يتجه القطاع التجاري الى المزيد من التدهور في ظل استمرار ممارسات مليشيا الحوثي، التي لا تكتفي بإغلاق المحلات وفرض الأتاوات، بل تواصل تدمير ما تبقى من القدرة الشرائية للمواطنين التي قد تؤدي الى الانهيار الكامل.

تشهد شوارع العاصمة صنعاء أزمة حقيقية تُعبّر عن تدهور الوضع الاقتصادي بشكل ملموس، حيث تظهر مشاهد محزنة لعدد كبير من المحلات التجارية المغلقة على طول الشوارع الرئيسية، في وقت يواجه فيه أصحابها تحديات غير مسبوقة نتيجة للممارسات القمعية التي تنتهجها مليشيا الحوثي، فضلاً عن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة بسبب انهيار الرواتب وضعف القدرة الشرائية للمواطنين.

إغلاق مستمر وبلطجة حوثية

في جولة قصيرة داخل أسواق العاصمة، يلاحظ المارة أن حوالي 40% من المحلات التجارية مغلقة، وتلك التي لا تزال مفتوحة تعاني من قلة الزبائن. الكثير من هذه المحلات تحمل لافتات "مغلق من قبل مكاتب الأشغال - الصناعة والتجارة - الجهات المختصة - نيابة الأموال وغيرها.." في إشارة إلى القرارات التعسفية التي تصدرها مليشيا الحوثي، والتي لا تقتصر على فرض إغلاق المحال، بل تمتد لتشمل الممارسات البلطجية والابتزاز المالي.

ويُستخدم موظفو المليشيا وقياداتها أدوات قمعية تشمل الأقفال الحديدية والشمع الأحمر، بل وصل بهم الأمر إلى استخدام آلات اللحام لتثبيت الأبواب وتغلق المحلات بشكل نهائي.

كما يجبر التجار على دفع أتاوات غير قانونية بشكل مستمر، ما يزيد من معاناتهم ويزيد من تعميق الأزمة الاقتصادية.

المعاناة تتفاقم

وفي تصريح خاص لأحد التجار الذين اضطروا لإغلاق محالهم بسبب الممارسات الحوثية، قال التاجر (محمد ثابت): "لقد أغلقوا محلي قبل أسبوع، وبعدها اضطررت لدفع أتاوات غير قانونية لمجرد أن أتمكن من إعادة فتحه.

نحن نعاني من غياب كامل للأمن الاقتصادي، وفي نفس الوقت، نجد أن مليشيا الحوثي تفرض علينا المزيد من القيود والضرائب التي لا أساس لها من القانون، بينما نحن في أزمة حقيقية بسبب تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بعد نهب رواتبهم للعام التاسع على التوالي."

وأضاف: "حاولنا مراراً التواصل مع الجهات المعنية ولكن دون جدوى، والأمر يتفاقم بشكل يومي. لا أستطيع أن أستمر في هذا الوضع، والعديد من التجار في نفس الوضع يعانون من نفس المشكلات."

الكساد وضعف القدرة الشرائية

تعاني أسواق صنعاء من كساد واضح، حيث تظهر المحلات التجارية المغلقة بشكل متزايد وتبدو المدينة وكأنها فقدت جزءاً من حيويتها الاقتصادية.

ويرجع خبراء اقتصاديون هذا التدهور إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها الاستمرار في نهب رواتب الموظفين والعاملين في الدولة من قبل مليشيا الحوثي، ما أدي إلى تقليص القوة الشرائية للمواطنين وانعدام مصادر الدخل واحتكار الاستيراد عبر تجار وقيادات حوثية.

ويواجه التجار صعوبة بالغة في التكيف مع هذا الوضع الصعب، مع غياب الحلول الجذرية مما دفع الكثير منهم إلى بيع ممتلكاتهم أو إغلاق محلاتهم بسبب تراكم الديون وعدم القدرة على تلبية متطلبات الحياة اليومية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الشرائیة للمواطنین القدرة الشرائیة ملیشیا الحوثی التی لا

إقرأ أيضاً:

الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة والأمم المتحدة: الوضع يفوق التصور

أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) -اليوم الثلاثاء- أن لديها نحو 3 آلاف شاحنة من المساعدات المنقذة للحياة بانتظار الدخول إلى قطاع غزة، مطالبة إسرائيل بإعادة فتح المعابر ورفع الحصار، في حين حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في غزة "تجاوز كل حدود التصور".

وقالت الأونروا إن المساعدات جاهزة لإدخالها إلى قطاع غزة.

وذكر المفوض العام للوكالة أن الجيش الإسرائيلي اعتقل أكثر من 50 من موظفيها منذ بدء الحرب في غزة، بينهم معلمون وأطباء، حيث تعرضوا للتعذيب واستخدموا دروعا بشرية.

وأكد أن عديدا من موظفي الوكالة المعتقلين أُجبروا على الإدلاء باعترافات قسرية، مطالبا بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت ضد القانون الدولي في غزة.

من ناحية أخرى، حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة تجاوز كل حدود التصور.

من جهتها، قالت أولغا تشريفكو، المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة، للجزيرة، إن القطاع يعيش كابوسا بسبب نفاد الإمدادات الغذائية والطبية.

وأشارت إلى أن هناك أكثر من 160 ألف طن من المساعدات ستفسد، لأن الاحتلال لا يسمح بإدخالها.

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الوضع الإنساني في قطاع غزة "يسير من سيء إلى أسوأ"، مشيرا إلى أن إسرائيل تمنع الغذاء والدواء من دخول القطاع منذ ما يقارب الشهرين.

إعلان

كما أكد أنه يشعر بـ"القلق" من تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية بشأن استخدام المساعدات الإنسانية أداة ضغط عسكري.

وأردف أن "المساعدات غير قابلة للتفاوض ويجب على إسرائيل حماية المدنيين والموافقة على برامج الإغاثة وتسهيلها".

الطفلة سوار عاشور، قصة تشهد على كارثة سوء التغذية في قطاع غزة! أكثر من 60 ألف طفل مهددون بالموت بسبب سوء التغذية، ولا يزال الحصار مستمرًا، ودخول الغذاء والدواء ممنوع بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

Sewar Ashour, an infant girl, who is a living testimony to the catastrophe of… pic.twitter.com/WtT6IwYAuk

— Dr.Muneer Alboursh د.منيرالبرش (@Dr_Muneer1) April 28, 2025

معاناة طفلة

على صعيد آخر، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية من تدهور الوضع الصحي للطفلة سوار عاشور، البالغة من العمر 5 أشهر، بسبب سوء التغذية الحاد وعدم توفر الغذاء المناسب.

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن الطفلة تُعد واحدة من بين 65 ألف طفل يعانون من سوء التغذية في القطاع، بسبب منع الاحتلال إدخال الغذاء والدواء.

وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معابر قطاع غزة فورا، لإدخال المساعدات والمكملات الغذائية والطبية والأدوية.

يشار إلى أن إسرائيل -المدعومة أميركيا- ترتكب منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

كما تحاصر غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى، متسببة في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة، وفق تقارير أممية ودولية.

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تواصل تجريف التعليم بإلغاء مادة اللغة الإنجليزية واستبدالها بأنشطة ومهارات طائفية
  • رسائل المجلس الأعلى للتكتل الوطني للسفير الأمريكي حول مواجهة مليشيا الحوثي
  • مسؤولة أممية: الوضع بغزة يزداد سوءًا ولا يمكن احتواء الوضع
  • مسؤولة أممية: لا يمكن احتواء الوضع في غزة الذي يزداد سوءًا
  • الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة والأمم المتحدة: الوضع يفوق التصور
  • حجة.. مليشيا الحوثي تشن حملة اختطافات طالت محتجين تظاهروا ضد جبايات فرضتها عليهم
  • مسؤولة أممية: الوضع في غزة يزداد سوءًا ومخاوف من تفشي الأمراض
  • مليشيا الحوثي تطلق حملة إجبارية على سكان صنعاء لدعم المراكز الطائفية وقوافل لإسناد مقاتليها
  • مليشيا الحوثي تستهدف أحياء سكنية غربي تعز
  • مليشيا الحوثي تصعّد جنوب مأرب.. تعزيزات وحصار لقبيلة "آل بلغيث"