تزايد دور التكنولوجيا الحديثة والرقمية في حفظ وصون التراث الثقافي
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تزايد الدور الكبير الذي تقوم به التكنولوجيا الحديثة والرقمية في مجال حفظ وصون التراث الثقافي، وأصبحت التقنيات الحديثة تستخدم في أدق التفاصيل، حيث أضحى للتكنولوجيا دور حيوي ومهم في حفظ هذا التراث بطرق متعددة، وذلك بإسهام الأدوات التقنية والرقمية في توثيق التراث ونقله للأجيال القادمة، مع تعزيز الوصول إليه وفهمه بشكل أوسع.
ولا تقتصر الاستعانة بالتقنيات الحديثة على مجال بعينه في مجال حفظ التراث وصونه، بل أصبح يشمل التوثيق الرقمي على وسائط مختلفة، من قبيل التصوير عالي الدقة والمسح ثلاثي الأبعاد لتوثيق المعالم الأثرية والمخطوطات والقطع الأثرية، حيث تساعد هذه التقنيات في إنشاء نسخ افتراضية للتراث يمكن الرجوع إليها إذا تعرضت الأصول للتلف أو التدمير.
كما أن للتقنية دورا مهما في إعادة بناء التراث المفقود، إذ يتم استخدام برامج النمذجة ثلاثية الأبعاد لإعادة بناء المعالم التاريخية التي دمرت بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب.
كما تعيد هذه النماذج إحياء التراث، وتُمكن الباحثين والجمهور من استكشافه بطريقة افتراضية. ومن جانب آخر، تتيح قواعد البيانات الرقمية حفظ التراث الثقافي المكتوب، مثل المخطوطات القديمة، بطريقة تتيح البحث والوصول إليها بسهولة، بالإضافة إلى أن المشاريع الحديثة مثل المكتبات الرقمية تسهم في حماية التراث من الفقد والتلف بسبب عوادي الزمن.
إعلانويتعدى دور التقنيات الحديثة هذا الدور، حيث يستفيد منها قطار التعليم ونشر الوعي بأهمية حفظ وصون التراث الثقافي، إذ تستخدم التكنولوجيا لزيادة الوعي الثقافي عبر منصات الواقع الافتراضي والمعزز، التي تمكن المستخدمين من زيارة المواقع التاريخية بشكل افتراضي وتوفير الألعاب التعليمية والمحاكاة لتجربة تفاعلية للتعرف على الثقافات القديمة.
إضافة إلى ذلك، تساعد التكنولوجيا في تتبع القطع الأثرية المفقودة أو المسروقة عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي وقواعد البيانات العالمية. كما تستخدم أنظمة الأمن الذكية في حماية المتاحف والمواقع الأثرية من السرقة أو التخريب.
ويتعاظم دور التكنولوجيا على الصعيد العالمي، وذلك بتسهيل التعاون بين الدول والمؤسسات الثقافية من خلال تبادل البيانات والمعلومات عبر الإنترنت، مما يعزز جهود الحفظ الدولية. وتوفر تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز تجارب غامرة تتيح للمستخدمين استكشاف التراث الثقافي بطريقة تفاعلية، حيث إن هذه التقنيات تعد أدوات فعالة لجذب الشباب للاهتمام بالتراث الثقافي.
ومن جانب آخر، فإن التكنولوجيا تجعل التراث الثقافي متاحا للجميع، بغض النظر عن الموقع الجغرافي، من خلال المنصات الرقمية كالمتاحف الافتراضية وغيرها، ولأدوات الذكاء الاصطناعي دور مهم في تحليل النصوص القديمة، وفك الرموز التاريخية، وترجمة المخطوطات، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم الحضارات القديمة.
وفي هذا الصدد، قال السيد فيصل عبد الله النعيمي -مدير إدارة الآثار بمتاحف قطر- في تصريح لوكالة الأنباء القطرية إن: استخدام التقنية الحديثة، مهم للغاية من أجل مواكبة التطور، والاستفادة مما وصل إليه العقل البشري من إنجازات علمية من أجل الاستفادة منها في استكشاف مواقعنا الأثرية وفهم طبيعتها وحمايتها بفعالية أكبر.
إعلانونوه النعيمي بأنه سبق لمتاحف قطر أن استضافت برنامج المسوحات الأثرية باستخدام التقنية الحديثة والاستشعار عن بعد لدول مجلس التعاون والمغرب والأردن، وذلك تنفيذا لقرار أصحاب السعادة الوكلاء المسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول المجلس في الاجتماع السنوي الذي عقد خلال شهر أبريل/نيسان 2024 في دولة قطر.
وأكد أن التراث الأثري ليس مجرد شواهد صامتة من الماضي، بل هو سجل حي يعكس تطور الإنسان وحضاراته عبر الزمن. حيث من خلال الآثار نقرأ تاريخ شعوبنا، ونتعرف على إنجازاتها، ونستلهم منها الدروس والقيم التي تسهم في تشكيل حاضرنا ومستقبلنا. ومن هذا المنطلق، يكتسب برنامج المسوحات الأثرية باستخدام التقنية الحديثة والاستشعار عن بعد أهمية بالغة.
وأوضح النعيمي أن هذا البرنامج يمثل خطوة مهمة في مسار تنفيذ توجيهات وتوصيات الاجتماع الـ22 للمسؤولين عن الآثار والمتاحف بدول مجلس التعاون الخليجي، ويؤكد التزام دولة قطر، متمثلة بمتاحف قطر، بالتعاون المشترك بالحفاظ على الإرث الثقافي والتاريخي، وحرص متاحف قطر على توظيف أحدث الابتكارات في مجال العلوم والتكنولوجيا لخدمة هذا الهدف.
وشدد على أن التقنية الحديثة والاستشعار عن بعد تمنح الخبراء القدرة على الكشف عن أسرار الماضي بطرق أكثر دقة واستدامة، مع مراعاة الحفاظ على المواقع الأثرية وصيانتها للأجيال القادمة. حيث يهدف هذا البرنامج إلى وضع أسس لتعاون علمي وإقليمي مثمر، يساهم في تعزيز مفاهيم التراث المشترك وتعزيز الجهود في توثيقه وحمايته.
لافتا، في الوقت نفسه، إلى أن هذا الحدث يأتي ضمن التزام متاحف قطر بتوطيد التعاون الثقافي والتراثي، وتعزيز مكانتها كمحور ثقافي رئيسي في المنطقة. كما يعكس التزام دولة قطر بدعم القطاع الثقافي والتراثي وتطويره.
وختم السيد النعيمي تصريحه بالقول: إن متاحف قطر تشجع الابتكار والمخترعين الذين يقدمون خدمة جليلة لأوطانهم خاصة، وللإنسانية بصفة عامة في كل المجالات.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التقنیة الحدیثة التراث الثقافی
إقرأ أيضاً:
النفط في مسار هبوطي مع تزايد الضبابية حول سياسات ترامب
تشهد أسواق النفط حالة من الضبابية بشأن كيفية تأثير الرسوم الجمركية التي يقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عدة دول على النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الطاقة، لتواصل خسائرها في التعاملات المبكرة الخميس.
تحديث الأسعارانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 23 سنتا بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 78.79 دولار للبرميل بحلول الساعة 0135 بتوقيت غرينتش، في حين انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 18 سنتا أو 0.2 بالمئة إلى 75.26 دولار، بحسب بيانات وكالة "رويترز".
وفي الجلسة السابقة، أنهت العقود الآجلة لخام برنت التعاملات عند 79 دولارا في اليوم الخامس على التوالي من الخسائر. وأغلقت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الجلسة عند 75.44 دولار في اليوم الرابع على التوالي من الانخفاضات.
قال ترامب إنه سيضيف الرسوم الجمركية الجديدة إلى تهديده بفرض عقوبات على روسيا إذا لم تتوصل البلاد إلى اتفاق لإنهاء حربها في أوكرانيا. وأضاف أن هذه الرسوم يمكن تطبيقها على "دول أخرى مشاركة" أيضا.
كما تعهد بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، وفرض رسوم جمركية 25 بالمئة على كندا والمكسيك، وقال إن إدارته تناقش فرض رسوم عقابية تبلغ 10 بالمئة على الصين لأن مادة الفنتانيل المخدرة يتم إرسالها إلى الولايات المتحدة من هناك.
في غضون ذلك، خلصت تقديرات في استطلاع موسع أجرته رويترز إلى أن مخزونات النفط الخام الأميركية من المتوقع أن تنخفض بمتوسط 1.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 17 يناير.