المسيحيون في سوريا.. بين تصريحات مطمئنة وتصرفات مثيرة للقلق
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
يعيش المسيحيون في سوريا أجواء عيد الميلاد وسط حالة من الترقب والخوف، خاصة بعد إقدام أشخاص على حرق شجرة عيد الميلاد.
ورغم ذلك، تسود حالة من الوحدة، والتفاؤل بين أبناء الشعب السوري، مسيحيين ومسلمين، في إحداث تغيير حقيقي بعد انهيار نظام الأسد.
وشهدت مدينة دمشق وعدد من المدن السورية خروج مظاهرات تضم مسلمين ومسيحيين بعد إحراق شجرة الكريسماس في مدينة السقيلبية بريف حماة الغربي.
وأبدى الأب أندرو باهي لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) تخوفه من الأوضاع التي تعيشها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، قائلا: "من حقنا أن نتخوف.. لقد تعرضت أحياء مناطق شرق دمشق خلال السنوات الماضية لسقوط مئات القذائف وصمدنا في بيوتنا، لكن الآن لا تزال الأجواء غامضة هناك تضارب وتناقض بين الأقوال والأفعال".
وأضاف باهي، وهو رجل دين في كنيسة بحي القصاع في دمشق، أن "التصريحات التي صدرت من القيادة الجديدة في دمشق مطمئنة، وأكدت احترام جميع الطوائف والأديان، لكن بعض التصرفات والشعارات هي مصدر قلق لنا والأيام القادمة هي المعيار".
بدوره، قال طوني مطانيوس، من حي باب توما بشرق دمشق ويعمل في محل لبيع المواد الغذائية: "لم يصدر من عناصر الفصائل، الذين يتجولون في أحياء دمشق، أي تصرف يسيء لنا، ولم يقوموا بعمل ضار علينا، لكن الجميع حذر ويترقب".
وأضاف: "لم نقم بالزينة التي تزين المحال التجارية والمنازل التي اعتدنا عليها ولم يمنعنا أحد، لكن الكلام الذي نسمعه وينشر على بعض مواقع التواصل مخيف لنا".
وأكد أن "سوريا بلدنا ونحن أبناء هذا البلد.. لقد تحملنا ما حصل خلال 13 عاما.. على العكس نحن متفائلون بالتغيير ونراقب تصريحات القيادة الجديدة ونأمل أن تكون أفعال لا أقوال".
وشهدت العاصمة دمشق ليلة أمس خروج مسيرات في عدد من الأحياء ضد حرق شجرة عيد الميلاد في مدينة سقيلبية، وقال سامر إلياس: "عندما وصلنا خبر إحراق الشجرة في مدينة السقيلبية، نزل الأهالي، مسيحيون ومسلمون، إلى الشوارع احتجاجا على هذا العمل ".
وأضاف: "نعيش عائلة واحدة... يباركون لنا أعيادنا ونبارك لهم أعيادهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي، وهتف الجميع مطالبين بحماية المسيحيين في سوريا".
وأقدم أشخاص ملثمون ليلة أمس على حرق شجرة الميلاد في الساحة الرئيسية وسط مدينة السقيلبية.
وقال مصدر في الأمن العام في محافظة حماة لـ"د ب أ": "ما وصلنا من التحقيقات الأولية أن شخصين قاما بعملية الحرق وتم إلقاء القبض على أحدهما والإدارة تعهدت بإعادة بناء الشجرة".
وأضاف: "لا تزال التحقيقات في بدايتها، ولن نقبل الإساءة لأي شخص.. المسيحيون جزء من الشعب السوري ولن نقبل الإساءة لأي من مكونات الشعب السوري".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الشعب السوري دمشق سوريا شجرة عيد الميلاد الشعب السوري المسيحيون المسيحيون في سوريا أخبار سوريا أخبار عربية الشعب السوري دمشق سوريا شجرة عيد الميلاد الشعب السوري أخبار سوريا
إقرأ أيضاً:
من غزة إلى سوريا وألمانيا..أجواء حزينة تخيّم على عيد الميلاد
احتشد المئات في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الثلاثاء لإحياء عيد الميلاد وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي في ظل الحرب المستعرة في غزة.
وللسنة الثانية، غابت الزينة والسياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون إلى بيت لحم في أعياد الميلاد في الماضي، وهي مظاهر تعكس أجواء الحزن السائدة في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحماس في غزة.وفي ساحة المهد وسط المدينة الفلسطينية حيث الكنيسة المقامة في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه، كسرت مجموعة من الكشافة الصمت الذي ساد خلال الصباح. بسبب الحرب على غزة.. شجرة الميلاد تغيب عن بيت لحم لأول مرة منذ عقود - موقع 24ستغيب شجرة الميلاد هذه السنة في مدينة بيت لحم عن ساحة كنيسة المهد، وستكون الاحتفالات مختصرة "دون ضجة ودون الكثير من الأضواء" في ظل الحرب على غزة. وكُتب على لافتة حملها أحدهم "يريد أطفالنا أن يلعبوا ويضحكوا" و"أوقفوا الإبادة في غزة الآن".
وفي العادة تضاء شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد، لكن السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي. ويقول رئيس بلدية بيت لحم أنطوان سلمان: "هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني، ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني من الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني الظلم".
لكن الصلوات، بما فيها قداس منتصف الليل الذي تعرف به الكنيسة، ستقام بحضور بطريرك اللاتين للكنيسة الكاثوليكية. إلا أن الاحتفالات سترتدي طابعاً دينياً بخلاف الاحتفالات التي كانت تشهدها المدينة في الماضي.
ورغم الأجواء الكئيبة، يجد بعض مسيحيي "الأراضي المقدسة" وعددهم حوالي 185 ألفاً في إسرائيل و47 ألفاً في الأراضي الفلسطينية، ملاذاً في الصلاة. ويقول سلمان: "عيد الميلاد هو عيد الإيمان.. نصلي ونطلب من الرب أن ينهي معاناتنا".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فوجّه رسالة إلى المسيحيين حول العام شكرهم فيها على دعمهم معركة إسرائيل ضد "قوى الشر". وقال: "وقفتم إلى جانبنا بصمود وبشكل دائم وبقوة في وقت تدافع إسرائيل عن حضارتنا بمواجهة الهمجية".
مسيحيو سوريا أما في سوريا، فتظاهر المئات في الأحياء المسيحية من العاصمة دمشق احتجاجاً على إحراق شجرة لعيد الميلاد في مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الأرثوذكسية في حماة، بعد أسبوعين على إطلاق فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً أفضى للإطاحة بنظام بشار الأسد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المقاتلين الذين أحرقوا الشجرة أجانب، من فصيل أنصار التوحيد .
وقال أحد المتظاهرين، ويدعى جورج: "نزلنا؛ لأن هناك الكثير من الطائفية والظلم ضد المسيحيين تحت اسم تصرفات فردية".
وأضاف "إما أن نعيش في بلد يحترم مسيحيتنا وبأمان في هذه الوطن كما كنا من قبل، أو افتحوا لنا باب اللجوء الكنسي، حتى نغادر إلى الخارج".
وقال رجل دين يمثل هيئة تحرير الشام لسكان السقيلبية إن مرتكبي هذا العمل "ليسوا سوريين" متعهداً بمعاقبتهم.
وأوقف الطبيب النفساني السعودي، طالب جواد العبد المحسن مساء الجمعة في موقع الهجوم في ماغديبورغ في شمال شرق ألمانيا حيث قتل 5، وأصيب أكثر من 200 جريح مساء الجمعة في عملية الدهس.
وقال: "كثير منكم سيكون حزينا خلال فترة عيد الميلاد. لا يجب أن تكون الكلمة الأخيرة للحقد والعنف. لا يجب أن تفرقنا الانقسامات. لنحافظ على وحدتنا!".
من جانبه، سيطلق البابا فرنسيس الثلاثاء سنة 2025 اليوبيلية في الكنيسة الكاثوليكية التي يتوقع خلالها أن يأتي أكثر من 30 مليون مؤمن من العالم إلى روما.
وسترفع سنة 2025 اليوبيلية شعار "حجاج الرجاء" فيما يتوقع أن يدعو البابا الأرجنتيني إلى السلام في عالم يشهد نزاعات، خاصةً الشرق الأوسط.
وأثار البابا امتعاض إسرائيل في نهاية الأسبوع بعدما أدان "وحشية" الضربات الإسرائيلية في غزة التي تودي بحياة الأطفال.
وتحل سنة اليوبيل في الكنيسة الكاثوليكية كل 25 عاماً، وتخصص للتوبة وتقام خلالها فاعليات ثقافية ودينية كثيرة من قداديس ومعارض ومؤتمرات وحفلات موسيقية وغنائية.