أعلنت الحكومة السودانية بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، عن تعليق مشاركتها في نظام عالمي مخصص لرصد الجوع.

الخرطوم ــ التغيير

و أقدمت الحكومة السودانية على الخطوة قبل صدور تقرير  من المنظمة يتوقع أن يكشف عن تفشي المجاعة في مختلف أنحاء البلاد.

هذه الخطوة قد تؤثر سلباً على الجهود المبذولة لمواجهة واحدة من أكبر أزمات الجوع التي يعاني منها العالم، مما يثير القلق بشأن الوضع الإنساني المتدهور في السودان.

ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أقل من “5% من السودانيين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة” في الوقت الراهن.
فيما عانى 18 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وصار خمسة ملايين منهم على شفا المجاعة، في حين كابد العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يساعدونهم، من صعوبات في التنقل ونقص كبير في التمويل.

و في رسالة رسمية بتاريخ 23 ديسمبر، أوضح وزير الزراعة السوداني أن الحكومة قررت تعليق مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.

و اتهم الوزير النظام بإصدار تقارير غير دقيقة، مما يهدد سيادة السودان وكرامته بحسب زعمه.

ومن المتوقع أن يكشف التقرير الذي سيصدر اليوم الثلاثاء عن انتشار المجاعة في خمس مناطق من البلاد، مع توقعات بامتدادها إلى عشر مناطق أخرى بحلول مايو المقبل، وفقاً لوثيقة بحسب “رويترز”.

تشير الوثيقة إلى أن الوضع الغذائي في السودان قد شهد تفاقماً غير مسبوق، حيث يعاني السكان من أزمة غذائية حادة نتيجة الصراعات المستمرة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية. هذه الظروف الصعبة تضع ضغوطاً إضافية على الحكومة والمجتمع الدولي للعمل على إيجاد حلول فعالة للتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين الأمن الغذائي في البلاد.

و كان قد حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الحرب المستمرة في السودان “قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم” في بلد يشهد أساسا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.

الوسومالجوع الحكومة السودانية انسحاب وزير الزراعة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجوع الحكومة السودانية انسحاب وزير الزراعة

إقرأ أيضاً:

أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟

يشهد السودان واحدة من أكثر الحروب دموية في العالم، والتي دخلت عامها الثاني، في ظل تنافس داخلي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وتدخلات إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مكاسب اقتصادية وجيوسياسية من النزاع. ومع تزايد الأزمات الإنسانية، تبرز أسئلة حول تأثير القوى الكبرى على مستقبل السودان.

تصعيد داخلي وتحولات ميدانيةاعلان

اندلعت الحرب بالسودان في نيسان/ أبريل 2023 بعد توتر طويل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وفي كانون الثاني/ يناير 2024، وجهت الولايات المتحدة اتهامات رسمية لقوات الدعم السريع بارتكاب إبادة جماعية.

كما فرضت عقوبات على قائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، متهمة قواته بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية واستخدام الأسلحة الكيميائية. 

ورغم الاتهامات الموجهة للطرفين، يبدو أن القوات المسلحة السودانية قد استعادت زمام المبادرة. فقد استعاد الجيش السيطرة على العاصمة الخرطوم ومعظم ولاية الجزيرة الاستراتيجية، ما أدى إلى إضعاف قوات الدعم السريع.

الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية.Hussein Malla/ AP

وترى المحللة السودانية خلود خير أن التطورات الأخيرة قد تكون نقطة تحول لصالح الجيش، مؤكدة أن موارد قوات الدعم السريع بدأت تُستنزف بشكل كبير. 

مصالح دولية وتدخلات إقليمية

تتصارع القوى الإقليمية والدولية على الاستفادة من الصراع السوداني. الإمارات ومصر هما من أبرز اللاعبين، اذ تدعم الأولى قوات الدعم السريع، بينما تدعم الثانية القوات المسلحة السودانية. 

تربط الإمارات مصالح اقتصادية وثيقة بقوات الدعم السريع، خصوصاً في تجارة الذهب. وتُعد الإمارات واحدة من أكبر مستوردي الذهب السوداني، وتوفر لقوات الدعم السريع دعماً عسكرياً ومالياً مقابل تصدير الذهب.

من ناحية أخرى، تعتمد مصر على السودان لتأمين جزء من مواردها الذهبية، وتشير تقارير إلى ازدهار تجارة تهريب الذهب عبر الحدود الشمالية للسودان. 

قوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل عام 2019.Hussein Malla/ AP

وإلى جانب المصالح الاقتصادية، يلعب الموقع الجيوسياسي للسودان دوراً محورياً. الإمارات تسعى لتعزيز سيطرتها على الموانئ السودانية، في محاولة لتقويض نفوذ السعودية في المنطقة. في الوقت نفسه، تضغط روسيا وإيران للوصول إلى ميناء بورتسودان، حيث تُستخدم هذه الورقة كورقة مساومة للحصول على دعم دولي. 

أزمة إنسانية متفاقمة

بينما تتنافس القوى الكبرى على موارد السودان، يعاني المدنيون من أزمة إنسانية حادة. نزح الملايين من السودانيين إلى دول الجوار، مع استقبال مصر النصيب الأكبر منهم. ومع ذلك، يُلقي الاقتصاد المصري المتدهور بظلاله على اللاجئين، حيث تُحمل الحكومة المصرية التدفق السكاني السوداني مسؤولية تفاقم أزماتها. 

وفي الداخل، يتعرض المدنيون لانتهاكات مروعة من جميع الأطراف. تقارير الأمم المتحدة تؤكد ارتكاب الطرفين جرائم حرب كبرى، بينما تشير الاتهامات الأمريكية إلى ارتكاب قوات الدعم السريع إبادة جماعية.

مجموعة من الأشخاص يصعدون إلى شاحنة أثناء مغادرتهم الخرطوم، السودان، في عام 2023.AP

وعلى الرغم من ذلك، يخشى محللون أن يؤدي التركيز على طرف واحد إلى زيادة تعقيد النزاع وإطالة أمد الحرب. 

الدور الدولي ومستقبل النزاع

تتداخل المصالح الدولية في السودان مع تنافسات إقليمية، اذ تسعى دول مثل الإمارات وروسيا لتعزيز نفوذها على حساب قوى أخرى. الإمارات تستثمر في الموانئ السودانية، بينما ترى روسيا في السودان فرصة لتعويض خسائرها في سوريا وليبيا. 

Relatedالحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازحعلى ضفاف رحمة الطبيعة.. الفيضانات تشرّد 379 ألف في جنوب السودانالسودان: المجاعة آخذة في الازدياد والأزمة تتعمق.. ضحاياها الأساسيون ما بين لاجئ ونازح

من جهة أخرى، يرى محللون أن غياب استراتيجية دولية واضحة لحل النزاع يزيد من تعقيده. خلود خير تشير إلى أن المجتمع الدولي تجاهل علامات التحذير التي سبقت اندلاع الحرب، وركز على مصالحه الخاصة، مثل الهجرة والأمن في البحر الأحمر، متجاهلاً التوترات الداخلية. 

ورغم التنافس الدولي، يظل الحل السياسي هو الخيار الوحيد لإنهاء معاناة السودان. ومع ذلك، تبدو الأطراف الدولية أكثر اهتماماً بتحقيق مكاسبها الخاصة بدلاً من العمل على إنهاء النزاع.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية احتفالات بسيطرة الجيش السوداني على مدينة ود مدني الاستراتيجية ومعقل قوات الدعم السريع بايدن يستبق ولاية ترامب ويمدد ل 18 شهرا إقامة 800 ألف مهاجر من فنزويلا والسلفادور وأوكرانيا والسودان الولايات المتحدة تفرض عقوبات على 7 شركات مرتبطة بقوات الدعم السريع في السودان قوات الدعم السريع - السودانجمهورية السودانروسياالإمارات العربية المتحدةاقتصادمصراعلاناخترنا لكيعرض الآنNextعاجل. تصعيد متواصل في جنين: 12 قتيلا ونزوح قسري لمئات العائلات وسط تأكيد واشنطن دعمها الثابت لتل أبيب يعرض الآنNextعاجل. في اتصال مع ترامب.. بن سلمان يعلن عن خطة لاستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال 4 سنوات يعرض الآنNext واشنطن تعيد إدراج جماعة أنصار الله الحوثيين على قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" يعرض الآنNext في موقع إعدام موسوليني.. طلاب إيطاليون يعلقون دمية لإيلون ماسك ردا على خطابه المستفز يعرض الآنNext ماكرون وشولتس يدعوان لوحدة أوروبية في مواجهة تهديدات ترامب الجمركية اعلانالاكثر قراءة تركيا: حصيلة ضحايا حريق منتجع التزلج ترتفع إلى 76 قتيلاً وأردوغان يتوعد بمحاسبة من كان السبب الحرائق تكتسح شمال سان دييغو.. إجلاء طارئ للمنطقة بسبب النيران المدمرة من دافوس.. وزير الخارجية السوري يدعو لرفع العقوبات ويؤكد طموح سوريا لأن تصبح نموذجاً للسلام والتنمية ترامب: لا أسعى لإيذاء روسيا وأحب الشعب الروسي وعلى بوتين إيقاف "الحرب السخيفة" فيه شفاء للناس ويقوم مقام الفياغرا أو هكذا قال مروّجوه.. فرنسا تشن حربا على "عسل الانتصاب" اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبضحاياغزةألمانياروسيافلاديمير بوتينبشار الأسدجريمةطعنإيرانإسرائيلحروبالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أبرزها مصر والإمارات.. كيف تستغل القوى الإقليمية الحرب السودانية لتحقيق مكاسبها؟
  • أوكرانيا.. أكبر كارثة لكوريا الشمالية منذ المجاعة
  • مشاورات مستمرة في «نيروبي» لتكوين أكبر جبهة مدنية سودانية
  • إيران تتخذ إجراءات كبيرة لمراقبة التحركات عند حدودها
  • أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تنسحب من اتفاقية المناخ
  • أكبر من مصدر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون تنسحب من اتفاقية المناخ
  • أزمة المياه تتفاقم جنوبي العاصمة السودانية مع استمرار انقطاع الكهرباء والاتصالات
  • تقرير: ارتفاع معاداة “إسرائيل” بنسبة 340 % عالميًّا بعد حرب الإبادة على غزَّة
  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • ما هو أثر العقوبات الأمريكية على الحرب السودانية؟