في تواصل هاتفي مع شاب سوداني ذكي مقيم ويعمل في تل أبيب، تذكرت حديثا جرى بيني وبين الزميل حنظلة قبل سنين عددا حول مقال (إسرائيل ولا عزرائيل) خلاصته أن دافع الكثيرين في اللجوء هناك كان هو الدروب من الموت والابادة والتشريد على يد الجنجويد، وأن هذه كانت الفرصة المتاحة عندما ضاقت كل الفرص.

ما حدث الآن في مختلف أنحاء السودان يجب أن يفتح باب المراجعة، هنالك في اللاجئين السودانيين في إسرائيل من هم أفضل من كثير من السياسيين والناشطين والقحاتة الذين يدعمون الجنجويد، بل يقاتلون معهم بكل أسف.

لو قارنت بين الشاب الذي تحدث معي وقادة تقدم كلهم، هو الأفضل والأكثر وعيا وأخلاقا .. بل هو المنحاز للسودان حاليا، وليس حمدوك ولا تقدم.

أدعوا بصراحة لفتح باب التواصل والعودة والضمانات لهم لأنهم ببساطة .. ضحايا وليسو معتدين!

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

وثائقي يكشف أهوال الانتهاكات في المدارس الدينية بإسرائيل

نشرت صحيفة هآرتس تقريرا يتناول فيلما وثائقيا لأحد المنتجين والمخرجين يفضح ما يتعرض له الأطفال الصغار من صنوف التعذيب والانتهاكات الجسدية وحتى الاعتداءات الجنسية على أيدي الحاخامات والمعلمين في المدارس الدينية التابعة لطائفة الحريديم اليهودية المتطرفة في إسرائيل.

وجاء في التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة إيدو ديفيد كوهين، أن المعلمين في المدارس الدينية الحريدية تلك يستخدمون أي شيء تقريبا كأداة للعقاب، سواءً كانت حزاما، أو مطرقة أو خرطوما بلاستيكيا أو عكازة أو مسطرة، لتدريس التلاميذ الذكور الصغار الشرائع اليهودية كما وردت في كتابي التوراة والتلمود.

ميني فيليب (مواقع التواصل الاجتماعي)

ويكشف المخرج والمنتج الإسرائيلي ميني فيليب في فيلمه الوثائقي الجديد بعنوان "لم ينجُ طفل" من المعاناة تجربته الشخصية في تلك المدارس عندما كان طفلا صغيرا، والتي ما تزال بعضها حية في ذاكرته.

ومع أنه لا يتذكر بالضبط أساليب العنف التي مورست ضده في تلك المدارس الحريدية التي التحق بها في مستوطنة "بتاح تكفا" شمال شرق تل أبيب في سبعينيات القرن المنصرم، فإنه يدرك تماما مدى الندوب التي تركتها تلك الإساءات في نفسه.

صور مدارس الحريديم للنساء (موقع المدرسة – matanel.org)

ويتذكر فيليب أنه كان أضعف أقرانه بنية في الصف، وكيف أنه تعرض لكثير من الضرب والإذلال حتى أنه فقد ذاكرته مؤقتا إلا من بعض ومضات هنا وهناك طيلة 8 سنوات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانياlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: المنظومة الأمنية تعرضت لإخفاقات فظيعة في 7 أكتوبرend of list إعلان

وفي فيلم "لم ينج طفل"، وهو أحدث أفلامه الوثائقية، يقدم فيليب لائحة اتهام قاسية للعنف المنهجي في مجتمع الحريديم المتشدد.

ويعاونه في عرض قضيته في الفيلم 11 ضحية ما تزال ذاكرتهم تحتفظ بتجارب مماثلة بشكل أفضل منه، وهم يمثلون لسان حال العديد من الأطفال الذين تم إسكاتهم على مر العقود، على حد تعبير المراسل كوهين.

واستعاد أولئك الضحايا في الفيلم -من بينهم أعضاء سابقون في المجتمع الحريدي ويهود متدينون وآخرون متطرفون- تجارب شخصية تقدم صورة أكبر حيث تحدث الانتهاكات والمعاملة القاسية بشكل يومي.

أحد الأطفال قال إن معلمه كان يلقمه فلفلا حارا في فمه ويغلقه بشريط لاصق حتى لا يتمكن من البصق، ويشبك يديه خلف ظهره ويقيدهما.

ومن بين هؤلاء الضحايا شقيقان هما ناثان (11 عاما) وماور كولبرغ (16 عاما)، الذي قال إن معلمه كان يلقمه فلفلا حارا في فمه ويغلقه بشريط لاصق حتى لا يتمكن من البصق، ويشبك يديه خلف ظهره ويقيدهما.

أما ناثان فقال إنهم كانوا يربطون يديه بسلك يتركونه معلقا فوق كرسي طوال فترة الاستراحة.

ويشير فيليب إلى أن الضرب وسوء المعاملة والإذلال تدمر استقلالية الطفل تماما، مضيفا أن الخوف وما يترتب عليه من العجز عن التفاعل مع المجتمع في ما يُعرف علميا بالانسحاب العاطفي، هي أكبر ما عاناه في حياته من إحساس بالوحدة الرهيبة.

ووفق هآرتس، فقد وُلدت فكرة الفيلم -الذي عُرض في مهرجان حيفا السينمائي هذا العام ومهرجان آخر في إسرائيل- من منشور كتبه أحد أشقاء فيليب في موقع مخصص للمتدينين الحريديم السابقين على منصة فيسبوك.

ويقول كوهين في تقريره بالصحيفة إن فيليب كان مغنيا ناجحا من الحريديم قبل أن تطرده الطائفة المتشددة من مجتمعها.

ولم يكن فيلم "لم ينج طفل"، فيلمه الوحيدـ فقد أصدر عقب إكماله دراسة السينما في معهد منشار للفنون في تل أبيب، أصدر فيلما قصيرا بعنوان "الآثم"، عن صبي يبلغ من العمر 13 عاما يتعرض للاعتداء الجنسي من قبل أحد أعضاء هيئة التدريس في المدرسة الدينية التي يدرس فيها.

إعلان

وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم أوروبي قصير في مهرجان البندقية السينمائي لعام 2009. ويقول فيليب إن بعض المشاهد التي وردت في فيلم "الآثم" حدثت له عندما كان تلميذا في إحدى المدارس الدينية اليهودية.

وأشار مراسل الصحيفة إلى أنه تحدث إلى فيليب، الذي أقام العقد الماضي في مدينة سانتا باربرا الساحلية بولاية كاليفورنيا الأميركية، حيث كان يعمل في شركة تقوم بإعادة إصدار أفلام هوليود القديمة في السوق بعد ترميمها.

ما يزال العديد من الآباء والأمهات في المجتمع اليهودي المتطرف راضين عن نظام التعليم في المدارس الدينية دون مقاومة، إما لأنهم يوافقون عليه أو لعدم وجود خيار آخر

ورغم كل ذلك، ما يزال العديد من الآباء والأمهات في المجتمع اليهودي المتطرف راضين عن نظام التعليم في المدارس الدينية دون مقاومة، إما لأنهم يوافقون عليه أو لعدم وجود خيار آخر.

ويكشف الفيلم أيضا عن نزعة في المدارس الأشكنازية (يهود الغرب وأوروبا) لإساءة معاملة الأطفال السفارديم (يهود الشرق)، وهي نزعة لا يستغربها مراسل هآرتس الأمر الذي يوحي بمدى الشرخ في المجتمع الإسرائيلي العريض.

ومع أن الفيلم لا يعرض مشاهد عن العنف الجنسي في تلك المدارس، إلا أن المخرج فيليب يعترف بأن غيابها كان معضلة، زاعما بأنه كان خائفا من أنه إذا أدرجها فسيوفر ذريعة لتجاهل العنف الجسدي المنهجي.

ويعتقد فيليب أن التجربة الجماعية في تلك المدارس الابتدائية الدينية المتشددة الخاصة تصوغ مجتمعا بأكمله، لا يستطيع أفراده رؤية الآخر لأنهم لا يزالون يعيشون معاناة تلك الصدمات العاطفية.

مقالات مشابهة

  • روح رمضان تخفف من معاناة اللاجئين السودانيين بأوغندا
  • جريمة كيكل إنّه طلع من الجنجويد وبقى ضدّهم
  • وثائقي يكشف أهوال الانتهاكات في المدارس الدينية بإسرائيل
  • مدرب الزمالك: الفوز على إنبي بداية جيدة لكنها تأخرت كثيرًا
  • زعيم جبهة الخلاص بتونس: محاكمة السياسيين هدفها إرعاب المجتمع
  • "مقترح ويتكوف".. إسرائيل تقدم خطة هدنة جديدة وتضغط على حماس
  • إسرائيل تقدم خطة هدنة جديدة وتضغط على حماس لقبولها
  • العطا: لن نفاوض الجنجويد في ذرة رمل من تراب بلدنا – فيديو
  • من هم يعملون يسيرًا.. ويُؤجرون كثيرًا؟
  • تنطلق الثلاثاء.. عائلات المعتقلين السياسيين بتونس تتخوف من محاكمة سياسية