الأعياد على الأبواب، ومعها تزداد الأطعمة الشهية والحلويات التي تميز هذه الفترة. ورغم الأجواء الاحتفالية التي تضفي البهجة على القلوب، إلا أن العديد من الأشخاص يشعرون بالقلق من زيادة الوزن نتيجة تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة والحلويات. ولكن، ما هي الطرق التي يمكن اعتمادها للحفاظ على الوزن وتجنب زيادته خلال فترة العيد؟
 أخصائية التغذية أنتونا-ماريا مطران اشارت في حديث لـ "لبنان 24"، إلى أن "البعض يميل إلى تخطي وجبتي الإفطار والغداء، بهدف تناول العشاء في فترة العيد".

موضحةً أن "هذا سلوك خاطئ، لأن تخطي الوجبات يؤدي إلى الشعور بالجوع الشديد في المساء، مما يدفع الشخص لتناول كميات كبيرة من الطعام."
ونصحت "باتباع طريقة "One Plate Rule"، أي أن يملأ الشخص صحنه مرة واحدة فقط ويكتفي بتناول الأطعمة التي يرغب فيها بكميات معتدلة". مؤكدةً "على ضرورة تناول الطعام ببطء وشرب الكثير من الماء، مما يساعد على الشعور بالشبع".
وقالت مطران إنه "يجب البدء بتناول السلطة أولًا، لأنها غنية بالألياف التي تساعد على تحسين الهضم بشكل أسرع. بعد ذلك، يمكن اختيار الأطعمة المفضلة، مع إجراء مسح المنيو واختيار ما يرغبون فيه. يمكن تناول قطعة صغيرة من كل صنف، مما يساعد في الاستمتاع بالطعام دون الشعور بالذنب". وأضافت: "أنصح دائمًا الاسخاص الذين يقصدونني بتناول وجبات متكاملة تحتوي على البروتين، الألياف، الكربوهيدرات، والدهون الصحية، مما يساهم في تناول الطعام خلال العيد بشكل متوازن".
وردًا على سؤال عن الكمية المناسبة التي يجب تناولها، شرحت مطران أنّه "لا يمكن تحديد كمية معينة لأن كل شخص يختلف في وزنه وطوله وعمره ونسبة الحرق. لكن ما يمكن تأكيده هو أنه يجب على الشخص تناول الطعام حتى يصل إلى مستوى الشبع المريح، وهو عادةً عندما يشعر بالشبع بنسبة 80% أو 90%. لأن الشخص بعد 10 إلى 20 دقيقة تقريبًا سيشعر بالشبع الكامل، وبالتالي سيتجنب الإحساس بالإنزعاج إذا تناول كمية أكبر من التي اعتاد عليها".
أمّا بالنسبة للحلوى، فتنصح أخصائية التغذية أنه "إذا أرادوا تناول "Buche de Noel"، فلا داعي لتناول الوجبات الخفيفة في نفس الوقت. يمكنهم اعتبار كل قطعة من الحلوى كبديل لوجبة خفيفة واحدة، بذلك يكونون قد حافظوا على توازنهم الغذائي ولم يخرجوا كثيرًا عن النظام الغذائي الذي يتبعونه".
وأشارت إلى أنه "من المستحسن زيادة الحركة اليومية حتى وإن لم يمارسوا الرياضة في هذا اليوم. على سبيل المثال، يمكنهم القيام بأنشطة مثل الذهاب إلى أماكن للمشي، أو ممارسة الرقص، أو الألعاب التي تتضمن حركة. بهذه الطريقة، سيتمكنون من حرق السعرات الحرارية الزائدة".
واعتبرت مطران أنه" من الضروري بعد فترة العيد العودة إلى النظام الغذائي المعتاد". وأشارت إلى "أهمية الالتزام بالوجبات خلال يوم العيد أيضًا، بحيث يتم تناول الطعام بشكل صحيح. بهذه الطريقة، يمكن العودة إلى الانتظام في الأكل في اليوم التالي دون الحاجة للتخلي عن وجبة معينة أو الوجبة الخفيفة لتقليل السعرات الحرارية. بذلك، يستطيع الشخص الاستمتاع بالعيد دون التأثير على وزنه أو زيادته بعد العيد".
في الختام، تُعتبر الأعياد فرصة للاحتفال مع العائلة والأصدقاء، ولكن من الضروري الحفاظ على توازن غذائي صحي خلال هذه الفترة. باتباع هذه النصائح البسيطة، يمكنكم الاستمتاع بكل الأطعمة الشهية والحلويات دون القلق من زيادة الوزن.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تناول الطعام

إقرأ أيضاً:

أطعمة الخلفاء.. مآدب العصر العباسي الذهبي

لطالما كان الطعام جزءًا مهمًّا من التراث الثقافي والحضاري لأي أمة، فهو يعكس تطورها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي عبر العصور. فمن البساطة والتقشف إلى الترف والتعقيد، شهدت الدولة العباسية تحولًا كبيرًا في عاداتها الغذائية، من بداية الإسلام وصولا إلى الحكم العباسي.

وبنظرة على تطور الطعام والعادات الغذائية في العصر العباسي، يمكننا رؤية تأثير الثقافات المختلفة فيه، وإعداد أشهر الأطباق والحلويات، وإقامة طقوس الطعام الخاصة بالخلفاء، فضلًا عن الإنفاق الكبير الذي كان يُخصص للطعام والولائم الضخمة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2حسام أبو صفية.. الفصل الأخير في سيرة مشافي الشمالlist 2 of 2السماح بتركيب ألواح شمسية فوق المباني الأثرية يثير جدلا واسعا في أمستردامend of list

وقد لعب الطعام دورًا مهمًّا في الحياة الاجتماعية والسياسية للدولة العباسية، إذ استُخدمت الولائم الفاخرة في المناسبات الدبلوماسية كوسيلة لإظهار الثراء والنفوذ.

كل تلك الفنون الخاصة بالطعام والطهو تجعلنا نتأكد من مدى تأثير الطعام في حياة العباسيين اليومية ودوره في مناسباتهم الاجتماعية والسياسية.

تطور العادات الغذائية

كانت أطعمة العرب قليلة وبسيطة في أول الأمر، فقد كان الصحابة يتحاشون التكلف في الأكل اقتداء بخلفائهم الراشدين. ولما حكم الأمويون سنة (41هـ/662م) واختلط العرب بالفرس والروم، بدأ التأثر بثقافاتهم المختلفة يظهر في عادات الطعام، مما أدى إلى تنوع الأطعمة وتطور طرق إعدادها وصناعتها.

من أكثر الأكلات شهرة في زمن العباسيين أكلة السكباج وهي طعام يُعمل من اللحم والخل والتوابل ويطلق عليها مخ الأطعمة (مواقع التواصل)

وغالى الخلفاء العباسيون في إعداد الأطعمة، لا سيّما في عصرهم الذهبي فقد استحضروا أصنافًا مختلفة من الطعام وألوانًا مختلفة من الطيور، وكانوا يستشيرون الأطباء ويستعينون بهم في معرفة فوائد الطعام ومضارّه، وعادة ما كان يُفصل بين أوقات الطعام وأوقات اللهو، رغم أن موائدهم شملت في بعض الأحيان العبث والتهتك.

إعلان أطباق العباسيين وولائمهم

تطورت أدوات الطهو وتقنياته في العصر العباسي، فاتخذ الطهاة التنانير (نوع من الكوانين) والمطابخ للطهو، وتفننوا في صناعة الأطعمة التي تتسم بالمواصفات الصحية الجيدة، كما تفننوا في إعداد الولائم التي تتسع للعديد من الأشخاص، لا سيّما في الحفلات والأعراس، كالوليمة الضخمة التي أعدّت في عرس هارون الرشيد على زبيدة سنة (165هـ/782م)، والولائم التي استمرت طوال 17 يوما بمناسبة زواج المأمون (ت 218هـ/833م) بابنة الحسن بن سهل.

وكان من أكثر الأكلات شهرة في زمن العباسيين أكلة السكباج "وهي طعام يُعمل من اللحم والخل والتوابل"، ويطلق عليها مخ الأطعمة، وأكلة الرغفان، والطباهجة "وهي ضرب من اللحم المقلي"، واسفيذباجة "وهي لحم مع الحمص والبصل والكسفرة والكمون ومستحلب اللوز"، والشواء، والجدي، والرؤوس.

وقد فاضل بعض الخلفاء في حبهم للأطعمة فعُرف المهدي (ت169هـ/785م) بحبه لأكلة البقل والكراث، في حين عرف الرشيد باستطابته لأكلة الخاميز "وهي حساء اللحم"، والأمين بأكلة المصلية وأكلة البزمارد وهي "طعام يسمى لقمة القاضي وفخذ الست ولقمة الخليفة مصنوع من اللحم المقلي بالزبدة والبيض"، والمأمون بحبه للأرز والخبز والدجاج، أما الواثق (ت232هـ/847م) فقد كان معروفًا باهتمامه بالأطعمة التي يُعتقد أنها تقوّي البنية الجسدية، وعرف بنهمه الشديد على الباذنجان، حتى إنه اهتم بتناول بعض اللحوم النادرة كلحوم السباع.

طقوس الطعام ونفقاته

أنفق الخلفاء المبالغ الباهظة لتغطية تكاليف إعداد الطعام لتنوع الأصناف وارتفاع ثمنها، ولا أدلّ على ذلك مما فعله إبراهيم ابن المهدي في زيارة زاره فيها الرشيد، فأعدّ له أطعمة كان من بينها وعاء سمك فاستصغر الرشيد قطعه، فسأله عن ذلك فقال "يا أمير المؤمنين هذه ألسنه السمك"، وقد قدرت نفقة ما في ذلك الوعاء بأكثر من ألف درهم.

مائدة عليها أطباق تقليدية منها أطباق ذهبية فيها لحوم مشوية وأوعية لليخنة والأرز مع المكسرات والزبيب وفواكه طازجة وخبز مسطح (فايرفلاي-الجزيرة)

أما مقدار المطبوخ من كل صنف من الطعام فلا قياس له، فكانت الأطعمة تفيض بمقادير كبيرة، إذ كانوا يعدّون أضعاف ما يحتاجون إليه من الطعام مخافة أن يأتيهم زوار، لذلك أمر المنصور بضرب الطباخ لمجرد أن قلَّ الطعام قبل أن يشبع الناس.

إعلان

وكان لكل من الخلفاء طقوس خاصة في طعامه، فكان الرشيد يتناول طعامه بصحبة ندمائه قبل أن يستمع لغناء الجواري، ويقوم بترتيب طعامه مبتدئا بالطعام الحار قبل البارد، أما الخليفة المأمون فكان يضع على مائدته أكثر من 300 لون من الطعام، ثم يقوم بشرح فوائده ومضارّه لضيوفه وجلسائه، وكانت بعض الأطعمة قد خصصت لفصل الصيف لبرودتها وبعض الأطعمة الأخرى لفصل الشتاء لحرارتها العالية.

الحلويات والفواكه

ضمت موائد الخلفاء أصنافًا متعددة من الفواكه، وأبرزها البطيخ، والرطب، والتفاح الشامي الذي أكثر الخليفة المأمون من التغزل به.

وتفنن العباسيون في اصطناع الحلويات كالهريسة، وحلوى اللوزينج بالفستق (نوع من الحلوى يحشى بالفستق واللوز وماء الورد والسكر وهي تشبه القطائف)، والفالوذج (يُصنع من لب الحنطة إضافة إلى الدقيق والماء والعسل)، وكان الرشيد قد اختلف مع زوجته أم جعفر (زبيدة) في أيهما أطيب الفالوذج أم اللوزينج، وانتهى الخلاف بينهما بعد الاحتكام إلى القاضي، كما عرف العباسيون بصناعة المخ المعقود بالسكر، الذي وصفه الثعالبي (ت٤٢٩هـ/١٠٣٧م) بأنه طعام الملوك.

ونتيجة لتعدد ألوان الأطعمة والتوسع في النفقة عليها، اتسعت مطابخ الخلفاء والأمراء، حتى صار يشرف على كل صنف من الأطعمة مجموعة من الخدم عليهم رئيس.

مقالات مشابهة

  • خفض الوزن والتوتر.. تعرف على فوائد تناول الطعام ببطء
  • لقمع الشهية.. التمارين المكثّفة هي الأفضل لضبط الوزن
  • «لو بتعمل دايت».. أطعمة ومشروبات تساعدك على سد الشهية
  • تأكل مخلفات الأطعمة للسفر حول العالم
  • نوع خضار شهير جبار فى إنقاص الوزن وخفض السكر
  •  أطعمة صحيّة تساعد على «نوم مثاليّ»!
  • طبيب يحذر من هذه الأطعمة.. ويضع روشتة علاج القولون الهضمي (فيديو)
  • بديل الحقن.. مشروب طبيعي يساعد على سد الشهية وخسارة الوزن
  • مرض فيكتوري يثير القلق في بريطانيا.. تجنب فقدان الوزن السريع
  • أطعمة الخلفاء.. مآدب العصر العباسي الذهبي