ما المقصود بقول النبي «هذا الدين متين فأوغل فيه برفق».. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
بين الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، موقف الإسلام من الرفق، مشيراً إلى أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أوصانا بالرفق في كل مناحي الحياة.
موقف الإسلام من الرفقوقال علي جمعة تحت عنوان :"الرفق": "تركنا رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- على المحجة البيضاء وشرع لنا من الدين ما به سعادة الدارين؛ ومما شرع لنا فلم نتبعه في حياتنا وشاع عكسه في سلوكنا وتصرفاتنا حاكمين ومحكومين, شرع لنا الرفق في الحياة الدنيا وقال: (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق) وقال: (يا عائشة إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه وما نُزِع من شيء إلا شانه).
وتابع علي جمعة: دخل أقوام من اليهود يتسافلون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو سيد الكونين, وقالوا له السام عليك يا محمد- يلوون ألسنتهم - فقالت عائشة: عليكم السام وعليكم لعنة الله, فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق) قالت: ألم تسمعهم يا رسول الله؟ قال: (سمعتهم .. قولى وعليكم) حتى لا تصدر العيبة من فم الأتقياء الأنقياء. نرد عليهم في قوة وعزم ولكن في عفو وصفح, نفتح قلوبنا للعالمين ونبلغ عن رب العالمين سبحانه وتعالى وفيما رواه مسلم (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق وإن الله يعطى على الرفق ما لم يعط على غيره) يعنى من الأخلاق الكريمة والصفات الحميدة.
وبين علي جمعة أنه قد فَهِمَ الصحابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك الشرع الشريف وطبقوه وقاموا به فكان عندنا تشريعاً وتطبيقاً، ولما ولَّى علىّ بن أبى طالب أمير المؤمنين _عليه السلام ورضى الله تعالى عنه وكرم الله وجهه_ مالك ابن الأشطر ولاية مصر نصحه في نصيحة طويلة يقول له فيها: وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم, ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً يغتنم أكلهم, فإنهم صنفان: أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق, يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل. ويُؤْتى على أيديهم في العمد والخطأ, فأعط لهم من عفوك وصفحك مثلَ الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، نصيحة تكتب بالذهب .. بالإبر على أماقِ البصر .. نصيحة ظلت خالدةً يرددها المسلمون من هذا الإمام الخليفة العادل أبى الحسن رضى الله تعالى عنه وأرضاه يطبق فيها كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الرفق صلى الله علیه وآله وسلم رسول الله علی جمعة
إقرأ أيضاً:
أحلام ترامب ستتبخرُ على أكناف بيت المقدس
محمود المغربي
النوايا الأمريكية والصهيونية الخبيثة تجاه غزة، وعودة حرب الإبادة والتطهير العرقي بعد استعادة الأسرى واضحة ولا مفر منها لإجبار أبناء غزة على الرحيل أَو الموت حتى يتم تنفيذ رؤية ترامب في منح الضفة للكيان وتهجير أبناء غزة، لتحتفظ أمريكا بها دون أن تدفع ثمنها، فلا شيء فيها قابل للشراء كما قال ترامب ذلك بوضوح وأمام العالم، وبعد أن تراجع عن فكرة شرائها كما قال وبحضور ملك الأردن، الذي هز رأسه موافقاً على كُـلّ ما يقول ترامب ومشجعاً له ليقول ولماذا نشتري شيئًا ونحن قادرون على أخذه بالمجان، ومن سَيمنعنا من فعل ذلك، هذا وأمثاله.
بل إن ترامب قد تخيل المشهد في غزة وما سوف يحدث فيها وهو قاعد بجوار ملك الأردن وأمام أعين الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية، ونصح أبناء غزة بالمغادرة الطوعية للهروب من الموت والجحيم ووعدهم بمنازل جميلة في مصر والأردن، وقال إن هناك بدائل أُخرى في حال لم تقبل مصر مع استبعاد ذلك، وبتعال شديد رد ترامب على سؤال لأحد الصحفيين الذين كانوا أكثر شجاعة من الملك الأردني الذي لم يتوقف عن هز رأسه بالموافقة وقد تسأل ذلك الصحفي باستنكار وكيف يمكن تهجير مليوني شخص من أرضهم؟! رد ترامب بتعجرف ذلك أمر سهل وبسيط وحتى ننقذهم من الموت وتقديم منازل جميلة لهم في مكان آخر وبالتأكيد على نفقة دول الخليج.
ومن الواضح أن ترامب قد تخلى عن كافة المشاريع والمعارك التي كان سابقًا يتحدث عنها على الأقل في الوقت الراهن، وجعل من تصفية القضية الفلسطينية وتهجير أبناء فلسطين أولوية له وهو مستعجل في تحقيق ذلك، والحصول على تأييد ودعم اللوبي الصهيوني في أمريكا وخارجها لتحقيق الأهداف الشيطانية التي يحملها، وهي لا تختلف عن أهداف هتلر لكنه يحاول تجنب الأخطاء التي وقع فيها هتلر حتى لا يلاقي نفس السيناريو ومصير هتلر ومن أهم تلك الأخطاء معاداة اليهود.
وهو بذلك ينقلب على كافة الأعراف والقوانين التي صنعتها أمريكا لجعل العالم خاضعاً لها ومنفذاً لرغباتها وخادماً لمصالحها دون أن تكون مضطرة لإثبات قوتها وتصدرها عسكريًّا واقتصاديًّا وتفوقها في مجال التكنولوجيا والمعلومات والمعرفة، بل جعلت العالم يفترض ذلك ويؤمن به ومستسلماً لها لدرجة أن الجميع يتعامل ويثق بالدولار الأمريكي أكثر من ثقته بالذهب وربط كافة التعاملات المالية به، لكن ترامب عازم على تجاوز كُـلّ ذلك والانقلاب عليه وفرض نوع جديد من الهيمنة الأمريكية، ومنح أمريكا الحق في أخذ وامتلاك ما تريد دون اللجوء إلى تلك الوسائل والطرق والمظلات التي تستخدمها في العادة لأخذ وفرض ما تريد، وهو يعتقد نفسه ملك هذا العالم ومن حقه أن يأخذ ويمنح ما شاء ولمن يشاء، ويتوقع أن يقول له الجميع على الرحب والسعة.
وقد بدأ بتنفيذ ذلك علينا نحن العرب والمسلمين الحلقة الأضعف والأمة الأسهل على الانقياد والطاعة والأكثر تفككاً وانقساماً وجهلاً وفساداً، وهي الوحيدة التي يمكن لأمريكا أن تأخذ منها أي شيء دون استخدام القوة، والأمة الأكثر استعداداً للتخلي عن أرضها وثرواتها ودينها ومعتقداتها دون عناء أَو قتال ويكفي أن يصرخ ترامب في وجه زعماءها وينتهي كُـلّ شيء.
لكن ترامب يجهل أن هناك بقية ممن يختلفون عن كُـلّ العرب والمسلمين وعن ملوك وزعماء العرب، بل هم أسوأ الكوابيس التي سوف يراها ترامب، وهم قادرين بعون الله على تحويل أحلام ترامب والكيان إلى سراب ممن ذكرهم وتحدث عنهم رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله وسلم- بقوله: (لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله، وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس) وقال -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- (اللهم بارك لنا في شامنا، الله بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجد؟ قال هنالك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان) صدق رسول اللّه، وسوف يكون لهم الكلمة الأخيرة.