تأخذ المسألة هنا بعدين مهمين؛ الأول: بعد التحريم في الكراهة، والثاني: بعد التنزيه في الكراهة، وكلا المعنيين الحاضرين من هذين البعدين هما أقرب إلى الأحكام الشرعية منها إلى الأحكام الاجتماعية، والمقصود هنا بـ «الاجتماعية» هي مجموعة العلاقات بين الناس، وما يتوغل في هذه العلاقات من مماحكات، وصدمات، واختلافات، وتضادات، وتنازعات، وتنافسات، وكلها - كما يبدو - تؤول إلى نمو وتدرج درجات الكراهة، والحقد، وقد تتطور إلى المصادمات المباشرة بين الطرفين، وهذا من شأنه أن يوجد بيئات خانقة للعلاقات، ويوجد مستويات أفقية من الزعل «الناعم» ورأسية من درجات الكره، والضيم وهذه أشدها في تقويض مجمل العلاقات القائمة بين أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى عرقلة الكثير من مشروعات الحياة اليومية، بينهم، وهذا مما يتحاشاه أغلب الناس؛ خوف الوقوع في مستنقع الكراهة المؤلمة.
وللأمانة؛ أن أغلب الناس لا تنتهج هذا الأسلوب من الحياة، إلا في حدود ضيقة عندما تضيق بها سبل السلام مع الأطراف التي تتعامل معها، حيث يظل السلام والأمان مآوي حاضنة لمختلف العلاقات، حتى العلاقات القائمة على الربح والخسارة؛ يحاول كلا الطرفين اللذين تجمع بينهما مصلحة من هذا النوع أن لا تصل العلاقة بينهما إلى مستوى الكره، وهذا مما يعزز البناءات الاجتماعية القائمة بين الناس؛ وهذا من رحمة الله؛ سواء على مستوى الأسر، أو على مستوى المجتمع الكبير، وفي ذلك امتحان للنفوس التي تهوى دائما التعالي، والإصرار على مواقفها المتصلبة، حتى وإن كانت تدرك خطأها حيث تأخذها العزة بالإثم.
لذلك يلاحظ أن درجة الكراهة؛ غالبا؛ ما تكون في مستويات نسبية، تضيق في كثير من الأوقات، وتتسع في ظروف استثنائية، حيث تزول بزوالها، ولا يبقى لها أثرا إلا ذكرى مؤلمة؛ لا يحبذ الكثيرون استعادة مشاهدها، حتى لا يزعجون أنفسهم باستذكارها، وهم المحقون في ذلك، فالحيادة؛ جدا قصيرة؛ ولا تعطي نفس استمرار الكراهة والحقد والحسد بين الناس، ومن يستطيع أن يسل نفسه من هذا المستنقع المؤلم، هو حقا؛ جدير بالتقدير، والإشادة، والتكريم.
(درجة الكراهة) ينظر إليها على أنها تعظيم للأفعال غير السوية، فلا يتوقع أن تبادر شخصا ما بكلمة طيبة، فيرد عليك بكلمة سيئة، إطلاقا؛ إلا إذا كانت هناك خلفية لعداء، أو لموقف؛ يؤرخ للحظة كراهِيَة أو كراهة، واستضافة هذه اللحظة على طول خط سير العلاقة بين الطرفين، دون أن تكون هناك مبادرة من أحدهما لمحو آثارها، والخطورة أكثر عندما يُصَدِّرْ أحد الطرفين هذه اللحظة لآخرين من حولهما، وتتسع بذلك رقعة هذه الصورة القاتمة بين الطرفين، والأنكى في هذا الجانب أن تزرع مثل هذه النكات السوداء في قلوب ونفوس الأطفال، سواء بصورة مقصودة أو غير مقصودة، واحتمالية ترعرع واتساع رقعة الكراهة واردة في ظل الحرص على مداومتها، وعدم الإسراع في إزالتها القطعية من النفوس.
وعودة إلى بعدي الكراهة، يَمْثُلُ في شأن العلاقات أكثر هو البعد التحريمي، وذلك لأن النتائج المتوقعة في أي بذرة كراهة هو التفرق، والتشتت، وإذابة اللحم الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد، ويقينا؛ لا أحد يسعده ذلك مهما كانت المبررات، ومعنى ذلك أن تجاوز مرحلة «الزعل/ العتاب» مؤداه إلى الوقوع في مستنقع الكراهة، ومن هنا تقتضي الحكمة أن أي خلاف يحدث بين طرفين على العقلاء أن يحتووه بحيث لا يتجاوز مرحلة العتاب «ويبقى الود ما بقي العتاب».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وفاة سبعة أشخاص نتيجة احتراق شاحن الهاتف .. وهذا هو السبب
أكدت مصادر وفاة سبعة أفراد من عائلة واحدة، وإصابة سيدة، وذلك إثر اندلاع حريق هائل، في منزل بمدينة الإحساء السعودية، نتيجة انفجار شاحن هاتف محمول.
وكشف أحد أقرباء الضحايا تفاصيل الكارثة في لقاء مع وسائل الإعلام ، أن الحريق بدأ بانصهار شاحن الجوال ما تسبب في اشتعال الكنب بالغرفة.
في الإطار يقول الخبير في مجال الهواتف والتقنيان والأمن السبراني المهندس صدام حسين بأن شواحن الهواتف مهمة جدا لتشغيل الهاتف من خلال تزويده بالطاقة اللازمة ، غير أن هناك الكثير ممن يستخدمون هذه الشواحن بطريقة خاطئة ، كما أن بعض الشواحن أيضا قد تحتوي على عيوب مصنعية خاصة عندما تكون شواحن تجارية غير أصلية وليست معروفة المصدر.
ويضيف المهندس صدام بأن هناك العديد من الأسباب لاحتراق شواحن الهواتف والتي تسبب كوارث وحرائق منها ارتفاع درجة الحرارة ، ومعروف أن منطقة الإحساء في السعودية درجة حرارتها مرتفعة خاصة إذا كان وقت الظهيرة.
أيضا إذا كان الشاحن المستخدم قديم ، ومن المعروف أن لكل جهاز عمر معين ،
كذلك عندما يكون التيار الكهربائي قوي أو مثلا غير منضبط ما بين قوة وانخفاض ، هذا الأمر يساعد على احتراق الشاحن وبالتالي حدوث كوارث الحرائق ، خاصة إذا كان مواد سريعة الاشتعال قريبة من موقع شحن الجهاز.
بالإضافة إلى الشحن الزائد للجهاز ، بمعنى أن نترك الهاتف موصل بجاز الشحن وننام مثلا ،هذا الأمر قد يتسبب في حدوث الحرائق أو على الأقل تعطيل الهاتف وأيضا جهاز الشحن.