سوريا بعد الأسد.. زلزال سياسي يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تصدر الوضع في سوريا اهتمام دول العالم عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ما يمثل زلزالا وهزيمة استراتيجية في المنطقة.
وبحسب تقرير واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قال السفير دينيس روس، المستشار البارز في المعهد، فإن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا قد يحمل مخاطر جسيمة تهدد استقرار المنطقة وتعيد خلط الأوراق الإقليمية.
وفي تحليل شامل لروس يوضح التقرير كيف يمكن لهذا الانهيار أن يحدث زلزالا سياسيا في الشرق الأوسط، ما يغير موازين القوى الإقليمية ويضعف نفوذ أطراف داعمة للأسد، مثل إيران وروسيا و"حزب الله".
ويؤكد التقرير أن سقوط النظام السوري لن يكون مجرد هزيمة للأسد، بل سيقلل من قدرة القوى الإقليمية التي تهدد إسرائيل أو توظيف الصراعات لزعزعة استقرار المنطقة وتعزيز نفوذها.
ويرى روس أن هذه التحولات تمثل فرصة للولايات المتحدة لتشكيل تحالفات جديدة تعزز الاستقرار الإقليمي، وتفتح الباب أمام احتمالات السلام بين دول مثل السعودية وإسرائيل.
على الرغم من تصريح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بأن "الوضع في سوريا أصبح في حالة فوضى"، يشدد معهد واشنطن على أن ترك الساحة السورية لقوى أخرى قد يزيد من التوترات والفوضى. ويوضح التقرير أهمية بقاء القوات الأمريكية في سوريا لتحقيق أهداف استراتيجية، منها منع عودة تنظيم "الدولة الإسلامية"، ودعم حلفاء واشنطن مثل الأكراد السوريين الذين لعبوا دورًا رئيسيًا في هزيمة التنظيم الإرهابي.
ويرصد التقرير تحركات جماعة "هيئة تحرير الشام"، التي تقود المرحلة الانتقالية في سوريا، وكيف تحاول تقديم نفسها كطرف أكثر براغماتية. ويشير إلى تصريحات زعيمها أحمد الشرع (المعروف بأبي محمد الجولاني)، التي أكدت التسامح مع الأقليات، وتشكيل حكومة انتقالية، ورفض الدخول في صراع مع إسرائيل.
ومع ذلك، يُبدي التقرير تحفظًا بشأن قدرة الهيئة على الالتزام بهذه المبادئ في ظل وجود جماعات متطرفة ضمن صفوفها، واحتمالات اندلاع صراعات داخلية على السلطة بين الفصائل المختلفة.
يشير التقرير إلى أن تركيا، التي عززت وجودها في شمال سوريا، ترى في هذه المرحلة فرصة لتقويض "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيًا. ومع ذلك، يوضح أن لدى الولايات المتحدة أدوات ضغط يمكن استخدامها لدفع تركيا نحو تحقيق الاستقرار، ومنها ربط رفع العقوبات بتحقيق شروط سياسية وإنسانية محددة، مثل احترام حقوق الأقليات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
ختامًا، يحذر السفير دينيس روس من أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، ويمنح الجماعات الإرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" فرصة للعودة. ويعتبر أن الحفاظ على وجود عسكري صغير وفعال يمكن أن يمنع هذه المخاطر، ويحافظ على النفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار على المدى الطويل.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية سوريا تركيا سوريا امريكا تركيا نظام الأسد صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي يعقّب على نتائج الضربة في الشرق الأوسط بعد صدور أمر ترامب
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أصدر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، بيانا عقّب فيه على أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مساء السبت، بتوجيه ضربة إلى جماعة إرهابية في الصومال.
وقال هيغسيث في البيان المنشور على الموقع الرسمي للبنتاغون: "بناءً على توجيهات الرئيس ترامب وبالتنسيق مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، سمحنا للقيادة الأمريكية في أفريقيا بشن غارات جوية منسقة اليوم تستهدف عناصر داعش الصومالية في جبال جوليس".
وتابع: "تقديرنا الأولي هو أن العديد من العناصر قد قُتلوا في الغارات الجوية ولم يصب أي مدني بأذى، يؤدي هذا الإجراء إلى إضعاف قدرة داعش على التخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية تهدد المواطنين الأمريكيين وشركائنا والمدنيين الأبرياء، ويرسل إشارة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة دائمًا للعثور على الإرهابيين الذين يهددون الولايات المتحدة وحلفائنا والقضاء عليهم، حتى عندما نقوم بتنفيذ حماية قوية للحدود والعديد من العمليات الأخرى تحت قيادة الرئيس ترامب".
وكان ترامب قد كتب في منشور على صفحاته بمنصات وسائل التواصل الاجتماعي، مساء السبت: "أمرت هذا الصباح بشن ضربات جوية عسكرية دقيقة على... (تنظيم) داعش... والإرهابيين الآخرين الذين جندهم وقادهم في الصومال. هؤلاء القتلة، الذين وجدناهم مختبئين في الكهوف، هددوا الولايات المتحدة وحلفاءنا".
وأضاف ترامب: "دمرت الضربات الكهوف التي يعيشون فيها، وقتلت العديد من الإرهابيين دون الإضرار بالمدنيين بأي شكل من الأشكال. استهدف جيشنا... داعش لسنوات، لكن بايدن ورفاقه لم يتصرفوا بسرعة كافية لإنجاز المهمة. لقد فعلت! الرسالة إلى داعش وجميع الآخرين الذين قد يهاجمون الأمريكيين هي "سنجدكم وسنقتلكم".