يديعوت أحرونوت: الحوثيون يتحدون أميركا والعالم ولا يمكن ردعهم
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن حادثة سقوط طائرة أميركية مقاتلة من طراز إف-18 فوق البحر الأحمر الأسبوع الماضي، تكشف مدى التحدي الكبير الذي يشكله الحوثيون في اليمن، ليس فقط لإسرائيل بل أيضا للولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي حين سارع الحوثيون إلى إعلان مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة، قالت واشنطن إن سفينة حربية أميركية أسقطتها عن طريق الخطأ، إلا أن الصحيفة الإسرائيلية أفادت بأن البنتاغون لم يوضح ما إذا كانت النيران الصديقة لها صلة مباشرة بالقتال الدائر هناك، واصفة الحادثة بأنها واحدة من أخطر ما تعرضت له القوات الأميركية في الشرق الأوسط.
وتعتقد الصحيفة الإسرائيلية أن قدرة التحالف بقيادة الولايات المتحدة على ردع الحوثيين باتت موضع شك بعد أن أظهرت المليشيا اليمنية صمودا أمام الضربات الجوية، "متجاهلة" المعاناة الشديدة للمدنيين في اليمن.
ولفتت إلى أن وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الاستحواذ والاستدامة، ويليام لابلانت، كان قد حذر الشهر الماضي من أن الحوثيين "أصبحوا مخيفين"، وأنه "مذهول" من التقنيات التي يمكنهم الوصول إليها الآن.
ووفقا للصحيفة نفسها، فإن هجمات الحوثيين على إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة وعلى السفن المدنية التي تبحر عبر البحر الأحمر، تضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في موقف صعب، ذلك بأنها تتزامن مع جهودها للتوسط لإنهاء الحرب اليمنية والصراع السعودي الحوثي.
إعلانوأشارت إلى أن بايدن كان قد أزال جماعة الحوثي من قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية عند توليه منصبه، في حين تجنبت الإدارة الأميركية على مدار العام الماضي شن هجمات مباشرة وواسعة النطاق على أهداف حوثية، "سعيا منها للحفاظ على الجهود الدبلوماسية ومنع التصعيد الأوسع في المنطقة".
ومع ذلك، شكلت واشنطن تحالفا دوليا يهدف إلى ردع عمليات الحوثيين في البحر الأحمر، بينما أعربت إسرائيل عن استيائها مما تعتبره إجراءات أميركية غير كافية ضد المليشيا اليمنية.
وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي اعترض، يوم الاثنين، طائرة مسيرة أُطلقت من اليمن، لكنه كان قد فشل في اعتراض صاروخين باليستيين الأسبوع الماضي.
وأفادت بأنه مع استمرار حدة التوترات، فإن احتمال أن تزيد الولايات المتحدة وحلفاؤها من العمليات العسكرية يظل قائما، لا سيما مع تأهب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه رسميا الشهر المقبل.
ورغم أن صحيفة وول ستريت جورنال نقلت، الاثنين، عن مسؤول عسكري أميركي أن التحالف أسقط 450 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون، فإن يديعوت أحرونوت تؤكد أن القدرات التكنولوجية التي يمتلكها الحوثيون لا تزال تشكل تحديات كبيرة ويتجلى ذلك في فشل منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية.
وقد ورد في تقرير صادر من الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني أن "حجم وطبيعة ونطاق عمليات نقل العتاد العسكري المتنوع والتكنولوجيا المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية -بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها- لم يسبق له مثيل".
وقد أثارت هذه النقلة السريعة في قدرات الحوثيين قلق المحللين. وتفيد يديعوت أحرونوت بأن محمد الباشا، محلل الشؤون الأمنية في الشرق الأوسط المقيم في الولايات المتحدة، كان قد صرح لموقع "باشا ريبورت" في عام 2004، بأن الحوثيين كانوا جماعة محاصرة تختبئ في الجبال. "أما الآن، فهم يلاحقون حاملات الطائرات الأميركية بصواريخ وطائرات مسيرة ويضربونها على بعد ألفي كيلومتر من وسط اليمن.
إعلانويحذر محللون آخرون من أن هذا التحول في القدرات يمكن أن يتصاعد إذا زادت إيران من دعمها للحوثيين في الوقت الذي تواجه فيه انتكاسات في لبنان وسوريا.
وحتى لو رفعت الولايات المتحدة وتيرة عملياتها، فإن الخبراء يشككون في إمكانية ردعهم، "فالحوثيون لا يهتمون بما يخسرونه، لأنهم يريدون الانتصار ومواجهة القوى العالمية"، بحسب أسامة الروحاني، مدير مركز صنعاء للدراسات الإستراتيجية، وهو مركز أبحاث مستقل مقره اليمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة یدیعوت أحرونوت کان قد
إقرأ أيضاً:
اليمن: الحوثيون يفرجون عن طاقم سفينة الشحن غالاكسي ليدر بعد 14 شهرًا من احتجازها
(CNN)-- أفرجت جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن عن طاقم سفينة شحن بعد أكثر من عام من اختطاف مقاتليها للسفينة في البحر الأحمر، كجزء من هجماتها لدعم حماس في حربها مع إسرائيل.
تم تسليم طاقم السفينة غالاكسي ليدر المكون من 25 فردًا - والذي يضم 17 فلبينيًا وثلاثة أوكرانيين وبلغاريين اثنين ومكسيكيين ورومانيًا - إلى وسطاء من سلطنة عُمان، حسبما ذكرت قناة "المسيرة" المملوكة للحوثيين، الأربعاء.
يأتي إطلاق سراح الطاقم بعد أيام قليلة من موافقة إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار، مما جلب راحة للفلسطينيين في غزة بعد 15 شهرًا من الحرب. ولطالما قال الحوثيون إنهم لن يوقفوا حملتهم في البحر الأحمر إلا بعد أن توقف إسرائيل هجومها على غزة.
أعضاء طاقم سفينة الشحن غالاكسي ليدر خلال اجتماع مع القنصل الفخري للفلبين محمد الجمل، في مدينة الحديدة الساحلية، في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2024.Credit: AFP via Getty Imagesكان الطاقم محتجزًا كرهائن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عندما اقتحم مسلحون حوثيون - نزلوا من مروحية تحمل أعلامًا يمنية وفلسطينية - على متن السفينة قبالة سواحل اليمن.
وأجبرت هجمات الحوثيين بعض أكبر شركات الشحن والنفط في العالم على تعليق العبور في البحر الأحمر، أحد أهم طرق التجارة البحرية في العالم.
وقال أرسينيو دومينغيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، إن إطلاق سراح الطاقم يعطي "ارتياحًا عميقًا".
وأضاف: "إن الاختراق الذي تحقق اليوم هو شهادة على قوة الدبلوماسية الجماعية والحوار، والاعتراف بأن البحارة الأبرياء لا ينبغي أن يصبحوا ضحايا جانبيين في التوترات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا".
سفينة الشحن غالاكسي ليدر التي استولى عليها الحوثيون، راسية قبالة ساحل الحديدة - في 25 سبتمبر/أيول 2024. Credit: AFP via Getty Imagesورحب هانز غروندبرغ، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، بالتقارير "المؤثرة" التي تفيد بأن الحوثيين "وضعوا حدًا للاحتجاز التعسفي" لطاقم السفينة لمدة 14 شهرًا.
وتبحر سفينة غالاكسي ليدر تحت علم جزر الباهاما وعادة ما تستخدم لنقل المركبات في جميع أنحاء العالم. كانت من بين عشرات السفن التي استهدفها الحوثيون خلال حملتهم في البحر الأحمر.
وقال إدواردو دي فيغا، مسؤول الشؤون الخارجية الفلبيني الذي يشرف على ملايين العمال المهاجرين الفلبينيين، في مارس/آذار من العام الماضي إنه لا يمكن فعل الكثير للتأثير على الحوثيين باستثناء إنهاء الأعمال العدائية في غزة.
وطلبت شبكة CNN من وزارة الخارجية الفلبينية التعليق على إطلاق سراح مواطنيها.
ولعب الحوثيون - أحد جانبي الحرب الأهلية في اليمن التي اندلعت لأكثر من عقد من الزمان - دورًا كبيرًا خلال العام الماضي في الصراعات في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى استهداف السفن، أطلق الحوثيون سلسلة من الهجمات الصاروخية على إسرائيل.
وعلى الرغم من اعتراض معظم الهجمات من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، رد الجيش الإسرائيلي بضربات جوية ضد أهداف حوثية في اليمن. كما نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وكلاهما حليفتان لإسرائيل، جولات من الضربات ضد الحوثيين.
أمريكاإسرائيلإيرانالمملكة المتحدةاليمنالبحر الأحمرالحوثيوننشر الأربعاء، 22 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.