإيجابى المباشر على الحياة اليومية للمواطنين وتتميز أيضًا بسهولة تنفيذها.

جاء ذلك خلال اجتماعه اليوم لمتابعة آخر التجهيزات الخاصة بسوق اليوم الواحد، والمقرر عقده بالإسماعيلية الجمعة القادمة، حيث تم اختيار حديقة الشيخ زايد لإقامته بمشاركة عدد كبير من العارضين وممثلي الشركات الداعمة والتي التزمت بتقديم تخفيضات حقيقية ومنتجات ذات جودة عالية خلال فترة إقامة السوق.

وتهدف المبادرة إلى توفير السلع من المنتجين إلى المستهلكين مباشرة ودون الحلقات الوسيطة، مما يتيح بيعها للمواطنين بأسعار مخفضة.

وخلال الاجتماع أوضحت شيماء عمر مدير مديرية التموين بالإسماعيلية أن "سوق اليوم الواحد" من المقرر إقامته يوم الجمعة القادمة، ويتم توفير عددًا كبيرًا من السلع الأساسية (زيت، سكر، أرز)، والبقوليات والخضر والفاكهة، كما يتم توفير سيارات مخصصة لعرض وبيع اللحوم والدواجن والأسماك، بالإضافة إلى بعض المعروضات التي تلبي حاجة المواطنين المختلفة.

ووجَّه محافظ الإسماعيلية بأن تشمل المبادرة كل أحياء المحافظة وكذلك كافة المراكز حتى تصل المبادرة لجميع المواطنين.

مشددًا على جودة السلع المقدمة وأن تكون  التخفيضات فعلية وليس تخفيضات وهمية؛ حتى نضمن استفادة أكبر عدد من المواطنين وتحقق المبادرة هدفها في المساهمة في رفع الأعباء عن كل المصريين.

حضر الاجتماع المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، دكتور علي حطب مدير المكتب الفني، المهندس ماجد بسيوني مدير عام التخطيط العمراني، العقيد محمد دعية مدير عام مكتب شئون المحافظ، شيماء عمر مدير مديرية التموين والتجارة الداخلية.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم برج الجوزاء الخميس 28 نوفمبر 2024.. «ناقش قضايا مؤجلة مع حبيبك»
  • وسط رسائل التشكيك من دولة الاحتلال.. ما مستقبل الهدنة المعلنة بين إسرائيل وحزب الله؟
  • سعر الدولار اليوم في مصر الأربعاء 27 نوفمبر 2024.. الأخضر الآن
  • جلالة الملك : المغرب سيواصل جهوده لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين لطاولة المفاوضات ووقف الحرب
  • الاتحاد الوطني يكشف موعد بدء حوارات الأحزاب لتشكيل الحكومة
  • محافظ الإسماعيلية يتابع اللمسات النهائية لسوق اليوم الواحد
  • إسرائيل أعطت الضوء الأخضر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.. حقيقة أم كذب؟
  • محمد بن راشد: رسالتنا لأعضاء «الوطني الاتحادي» تمثيل شعب الإمارات.. ودعم عمل الحكومة
  • مجازر جديدة في القطاع وحزب الله يمطر الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ
  • مجازر جديدة بالقطاع وحزب الله يمطر الاحتلال الإسرائيلي بالصواريخ