24 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة: في تطور ميداني لافت، انهارت الهدنة الهشة بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وتركيا بعد أسبوعين من إعلانها، مما أدى إلى استئناف العمليات العسكرية في الشمال السوري. المدفعية التركية قصفت مواقع لقسد قرب سد تشرين في منطقة منبج، لتسجل بداية تصعيد جديد في المنطقة. وتزامنت هذه التطورات مع مواجهات عنيفة بين قسد والفصائل المسلحة الموالية لتركيا في ريف منبج، حيث تم رصد اشتباكات أدت إلى مقتل 16 عنصراً من قسد منذ بدء المعارك قبل أسبوعين.

الهدنة التي تم الإعلان عنها في وقت سابق تحت إشراف أمريكي كانت محاولة لتهدئة الأوضاع، إلا أن التوترات في المنطقة ما لبثت أن تزايدت. تجدر الإشارة إلى أن قسد كانت قد اتخذت تدابير دفاعية في مدينتي كوباني وسد تشرين، تحسباً لأي هجوم تركي محتمل. هذه المدن تشهد تحركات عسكرية مكثفة في الوقت الراهن.

الظروف الإقليمية تؤجج المواجهات

تصاعدت الأعمال القتالية في الشمال السوري منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري، ليعيد ذلك رسم المشهد العسكري في المنطقة. خلال هذه الفترة، تدخلت الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بشكل مؤقت، إلا أن الأوضاع العسكرية ظلت على حافة الانفجار. وقد تعهدت قسد بمواصلة القتال ضد تركيا والقوات المدعومة منها في مدينة عين العرب (كوباني) التي كانت مسرحاً لواحدة من أعظم المعارك بين القوات الكردية وتنظيم داعش عام 2014.

ووفقاً لمصادر ميدانية، يقدّر عدد الجنود الأتراك المنتشرين في شمال سوريا ما بين 16 و18 ألف جندي، منذ العمليات العسكرية التي شنتها تركيا بين عامي 2016 و2019 ضد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية. وبينما تواصل أنقرة تعزيز وجودها العسكري، تحاول الفصائل المدعومة من تركيا استغلال هذا التوسع لتحقيق مكاسب ميدانية.

تغيرات استراتيجية على الأرض

من جهة أخرى، شهد الشمال السوري تحولاً في التوازنات السياسية والعسكرية، خاصة بعد تقدم الفصائل المسلحة إلى دمشق عقب سقوط نظام الأسد، وهو ما يعزز موقع أنقرة في المعادلة السورية. وفي هذا السياق، تشير التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك إلى أن أنقرة تطالب السلطات السورية الجديدة بحل ملف “القوات الكردية” نهائياً، في تلميح قوي إلى إمكانية شن عملية عسكرية جديدة في المستقبل القريب.

هذا التصعيد العسكري يشكل تحدياً كبيراً للجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية. فالواقع على الأرض يتطلب تحركات سريعة لمنع تدهور الأوضاع إلى مستوى أكثر دموية، خاصة في ظل تأكيدات أن تركيا قد تقوم بخطوات عسكرية جديدة لتأمين حدودها الشمالية.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الشمال السوری

إقرأ أيضاً:

 اشتباكات مسلحة داخل احد معسكرات التحالف

 

الجديد برس|

 

اندلعت انتفاضة مسلحة داخل معسكر “كتاف” التابع للقوات السعودية في جبهة نجران خلفت أكثر من 20 جريحا واعتقال العشرات من المجندين معظمهم من أبناء أبين.

وأفاد مصدر مطلع أن الانتفاضة المسلحة التي اندلعت داخل المعسكر الجمعة، قادمها المجندين احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم المالية لعدة أشهر.

 

وأكد أن عناصر “الشرطة العسكرية” بالمعسكر قامت بفض الاحتجاج بقوة السلاح وصلت إلى المواجهات بالأيدي والحجار وإطلاق الرصاص خلفت 20 جريحا بجروح مختلفة جلهم من أبين.

 

وأوضح أن الشرطة العسكرية قامت باعتقال عدد من المجندين بينهم جرحى، تم احتجازهم في زنازين أرضية داخل المعسكر.

 

وجاءت الحادثة في سياق الغضب المتصاعد بين مجندي التحالف جراء عدم صرف مستحقاتهم وتدهور الأوضاع المعيشية للمجندين ولأسرهم جراء الانهيار الاقتصادي التي تعانيه الحكومة التابعة للتحالف وارتفاع سعر العملات الأجنبية.

مقالات مشابهة

  • من مسافة صفر..اشتباكات بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال
  • 127 عامًا من الصحافة الكردية… من صوت الشعب إلى أداة بيد السلطة
  • أحزاب المعارضة الكردية ترفض المشاركة في حكومة الإقليم الجديدة
  • هدنة عيد الفصح في أوكرانيا تنهار وسط تبادل الاتهامات واستئناف القتال​ | تقرير
  • مصرع 3 عناصر إجرامية في اشتباكات عنيفة مع الشرطة بأسيوط
  • العراق يسترد أحد المُدانين الهاربين من تركيا
  •  اشتباكات مسلحة داخل احد معسكرات التحالف
  • الشارع الأمريكي يشتعل.. آلاف يتظاهرون مجدداً ضد ترامب
  • 70 شاحنة عسكرية أميركية تغادر العراق
  • قائد فيلق سابق في جيش الإحتلال: خسرنا الحرب مع حماس والدولة تنهار