تعد كلية الإعلام بجامعة القاهرة واحدة من المؤسسات الأكاديمية الرائدة التي تسعى باستمرار إلى تعزيز دور البحث العلمي في تطوير المجتمع ومواجهة تحديات العصر. وفي إطار هذه الرؤية الطموحة، نظمت الكلية الملتقى الأول لأنشطة طلاب الدراسات العليا، وهو حدث يعكس التزام الجامعة بدعم الطلاب المبدعين وتوفير منصة لعرض أفكارهم المبتكرة ومشروعاتهم البحثية.

جاء هذا الملتقى تحت رعاية كريمة من د. محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، ود. محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، إلى جانب قيادة حكيمة من د. ثريا أحمد البدوي، عميدة كلية الإعلام، ود. وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث. الحدث لم يكن مجرد فعالية تقليدية، بل كان مساحة مفعمة بالحيوية للإبداع، حيث قدم الطلاب أفكارًا ومشروعات تتناول حلولًا عملية لمشكلات مجتمعية ملحة، مثل إبراز التراث الثقافي المصري من خلال تطبيقات تكنولوجية حديثة، وتطوير استخدام وسائل نقل مستدامة كالسكوتر الكهربائي.

يأتي هذا الملتقى في وقت تسعى فيه كلية الإعلام إلى وضع خطة بحثية شاملة تتماشى مع التطورات التكنولوجية وتستجيب للتحديات المحلية والعالمية. وبذلك، يمثل هذا الحدث خطوة مهمة نحو تعزيز دور البحث العلمي في تحسين صورة الإعلام، ودفع عجلة التنمية المستدامة في مصر.

في حوار خاص مع موقع "الفجر"، تحدثت د. وسام نصر عن أهمية الملتقى ودور البحث العلمي في تطوير الإعلام وتعزيز صورته في المجتمع.

- بدايةً، ما الهدف من تنظيم هذا الملتقى؟


الملتقى الأول لأنشطة طلاب الدراسات العليا يمثل منصة لدعم الإبداع والابتكار بين الطلاب. الهدف الأساسي هو تسليط الضوء على الأفكار المبتكرة ومشروعات الطلاب، ثم تقديمها إلى الجهات المعنية داخل جامعة القاهرة وخارجها. نحن نؤمن بأن الابتكار هو الحل للعديد من التحديات التي نواجهها، سواء على المستوى المجتمعي أو الأكاديمي.

- ما طبيعة الأفكار التي تمت مناقشتها خلال الملتقى؟


شهدنا مجموعة رائعة من الأفكار الإبداعية. من أبرزها فكرة تطبيق لإبراز التراث الثقافي المصري بطريقة حديثة، وأخرى تتعلق بتطوير استخدام السكوتر الكهربائي كوسيلة نقل مستدامة في ظل الازدحام المروري بالقاهرة. هذه الأفكار ليست جديدة كليًا، لكنها تحتاج إلى تفعيل وإعادة تقديمها بما يتناسب مع تطورات العصر.

- هل توفر الكلية الدعم اللازم لتحويل هذه الأفكار إلى مشروعات واقعية؟


بالطبع. كلية الإعلام ليست مجرد جهة أكاديمية، بل نسعى لتكون جسرًا بين الإبداع والتنفيذ. الدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الدعم المعنوي والمساندة في جميع مراحل التنفيذ. على سبيل المثال، إذا كانت هناك فكرة لتطوير تطبيق، فإننا نعمل على توفير الدعم الفني واللوجستي وتوصيل المشروع إلى الجهات الحكومية أو الشركات المهتمة.

- كيف ترين دور البحث العلمي في تحسين صورة الإعلام بالمجتمع؟


البحث العلمي هو الأساس لتطوير الإعلام وتغيير الصورة النمطية السلبية عنه. كلية الإعلام تعمل حاليًا على وضع خطة بحثية شاملة تغطي جميع الأقسام والبرامج، سواء على مستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا. هذه الخطة، المتوقع اعتمادها منتصف عام 2025، تهدف إلى مواكبة التطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات، الذكاء الاصطناعي، والأزمات العالمية والمحلية.

- ما الجديد الذي ستقدمه الخطة البحثية لكلية الإعلام؟


الخطة البحثية تهدف إلى ربط البحث العلمي بالواقع العملي. على سبيل المثال، نركز على موضوعات مثل الإعلام الرقمي، تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتأثير الأزمات العالمية على الرسائل الإعلامية. نسعى لجعل الأبحاث قابلة للتطبيق العملي، بحيث تسهم في حل القضايا المجتمعية وتحقيق التنمية المستدامة.

- ما الدور الذي تلعبه الكلية في تحويل هذه الأفكار إلى مشروعات مؤثرة على أرض الواقع؟


دور الكلية لا ينتهي عند تنظيم الملتقيات أو عرض الأفكار. نحن نسعى لجعل هذه المشروعات تصل إلى المسؤولين. نعمل على بناء شراكات مع جهات داخل الجامعة وخارجها لضمان تنفيذ هذه الأفكار. على سبيل المثال، فكرة السكوتر الكهربائي تم طرحها من قبل على مستوى الدولة، لكنها لم تلقَ التنفيذ الكامل. نهدف إلى إحياء مثل هذه الأفكار وربطها بخطط الدولة لمواجهة تحديات مثل الازدحام المروري.

- ما الرسالة التي توجهينها للطلاب؟


رسالتي للطلاب هي أن يواصلوا الإبداع والتفكير خارج الصندوق. نحن هنا لدعمكم ومساندتكم في كل خطوة. الأفكار الصغيرة قد تكون بذرة لمشروعات كبيرة تغير الواقع. لا تخافوا من الفشل، فكل فكرة تستحق المحاولة.


أشكر كل من ساهم في تنظيم هذا الملتقى، وأخص بالذكر د. محمد سامي عبد الصادق ود. ثريا أحمد البدوي على دعمهم المستمر. وأؤكد أن كلية الإعلام ستظل منارة للإبداع والابتكار، ونسعى دائمًا لأن تكون مشروعاتنا نافذة لتحقيق التنمية المستدامة في مصر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التراث الثقافي المصري التنمية المستدامة فى مصر الدراسات العليا والبحوث جامعة القاهرة رئيس جامعة القاهرة طلاب الدراسات العليا كلية الإعلام بجامعة القاهرة دور البحث العلمی فی الدراسات العلیا کلیة الإعلام هذه الأفکار هذا الملتقى

إقرأ أيضاً:

إرساء"ليڤا للتأمين" تثري أعمال "ملتقى المال والتأمين" بصحار

مسقط- الرؤية

شاركت "ليڤا للتأمين" في أعمال ملتقى المال والتأمين بولاية صحار في نسخته الثانية كراعٍ فضي، بحضور قادة قطاعات المال والتأمين، والخبراء، والشركاء، بهدف مناقشة التطورات الأخيرة في هذين القطاعين المهمين.

ونظَّم الحدث فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان لمحافظة شمال الباطنة برعاية معالي صاحب السمو السيد محمد بن سالم آل سعيد. ومثّل الحدث محطة مهمة للتعاون وتبادل المعرفة في مجالات التمويل والتأمين والتقنيات المستحدثة لخدمة القطاعين. وشمل الملتقى مناقشات تفاعلية قادها نخبة من الخبراء، إضافة إلى معارض قدمتها شركات التأمين والتمويل الرائدة. وركزت أهداف الملتقى على تعزيز التحول الرقمي، وتشجيع الابتكار، وتلبية الاحتياجات المتغيرة للشركات، مما أبرز الدور الحيوي لقطاع التأمين في دعم الأهداف الاقتصادية لعُمان.

وقالت هناء الهنائية الرئيس التنفيذي لشركة ليڤا للتأمين: "يمثل ملتقى المال والتأمين لهذا العام محطة مهمة في مسيرة النمو والتحديث المستمر لمشهد التأمين في عُمان. وفي ليڤا للتأمين، نؤمن بأن دورنا يتجاوز تقديم حلول تأمينية مستحدثة وموثوقة للعميل، بل ونسعى أيضًا للمشاركة الفاعلة في رحلة تحوّل هذا القطاع. وقد قدم هذا الملتقى منصة قيّمة ومحورية لتبادل الأفكار والتطلّعات وفرص التعاون المحتملة، الأمر الذي من شأنه أن يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية الملحة واستكشاف فرص نمو جديدة تتواءم مع رؤية ’عُمان 2040‘".

ووفقًا لتقرير صادر عن شركة ألبن كابيتال، فإن سوق التأمين في سلطنة عُمان يشهد نموًا مستمرًا، ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى 1.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 4.5%، مدفوعًا بعوامل مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة وعي المستهلك، والمبادرات الحكومية مثل التأمين الصحي الإلزامي.

وسلَّط الملتقى الضوء على مواضيع رئيسية تتعلق بهذا النمو، بما في ذلك التحول الرقمي في قطاعي التأمين والتمويل، أهمية وثائق التأمين الصحي الشاملة، حلول التأمين المصممة خصيصًا للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والاتجاهات الناشئة في منصات التأمين الجماعي. كما أتاح الملتقى توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين مقدمي الخدمات والشركات، مما عزز التعاون وخلق فرص جديدة للنمو.

مقالات مشابهة

  • انضمام كلية طب قصر العيني إلى اللجنة العليا لأخلاقيات البحوث بمجلس الوزراء
  • ملتقى تراثي في أم القيوين لتعزيز التواصل بين الأجيال
  • بدء قبول طلاب الدراسات العليا بكلية التمريض فى جنوب الوادي
  • إرساء"ليڤا للتأمين" تثري أعمال "ملتقى المال والتأمين" بصحار
  • "ليڤا للتأمين" تثري أعمال "ملتقى المال والتأمين" بصحار
  • نائبُ رئيس جامعة الفيوم يَشهد اجتماعَ اللَّجنة العليا لأخلاقيات البحث العلمي
  • تفاصيل اجتماعَ اللَّجنة العليا لأخلاقيات البحث العلمي بجامعة الفيوم
  • العمل: ملتقى توظيف لهذه الفئات في سوهاج.. تفاصيل
  • غدا.. انطلاق "ملتقى الصحفيين" بالظاهرة
  • استعراض الأعمال الابتكارية في "ملتقى الشركات الطلابية الناشئة"