من أهداف حرب السودان … قتل ثورته
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
د. الشفيع خضر سعيد
رغم الظرف الخاص غير المواتي، نتناول سؤالا صعبا آخرا وهو: كيف نحافظ على جذوة الثورة متقدة رغم الحرب، ورغم أن الغدر والخيانة لازما الثورة منذ لحظة الإطاحة برأس نظام الإنقاذ في أبريل/نيسان 2019؟
فمنذ تلك اللحظة، ظل ساعد الغدر ومخلب الخيانة يشتدان ويقويان وهما يتغذيان على حقيقة أن انتصار الثورة ظل جزئيا وغير مكتمل عندما توقف عند الإطاحة بالغطاء السياسي للنظام السابق، نظام تحالف الاستبداد والفساد، دون أن يمس جسده الذي ظل باقيا ينخر في عظام الثورة وينسج خيوط غطاء سياسي بديل، لينقض ويحكم من جديد بقوة الدم المسفوح.
في 2018 و 2019، خرج شباب السودان إلى ساحات التغيير حتى لا يرهنوا حاضرهم ومستقبلهم لخيارات الاستكانة أو البحث عن المنافي أو ضياع المخدرات، معلنين أن ثورتهم ليست مجرد انتفاضة جياع، ولا ترتبط بأهداف سياسية بحتة وآنية وليست انتصارا لهذا الحزب أو ذاك القائد، وليست تعصبا لهذه الأيديولوجية أو تلك الفكرة، وقطعا ليست طمعا في كراسي الحكم أو وظيفة ما، رغم أن جلّهم بدون عمل أو وظيفة. كان الصوت المجلجل أنها ثورة جيل بأكمله، هبّ ليحطم جدارا شيدته الإنقاذ يسد أمامهم الأفق والأمل في المستقبل. كانوا يدركون أن من الصعب تحقيق أهداف الثورة الرئيسية بضربة لازب، وإنما الأمر سيتطلب فترة، قد تكون طويلة نسبيا، وربما سنحتاج إلى ثورات فرعية أخرى حتى تتحقق الأهداف. وهذا ليس أمرا غريبا، فثورة السودان، مثلها مثل كل الثورات الأخرى في التاريخ، قد تحتاج للمرور بعدة مراحل قبل أن تكشف عن كل إمكانياتها وتتبلور في نهاية الأمر بوصفها تكويناً جديداً جذرياً. وفي الحقيقة، فإن ثورة السودان دشنت مرورها بهذه المراحل بدءا بثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964، ثم انتفاضة أبريل/نيسان 1985، فاندلاع ثورة ديسمبر/كانون الأول 2019. صحيح، أن استقرار وتحقيق أهداف تلك الثورات الأخرى في التاريخ، تطلب فترات طويلة جدا، مثلما كان الأمر في فرنسا بعد اندلاع ثورتها العظمى 1789، وبريطانيا في اعقاب ثورة كرومل 1649، وألمانيا بعد ثورة 1818. بل، ومثلما هو الأمر في السودان نفسه من حيث طول الفترة بين ثورتي أكتوبر/تشرين الأول 1964م، وثوره ديسمبر/كانون الأول 2018، والتي بلغت 54 عاما. لكن، تلك الثورات، بما فيها ثورات السودان، كانت في ظروف مغايرة تختلف كليا عن واقع اليوم، من حيث قلة إو انعدام التجارب السابقة بالنسبة لتلك الثورات، ومن حيث المهارات والقدرات المكتسبة عند قوى الثورة اليوم مقارنة بقوى الأمس، ومن حيث دور الثورة الرقمية والتكنولوجية الحديثة في تفجير الثورات وتقصير الفترات بين مراحلها، ومن حيث آثار العولمة ودور الظروف الإقليمية والدولية في عالم جديد…الخ. كل ذلك سيقلل، إلى حد كبير، طول الفترة بين المراحل المختلفة للثورة، شريطة العمل بشتى الوسائل، ودون كلل أو ملل، على أن تستمر جذوة الثورة متقدة، لا تهمد أبدا، وتتغذى يوميا بالوقود الكاف المتمثل في تسخير إمكانات وإبدعات الشباب في اجتراح الوسائل والأدوات المتجددة يوميا، والحذر من الفخاخ المنصوبة تجاه الثورة لكي تنطفئ شعلتها أو تضعف شحنتها أو تبرد نارها. ولعل أكبر الفخاخ المنصوبة اليوم لابتلاع ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 هو هذه الحرب الآثمة.
في الذكرى السادسة لثورة السودان نقول، لا شيء يهزم الغدر والخيانة، غير إرادة جماهيرية قوية تتلمس طريقها عبر حراك متماسك تنتظم فيه القوى المدنية والسياسية قيادة وقواعد، بعيدا عن توافه الأمور ومناصبة العداء مع رفاق الخندق الواحد، حراك يخطط ويعبئ وينفذ وفق رؤية متوافق عليها، وننشط خلاله ذاكرتنا المتصلة ونقويها، حتى لا تترك شاردة ولا واردة إلا وتضعها في الحسبان، من أجل التركيز على أولوية الأولويات، وقف الحرب والتي نعلم جميعا أن على رأس أهدافها تدجين الشارع وإصابة حراكه بالشلل، تمهيدا لحرق ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018، وعودة تحالف الفساد والاستبداد مرة أخرى إلى سدة الحكم، إما عبر عصابات الموت وكتم أنفاس الشعب، أو عبر عملية سياسية يتم التلاعب بها وبأطرافها.
نقلا عن القدس العربي
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: دیسمبر کانون الأول من حیث
إقرأ أيضاً:
نتيجة وملخص أهداف مباراة الإمارات ضد الكويت في كأس خليجي 26
حقق منتخب الكويت الأول لكرة القدم، فوزا هاما على نظيره المنتخب الإماراتي؛ بهدفين مقابل هدف وحيد، في المباراة التي أقيمت بينهما مساء اليوم في بطولة كأس خليجي 26.
أهداف مباراة الإمارات ضد الكويت في كأس خليجي 26في الدقيقة الخامسة من الشوط الأول، اللاعب كايو نجم منتخب الإمارات هدف أول، بعد أسيست من عبد الله سهيل.
منتخب الكويت يتغلب على الإمارات بثنائية في كأس خليجي 26 بثنائية شحاتة وأشرف الزمالك يتقدم على طلائع الجيش في الشوط الأولثم أحرز محمد دحام هدف التعادل لصالح منتخب الكويت، في الدقيقة 16 من عمر الشوط الأول.
وسجل اللاعب معاذ الاصيمع الهدف الثاني في الدقيقة 89 من الشوط الثاني، لصالح المنتخب الكويتي.