رفض مساعد الرئيس الأمريكي للأمن القومي، "جيك ساليفان"، التعليق على تقارير استخباراتية حول الآفاق القاتمة لهجوم أوكرانيا المُضاد، حسبما أفادت وكالة "تاس" الروسية، مساء اليوم الجمعة.

وقال ساليفان: "لن أتحدث عن تقارير الاستخبارات. على مدار العامين الماضيين، كان هناك الكثير من التحليلات من مصادر مختلفة حول كيفية تطور هذه الحرب.

لقد رأينا العديد من التغييرات في هذه التحليلات لأن الوضع في ساحة المعركة يتغير. لذلك، كما قلنا مرارا، نحن نبذل قصارى جهدنا لدعم أوكرانيا وهجومها المضاد".

وأضاف المسؤول الأمريكي: "لن نضع أي إطارات للنتيجة النهائية، ولن نتنبأ بما سيحدث، لأن الحرب بطبيعتها أمر لا يمكن التنبؤ بنتائجه".

وكالات المخابرات الأمريكية

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الخميس، مقالا أوردت فيه معلومات من وكالات المخابرات الأمريكية، تفيد بأن أوكرانيا لن تكون قادرة على تحقيق الأهداف التي حددتها قبل بدء هجومها المضاد. وأثارت هذه النتائج بالفعل جدلا بين أعضاء الكونغرس، الذين يصر بعضهم على أن إخفاقات أوكرانيا تشهد على عدم جدوى تقديم المزيد من المساعدة العسكرية لها.

وكان الهجوم الأوكراني المضاد قد بدأ في 4 يونيو الماضي، حيث نشرت كييف ألوية مدربة من "الناتو" وتحمل أسلحة غربية، بما في ذلك دبابات "ليوبارد" التي نشرت على نطاق واسع في أرض المعركة، ثم أحدثت لقطات لعدد من الآليات العسكرية محترقة في ساحة المعركة صدى واسعا في الغرب.

من جانبه، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، 21 يوليو الماضي، بأنه لا توجد نتائج بالنسبة للقوات الأوكرانية، و"القيمون الغربيون محبطون بشكل واضح" من مسار الهجوم المضاد، حيث لم تساعد أوكرانيا الموارد الهائلة التي تم ضخها هناك، ولا توريد الأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ، ولا إرسال آلاف المرتزقة والمستشارين.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمريكا اوكرانيا ساليفان الحرب

إقرأ أيضاً:

تحليل: صواريخ "أتاكمز" ستنفجر في وجه أمريكا

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من التصعيد، بعد استخدام أوكرانيا للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وبريطانيا، لضرب أهداف في العمق الروسي، في الوقت الذي عدلت فيه موسكو عقيدتها النووية، بما يسمح لها باستخدام ترسانتها النووية، رداً على أي هجوم كبير بأسلحة تقليدية.

واضطرت الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، إلى إغلاق سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييف، وطالبت كل العاملين فيها بالدخول إلى الملاجئ في حال سماع صافرات الإنذار، في ظل المخاوف من هجوم روسي ضخم على كييف، واستهداف مبان أمريكية رداً على سماح واشنطن لكييف، باستخدام الصواريخ بعيدة المدى "أتاكمز" لضرب العمق الروسي.

Biden's gambit to flood Ukraine w cash & missiles before exiting the White House isn't benign, and it won't help Ukraine; they've already lost. But it could drag the US into a pointless war that could go nuclear. I explain how @TheNatlInterest https://t.co/MVgmipJP8H

— Daniel Davis Deep Dive (@DanielLDavis1) November 20, 2024

وفي تحليل نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، قال دانيال إل. ديفيز الزميل والخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع  والضابط السابق في الجيش الأمريكي، إنه "من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، القيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير. ومن الواضح جداً أن هذا القرار يمثل خطراً كبيراً وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا. وليس العكس".

وفي المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادوا بقرار بايدن، بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز  لمهاجمة أهداف في عمق روسيا. فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري ويسلي كلارك، لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جداً على استخدام الصواريخ الأمريكية في أوكرانيا.

ويرى ديفيز أن هؤلاء الجنرالات الذين "يرفغون شعار الحرب الأول"، قدموا نصائح كارثية على شاشات التلفزيون طيلة هذا الصراع، مشيراً إلى أنه في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، عندما تم الكشف عن فشل هجوم الصيف الأوكراني، أعلن الجنرال ديفيد بترايوس أن أوكرانيا لا تزال قادرة على التسبب في "انهيار" الدفاعات الروسية، في حين أن ديفيز كتب قبل أشهر من بدء هجوم الصيف، أن أساسيات الحرب أظهرت أن أوكرانيا ليس لديها أي فرصة تقريباً للنجاح. فهل لا يفهم جنرال سابق يحمل 4 نجوم وشغل أعلى المناصب في العسكرية الأمريكية، هذه الأساسيات  حتى بعد أشهر من ظهور الفشل بوضوح، لكي يواصل الادعاء بأن الروس سوف ينهارون؟

ويقول ديفيز إنه في يوليو (تموز) 2023، وبعد شهر واحد من بدء هجوم الصيف الأوكراني، وشهرين من ادعاء بتريوس بأن قوات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مازالت قادرة على تحطيم الدفاعات الروسية، كتب  مقالاً قال فيه إنه "من الواضح أن الهجوم قد فشل. وأن المسار الأكثر حكمة وعقلانية وأخلاقية لكييف والغرب هو السعي إلى تسوية تفاوضية تحافظ على أكبر قدر ممكن من الحرية والأراضي لكييف، وأن إنهاء الحرب الآن من شأنه أن يوقف مسلسل القتل والإصابة لعشرات الآلاف من المقاتلين الشجعان، والأبطال في أوكرانيا الذين ستحتاجهم كييف لإعادة بناء بلادهم بمجرد انتهاء الحرب".

إغلاق السفارة الأمريكية في كييف بسبب هجوم متوقع - موقع 24قالت السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية، كييف، إنها ستغلق أبوابها، الأربعاء، بعد أن تلقت "معلومات محددة عن هجوم جوي كبير محتمل"، في نفس اليوم.

وأضاف ديفيز أن هذا يكشف حقيقة الموقف الصعب للقوات الأوكرانية، سواء قبل الهجوم أو أثناءه أو بعده. ومع ذلك، تجاهلها كبار الجنرالات في الولايات المتحدة، ونصحوا الحكومات الغربية بمواصلة الحرب، وهو ما أدى إلى مقتل آلاف الأوكرانيين الذين كان يمكن أن يظلوا على قيد الحياة، لو اعترف بايدن بالحقائق العسكرية الأساسية في صيف عام 2023، وسعى إلى تسوية تفاوضية للحرب.

وأوضح ديفيز أن "الحقيقة اليوم أشد وضوحاً. فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها الولايات المتحدة لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئاً، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة - تماماً مثل الدخول السابق للدبابات الغربية، وناقلات الجنود المدرعة، وقطع المدفعية، وأسلحة الدفاع الجوي، وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16 المقاتلة إلى المعركة.  

وأشار إلى أن كييف خسرت الحرب. هذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع - والاستماع إلى الجنرالات - سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا. ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا.

وكانت روسيا واضحة في تصريحاتها، بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أمريكية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطاً مباشراً للغرب ضد روسيا، ويفرض عليها "رداً". ووفقاً لتقارير إخبارية، فقد وقعت مثل هذه الهجمات الآن، وربما كان هذا هو السبب وراء إخلاء الولايات المتحدة لسفارتها أمس، خوفاً من أن تنفذ روسيا تهديدها، فتنفجر صواريخ أتاكامز الأمريكية التي أطلقتها أوكرانيا على روسيا في وجه الولايات المتحدة.

ويقول ديفيز إن المخاطرة بتوسيع الحرب، من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى ضد روسيا، تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطراً استراتيجياً كبيراً يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب. ورغم أن الرئيس السابق دونالد ترامب فاز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة لأنه تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا، قد تدمر مخاطرة بايدن الأخيرة أي فرصة قد تكون لدى ترامب لتحقيق السلام.

مقالات مشابهة

  • أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
  • تحليل: صواريخ "أتاكمز" ستنفجر في وجه أمريكا
  • روسيا ترفض التعليق على إطلاق صاروخ عابر للقارات على أوكرانيا..وكييف تكشف تفاصيل جديدة
  • هل تذكرون الداعية الإماراتي”وسيم يوسف”؟.. شاهدوا النصيحة الذهبية التي قدمها له أشهر أطباء أمريكا لعلاجه من السرطان
  • بالفيتو.. أمريكا ترفض قرار مجلس الأمن الدولي بوقف حرب الإبادة على قطاع غزة
  • تركيا ترفض استضافة قادة “حماس” والحركة تبحث عن بديل وهذه الدول الـ 3 المتبقية .. مواقف غريبة ورضوخٌ لضُغوط أمريكا وإسرائيل .. أين ستذهب “حماس”؟
  • تحذيرات من هجوم روسي كبير على أوكرانيا وإجراء عاجل من أمريكا لحماية مواطنيها
  • البنتاجون يرفض التعليق على استخدام أوكرانيا الأسلحة الأمريكية في ضرب روسيا
  • حماس تستنكر العقوبات التي فرضتها أمريكا بحق قادة الحركة
  • ما الذي نعرفه عن هجوم روسيا المضاد في كورسك؟