موقع 24:
2025-02-23@23:31:36 GMT

هكذا ابتكر السوريون "لغة مشفرة" لتجنب مخابرات الأسد

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

هكذا ابتكر السوريون 'لغة مشفرة' لتجنب مخابرات الأسد

أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، أن السوريين ابتكروا "لغة مشفرة" للتواصل تعتمد على الرموز والإشارات فيما بينهم، في ظل ممارسات القمع التي مورست بحقهم من قبل المخابرات السورية.

وقالت الصحيفة: إنه "على مدى عقود من الزمان، تناقل السوريون تحذيراً من جيل إلى جيل، مفادها أن (الجدران لها آذان)".

وأشارت إلى أن المقاهي وسيارات الأجرة والأسواق، وحتى في غرف المعيشة الخاصة بهم، لم يكن بوسع أغلب السوريين أن يتحدثوا بحرية، خوفاً من أن تسمعهم مخابرات الرئيس المخلوع بشار الأسد.

For decades, Syrians passed down a warning from one generation to the next: “The walls have ears.” In this environment of surveillance, Syrians improvised. https://t.co/MXnx6J4Zk0

— The Washington Post (@washingtonpost) December 23, 2024 انعدام الثقة

وأوضح تقرير الصحيفة، أنه "للحفاظ على قبضته، زرع نظام الأسد الخوف، وانتشرت جذوره في كل جانب من جوانب الحياة المدنية. فعمال النظافة في الشوارع، وجامعو القمامة، وبائعو البالونات، وزملاء العمل.. أي شخص بوسعه أن يكون مُخبراً".

وقال أيمن رفاعي، وهو مقيم في دمشق ويبلغ من العمر 26 عاماً: "وصل الخوف في البلاد إلى مستوى شعرت معه، وكأنك لا تستطيع أن تثق حتى بعائلتك".

وفي ظل هذه البيئة من المراقبة، ارتجل السوريون وطوروا شفرة تسمح لهم بمناقشة كل شيء، من التجارة اليومية إلى المخاوف على عائلاتهم، وحتى الانتقادات المبطنة للنظام. وكانوا يستخدمونها بين أفراد الأسرة والأصدقاء الموثوق بهم.

وقالت علياء مالك، مؤلفة كتاب (الوطن الذي كان بلدنا: مذكرات سوريا): "كان لزاماً علينا أن نستخدم لغة مشفرة بين السوريين، لأن حرية التعبير الحقيقية لم تكن متاحة"، مضيفة "لم يكن أحد يعرف من كان يستمع، بغض النظر عن مكان وجودك. فرجال المخابرات حتى في غيابهم، كانوا حاضرين".

شفرات وإشارات

من جهتها، قالت ميسون (49 عاماً)، التي تحدثت شريطة أن يتم الكشف عن اسمها الأول فقط، لأنها تخشى من انتقام أنصار الأسد: "لا يمكنك التحدث على الإطلاق عن النظام. إذا أردنا أن نشكو من شيء ما، اعتدنا أن نشير بإصبعنا إلى السقف، أي الحكومة".

وأشارت إلى أنه "إذا شك السوريون في شخص قريب منهم، فإنهم يقولون: (هذا الشخص لديه خط جميل)، وهذا يعني أن (هذا الشخص مُخبر)".

ولفتت الصحيفة، إلى أن ميسون التي لم تعش في دمشق فحسب، بل عاشت أيضاً في لبنان وفرنسا، لكنها لم تشعر قط بالأمان من النظام حتى خارج البلاد.

وفي كل مرة كانت فيها ضمن مجموعة كبيرة من السوريين، كانت تتساءل عما إذا كان أحد أفراد المجموعة "يتمتع بخط يد جميل"، على حد قولها.

وعندما أطاحت الفصائل المسلحة بنظام بالأسد، شعر السوريون أنهم يستطيعون أخيراً التحدث بحرية.

وقال رفاعي، الذي أضاف أنه لا يستطيع أن يصدق أنه يستطيع استخدام اسمه الكامل أثناء حديثه إلى أحد المراسلين: "نحن نقول للناس لماذا تخفضون أصواتكم؟ ليس هناك ما يخيف".

منظمات حقوقية تدعو لحفظ الأدلة على "جرائم" الأسد - موقع 24دعت 3 منظمات غير حكومية، أمس الإثنين، الإدارة الجديدة في سوريا إلى اتخاذ تدابير، من أجل حفظ الأدلة على "الفظائع" التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. الخوف من الاعتقال

بدوره، قال ثابت بيرو (60 عاماً)، وهو عالم كمبيوتر نشأ في دمشق: "الآن أستطيع استخدام اسمي الحقيقي. لسنوات، كنت أستخدم أسماء وهمية للتعبير عن آرائي عبر الإنترنت".

وأضاف أنه أثناء إقامته في سوريا، لم يكن ينطق حتى بكلمة "دولار" في الأماكن العامة. لافتاً "كان الناس يطلقون عليه اسم (الأخضر). وبمجرد أن أدركت السلطات الأمر، تم تغيير الاسم إلى مصطلحات خضراء أخرى، مثل (البقدونس) أو (النعناع)".

فحسب التقرير، خلال معظم فترة حكم الأسد، كان التداول بالعملة الأجنبية غير قانوني، ويعد جريمة يعاقب عليها بالسجن لسنوات، بهدف السيطرة على سعر صرف الليرة المحلية.

وكان الاعتقال بمثابة خوف دائم لدى أغلب السوريين منذ تولي حافظ الأسد، والد بشار الأسد، السلطة.

ومنذ ذلك الحين، أصبحوا يشيرون إلى الذهاب إلى السجن بـ "الذهاب إلى بيت خالتك"، كما روى العديد من السوريين. 

لغة للنظام أيضاً

وذكر التقرير أن اللغة المشفرة لم تقتصر على المدنيين فحسب، بل قام نظام الأسد باستخدام قاموس "شرير" خاص به.

وقال مالك إن "أجهزة المخابرات السورية كانت عندما ترغب في استدعاء شخص ما للاستجواب أو العقاب، كانت تدعوه (لتناول كوب من الشاي)، أو (فنجان من القهوة) إذا كانت العقوبة أكثر خطورة".

كما أنه كانت هناك تهديدات أكثر تحدياً وعدوانية، مثل "هل تعرف مع من تتحدث؟" وهذه العبارة كان يستخدمها البعض للإشارة إلى أنهم قريبون من النظام.

ومع انتقال سوريا إلى حكومة جديدة، يتوق بيرو للعودة، وهو ليس الوحيد: فالآلاف من السوريين الذين فروا من النظام يعودون إلى وطنهم . ولكن حتى مع خروج الأسد من السلطة، فإن عقوداً من الخوف تركت بصماتها.

وأَضاف بيرو "لا أزال أعاني من كوابيس بأن هذا الأمر كله مجرد حلم، وسيأتون ليأخذوني في النهاية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات السوريون بشار الأسد سقوط الأسد الحرب في سوريا

إقرأ أيضاً:

جدل بين السوريين بعد استجرار الحكومة بدمشق النفط من قسد

أثارت تصريحات -صادرة عن أحمد السليمان مسؤول العلاقات العامة في وزارة النفط والثروة المعدنية بالحكومة السورية- موجة من الجدل والنقاش المحتدم على منصات التواصل الاجتماعي.

وجاء ذلك بعد تصريح لوكالة الأنباء السورية (سانا) أكد فيه السليمان استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وفق عقد كان معمولاً به سابقاً، مع إجراء تعديلات قانونية عليه بما يضمن مصلحة الشعب السوري. وأوضح السليمان أن الاتفاق يمتد مبدئيًا لمدة 3 أشهر.

مسؤول العلاقات العامة في #وزارة_النفط_والثروة_المعدنية الأستاذ أحمد السليمان في تصريح لـ سانا: تؤكد وزارة النفط والثروة المعدنية أن استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من شمال شرق سوريا جاء وفق عقد كان معمولاً به سابقاً، وقد تم دراسته قانونياً وإجراء التعديلات اللازمة عليه بما… pic.twitter.com/Q20FbgNclx

— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@SanaAjel) February 22, 2025

وقد أثار إعلان استجرار النفط من قسد واستخدام مصطلح "شمال شرق سوريا" في تصريحات السليمان جدلاً واسعاً بين السوريين، ورأى بعض المعلقين أن هذا التوصيف يُعدّ اعترافاً ضمنياً بشرعية قسد كسلطة في منطقة الجزيرة السورية.

إعلان

وأشار مغردون إلى أن هذا الاعتراف، سواء كان ضمنيًا أو مباشرًا، يمنح قسد مكانة سياسية وقانونية قد تستغلها في التعامل مع الشركات النفطية الدولية.

ألا تجدون أن المصطلح عليه إشارات استفهام عديدة ،و هو مصطلح يتجاوز التصنيف الجغرافي إلى السياسي ،لا يجوز تسمية المنطقة تسميات تخالف التصنيف الإداري أو المتفق عليه عرفت (الجزيرة ) و يقابلها الشامية و هذا ما درجت عليه التسمية .
البيان الرسمي فيه تشريع غير رسمي للفيدرالية المزعومة

— مالك محمد علي (@ly_malk21477) February 22, 2025

وكتب أحد الناشطين "شركات النفط لا تتعامل مع المليشيات، لكن إذا كانت الحكومة السورية تعترف بهذه المليشيات كممثل شرعي لشمال شرق سوريا، فإن ذلك يمنحها الشرعية التي تبحث عنها".

لا تحرير لسوريا الا بتحرير اهلنا بشرق سوريا الرقة والحسكة ودير الزور الزلم ولاد الزلم تخيل انو قسد تصدر 15% فقط للمناطق المحررة في سوريا تخيل ان 85% من نفط شرق سوريا يسرق وينهب من قبل قسد الارهابية تخيل ان يوجد تنكيلات واعتقالات بحق اخوتنا اهالي شرق سوريا موضوع قسد لازم يحل pic.twitter.com/LWTfiY4IvD

— مـحـمـد | صـلـي عـلـى أكـرم الـبـشـر (@x_cf_7) February 22, 2025

في المقابل، دافع آخرون عن الخطوة بوصفها ضرورة ملحة نظرًا للظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد، واعتبروا أن إبرام اتفاق مرحلي لاستجرار النفط والغاز يهدف إلى تأمين موارد الطاقة التي تعدّ شريان الحياة لمختلف القطاعات الحيوية في سوريا، مثل المستشفيات، المخابز، محطات توليد الكهرباء، المدن الصناعية.

وقال أحد المدونين في هذا السياق "الشعب داخل سوريا بحاجة ماسة إلى الطاقة. الكهرباء، المياه، والديزل ضروريات لا يمكن الاستغناء عنها، الدولة في موقف صعب بسبب الحصار ونقص الموارد المالية. هذا الاتفاق يجب أن يُفهم كحل مؤقت، وليس كتنازل سياسي".

في ما يخص العلاقة بي الدولة السورية وقسد حول مسألة النفط: لا وجود لمعلومات رسمية حول تسليم آبار أو اتفاقية تقاسم نفط بين الطرفين.

بحسب وزارة النفط والثروة المعدنية السورية فإن استئناف استجرار النفط والغاز الطبيعي من المناطق التي تحتلها #قسد، جاء وفق عقد بيع كان معمولاً به…

— خليل المقداد (@Kalmuqdad) February 23, 2025

إعلان

وفي المقابل، عبّر بعض المراقبين عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا إلى تكريس وضع قسد كسلطة أمر واقع. ودعوا الحكومة إلى الحذر الشديد في صياغة المصطلحات المستخدمة عند الحديث عن الاتفاقات، مشددين على أن النفط الذي يتم إنتاجه في مناطق شمال شرق سوريا ملك لجميع السوريين ولا ينبغي لأي طرف أن يضفي شرعية على قسد من خلال وصفها بهذا الشكل.

نعم لا تتعامل شركات النفط مع الميلشيات
لكن اذا الدولة والحكومة اعترفت بهذه المليشيات وسمتهم سلطة شمال شرق سوريا على لسان المتحدث الرسمي بوزارة النفط ف هذا تخويل للشركات تتعامل معهم باعتبارهم حكام المنطقة

— غنى (@Ghina369369) February 22, 2025

وكتب أحد النشطاء "النفط السوري، منذ اكتشافه، ملك للدولة السورية. لا ينبغي أن تفقد الحكومة هذا الموقف الثابت، حتى لو اضطرت إلى إبرام اتفاقيات مرحلية. قسد تسعى وراء شرعية زائفة لا يمكن القبول بها".

في السياسة لا شيء صدفة او عبثي …
هذا الغضب الشعبي تجاه قسد و جرائمها و مطالبة الشعب حكومته بتحرير الجزيرة من قذارات قسد و PKK و التي اثارها الاعلان عن توريد النفط من الجزيرة …
هذا ليس صدفة و قناعتي حتى التصريح ليس صدفة او اعتباطيا ….
ايها السادة ان لم اكن مخطأ فأنتم الان على…

— عبد الله (@AB_H_Syria) February 23, 2025

وربط محللون هذه التطورات بالتغيرات المحتملة في السياسة الإقليمية والدولية، لا سيما موقف الولايات المتحدة من الوضع في سوريا. وذهب البعض إلى أن الحكومة السورية قد تنتظر تحولاً في موقف الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها من شمال شرق سوريا، وربما هناك اتصالات غير مباشرة مع أطراف إقليمية كتركيا أو حتى واشنطن لضمان استمرار هذا الترتيب المؤقت.

ربما ينتظرون قرار إدارة ترمب، بخصوص سحب قواتها من سوريا، و ربما ثمة محادثات مع الولايات المتحدة تشارك فيها سوريا و تركيا. اعتقد بأن الادارة تستطيع التصريح حول الموضوع ليعرف الناس توجهها و لو تقريباً.

— Suliman Abuelhaija #IstandwithPalestine (@s_Abuelhaija) February 23, 2025

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: وسط القاهرة في الماضي كانت أجمل
  • جدل بين السوريين بعد استجرار الحكومة بدمشق النفط من قسد
  • سرقة 1.5 مليار دولار في عملية قرصنة لـ”عملات مشفرة”
  • أكبر سرقة عملات مشفرة في التاريخ.. تفاصيل مذهلة تكشف لأول مرة!
  • السوريون في حلم.. والد الرئيس الشرع ينتقد ابنه بمنشور اقتصادي مثير
  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • مخابرات العدو الصهيوني تمنع عائلة الأسير نائل البرغوثي من السفر
  • وصول ضباط مخابرات أجنبية إلى سقطرى 
  • قوّة كبيرة من الجيش داهمت خيم النازحين السوريين في الطيبة
  • من قتل فاضل البراك مدير مخابرات صدام حسين؟