يمانيون:
2024-12-18@20:04:42 GMT

أثر التقييم والتعديل في المسار الثوري

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

أثر التقييم والتعديل في المسار الثوري

عبدالرحمن مراد

كل حركة ثورية حقيقية تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل منها مركزا مهما في حركة التاريخ ويمكنها مع غيرها من صنع القرار والمبادرة والإسهام في الحضارة الكونية كند وليس كتابع، وهذا ما كانت عليه ثورات آل البيت في كل حقب التاريخ وهو ذات الحال لثورة 21سبتمبر,  فالثورة تعبير اجتماعي رافض للسائد ومتطلع للأفضل، ويجمع الكل على ضرورتها فهي من سنن الله في التدافع خوف الفساد في الأرض، لكن الغايات والأهداف تصبح موضوع نقاش، فكل الثورات في التاريخ التي حدثت دفعت فسادا وظلت غاياتها وأهدافها موضوع نقاش، ولذلك فكل ثورة جوهرها نبل المنطلق وهي قابلة للتجدد إذا حدث الانحراف في مسارها، ففي التاريخ الإسلامي وفي القرن الأول الهجري، يجمع الكل من عرب وعجم على نبل الثورة الثقافية التي قادها الرسول الأكرم عليه وعلى آله الصلاة والسلام، لكن حالات الانحراف التي بدلت في الجوهر تظل محل نقاش، ولو نلاحظ هو نقاش مستمر منذ القرن الأول الهجري إلى اليوم .

فثورة الإمام الحسين عليه السلام كانت تدفع فسادا وقد نجحت في ذلك من خلال أثرها في الفكر وفي المسار الاجتماعي والسياسي والثقافي، وليس من خلال النتائج العسكرية الظاهرة التي أفضت إلى خذلان الناس للحق بالركون إلى الباطل ومناصرته، أو من خلال استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، ذلك أن دم الحسين عليه السلام ظل ثورة متقدة عبر العصور وعلى مر الزمان  وسيظل كذلك، وكان تأثير الثورة الحسينية على السفيانيين تأثيرا كبيرا فقد أحدثت تغييرا في القناعات كما يؤثر عن يزيد بن معاوية، وماجت الأرض من تحت أقدام آل أبي سفيان ولم تستقر إلا بعد أمد عند المروانيين، وفي كل ذلك الزمن الذي حكم فيه بنو أمية ظلت الثورة متقدة الأوار ولم تخمد جمرتها . فالثورة – كما سلف القول – ضرورة اجتماعية لكن غايتها تظل محل خلاف ونقاش ولو حملت مشروعاً سياسياً ناهضاً, ذلك أن الطبيعة البشرية ذات نزوع إلى الأمجاد والمصالح، وفي طبائع  العرب نزوع دوماً إلى التمحور حول الذات، فالغاية عند العرب في مدى الأثر الذي تتركه الثورة على مناصريها وليس على جموع الناس، ومثل ذلك قناعة ثقافية عمل الإسلام على تشذيبها لكنها ظلت دائمة الحضور في تفاصيل التفاعل اليومي للثورات التي قامت في الديار الإسلامية عبر حقب التاريخ . فالحسين عليه السلام لم يثر من أجل دنيا أو منافع أو مصالح بل ثار من أجل تعديل مسار كان يجب أن يعدل قبل أن يصبح ضرره كبيرا وأثره غير قابل للتعديل، وثورة الحسين عليه السلام تعلمنا روح التضحية من أجل الغايات الكبرى والأهداف العظيمة للأمة وهو المسار نفسه الذي رأينا عليه الشهيد القائد حسين  بدر الدين الحوثي، فقد بذل نفسه من أجل غايات كبرى ولم ينتظر غرضاً من الدنيا زائلاً وكان بمقدوره أن يتفاوض عليه ويناله وقد عرض عليه يومذاك. ومن هنا يمكن القول أن أي انحراف يحدث في المسار العام لا يخدش نبل الهدف الذي قامت على أسسه الثورة اليمنية المعاصرة، فالقضية نسبية وهي خاضعة للاجتهاد، وحتى نستعيد وعينا بذاتنا وبالقيم الثورية الحسينية نحن مطالبون بالتقييم المستمر للتفاعل اليومي مع مفردات الواقع قبل أن يجرفنا تيار المصالح إلى مهاو سحيقة، وهي خطوة بدأها قائد الثورة في ذكرى استشهاد الإمام زيد حين المح إلى التقييم والتغيير الجذري وبما يلبي طموحات وتطلعات الناس ويحقق أهداف الثورة . ما يحدث في واقعنا اليوم من تفاعلات تترك أثرا غير محمود في المسار، وهي في غالبها تفاعلات لا تمثل توجها عاما لكنها اجتهادات فردية غير محمودة العواقب وقد ضبطها القرآن الكريم في لآية رقم 94من سورة النساء التي تقول:”﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ . ومن باب التواصي بالحق الذي يؤكد عليه قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة لا بد لنا من الوقوف أمام الظواهر ومعالجتها فور وقوعها حتى نحد من أثر الانحراف في المسار الثوري ولنا في تاريخ الثورات عبرة إن أردنا لثورتنا نجاحاً . فالتاريخ العربي يختلف عن غيره لأنه يخضع لمنطق مختلف ومتغاير عما سواه ولذلك نقول باستحالة نقل التجارب الغربية أو غيرها، فالتاريخ لا يستورد كما نستورد السلع، والوعي بضرورة الإصلاح لا يعني بالضرورة الرجوع إلى صدر الإسلام كما تذهب بعض الفرق فذلك مستحيل وفي المقابل لا يعني نقل تجارب الغرب المتحضر فذلك مستحيل أيضا باعتبار الحداثة ليست تحديثا ولكنها نسق فكري ثقافي حضاري تقدمي تقدم عليه أمة أو جماعة لإنجازه بخطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على التفاعل وفرض طابعها الخاص التي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث ولكن يعني ابتكار الحلول بما يتسق مع الواقع . فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ  وفي المقابل لوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطورا وثورة بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع وأيضا فهما قاصرا للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تقاس من خلال الأثر الذي يتركه في البناءات وليس من خلال  الموقف الوجداني والانفعالي منه .

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحسین علیه السلام فی المسار من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الطاقة يكُرّم طلبة فصول موهبة الفائزين في منافسات هاكاثون الطاقة

كرّم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وزير الطاقة، بحضور الأمين العام المكلف لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” الدكتور خالد الشريف، الفرق الفائزة في هاكاثون الطاقة، الذي نظم في إطار الدورة الـ “12” من مؤتمر الشبكات الذكية، المنعقد بالرياض، تحت شعار “طاقة واستدامة”، برعاية وزارة الطاقة.

وتصدرت 3 فرق طلابية من برنامج “فصول موهبة” قائمة المراكز الأولى الفائزة في الهاكاثون الذي نظم بالتعاون مع مؤسسة موهبة.

وشارك في منافسات هاكاثون الطاقة 60 موهوبًا وموهوبة من طلبة برنامج “فصول موهبة”، تم اختيارهم من مدارس المرحلة الثانوية بالرياض، وقسموا إلى 12 فريقًا، في 3 مسارات، تضمنها الهاكاثون بهدف إيجاد حلول نوعية وأفكار إبداعية لابتكار تقنيات متقدمة، لمواكبة الجهود الرامية لرفع قدرات قطاع الطاقة، وتمكينه من تجاوز التحديات الحالية والمستقبلية.

واشتمل المسار الأول من الهاكاثون على استدامة الطاقة وتحدياتها المتمثلة في تطوير تقنيات طاقة شمسية تلائم وتعزز جودة الحياة اليومية، وتصميم أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية وتوفر حلولًا ناجعة للمستفيدين في الأماكن النائية، بالإضافة إلى حلول تحويل النفايات إلى طاقة باستخدام تقنيات جديدة تشمل الغاز الحيوي والتحلل الحراري، لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

اقرأ أيضاًالمملكةوزير الاستثمار يشكر القيادة على قرار مجلس الوزراء بالموافقة على الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي

وتضمن المسار الثاني تحسين كفاءة الطاقة للسيارات الكهربائية بالمملكة، من خلال تطوير حلول مبتكرة لتسهيل استخدام هذه السيارات مثل محطات الشحن وتقنيات زيادة الكفاءة، بجانب مشاريع تطوير البنية التحتية لمحطات الشحن وكفاءة البطاريات، وتعزيز الوعي بالأثر البيئي الناتج من استخدام السيارات الكهربائية.

وركز المسار الثالث من الهاكاثون على الابتكار في تخزين الطاقة عن طريق تطوير حلول تجعل من الكهرباء عملة رقمية يمكن تداولها، وتمكن العملاء من تخزين فائض إنتاجهم أو بيعه، وبما يسهم في إنشاء اقتصاد كهربائي رقمي يدفع نحو الاستثمار في حلول الطاقة المتجددة.

يشار إلى أن مؤتمر الشبكات الذكية، الذي انعقد الهاكاثون في إطار فعالياته الاستباقية، يبحث أبرز تحديات دمج مصادر الطاقة المتجددة في الشبكة الكهربائية، ومعايير تصميم وتشغيل الشبكات، وحلول كفاءة الطاقة، وأحدث التقنيات في مجال تخزين الطاقة.

مقالات مشابهة

  • جدد التهديد بقصفها..الحرس الثوري: الهجوم على إسرائيل في الوقت والمكان المناسبين
  • نائب قائد الحرس الثوري الإيراني: حتما سنهاجم إسرائيل عبر الوعد الصادق 3
  • الحرس الثوري الإيراني يوسع سيطرته على الصادرات النفطية
  • وزير الطاقة يكُرّم طلبة فصول موهبة الفائزين في منافسات هاكاثون الطاقة
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي: قرار حول اعفاء وتعيين الناطق الرسمي للحركة
  • تحرك في البرلمان لإلغاء إرسال التقييم المنزلي عبر الإنترنت
  • الكوني: يجب على الليبيين امتلاك إدارة المسار السياسي بدعم من الامم المتحدة
  • تغيير المسار المهني
  • قائد الحرس الثوري يتحدث عن محاولات تقسيم سوريا.. لهذا السبب ذهبنا إلى هناك
  • مراسلة الجزيرة بموسكو تكشف عن الفندق الذي نزل به الأسد والأموال التي بحوزته