موقع 24:
2025-04-27@07:14:29 GMT

كيف تطوّرت احتجاجات سوريا إلى حرب أهلية مدمرة؟

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

كيف تطوّرت احتجاجات سوريا إلى حرب أهلية مدمرة؟

تطورت الحرب الأهلية السورية، التي بدأت في عام 2011 أثناء ما يسمى بالربيع العربي، إلى واحدة من أكثر الصراعات تدميراً وتعقيداً في العصر الحديث، وقد تصاعد الصراع بسرعة، متجذراً في عقود من الحكم الاستبدادي والتفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والانقسامات الطائفية، وجذب القوى الإقليمية والعالمية.

أصبحت سوريا ساحة معركة للمصالح الجيوسياسية المتنافسة

مستقبل البلاد ما يزال في مهب الريح

وبحلول عام 2024، أطيح بنظام بشار الأسد، لكن سوريا ما تزال مقسمة ومنهوبة وغير مستقرة.

وفي هذا الإطار، تناول الباحث زاكاري لوب، في تقرير مطول بموقع "مجلس العلاقات الخارجية" البحثي الأمريكي، ساهم في إعداده الباحثان ليندسي مايزلاند، وكالي روبنسون، وجوناثان ماسترز، أسباب وديناميكيات وعواقب حرب خلَّفت ملايين القتلى والنازحين وأعادت تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

البداية من درعا

في مارس (آذار) 2011، اندلعت الاحتجاجات في مدينة درعا بعد اعتقال وتعذيب تلاميذ المدارس الذين كتبوا شعارات مناهضة للنظام.

وأشعلت الاستجابة القاسية من جانب النظام، بما في ذلك الاعتقالات الجماعية وإطلاق النار الحي على المتظاهرين، احتجاجات على مستوى البلاد.

المطالب الأولية ورد فعل النظام

في البداية طالب المتظاهرون بإصلاحات متواضعة، مثل رفع حالة الطوارئ والإفراج عن السجناء السياسيين.

ومع ذلك، رد نظام الأسد بوحشية، ونشر الجيش لقمع المعارضة.

وقد أدت أحداث مثل حصار درعا، حيث انقطعت الإمدادات الأساسية عن السكان لمدة 11 يوماً، إلى تأجيج الغضب والمقاومة. ولم تفعل الإدانة الدولية الكثير لردع الأسد، الذي اعتمد على استراتيجية القوة الساحقة لسحق المعارضة. 

????Look towards the light.
As Rebel forces in Syria advanced across Syria & never stopped a key question was why the Regime evaporated. Syria by night provides some clues on how the Regime's social contract collapsed.
Read my analysis here https://t.co/P4EtqG7Bum
& read on pic.twitter.com/ykSqvXIRki

— Nathan Ruser (@Nrg8000) December 11, 2024 ظهور الجيش الحر

ومع تكثيف حملات القمع العنيفة التي يشنها النظام، حملت بعض جماعات المعارضة السلاح.

وأصبح الجيش السوري الحر، الذي تشكل من المنشقين، القوة المعارضة الرئيسة.

 ومع ذلك، فإن افتقار الجيش السوري الحر إلى القيادة المركزية والموارد أعاق فعاليته، وبدأت اللجان التنسيقية المحلية، التي أنشئت في البداية لتنظيم الاحتجاجات، في تولي أدوار الحكم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، مما أدى إلى مزيد من تفتيت الحركة المناهضة للأسد.

دور الجماعات الإسلاموية

بحلول عام 2012، اكتسبت الجماعات المتطرفة مثل جبهة النصرة (فرع القاعدة السوري) وتنظيم (داعش) مكانة بارزة، حيث استغلت هذه الجماعات الفوضى، وجذبت المقاتلين الأجانب والتمويل في حين تفوقت على قوات المعارضة العلمانية في تحقيق النجاح في ساحة المعركة.

وقد سهّل نظام الأسد هذا الصعود بإطلاق سراح مئات المتشددين المتطرفين من السجن في محاولة محسوبة لنزع الشرعية عن التمرد وتقديم نفسه كحصن ضد الإرهاب.

تدويل الصراع وتدخل القوى الأجنبية

وسرعان ما تحولت الحرب الأهلية في سوريا إلى صراع بالوكالة، حيث دعمت القوى الإقليمية والعالمية أطرافاً مختلفة.

وقدمت إيران، الحليف الرئيس للأسد، مساعدات مالية ومستشارين عسكريين وميليشيات شيعية لدعم النظام.

واستخدمت روسيا، التي استشهدت بتدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011 كقصة تحذيرية، حق النقض ضد تدابير الأمم المتحدة ضد الأسد وتدخلت بشكل مباشر في عام 2015 بضربات جوية ودعم عسكري.

على جانب المعارضة، قدمت الولايات المتحدة وتركيا التمويل والأسلحة للجماعات المتمردة، ومع ذلك، كان هذا الدعم غير متسق ومجزأ في كثير من الأحيان، حيث تنافست الفصائل المتنافسة على الهيمنة. وأدى الافتقار إلى استراتيجية موحدة بإطالة أمد الصراع بين معارضي الأسد.

التنافسات الجيوسياسية

أصبحت سوريا ساحة معركة للمصالح الجيوسياسية المتنافسة، حيث سعت إيران إلى تأمين ممر بري إلى حزب الله في لبنان، في حين أرادت تركيا منع الحكم الذاتي الكردي بالقرب من حدودها. استخدمت روسيا الصراع لتأكيد نفوذها في الشرق الأوسط، وركزت الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب والحد من التوسع الإيراني. وأدت هذه المنافسات إلى تعميق الحرب وتعقيد الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي.

من الأسد إلى الجولاني.. إرث ثقيل وأزمات تعصف بالمشهد السوري - موقع 24قال الكاتب والباحث السياسي راجان مينون إن انهيار نظام الأسد يمثل لحظة محورية في التاريخ السوري، فبعد حكم دام أكثر من 5 عقود، تفككت أسرة الأسد في غضون 10 أيام، وانتهى البعث، وبرز اسم أبومحمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، كزعيم فعلي جديد لسوريا.


تميزت الحرب السورية بتأثيرها المدمر على المدنيين. استهدف كل من نظام الأسد والقوات المتمردة السكان المدنيين، من خلال تكتيكات مثل الحصار والقصف الجوي والأسلحة الكيميائية.

وفي عام 2013، أسفر هجوم كيميائي لقوات بشار الأسد عن مقتل أكثر من 1400 شخص، مما أثار غضباً دولياً وجهوداً محدودة لتفكيك الترسانة الكيميائية السورية. ومع ذلك، استمرت الأسلحة التقليدية في التسبب في خسائر بشرية هائلة.

النزوح وأزمة اللاجئين

نزح أكثر من 14 مليون سوري، ويمثل هذا الرقم أكثر من نصف عدد السكان قبل الحرب. وفر ما يقرب من 7 ملايين إلى دول مجاورة مثل تركيا ولبنان والأردن، مما أدى إلى إجهاد مواردهم.

وسعى مليون آخر إلى اللجوء في أوروبا، مما أدى إلى تأجيج الأزمات السياسية وصعود الحركات اليمينية المتطرفة. وغالباً ما يعيش النازحون داخلياً في ظروف مزرية، مع وصول محدود إلى الغذاء والرعاية الصحية والخدمات الأساسية. 

⚡ NOW: Syria Spirals into Chaos

Syria is collapsing into lawlessness, with armed looters raiding weapon stockpiles and militias seizing control. Violence is rampant, basic necessities are nonexistent, and despair is everywhere. Smuggled weapons are flooding into Lebanon,… pic.twitter.com/UquLJaqUJ8

— Open Source Intel (@Osint613) December 10, 2024 العامل الكردي والتدخل التركي

برزت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد كلاعب رئيس في الحرب ضد "داعش". وبدعم من الولايات المتحدة، قامت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً "قسد" بطرد تنظيم (داعش) من مناطق رئيسة، بما في ذلك الرقة وكوباني.

ومع ذلك، أثارت مساعي الأكراد نحو الحكم الذاتي في شمال سوريا قلق تركيا، التي تنظر إلى قوات سوريا الديمقراطية بوصفها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة إرهابية مصنفة.

وشنت تركيا عدة عمليات عسكرية لمنع المكاسب الإقليمية الكردية وإنشاء منطقة عازلة على طول حدودها.

أدت هذه العمليات إلى نزوح مئات الآلاف من المدنيين وزادت من تعقيد التحالفات، حيث سعت الولايات المتحدة إلى موازنة دعمها للأكراد بعلاقتها بتركيا، حليفة الناتو.


نقاط التحول في الحرب: سقوط حلب

في عام 2016، استعادت قوات الأسد، بدعم من الغارات الجوية الروسية والميليشيات الإيرانية، شرق حلب بعد حصار طويل. كان سقوط المدينة بمنزلة نقطة تحول في الحرب، حيث أظهر اعتماد النظام على الحلفاء الأجانب واستعداده لاستخدام تكتيكات الأرض المحروقة. أدى الانتصار إلى تحول الزخم لصالح الأسد، وعزل القوات المتمردة في شمال سوريا.


بحلول عام 2019، خسر (داعش) معظم أراضيه بسبب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والهجمات الكردية. ومع ذلك، استمرت بقايا التنظيم في تنفيذ الهجمات، وتم احتجاز عشرات الآلاف من المشتبه في انتمائهم إلى (داعش) في معسكرات مكتظة، مما خلق مخاوف أمنية طويلة الأجل.


انهيار نظام الأسد

وفي أواخر عام 2024، استولى هجوم للمتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام على دمشق، مما أجبر الأسد على الفرار إلى موسكو. وقد مكن هذا الانهيار المفاجئ من إضعاف حلفاء الأسد، بما في ذلك إيران وحزب الله وروسيا، بسبب تحدياتهم المحلية والدولية. وبينما احتفل العديد من السوريين بنهاية حكم الأسد الوحشي، أثار صعود هيئة تحرير الشام مخاوف من تأسيس نظام إسلاموي قمعي.

أمة في حالة من الاضطراب

على الرغم من الإطاحة بالأسد، لا تزال سوريا منقسمة بشدة؛ حيث تسيطر فصائل مختلفة - بما في ذلك موقع 24 - هيئة تحرير الشام

 

">هيئة تحرير الشام والجماعات الكردية وبقايا (داعش) - على أجزاء مختلفة من البلاد. وتواصل القوى الأجنبية مثل تركيا وإيران وروسيا ممارسة نفوذها، مما يعقد الجهود الرامية إلى إنشاء حكومة موحدة.

ويعاني اقتصاد سوريا حالة خراب، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان في فقر. لقد تحطمت البنية التحتية، وزادت العقوبات الدولية، مثل قانون قيصر الأمريكي لحماية المدنيين في سوريا، من تفاقم الصعوبات الاقتصادية. وستتطلب إعادة البناء استثماراً وتعاوناً دوليين كبيرين، وهو ما لا يزال بعيد المنال.

اللاجئون وإعادة الإعمار

بينما يعرب بعض اللاجئين عن أملهم في العودة، يتردد الكثيرون بسبب عدم الاستقرار المستمر والمخاوف من الاضطهاد. ستعتمد إعادة إعمار سوريا على حل الانقسامات السياسية وضمان الأمن وتلبية احتياجات الملايين الذين نزحوا بسبب الحرب.


واختتم الباحثان تقريرهم بالقول إن "الحرب الأهلية في سوريا هي تذكير صارخ بالقوة المدمرة للاستبداد والتفاوت الاجتماعي والاقتصادي والتدخل الأجنبي. وبينما يمثل سقوط الأسد نهاية حقبة، فإن مستقبل البلاد ما يزال في مهب الريح، مثقلاً بالانقسامات الطائفية والتدخل الأجنبي والخراب الاقتصادي. وتتطلب إعادة بناء سوريا مستويات غير مسبوقة من التعاون، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. فندوب الحرب - الجسدية والاجتماعية والجيوسياسية - ستشكّل الأمة لعقود قادمة".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الأسد سوريا سقوط الأسد الحرب في سوريا هيئة تحرير الشام الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام نظام الأسد بما فی ذلک أکثر من ومع ذلک فی عام

إقرأ أيضاً:

نقابة الفنانين في سوريا تمنح 4 فنانين عضوية الشرف.. بينهم أصالة وفضل شاكر

أصدر نقيب الفنانين السوريين، مازن الناطور، قرارا يقضي بمنح عضوية الشرف إلى أربعة فنانين بسبب "مواقفهم النبيلة" إزاء قضية الشعب السوري، بينهم أصالة نصري وفضل شاكر.

وشارك الناطور منشورا يضم أربعة قرارات عبر حسابه على منصة "إنستغرام"، الخميس، نصت على منح مرتبة الشرف في النقابة لكل من الموسيقار مالك جندلي والفنان أحمد القسيم والمغنية أصالة نصري والمغني اللبناني فضل شاكر.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎مازن الناطور‎‏ (@‏‎mazen_alnatour‎‏)‎‏

ويعرف هؤلاء الفنانون بموافقهم المناصرة للثورة السوري، وقد أشار القرار إلى أن منح مرتبة الشرف جاء بسبب مواقفهم النبيلة من قضايا الشعب السوري.

وقال نقيب الفنانين "شكرا من القلب لكل فنان آمن برسالته وعمل من أجلها.. شكرا من القلب لكل من وقف إلى جانب الحق ولم يقع في فخ المغريات الزائفة"، مضيفا أن "الفن رسالة ومسؤولية وهذا أقل ما نستطيع تقديمه لكم أيها الشرفاء".


وعلقت أصالة على القرار عبر تدوينة على حسابها على منصة "إكس"، قائلة "شكرا جزيلا لنقيب الفنانين السوريين الأستاذ المحترم مازن الناطور على تقديركم ومحبتكم ومن كل قلبي بتمنى كون بينكم قريب".

كما قال فضل شاكر عبر حسابه على "إكس"، "شكرا أستاذ مازن وشكرا للشعب السوري العظيم، محبتكم وسام وشرف بقلبي الله يسعد قلبكم".

ويأتي ذلك بعد أيام من قرار نقيب الفنانين السوريين شطب قيد الممثلة سلاف فواخرجي بسبب تمسكها بمواقفها الداعمة لنظام المخلوع بشار الأسد.

وتجدر الإشارة إلى أن مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا كانت محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد سقوط الأسد، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.


وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، فقد أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.

واستمر البعض مثل الممثلة سلاف فواخرجي، في تبني مواقفهم السابقة المناصرة لبشار الأسد ونظامه الذي ارتكب مجازر مروعة بحق السوريين.

وكان الإعلان الدستوري في سوريا نص على "تجريم تمجيد نظام الأسد البائد ورموزه"، على أن "يعد إنكار جرائمه أو الإشادة بها أو تبريرها أو التهوين منها، جرائم يعاقب عليها القانون".

مقالات مشابهة

  • محطات العلاقة بين سوريا والعراق منذ انهيار نظام الأسد
  • نقابة الفنانين في سوريا تمنح 4 فنانين عضوية الشرف.. بينهم أصالة وفضل شاكر
  • الشيباني أمام مجلس الأمن: سوريا تلتقط أنفاسها بعد سقوط الأسد
  • سوريا تدعو مجلس الأمن للضغط على إسرائيل كي تنسحب من أراضيها
  • بأول كلمة في مجلس الأمن.. الشيباني ينقل "طلبا سوريا"
  • رئيس المخابرات العراقية يقود وفدا حكوميا إلى سوريا
  • مقتل عميد في نظام الأسد وإصابات في انفجار مسيرة بحدود سوريا ولبنان
  • سوريا .. اشتباكات دامية في حمص بين الأمن وفلول النظام السابق
  • معهد: إيران تنسق مع منظمات متطرفة لزعزعة استقرار سوريا
  • سوريا .. أول تصريح علني لـ أحمد الشرع حول مصير الرئيس بشار الأسد