تقارب سعودي إيراني يوثقه زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، بعد دعوة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى المملكة العربية السعودية في أول زيارة له للمملكة بعد سنوات من العداء بين البلدين ورافق وزير الخارجية سفير إيران الجديد في المملكة لمباشرة مهامه الدبلوماسية فور وصوله إلى العاصمة الرياض واتفقت السعودية وإيران على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد قطعها لـ 7 سنوات بعد توسط الصين.

‏مباحثات لبناء العلاقات الثنائية بين السعودية وإيران

‏استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في جدة، ونقل وزير الخارجية تحيات رئيس الجمهورية الإيرانية لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز وخلال الاستقبال ناقش الطرفان العلاقات بين البلدين والفرص المستقبلية للتعاون على كافة المستويات وأبرز الطرق لتطوير العلاقات فضلًا عن مناقشة تطور الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وحضر الاستقبال الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والقائم بأعمال السفارة الإيرانية بالرياض حسن زرنكارا برقوني، ومستشار وزير الخارجية الدكتور علي رضا عنياتي ومدير عام وكالة المراسم الخارجية الإيرانية السيد محسن مرتاضاني.

‏اتفقت السعودية وإيران على إعادة الروابط والتعاون بينهم في كافة المجالات بالإضافة لإعادة فتح السفارتين وتفعيل الاتفاق الأمني الذي تم توقيعه قبل 22 عام، الذي بموجبه أتفق الطرفان على التعاون في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وغسيل الأموال بالإضافة لإعادة إحياء صفقة التجارة والتكنولوجيا من عام 1998.


الوحدة العربية ولغة الحوار مفتاح التعاون الجديد

وخلال اللقاء أكد وزير الخارجية الإيراني على أهمية الوحدة العربية ولغة الحوار بين البلدين موضحًا أن العلاقات مع المملكة العربية السعودية ستتخذ طريقًا جديدًا وستشهد سلسلة من التغيرات على المستوى الدبلوماسي في الشرق الاوسط وعلى رأسها إعادة العلاقات بين البلدين.

‏وحرص أمير عبداللهيان على ذكر القضية الفلسطينية مؤكدًا دعم الجمهورية الإسلامية لها بينما تخوض الرياض محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تطبيع مرتقب مع إسرائيل والتي تعتبر عدو إيران اللدود.

‏و حتى الآن لم تعلن اي من البلدان عن اتفاقية مشتركة جديدة وتعتبر هذه الزيارة تمهيدًا للقاء قادة البلدين لكن دون تحديد موعد لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للمملكة العربية السعودية بدعوة من الملك سلمان.

‏وزير الخارجية الإيراني يعجب بقاعة الاستقبال السعودية

أبدى وزير الخارجية الإيراني إعجابه الشديد بالقاعة التي عقد فيها المؤتمر الصحفي خلال استقباله في السعودية وأعرب عن سعادته بالقاعة وتسميتها قاعة القدس مؤكدًا دعمه القوي للقضية الفلسطينية.

‏وقال وزير الخارجية الإيراني " أثار استحساني أن القاعة التي يعقد فيها الاجتماع أسمها القدس، وليس لدينا أدني شك أن الكيان الصهيوني سيسعى من أجل بث الفرقة والعداء وإحتلال منطقتنا".

مباحثات صريحة وعودة علاقات حسن الجوار

‏نشر وزير الخارجية الإيراني على منصة "تويتر" إنه عقد اجتماع لمدة 90 دقيقة مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان وأجرى محادثات صريحة ومفيدة ومثمرة تقوم على سياسة حسن الجوار وجاء اللقاء بإرادة قيادة البلدين للتاكيد على العلاقات الثنائية المستقرة في كافة المجالات".

‏ وأكد وزير الخارجية على توافق وجهات النظر بين البلدين في كافة القضايا الإقليمية والعالمية وقضايا الأمن والتنمية في المنطقة.

 

تقارب إقليمي ووحدة عربية

‏هذا وتطورت العلاقة بين إيران والسعودية خلال الفترة الماضية حين فتحت إيران سفارتها في المملكة العربية السعودية في 6 يونيو الماضي، ثم قام بن فرحان بزيارة رسمية إلى إيران والتي كانت أول زيارة رسمية لوزير خارجية سعودي بعد 17 سنة حيث تم عقد مباحثات تناولت قضايا الأمن والسياحة والنقل والاتصالات.

‏وكان قد اجتمع مسؤولون عسكريون من البلدين في مشكلة على هامش مؤتمر للأمن في روسيا، وأكدت إيران أن السفارة السعودية بدأت نشاطها رسميًا بعد المباحثات التي جرت بين البلدين في فبراير الماضي بحضور رئيس الجمهورية الإيراني إبراهيم رئيسي بإستضافة الصين والبيان الذي صدر في 10 مارس 2023 بين طهران وبكين والرياض بشأن استئناف العلاقات مع إيران والسعودية.

لقاء مرتقب وتعاون قوي

قال "عامر تمام" الكاتب والباحث في الشؤون الآسيوية"، "بكل تأكيد هذه الزيارة هي نتيجة لما قامت به السعودية وإيران في ظل وجود وساطة قامت بها الصين، وللزيارة العديد من المدلولات حيث التقى فيها وزير الخارجية الإيراني بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ويعتبر هو الحاكم الفعلي المملكة العربية السعودية، وتعتبر الزيارة هي خطوة كبيرة في إطار تطور العلاقات بين الدولتين".

وأضاف الخبير في الشؤون الآسيوية في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، "‏سيتبع الزيارة خطوات اخرى ربما ستكون زيارة قريبة على مستوى القادة وبالإضافة لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين فإن هناك تطور في ملفات آخرى أقليمية خاصة الملف العراقي والسوري والملف اللبناني وكل هذه الملفات هي نقاط نقاش والتماس وربما يحدث فيها نوع من التشابك من المصالح الإيرانية والسعودية ومن المؤكد ان هذه الزيارة سيكون لها تطور كبير بين البلدين على الصعيد الثنائي وستظهر في الشهور القادمة وسيكون هناك لقاءات على مستوى القادة والمسؤوليين الامنين وغيرهم من اللقاءات".

دعوة لتهدئة الاوضاع ولم الشمل

قال "إسلام شاهين" أستاذ الاقتصاد السياسي، "في الحقيقة إن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان للمملكة العربية السعودية تأتي هذه الزيارة المهمة في وقت مناسب والغرض الرئيسي منها هو تهدئة الأجواء الرئيسية للمنطقة وللظروف التي تمر بها إيران حاليًا من احتجاجات داخلية وعقوبات خارجية كما إنه ا تأتي في ظل الزيارة السابقة لوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في شهر يونيو الماضي ولكن ما حدث من زيارات في مارس سواء المعلنة أو السرية في إطار العديد من الروئ للجانبين، حيث يرى الجانب الايراني ان رؤية المملكة هي الانفتاح والتطبيع مع إسرائيل وعلاقات مع امريكا من الناحية السياسية أو الناحية العسكرية والدبلوماسية".  

وأضاف "شاهين" في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، "أنه في عام 2001 كان هناك إتفاقيات بين إيران والسعودية في مجال الارهاب والمخدرات ولكن لا بد من النظر للعديد من الموضوعات أهمها دخول الإمارات العربية المتحدة ودخول الكويت في هذا الاتفاق حيث أن إيران على خلاف مع البلدين وهو ما سيجعل من الصعب جدًا أن تمر العلاقات بشكل هادئ".

و تابع شاهين "كما أن التوتر الذي حدث في 2016 عندما تم الاعتداء على السفارة السعودية في إيران توترت العلاقات بشكل كبير، لذلك على إيران أن تعمل جاهدة من أجل إعادة العلاقات مع الدول العربية وتعيد النظر في علاقتها مع اليمن والإمارات المتحدة والكويت".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية وزير الخارجية الايراني حسين عبداللهيان العلاقات السعودية الإيرانية المملکة العربیة السعودیة وزیر الخارجیة الإیرانی السعودیة وإیران محمد بن سلمان السعودیة فی بین البلدین هذه الزیارة

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ«الفجر» آخر تطورات الأوضاع في السودان

 


شهدت مناطق جنوب الخرطوم وأجزاء من إقليم دارفور قصفًا جويًا مكثفًا استمر لعدة أيام، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين. الهجمات الجوية، التي يُعتقد أن الجيش السوداني هو المسؤول عنها، استهدفت أحياء سكنية وأدت إلى تدمير واسع في البنية التحتية. فيما يُشار إلى تصاعد التوترات العسكرية والإنسانية وسط البلاد.

وفي الوقت نفسه، تفاقمت الأزمة بعد تقارير عن ارتكاب مجموعات مسلحة مرتبطة بكتيبة البراء لمذبحة في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، حيث أُعدم 33 شابًا بزعم تعاونهم مع قوات الدعم السريع. الكتيبة، التي يُقال إنها تحظى بصلات بتنظيمات متطرفة، أثارت مخاوفًا كبيرة لدى السودانيين بشأن تنامي تأثير الجماعات المتطرفة في المشهد العسكري.

الحرب المستمرة منذ أكثر من 17 شهرًا أسفرت عن انتهاكات واسعة ضد المدنيين، وسط اتهامات للطرفين بارتكاب جرائم حرب، وفقًا للتقارير الأممية والمحلية.

من جانبه قال المحلل السياسي السوداني، محمد ضياء الدين، إن القصف الجوي المكثف الذي يتواصل في العاصمة الخرطوم، ومناطق أخرى مثل دارفور، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، خاصة مع تصاعد المعارك خلال الأيام الخمسة الماضية.

أضاف «ضياء الدين» في تصريحات خاصة لـ « الفجر» أن هذا القصف يفاقم الأزمة الإنسانية التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب المستمرة لأكثر من 17 شهرًا.

أكمل المحلل السياسي السوداني عن تقارير خطيرة تشير إلى تنفيذ عمليات إعدام جماعية بحق عدد من الشباب في منطقة الحلفايا بالخرطوم بحري، مما يعتبر من أخطر المجازر التي تم رصدها حتى الآن في هذا النزاع، هذه التطورات الميدانية تعكس تدهورًا حادًا في الأوضاع الأمنية وزيادة في معاناة المدنيين.

في سياق أخري كشف المحلل السياسي السوداني محمد الأمين أبو زيد، في تصريحات خاصة لـ«الفجر»، أن سعي الجيش السوداني للسيطرة على العاصمة الخرطوم يعود لأسباب استراتيجية ورمزية بعد مرور أكثر من 17 شهرًا على الحرب، موضحًا أن قوات الدعم السريع تسيطر على مواقع استراتيجية، بما في ذلك بعض المقرات العسكرية والحكومية في العاصمة المثلثة، مما أدى إلى إحراج الجيش رغم تفوقه في سلاح الجو والمدرعات.

وأضاف أبو زيد أن نقل العاصمة الإدارية إلى بورتسودان جاء كإجراء اضطراري بعد أن أصبحت القيادة العامة للجيش تحت الحصار. وأشار إلى أن الخرطوم تمثل رمزية كبرى للجيش، إذ تضم القيادة العامة ومؤسسات الدولة، إلى جانب كونها مركز الثقل الاقتصادي والسكاني للبلاد.

كما بيّن أن الوضع العسكري في أم درمان أفضل نسبيًا، مما يتيح للجيش وضع خطط لاستعادة السيطرة على الخرطوم والخرطوم بحري، حيث تحتفظ قوات الدعم السريع بتواجد قوي.

اختتم المحلل السياسي السوداني أن السيطرة على الخرطوم تبقى هدفًا أساسيًا للجيش، الذي يواجه تحديات أمنية كبيرة في حرب المدن التي تشهدها العاصمة لأول مرة.

مقالات مشابهة

  • الكاتب الأمريكي جوناثان فرانزين: زيارة المملكة تجربة ثرية والعيش فيها حلم المملكة العربية السعودية
  • ماذا تحمل زيارة وزير الخارجية الإيراني للبنان؟
  • وزير الخارجية الإيراني يصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت
  • خبراء لـ«الفجر» آخر تطورات الأوضاع في السودان
  • سفير مصر لدى الدوحة يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية
  • وزير السياحة يبحث تعزيز العلاقات مع السعودية
  • سفير مصر لدى الدوحة يلتقي مع وزير الدولة للشئون الخارجية
  • وزير الخارجية: نؤكد أهمية حل الصراعات الإقليمية بالطرق السلمية
  • كيف يمكن تطوير الابتكار في العالم العربي؟ خبراء يجيبون الجزيرة نت
  • مشاركة عمانية ضمن زيارة وفد من الباحثين بالمؤسسات الفكرية العربية إلى الصين