ماذا ينتظر أسواق الذهب في 2025
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
توقع الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، ارتفاع أسعار الذهب بنسبة كبيرة خلال العامين المقبلين، مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة تؤثر على الطلب العالمي على المعدن الأصفر كملاذ آمن.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
وأشار عبد الوهاب، إلى أن السعر الحالي لأونصة الذهب يبلغ نحو 2614 دولارًا، متوقعًا أن يشهد الذهب زيادة ملحوظة بنسبة 35% خلال العام الأول، ليصل إلى نحو 3580 دولارًا للأونصة بنهاية 2025، وفي العام الثاني، قد يستمر الاتجاه التصاعدي بزيادة نسبتها 28%، لتصل الأسعار إلى نحو 4500 دولار للأونصة مع نهاية عام 2026.
وأكد عبد الوهاب، أن هناك عدة عوامل ستدعم هذا الارتفاع، أبرزها خفض أسعار الفائدة التدريجي من قبل الفيدرالي الأمريكي: "التيسير النقدي يدفع المستثمرين إلى البحث عن أصول آمنة مثل الذهب، حيث يساهم خفض الفائدة في تقليل جاذبية الاستثمارات ذات العائد الثابت مقارنة بالذهب".
التوترات الجيوسياسية: "الأحداث الجيوسياسية المستمرة تزيد من الإقبال على الذهب كأداة تحوط، خاصة في ظل عدم اليقين الاقتصادي".
زيادة احتياطيات البنوك المركزية: "البنوك المركزية تسعى لزيادة مخزونها من الذهب، مما يدعم الأسعار بشكل إضافي".
تحديات محتملة قد تضغط على الأسعار
رغم التوقعات الإيجابية، أشار عبد الوهاب إلى أن هناك عوامل قد تحد من ارتفاع أسعار الذهب، منها: سياسات الفيدرالي الأمريكي المتحفظة: "خفض الفائدة المتوقع خلال عام 2025 قد يكون أقل مما كان متوقعًا، وهو ما يقلل من دعم الذهب".
قوة الدولار الأمريكي: "ارتفاع الدولار عقب عودة دونالد ترامب إلى السلطة قد يجعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الأجانب، مما يؤثر على الطلب".
وفيما يخص توقعات البنوك والمؤسسات العالمية، أشار عبد الوهاب إلى تقرير صادر عن "جولدمان ساكس" يتوقع وصول سعر أونصة الذهب إلى 2900 دولار بنهاية 2024، ومع ذلك، أكد أن هناك حالة من الترقب والحذر بين المحللين بشأن مدى التأثير الحقيقي للعوامل المتداخلة على الأسعار.
وعن أداء الذهب في الأسواق خلال الفترة الأخيرة، أشار عبد الوهاب، إلى أن الذهب سجل تراجعًا طفيفًا خلال الأسبوع الماضي بنسبة 1% ليصل إلى أدنى مستوى له في شهر عند 2583 دولارًا للأونصة. وأضاف أن التداولات خلال شهر ديسمبر عادةً ما تشهد ضعفًا بسبب عطلات نهاية العام، مما يؤدي إلى نطاق تداول ضيق وعدم وضوح في توجهات المستثمرين.
اختتم عبد الوهاب تصريحاته بالتأكيد على أن الذهب يظل أداة استثمارية أساسية في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، متوقعًا أن يشهد ارتفاعًا تدريجيًا خلال العامين المقبلين ليصل إلى مستويات غير مسبوقة بحلول نهاية 2026، ما لم تحدث تدخلات جوهرية تؤثر على التوجهات العالمية وحروب جديدة قد تسرع وتيرة أرتفاع أسعار الذهب عالميًا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسعار الذهب عبد الوهاب دولار ا
إقرأ أيضاً:
تراجع مشتريات المصريين من الذهب 16% خلال الربع الأول من 2025
كشف تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي اليوم عن تراجع ملحوظ في إقبال المصريين على شراء الذهب خلال الربع الأول من عام 2025، حيث بلغ إجمالي المشتريات 11.1 طن، بانخفاض نسبته 16% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، والتي سجلت خلالها المشتريات 13.2 طن. كما انخفضت بنسبة 8.3% مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي الذي بلغت فيه المشتريات 12.1 طن.
وبحسب التقرير، تراجعت مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية إلى 6.4 طن خلال الربع الأول، مقارنة بـ8 أطنان في الفترة ذاتها من العام الماضي، ما يمثل انخفاضًا بنحو 20%. ورغم ذلك، فإن هذه الكمية جاءت أعلى قليلاً من مشتريات الربع الأخير من 2024، والتي سجلت 6.3 طن.
أما مشتريات السبائك والعملات الذهبية، فقد بلغت 4.7 طن خلال الربع الأول من 2025، منخفضة بنسبة 10% عن نفس الفترة من العام الماضي التي سجلت 5.2 طن، كما جاءت أقل من مشتريات الربع الرابع من 2024 التي بلغت 5.9 طن.
وأرجع مجلس الذهب العالمي هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، ومن ثم محليًا، مما حد من قدرة الأفراد على الشراء، كما ساهم تحسن المؤشرات الاقتصادية واستقرار سعر الصرف في تراجع الإقبال على الذهب كملاذ آمن، بعد فترات من الاضطراب الاقتصادي والتذبذب الحاد في سعر الجنيه.
وتزامن هذا التقرير مع تراجع في أسعار الذهب محليًا، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المصري – جلسة اليوم الأربعاء عند 4760 جنيهًا، قبل أن يتراجع إلى 4735 جنيهًا خلال التداولات الجارية. وكان سعر الجرام قد انخفض أمس الثلاثاء بمقدار 15 جنيهًا ليغلق عند 4765 جنيهًا.
ويرتبط هذا التراجع المحلي بانخفاض أسعار الذهب عالميًا واستقرار نسبي في سعر صرف الدولار أمام الجنيه، مما يجعل السعر المحلي أكثر تأثرًا بحركة أونصة الذهب في الأسواق العالمية، وفق تحليل جولد بيليون تعليقاً على تقرير مجلس الذهب العالمي.
وقد هبط سعر الأونصة اليوم بنسبة 1% مسجلًا أدنى مستوى له عند 3279 دولارًا، بعد أن بدأ التداول عند 3317 دولارًا للأونصة، مواصلًا تراجعه لليوم الثاني على التوالي.
ويعزى انخفاض الذهب عالميًا إلى ارتفاع قيمة الدولار وتراجع التوترات التجارية، بينما يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أمريكية مرتقبة هذا الأسبوع قد تكشف عن اتجاهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
من جهة أخرى، أشار تقرير مجلس الذهب العالمي إلى انتعاش قوي في استثمارات صناديق الذهب المتداولة عالميًا، والتي زادت حيازاتها بنحو 226 طنًا خلال الربع الأول من العام، ليصل إجمالي ما تحتفظ به هذه الصناديق إلى 3445 طنًا – وهو أعلى مستوى منذ مايو 2023، رغم أنه لا يزال أقل من الذروة التاريخية البالغة 3929 طنًا في نوفمبر 2020.
وسجلت هذه الصناديق تدفقات مالية بقيمة 21 مليار دولار خلال الربع، في ثاني أعلى مستوى ربع سنوي على الإطلاق، متجاوزة تدفقات بقيمة 24 مليار دولار في الربع الثاني من 2020. وبفضل ارتفاع الأسعار، بلغ إجمالي الأصول المدارة عبر هذه الصناديق أعلى مستوى تاريخي عند 345 مليار دولار.
ويعكس هذا النمو تصاعد المخاوف العالمية من تقلبات السياسات التجارية الأمريكية، ما دفع المستثمرين حول العالم للعودة إلى الذهب كملاذ آمن، لا سيما بعد أن سجلت هذه الصناديق تدفقات إيجابية في 10 من الأشهر الـ12 الماضية.