شارك  الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة 2023 للتنمية المستدامة، في اجتماعات المجموعة المستقلة للخبراء رفيعي المستوى بشأن تمويل العمل المناخي والتي انعقدت في أبوظبي يومى 15 و16 أغسطس الجاري.

 

وشهدت الاجتماعات مشاركة الدكتور سلطان الجابر، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وعدنان أمين، المدير التنفيذي للمؤتمر، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، ورئيسي المجموعة فيرا سونجوي ونيكولاس ستيرن، ومارك كارني المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالعمل والتمويل المناخي، وكريستالينا جورجيفا، مدير عام صندوق النقد الدولي، إلى جانب عدد كبير من الخبراء ممثلي المنظمات ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية وتحالف جلاسجو المالي من أجل صافي الانبعاثات الصفري ومسئولي مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين.

 

إعادة هيكلة مؤسسات التمويل الدولية

وناقشت الاجتماعات مقترحات بشأن إعادة هيكلة مؤسسات التمويل الدولية بما يضمن تحقيق التناغم بين أدوات التمويل المختلفة، والدفع بأدوات التمويل الميسر لتعزيز العمل المناخي، والوصول إلى آليات للتمويل الشامل والعادل، وتحديد الفجوات التمويلية وعوائق تمويل المناخ التي تتطلب تدخلًا عمليًا سريعًا، بالإضافة إلى وضع خارطة طريق لتمويل العمل المناخي يتم تبنيها وتنفيذها من خلال النسخ الثلاث المقبلة من مؤتمر الأطراف بدءًا من النسخة الثامنة والعشرين المقرر عقدها نهاية العام في دبي.

 

وخلال مشاركته في الاجتماعات، أكد الدكتور محمود محيي الدين على الحاجة إلى إصلاح هيكل التمويل العالمي ووضع سياسات وآليات تمويل جديدة تضمن توفير تمويل كاف وفعال وعادل للعمل التنموي بصفة عامة والمناخي بشكل خاص، على ألا ينحاز هذا التمويل لأنشطة أو جهات دون غيرها. 


‏وقال محيي الدين إن بعض الجهات المعنية بحشد التمويل للعمل المناخي تبذل جهودًا كبيرة رغم التحديات التي تفرضها الأزمات الجيوسياسية 
والاقتصادية والبيئية على العالم، موضحًا الجهود التي يبذلها بصفته ميسر عملية التجديد الثانية لموارد صندوق المناخ الأخضر ف لتحفيز عدد من الدول على المساهمة في الصندوق مثل ألمانيا وكندا وجمهورية التشيك وإمارة موناكو، مع توقعات بزيادة عدد الدول المساهمة خلال الأشهر المقبلة قبل انطلاق مؤتمر الاطراف الثامن والعشرين.

 

وأشار محيي الدين إلى أهمية منصات الدول للعمل المناخي والتنموي في ظل أزمة الثقة التي يشهدها المجتمع الدولي، وأوضح أن هذه المنصات تمثل فرصًا جيدة للتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص وبنوك التنمية متعددة الأطراف، لافتًا في هذا الصدد إلى أهمية التمويل المختلط للعمل المناخي والتنموي الذي يجمع بين مصادر التمويل الوطنية والخارجية والعامة والخاصة، فضلًا عن ضرورة ربط الموازنات العامة للدول بالأهداف التنموية والمناخية.


وأفاد محيي الدين بأن تمويل العمل المناخي لابد أن يوازن بين تمويل أنشطة تخفيف الانبعاثات وأنشطة التكيف مع التغير المناخي، بالإضافة إلى وضع ملف الخسائر والأضرار في الاعتبار، مشيرًا في هذا الصدد إلى الدور الذي تلعبه اللجنة الانتقالية لوضع اطار لحوكمة صندوق الخسائر والأضرار الذي تمخض عن محادثات مؤتمر الأطراف السابع والعشرين بشرم الشيخ.

 

وأضاف محيي الدين أن تمويل أنشطة تخفيف الانبعاثات الكربونية شهد زخمًا كبيرًا خلال الفترة الماضية بفضل مشاركة القطاع الخاص والجهود التي يقوم بها تحالف جلاسجو المالي من أجل صافي الانبعاثات الصفري في هذا الإطار


ولفت في هذا الإطار إلى حاجة أنشطة التكيف لزخم مماثل يمكن أن يتم عبر تنفيذ أجندة شرم الشيخ للتكيف التي تم إطلاقها خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين من جانب الرئاسة المصرية لمؤتمر COP27 ورواد المناخ، والتي تضم قطاعات عمل حيوية تمثل المشروعات المتعلقة بها فرصًا استثمارية واعدة.


وفي هذا السياق، أكد محيي الدين أهمية دور مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف في المساهمة في تمويل مشروعات التكيف وتقليل المخاطر المرتبطة بتمويلها بما يشجع القطاع الخاص على المشاركة بشكل أكبر في تمويل وتنفيذ هذه المشروعات، موضحًا أن تمويل أنشطة التكيف مع التغير المناخي تحتاج لعقد المزيد من الشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

 

ونوه محيي الدين عن مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التي أطلقتها الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين بالتعاون مع اللجان الاقتصادية الإقليمية التابعة للأمم المتحدة ورواد المناخ العام الماضي، وتشارك الرئاسة الإماراتية لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين في نسختها الثانية هذا العام

وقال إن المبادرة أسفرت عن عدد كبير من المشروعات التي تغطي في مجملها أبعاد العمل المناخي المختلفة، وتمثل فرصًا واعدة للاستثمار والتمويل، مضيفًا أن النسخة الثانية من المبادرة شهدت تعاونًا من جهات التمويل المختلفة وتحالف جلاسجو المالي من أجل صافي الانبعاثات الصفري لتمويل عدد من هذه المشروعات إيذانًا ببدء تنفيذها.


وشدد محيي الدين على أن سياسات تمويل العمل التنموي والمناخي يجب أن تتعامل مع أزمات الديون من خلال آليات خفض الديون ومقايضتها بالاستثمار في الطبيعة والمناخ، ووضع سياسات جديدة للتمويل الميسر تتضمن سعر فائدة منخفض مع فترات سداد وسماح طويلة الأجل.

ونوه محيي الدين في هذا السياق عن أهمية أن تشمل سياسات التمويل الميسر الدول متوسطة الدخل، موضحًا أن عددًا كبيرًا من الدول في أفريقيا على سبيل المثال في حاجة لتمويل العمل التنموي والمناخي لديها ولا تتمتع بمزايا التمويل الميسر لكونها دولًا متوسطة الدخل. وقال إن تطوير أداء البنوك التنموية متعددة الأطراف يستلزم زيادة رؤوس أموالها حتى تتمكن من الوفاء بمتطلبات تمويل العمل المناخي والتنموي، مشددًا على أهمية عامل الوقت والسرعة في إعادة هيكلة مؤسسات التمويل الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف لتواكب السياسات والقواعد الجديدة للتمويل المتطلبات الحالية والمستقبلية للعمل المناخي والتنموي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المناخ تمويل العمل المناخي العمل المناخى تمویل العمل المناخی للعمل المناخی مؤتمر الأطراف محیی الدین الأطراف ا فی هذا

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تبحث مع السفير السويدي تعزيز التعاون الثنائي في التحول الأخضر

بحثت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، اليوم الأربعاء، مع سفير دولة السويد بالقاهرة داج يولين دانفيلت، سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال التحول الأخضر ودعم ملف تغير المناخ، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار الوزيرة للاتفاقيات متعددة الأطراف، وسها طاهر رئيس الإدارة المركزية للتعاون الدولى والتغيرات المناخية، والمستشارة تغريد الجويلي مديرة شؤون البيئة بوزارة الخارجية.

و ثمنت الدكتورة ياسمين فؤاد التعاون الثنائي الممتد على مدار السنوات الماضية بين البلدين في مجال البيئة والمناخ، وتطلعها لتعزيز هذا التعاون لمواجهة التحديات المشتركة على المستوى الوطني ودعم العمل متعدد الأطراف في مواجهة التحديات البيئية العالمية، خاصة أن الكوكب يواجه تحديات قوية مؤخراً لضمان استمرار استدامة نوعية الحياة المعتادة للمواطنين.

وأكدت وزيرة البيئة أن مصر رغم التحديات التي تواجهها ملتزمة بتحقيق التحول الأخضر، والذي تم وضعه بوضوح ضمن برنامج الحكومة الجديدة، وتم وضع ملف البيئة تحت محور الأمن القومي، مما يعكس الاهتمام الوطني الكبير بالبيئة والتحول الأخضر وربطها بتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، موضحة أن السنوات العشر الماضية شهدت جهودا كبيرة في العمل نحو تحقيق التوازن بين البيئة والتنمية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والربط بين التحديات العالمية كتغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، بإلإضافة إلى تولي مصر دور رئيسي في العمل متعدد الأطراف، خاصة مع استضافة مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 في ٢٠١٨ والذى نتج عنه رسم خارطة الطريق للإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٣٠، واستضافة مؤتمر المناخ COP27 والخروج بنتائج مهمة للدول النامية خاصة أفريقيا.

وأشارت الوزيرة، إلى أن مصر تستضيف هذا العام مؤتمر اتفاقية برشلونة للحد من التلوث في البحر المتوسط، فمصر ملتزمة باستكمال دورها في العمل متعدد الأطراف بغض النظر عن التحديات التي تواجهها محليا واقليميا، وتثمن دعم شركاء التنمية ومنهم دولة السويد للعمل يدا بيد لإثبات مصداقية العمل متعدد الأطراف.

وشددت وزيرة البيئة على دور التكنولوجيا كأداة رئيسية في حل جزء كبير من التحديات، مما يبرز أهمية العمل على وصول التكنولوجيا وبثمن مناسب للدول النامية، والذي سيساهم في حل جزء كبير من مشكلة التمويل لهذه الدول التي تصارع لبناء قدراتها الوطنية وفهم أبعاد المشكلات البيئية بشكل متكامل، مؤكدة أن التكنولوجيا والقطاع الخاص والاستثمار هي محركات لحلول سريعة لمواجهة التحديات البيئية الوطنية والعالمية.

وناقشت فؤاد آليات تعزيز التعاون الثنائي مع دولة السويد في مجال التحول الأخضر، خاصة وان مصر عملت خلال العامين الماضيين على إعداد عدد من الفرص الاستثمارية لدعم هذا التحول في عدد من المجالات الواعدة للتعاون منها إدارة المخلفات بأنواعها البلدية والزراعية والطبية والإلكترونية خاصة مع توفر البنية التحتية والقانون المنظم وفرص الاستثمار الواعدة ونقل التكنولوجيا، وأيضاً التعاون في فرص الاستثمار في المناخ الانبعاثات في قطاعات مثل البترول من خلال تكنولوجيا تخزين الكربون، وأيضاً إعادة الاستخدام لبعض مخرجات الصناعة، حيث أعدت دراسات الجدوى لهذه الفرص والتي يمكن أن تكون نقطة بداية جديدة لانطلاقة تعزيز مسار مصر والسويد معا نحو التحول الأخضر لمواجهة التحديات العالمية.

من جانبه، ثمن سفير السويد بالقاهرة الجهود التي تبذلها مصر في ملف البيئة على المستويين المحلي والعالمي، وجهود المضي نحو التحول الأخضر، والذي يعد من الأولويات لدى دولة السويد، والتي بدأت رحلة التخضير في أواخر القرن الماضي وأصبح القطاع الخاص بها واعٍ بأهميته للبيئة والاقتصاد على حد سواء، وتم وضع التحول الأخضر في مخططات الأعمال طويلة الأجل، ليصبح أساسياً في عدد من القطاعات ومنها المخلفات، فالسويد تعيد استخدام وتدوير ٩٩٪ من مخلفاتها، مما أعطى الحياة لقطاع جديد هو قطاع التدوير، وأيضاً تتوسع في انتاج السيارات الكهربائية، وفي ملف المناخ تحرص السويد على تقليل الانبعاثات ودعم الدول على تعزيز بصمتها الكربونية، والمساهمة في تمويل المناخ من خلال صندوق المناخ الأخضر، كما تهتم بتطوير التكنولوجيا لمواجهة التحديات البيئية، فمثلا تم تطوير استخدام تكنولوجيا 5G لمراقبة صحة أشجار المانجروف والتي تعبر عن شدة التلوث الموجود.

وأشاد السفير السويدي بجهود مصر الحثيثة في تنفيذ وتحديث خطتها للمساهمات الوطنية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، والحرص على تقليل التلوث الذي يتصل بتقليل الانبعاثات في قطاعات عديدة مثل المخلفات والصناعة، مؤكدا أن مصر من الدول الواعدة للتعاون مع دولة السويد والترويج لحلولها في التحول الأخضر، خاصة مع تواجد عدد من الشركات السويدية التي تنفذ مشروعات خضراء في مصر، واهتمام القطاع الخاص السويدي بتقديم الحلول المبتكرة للتحول الأخضر باستخدام التكنولوجيا في توفير الحلول للغد، ودعم رواد الأعمال لتوفير حلول المستقبل، واستخدام حلول الذكاء الاصطناعي.

كما تناول الجانبان آليات التعاون في دعم إنجاح مؤتمر المناخ القادم بالبرازيل COP30، حيث أوضحت وزيرة البيئة أن المؤتمر يأتي في توقيت نحتاج لمزيد من الدفع بقوة نحو ملف المناخ وتزايد أهمية ملف تمويل المناخ وكيفية إتاحة التمويلات التي يتم حشدها أمام الدول النامية والمتضررة، وأهمية تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، واثبات مصداقية العمل متعدد الأطراف.

وتم الاتفاق على عقد مجموعة من اللقاءات مع القطاع الخاص السويدي لعرض الفرص الواعدة للاستثمار في مصر في إطار مسارها نحو التحول الأخضر.

اقرأ أيضاًوزيرة البيئة: إنشاء وحدة خاصة بمشروعات الحفاظ على الطيور المهاجرة

وزيرة البيئة ترفع حالة الاستعداد لتقديم خدمات الجمع والنقل ونظافة الشوارع خلال العيد

وزيرة البيئة: نسبة وصول المرأة إلى شغل المناصب القيادية «مثالية»

مقالات مشابهة

  • غدا.. «الأوبرا» تنظم حفلا موسيقيا لعازفة الهارب منال محيي الدين
  • "البيئة": نسعى الى نشر فرص الاستثمار في التصميمات الصديقة للبيئة
  • «دبي الخيرية» تدعم الأسر المتعففة بمليوني درهم
  • بنك ظفار يساهم في دعم رؤية عُمان بمجال التمويل الأخضر
  • وزيرة البيئة: نبحث فرص التعاون مع القطاع الخاص السويدي في دعم التحول الأخضر
  • مصر والسويد تبحثان تعزيز التعاون في التحول الأخضر والتصدي لتغير المناخ
  • وزيرة البيئة تبحث مع السفير السويدي تعزيز التعاون الثنائي في التحول الأخضر
  • محمود محيي الدين: الحرب التجارية العالمية تفرض على صناع السياسة النقدية أن يكونوا أكثر حذرا
  • محمود محيي الدين: نشهد حربًا تجارية والعام الجاري قد يمثل نهاية النظام الاقتصادي الدولي
  • محمود محيي الدين: نشهد حربا تجارية عالمية والعام الجاري قد يمثل نهاية النظام الاقتصادي الدولي بشكله المعتاد