اتخذت المعارك التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال شمال قطاع غزة منحى جديدا، ويقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن هذا يعكس فشل إسرائيل في حسم الحرب التي تشنها على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وشهدت الأيام الماضية تزايدا في عمليات الإجهاز التي ينفذها مقاتلو المقاومة من المسافة صفر وبأسلحة بيضاء ضد جنود الاحتلال، وهو ما أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى بينهم ضباط.

وفي عملية معقدة، تمكنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- من طعن وقتل 3 جنود إسرائيليين كانوا يحمون بيتا تتحصن بداخله قوة إسرائيلية في مشروع بيت لاهيا شمالي القطاع.

وأكدت القسام أن مقاتليها نجحوا في دخول المنزل والإجهاز على الجنود الذين كانوا يتحصنون فيه، وأطلقوا سراح عدد من الفلسطينيين المحتجزين بداخله.

وتعكس هذه العملية تحول المقاومة إلى نمط جديد من القتال، كما يقول الخبير العسكري إن هذا يعتمد على تغير جغرافية المكان والقدرة على الوصول، حتى إن أحد المقاتلين نجح في تفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود الإسرائيليين قبل يومين.

ورغم وجود 3 ألوية من جيش الاحتلال بمنطقة الشمال فإنهم لا يزالون عاجزين عن الحسم ويعانون خسائر كبيرة بسبب غياب فكرة الجبهة بمعناها العسكري، بعدما أصبحت كل غرفة أو نافذة أو شارع يتطلب معركة خاصة، وفق ما أكده العميد حنا في تحليل للمشهد العسكري بالقطاع.

إعلان المقاومة تستغل كل شيء

وحتى أنقاض البيوت التي هدمها جيش الاحتلال خلال عام من الحرب، تحولت هي الأخرى إلى أزمة ميدانية بسبب استغلال المقاومة الفلسطينية لها في تنفيذ هذه العمليات العسكرية اعتمادا على ما تملكه من معلومات وخبرة بالمكان، كما يقول الخبير العسكري.

ولم يقف الأمر عند شمال القطاع، لكنه امتد إلى منطقة الوسط التي أكد جيش الاحتلال مقتل 3 من أفراد لواء كفير فيها أمس الاثنين، مما يعني تجهيز المقاومة ساحة معركة جديدة على مدار 14 شهرا من الحرب.

وكان "أبو عبيدة" الناطق باسم القسام قد أكد أن مصير بعض الأسرى مرهون بتقدم قوات الاحتلال مئات الأمتار في بعض المناطق.

وتعليقا على هذا، قال العميد حنا إنه يدخل في إطار إستراتيجية جديدة أعلنتها المقاومة مؤخرا تقوم على تحييد الأسرى في حال أوشك جيش الاحتلال على الوصول لهم، مشيرا إلى أن هذا يدخل في إطار الضغط العسكري الذي يستهدف تحقيق أهداف سياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟

سلمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهن ضمن صفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، شهادات تتضمن قرارات بالإفراج، وهو ما يعكس الموقف الذي أكدته كتائب القسام طوال شهور الإبادة بأن أسرى الاحتلال لن يفرج عنهم تحت النار وأن ذلك لن يتم سوى بقرار منها.

وبثت "كتائب القسام" مشاهد مصورة من تسليم الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، ضمن المرحلة الأولى، وظهر فيها عملية تسليم هدايا تذكارية وقرارات إفراج.


وتأتي هذه الخطوة لتشابه ما كان حكرا على الاحتلال الإسرائيلي بإصدار شهادات إفراج للأسرى الفلسطينيين بعد عناء طويل ليتعمد إذلالهم بالإجراءات الإدارية أو القضائية طويلة الأمد.



وعن هذا علق الصحفي الفلسطيني صهيب العصا قائلا: "لهذه الورقة وقع كبير في نفوس الأسرى الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة؛ ينتظر الأسير شهورا وسنوات للحصول على ورقة من بضعة سطور بالعبرية عنوانها قرار إفراج".

"قرار الإفراج"
لهذه الورقة وقع كبير في نفوس الأسرى الفلسطينيين على مدى سنوات طويلة؛ ينتظر الأسير شهورا وسنوات للحصول على ورقة من بضعة سطور بالعبرية عنوانها "قرار إفراج"
تهتم المقاومة بالتفاصيل وتسلم الأسرى الإسرائيليين "قرار الإفراج".. قرار من المقاومة pic.twitter.com/9R9clbUPJo — صُهيب العصا | SUHEIB ALASSA (@SuAlassa) January 19, 2025
وترمز ورقة الإفراج التي أصدرتها المقاومة إلى النهاية القانونية لفترة الأسر والتأكيد على أن مصير الأسرى بيد المقاومة وحدها وهو ما يعزز موقفها في ميدان المفاوضات بعد فشل الاحتلال طوال 15 شهرا من إنهاء ملف الأسرى الإسرائيليين.

وحظيت خطوة كتائب القسام بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، فقال حساب باسم اسم طارق: "القسام معطي الأسيرات شهادات تخرّج اللي فكر بالموضوع فنان اقسم بالله".

القسام معطي الأسيرات شهادات تخرّج
اللي فكر بالموضوع فنان اقسم بالله ???????????????? pic.twitter.com/LlLDjeC4Dh — طارق العرموطي (@tareq_alarmouti) January 19, 2025
وقال حساب أخر يحمل اسم محمود "الأسرى يبدو أنهم منحوهم شهادات بالشرف الذي نالوه وكذلك صور تذكارية".

الأسرى...
يبدو انهم منحوهم شهادات بالشرف الذي نالوه وكذلك صور تذكارية...
???? وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
اللَّهُمَّ أَبْرِمْ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَمْرًا رَشدًا… pic.twitter.com/dfow8QxLM8 — مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي (@DrMahmoudSalemE) January 19, 2025
أبو سمير عوامة: لو سمحتم هدوووء، أسيرات يوم السبت القادم عندهن امتحان فاينل ميداني، علشان يوخذن شهادة التخرج. pic.twitter.com/dlvfZ6KOGy — مجلة ميم.. مِرآتنا (@Meemmag) January 20, 2025
فيما قالت بسمة: "طب وربنا اللي عمل الشهادات دي دماغه عاليه ومتكلفه.. شهادات تخريج الاسيرات حُسن سير وسلوك".

طب وربنا اللي عمل الشهادات دي دماغه عاليه ومتكلفه.. شهادات تخريج الاسيرات
حُسن سير وسلوك ????????✌️????#الاسيرات_الثلاث pic.twitter.com/D9BjBWgMvq — بسمه حمزه (@BsmhHmzh10734) January 19, 2025
وقال حساب يحمل اسم تامر: "صاحب الفكرة مطلوب للعالم، تخيل أنه بفضل تلك الفكرة، استطاع جذب جميع وسائل الإعلام العربية، والغربية، والعبرية إلى مشهد ابتسامة الأسيرات أثناء خروجهن من الأسر واستلامهن شهادات التخرج".

صاحب الفكرة مطلوب للعالم.

تخيل أنه بفضل تلك الفكرة، استطاع جذب جميع وسائل الإعلام العربية، والغربية، والعبرية إلى مشهد ابتسامة الأسيرات أثناء خروجهن من الأسر واستلامهن شهادات التخرج.

أضفى جاذبية جديدة ومثيرة للفيديو، ليكون مثالًا على التفكير خارج الصندوق pic.twitter.com/2dHWvQtwWC — Tamer | تامر (@tamerqdh) January 19, 2025
وتشمل الصفقة في مرحلتها الأولى تحرير 290 أسيرا من المحكومين بالمؤبد؛ وتضم أيضا جميع الأشبال والنساء وعددهم 95 شخصا، بينهم 87 أسيرة. 


ويتألف الاتفاق من 3 مراحل، تبلغ مدة كل منها 42 يوما، وتشمل المرحلة الأولى الإفراج عن 33 إسرائيليا محتجزين في قطاع غزة من أصل 98، سواء كانوا أحياء أو أمواتا، وذلك مقابل الإفراج بالمرحلة الأولى عن مئات الأسرى الفلسطينيين.

وتتضمن المرحلة الثانية من الاتفاق عودة الهدوء وتبادل المزيد من الأسرى الفلسطينيين والإسرائيليين، دون الكشف بالمرحلة الراهنة عن الأعداد من الطرفين، بالإضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من قطاع غزة. 

وتركز المرحلة الثالثة من الاتفاق على إعادة إعمار قطاع غزة على مدى 3 إلى 5 أعوام، وتبادل جثث الموتى ورفاتهم الشهداء، وفتح جميع المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: سيناريوهات وراء إجبار سكان جنين على النزوح وإخلاء منازلهم
  • خبير عسكري: المقاومة بجنين استفادت من تجربة غزة وهذه إستراتيجية الاحتلال
  • خبير عسكري: ظهور حسين فياض يؤكد مهارة المقاومة وفشل إسرائيل استخباريا
  • خبير عسكري: عملية جنين تمهيد للاستيطان وقد تشمل بقية مخيمات الضفة
  • العدوان العسكري على جنين يتواصل.. والاحتلال يهجّر الفلسطينيين ويحاصر المستشفيات
  • خبير عسكري: العودة للقتال في غزة هي أسوأ سيناريو للجيش الإسرائيلي
  • محلل عسكري إسرائيلي: ترامب لن يسمح بعودة القتال في قطاع غزة
  • خبير عسكري: العملية الإسرائيلية في جنين مختلفة والسلطة أرهقت المقاومة
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب يختلف هجوم الاحتلال على جنين عن هجوم خان يونس وجباليا
  • تأكيدا لموقف أُعلن من بداية الحرب.. ما قصة قرارات الإفراج التي سلمتها المقاومة للأسيرات؟