أعلن نائب رئيس الجمهورية للشؤون الاستراتيجية في إيران، محمد جواد ظريف، عن مبادرة جديدة لتعزيز الأمن والازدهار في منطقة غرب آسيا، وذلك من خلال مقترح إنشاء "رابطة الحوار بين الدول الإسلامية في غرب آسيا" أطلق عليها اسم "المودة".

وتهدف المبادرة إلى تحويل المنطقة من ساحة صراعات إلى مساحة للتعاون، بالاعتماد على القيم المشتركة، مثل السيادة وعدم التدخل والأمن الجماعي.

وشدد ظريف على أهمية وقف إطلاق النار في مناطق النزاع، ومواجهة التدخلات الأجنبية.



تتضمن المبادرة، التي أطلق عليها اسم "المودة"، إنشاء "صندوق للتنمية" لدعم مشاريع البنية التحتية في الدول المتضررة من الصراعات، وتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي عبر تحسين شبكات التجارة والطاقة. كما تسعى المبادرة إلى الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ودعم حرية الملاحة في الممرات المائية الاستراتيجية، بما في ذلك مضيق هرمز وقناة السويس، لتعزيز الأمن الاقتصادي في المنطقة.

أكد ظريف في مقاله، الذي نُشر في مجلة "الإيكونوميست"، على أهمية التعاون بين الدول الإقليمية، وخصوصاً إيران والسعودية، لتعزيز الاستقرار والوحدة بين المذاهب الإسلامية لمواجهة التطرف والطائفية. كما شدد على ضرورة إيجاد حلول عادلة للقضية الفلسطينية، ودعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. واعتبر ظريف أن هذه المبادرة تمثل فرصة لتحويل منطقة غرب آسيا إلى نموذج للتعاون والتنمية المستدامة والسلام الشامل.

تاليا المقال كاملا: 

"كطالب في العلاقات الدولية ولدي عقود من الخبرة في الخطوط الأمامية للدبلوماسية العالمية، أكتب هذا المقال ليس كممثل للحكومة الإيرانية ولكن بصفتي الشخصية فقط. لقد علمتني تجاربي أن تحقيق الاستقرار في غرب آسيا، وخاصة في منطقة الخليج الفارسي، يتطلب أكثر من مجرد إدارة الأزمات. وهذا يتطلب مبادرات شجاعة وثورية. ولذلك أقترح إنشاء "جمعية الحوار الإسلامي لغرب آسيا" (MWADA) كآلية لتحقيق هذا التحول.

تدعو خطة المودة جميع الدول الإسلامية المؤثرة في غرب آسيا - البحرين، مصر، إيران، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، قطر، المملكة العربية السعودية، (الحكومة المستقبلية) سوريا، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، واليمن — للمشاركة في مفاوضات شاملة. ويمكن لممثلي الأمم المتحدة أيضًا المشاركة في هذه العملية. ينبغي أن ترتكز هذه المبادرة على القيم السامية لديننا المشترك الإسلام، ومبادئ السيادة ووحدة الأراضي وعدم التدخل والأمن الجماعي. إن الأحرف الأولى من هذا العنوان باللغة الإنجليزية (MWADA)، والتي تسمى "المودة" باللغة العربية - لغة العبادة المشتركة لنا جميعًا -، يجب أن تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي والشراكات العادلة.

من الأولويات الرئيسية لمشروع "المودة" التوصل إلى وقف فوري ومستقر ودائم لإطلاق النار في غزة ولبنان وسوريا واليمن. إن إبرام اتفاقية عدم الاعتداء بين الدول الأعضاء، إلى جانب المراقبة الجماعية الإقليمية، من شأنه أن يساعد في إضفاء الطابع المؤسسي على الاستقرار وحماية المنطقة من التدخل الأجنبي والتوترات الداخلية.

التكامل الاقتصادي جزء أساسي في منظور مشروع "المودة". ونظراً لشبكات التجارة المتناثرة، والإهمال في تطوير الأعمال المصرفية وآليات الدفع بين بلدان المنطقة، والمنافسات السياسية والاعتماد الكبير على الأسواق الخارجية، تواجه منطقة غرب آسيا نقصاً في الاعتماد المتبادل. ومن شأن إنشاء "صندوق المودة للتنمية" أن يمول مشاريع البنية التحتية الأساسية، خاصة في المناطق المتضررة من الصراعات. بالإضافة إلى ذلك، فإن إصلاحات الحكم في سوريا - كشرط أساسي لتلقي المساعدات الاقتصادية - ستعزز مبدأ المساءلة وتضع الأساس لدولة آمنة ومستقرة حيث يمكن للنساء والأقليات أن تزدهر.

إن سوريا بعد الأسد تمثل تحديا كبيرا لنا جميعا. العدوان الإسرائيلي الجامح الذي يتجاهل السيادة السورية، والتدخلات الأجنبية التي تهدد سلامة الأراضي السورية، ومشاهد العنف والفظائع المروعة التي تذكرنا بوحشية داعش، والعنف العرقي والديني الذي قد يؤدي إلى حرب أهلية واسعة النطاق، كلها أمور تتطلب الاهتمام الفوري من اعضاء مشروع "المودة".

ولا تزال معالجة الأزمة الإنسانية في فلسطين أمرا بالغ الأهمية للاستقرار الإقليمي. ويجب أن يعطي مشروع "المودة" الأولوية لحق الفلسطينيين في تقرير المصير ودعم الحلول العادلة التي تحترم بالكامل تطلعات هذا الشعب. وهذا لا يشمل الحلول السياسية فحسب، بل يتطلب أيضًا توفير الفرص الاقتصادية والاعتراف بحقوق الفلسطينيين غير القابلة للتصرف.

سيوفر مشروع "المودة" أرضًا خصبة لبرامج البنية التحتية؛ من النقل إلى خطوط الطاقة وشبكات الاتصالات. ولا تعمل هذه الخطط على تسهيل حركة البضائع فحسب، بل تتيح أيضًا تبادل الطاقة والمعلومات والخدمات. ويتعين علينا في غرب آسيا أن ندرك أن مفهوم الاستقلال يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمكانة أي دولة في سلسلة القيمة المضافة العالمية.

يعد ضمان أمن الطاقة أحدى الركائز الأساسية للتعاون الإقليمي، وهو ما يتيح فرص الاعتماد المتبادل على المستوى الإقليمي. وينبغي تصميم اتفاقيات الطاقة الإقليمية بهدف حماية مسارات الطاقة واستكشاف مصادر الطاقة المستدامة. إن الطاقات الواسعة والبكر في هضبة إيران وغيرها من أراضي الدول الأعضاء في مشروع "المودة"، والتي تصلح لمزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، تحول التعاون في مجال الطاقة المتجددة إلى خطة اقتصادية مجدية من شأنها توفير الطاقة النظيفة للمنطقة وحتى خارجها.

ويمكن لمشروع "المودة" أن يضع الأساس لتعاون إقليمي جديد في مجال حرية الملاحة من خلال إنشاء دوريات أمنية بحرية مشتركة. منطقتنا هي المعبر الرئيسي للممرات المائية الاستراتيجية في العالم، بما في ذلك مضيق هرمز، وقناة السويس، ومضيق باب المندب. وتحظى إيران، بحكم موقعها الاستراتيجي وخبرتها في المجال الأمني، بمكانة فريدة للمشاركة البناءة في تأمين الممرات المائية الحيوية مثل مضيق هرمز. ويمكن للدول الأخرى أيضًا أن تلعب دورًا رئيسيًا في تأمين قناة السويس ومضيق باب المندب.

تعد خطة هرمز للسلام (الأمل)، التي اقترحتها إيران قبل أكثر من 5 سنوات، مثالا بارزا للمبادرة الإقليمية التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار بين دول منطقة هرمز. ويمكن لهذه المبادرة أن تحظى بحياة جديدة الآن، بسبب التقدم الكبير في العلاقات بين إيران والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. وسوف يلعب التعاون بين إيران والمملكة العربية السعودية – باعتبارهما قوتين مؤثرتين في المنطقة – دوراً أساسياً في هذا الاتجاه. ومن خلال تعزيز الوحدة والأخوة بين المسلمين الشيعة والسنة، يصبح بوسعنا أن نتصدى بفعالية لقوى الانقسام والتطرف والصراع الطائفي التي زعزعت استقرار المنطقة تاريخياً.

وستكون الجهود الرامية إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة الإيرانية هي العناصر الأساسية لهذه الرؤية. وهذا النهج لن يعالج قضية عدم الانتشار النووي فحسب، بل سيعزز أيضا الالتزام المشترك بالسلام والاستقرار. وينبغي لإطار مشروع "المودة" أن يعطي الأولوية للتعاون في مجال التبادل الثقافي وإدارة الموارد المائية ومكافحة الإرهاب والحملات الإعلامية التي تعزز التعايش.

دور إيران

وكما هو الحال مع الدول الأخرى، ستلعب إيران أيضًا دورًا أساسيًا في إطار مشروع "المودة" المقترح. خلال السنوات الخمس والأربعين الماضية، أظهرت بلادي قدراً ملحوظاً من الثبات والاكتفاء الذاتي في مجال الأمن والدفاع، ولم تكن قادرة على البقاء من دون مساعدات خارجية فحسب، بل تمكنت أيضاً من التقدم في مواجهة الضغوط التي تفرضها القوى من خارج المنطقة.

الاعتقاد السائد بأن إيران فقدت ذراعها في المنطقة يعود إلى الافتراض الخاطئ بأن إيران كانت لها علاقات بالنيابة مع قوى المقاومة. إن جذور المقاومة تكمن في احتلال "إسرائيل" للأراضي العربية، وتدنيس الأماكن الإسلامية المقدسة، والفصل العنصري، والإبادة الجماعية، والعدوان المستمر على الجيران. لقد كانت المقاومة موجودة قبل الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وسوف تستمر ما دامت أسبابها الجذرية قائمة. ومحاولة نسب الأمر إلى إيران قد تصلح لحملة علاقات عامة، لكنها ستمنع أي حل حقيقي.

وكما هو الحال مع جميع الدول، واجهت إيران أيضًا تحدياتها وأخطاءها. إن الشعب الإيراني، الذي تحمل الكثير من المصاعب بالتضحية بذاته، مستعد الآن لاتخاذ خطوات شجاعة بتصميم حازم وثقة بالنفس. إن هذا التحول من منظور موجه نحو التهديد إلى نهج موجه نحو الفرص يتماشى تمامًا مع المنظور الذي طرحه رئيس الجمهورية بزشكيان (وانا شخصيا) في الحملة الانتخابية الصيف الماضي في إيران.

يتحدانا مشروع "المودة" في إعادة تصور المنطقة ــ ليس كساحة معركة للمصالح المتضاربة، بل كفضاء للصداقة والتعاطف، على أساس السعي وراء الفرص المشتركة والرفاهية الجماعية. لقد حان الوقت للتغيير. وعلينا أن نستفيد من هذه اللحظة وندخل في حوارات هادفة وصريحة حتى نتمكن من بناء مستقبل يقوم على التعاون والتنمية المستدامة والمشتركة والعدالة الاجتماعية والرخاء والتضامن.

يدعونا مشروع "المودة" إلى إعادة التفكير في صورة المنطقة، ليس كساحة معركة، ولكن كمركز للصداقة والتعاطف، وهي منطقة يعتبر فيها البحث عن الفرص المشتركة والرفاهية الجماعية أمرًا أساسيًا. ومن الضروري الدخول في مناقشات هادفة وصريحة حتى نتمكن من رسم مستقبل قائم على التعاون والتنمية المشتركة والمستدامة والعدالة الاجتماعية والازدهار والأمل الجديد.

إن تحويل غرب آسيا إلى رمز للسلام والتعاون ليس مجرد أمنية لا أساس لها من الصحة؛ بل هو ضرورة استراتيجية وهدف قابل للتحقيق لا يحتاج إلا إلى الالتزام والحوار والرؤية المشتركة. ويمكن لمشروع "المودة" أن يوفر المساحة لهذا التحول. فلنغتنم هذه الفرصة لتحويل غرب آسيا إلى منطقة مستقرة ومزدهرة وسلمية؛ منطقة يحل فيها التعاطف والتفاهم المتبادل والتعاون محل الخلافات والانقسامات. وعلينا، نحن المسؤولون في حكومات بلداننا، أن نغتنم هذه الفرصة ونتطلع إلى المستقبل بدلاً من أن نبقى أسرى الماضي. لقد حان الوقت للعمل".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية إيران ظريف الفلسطينية سوريا إيران سوريا الشرق الأوسط فلسطين اسيا المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غرب آسیا فی مجال

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: توسيع الصراع بالشرق الأوسط يؤدي لانتشار الفوضى وعدم الاستقرار وتقويض الأنظمة السياسية

أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تلعب دوراً محورياً فى مواجهة مخططات التقسيم والوساطة بين الفصائل الفلسطينية ولمّ شمل فرقاء ليبيا.

وقالت «بكر»، فى حوار مع «الوطن»، إن توسيع نطاق الصراع يؤدى إلى انتشار الفوضى وعدم الاستقرار وتقويض الأنظمة السياسية، واستمرار دعم إسرائيل يعقد الأوضاع، مشيرة إلى أن هناك جهوداً مصرية كبيرة لتعزيز التعاون مع الدول العربية والقوى الدولية فى مكافحة الإرهاب وتشجيع الأطراف المتنازعة على الدخول فى عمليات مصالحة وطنية.. وإلى تفاصيل الحوار:

كيف يمكن تقييم تحديات الشرق الأوسط فى ظل هذه التطورات المتلاحقة؟

- هناك العديد من البؤر الملتهبة، فالتصعيد المستمر والتوترات والصراعات فى غزة قد يؤدى إلى مزيد من عدم الاستقرار، والإبادة الجماعية من جانب الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلة جهود الإغاثة تؤثر على الوضع الإنساني، مما يؤدى إلى إيجاد أزمات طويلة الأمد، وهو ما يضعف فرص السلام، ويعتمد نجاح جهود التهدئة على قدرة الأطراف المعنية، بمن فيهم الفاعلون، وفى سوريا أدى الصراع المستمر إلى تشريد واسع، وأزمات إنسانية غير مسبوقة.

وماذا عن مستقبل الأوضاع فى المنطقة؟

- المستقبل يعتمد على إمكانية تحقيق عملية سياسية شاملة، تضمن استقراراً داخلياً، وهو ما يتطلب توافقاً داخلياً وجهود المجتمع الدولي، أما النزاع فى اليمن، فقد تسبب فى إحدى أكبر الأزمات الإنسانية، والحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب، وجهود السلام الدولية، التي تقودها الأمم المتحدة، ضرورية لإنهاء القتال، وتأثير هذه الأزمات يمتد إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ما يؤدى إلى تفشى الفقر، وزيادة مشاعر الإحباط بين الشباب، ويتطلب دعماً دولياً لتحقيق الاستقرار.

ماذا عن تأثير التدخلات الخارجية على مستقبل المنطقة؟

- تعتبر التدخلات الخارجية، خاصة من الولايات المتحدة، عاملاً حاسماً فى تشكيل مستقبل الشرق الأوسط، وساهم دعم الولايات المتحدة لإسرائيل فى عدم الاستقرار، حيث أدى إلى سحق أهل غزة، وهدم البنية التحتية، وما زالت القضية الفلسطينية بدون حلول حقيقية، بسبب الدعم العسكري والاقتصادي المستمر لإسرائيل، ما يزيد من تعقيد النزاع، بخلاف التدخلات فى دول أخرى، مثل ليبيا والسودان، وتعزز بعض القوى الكبرى نفوذها الإقليمي على حساب وحدة الدول واستقرارها، وبالتالي فإن مستقبل المنطقة يعتمد بشكل كبير على كيفية تفاعل القوى الإقليمية والدولية مع هذه التدخلات، ولعل الاستجابة الذكية لهذه التدخلات ستكون حاسمة لتحقيق السلام والاستقرار، وتحقيق تطلعات الشعوب نحو مستقبل أفضل.

كيف تنظرين إلى النظريات التي تتحدث عن تقسيم منطقة الشرق الأوسط؟

- تقسيم منطقة الشرق الأوسط موضوع مثير للاهتمام، وظهرت عدة نظريات حول كيفية تقسيم المنطقة بناءً على اعتبارات جغرافية أو سياسية أو تاريخية أو إثنية أو عرقية، بدايةً من نظرية «سايكس - بيكو» عام 1916، مروراً بنظريات «الشرق الأوسط الجديد»، التى تدعو إلى إعادة تشكيل المنطقة، لتعكس المصالح الجيوسياسية العالمية، بما فى ذلك إعادة تقييم الحدود بناءً على الانتماءات الطائفية والإثنية، ما قد يؤدى إلى تفكك الدول القائمة.

ما خطورة توسيع نطاق الصراع فى المنطقة؟

- توسيع نطاق الصراع فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن يؤدى إلى عواقب وخيمة على الصعيدين الإقليمى والدولى، ما يؤدى إلى انتشار الفوضى، وعدم الاستقرار، وتؤدى الصراعات الداخلية إلى تقويض الأنظمة السياسية، ما يجلب حالة من عدم الاستقرار فى الدول المجاورة، كما حدث فى ليبيا وسوريا، فضلاً عن تفاقم الأزمات الإنسانية، مثل النزوح الجماعى للسكان، ما يضع ضغطاً على الدول المضيفة، ويؤدى إلى أوضاع إنسانية كارثية، وتدمير الاقتصادات المحلية والبنية التحتية، وهو ما يعرقل التنمية، ويؤثر سلباً على التجارة والأمن الملاحى، وتزايد الإرهاب والتطرف.

كيف تتصدى مصر لهذه المخططات؟

- مصر تلعب دوراً محورياً فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتعمل على تعزيز الحوار والوساطة بين الفصائل الفلسطينية، ولمّ شمل الفرقاء فى ليبيا، وتنظيم مؤتمرات إقليمية للسلام، كما تبذل جهودها لتعزيز التعاون مع الدول العربية والقوى الدولية لمكافحة الإرهاب، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية لتعزيز الأمن الإقليمى، وتعمل أيضاً على تقديم مبادرات مشتركة لحل الأزمات، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وكذلك لم تدخر مصر جهداً فى تشجيع الأطراف المتنازعة فى مختلف الدول العربية على الدخول فى عمليات مصالحة وطنية، وتقديم المساعدات الإنسانية لدعم جهود الإغاثة.

الهوية الطائفية

نظرية التقسيم على أسس الهوية الطائفية، تركز على فكرة أن الصراعات يمكن أن تؤدى إلى تقسيمات جديدة بناءً على الانتماءات الدينية أو الإثنية، ما يؤدى إلى إيجاد مناطق نفوذ محلية، ونظرية الخرائط الجديدة تدعو إلى إعادة تقييم الخرائط التقليدية، والتركيز على الخصائص الثقافية والسياسية، ما يؤدى إلى تشكيل كيانات جديدة أو فيدرالية، وصولاً إلى نظرية الفوضى الخلاقة، ونظريات النظم الإقليمية، ونظرية التفاعل الإقليمى، التى تركز على كيفية تأثير السياسات الإقليمية.

مقالات مشابهة

  • تركيا تتعهّد بحل أحد أكبر الأزمات التي تؤرّق السوريين
  • أستاذ علوم سياسية: توسيع الصراع بالشرق الأوسط يؤدي لانتشار الفوضى وعدم الاستقرار وتقويض الأنظمة السياسية
  • وزير الخارجية الأسبق: سياسة مصر الحكيمة تعزز الاستقرار الإقليمي.. و2025 سيكون صعبا على المنطقة
  • تحديات وعقبات.. أطراف إقليمية ودولية تؤجج الصراعات لإطالة أمدها بالشرق الأوسط
  • رئيس الوزراء العراقي: يجب منع اتساع الصراع بالمنطقة
  • أوربان:  مبادرة السلام لم تنجح لوقف الصراع في أوكرانيا
  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • محافظ الإسماعيلية يوجه بسرعة حل جميع مشاكل المستثمرين بالمنطقة الصناعية
  • مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق