المناخ الرئاسي هذه المرّة يختلف كليًا، شكلًا ومضمونًا، عن المناخ الذي كان سائدًا في العام 2016، وإن كان القاسم المشترك بين هذين المناخين عامل واحد يتمّثل بانتماء المرشحين الأوفر حظًا، ماضيًا وحاضرًا، إلى عائلة عون. فالرئيس ميشال عون انتُخب رئيسًا للجمهورية بفعل تداخل عوامل كثيرة، ومن أبرزها أن الشهيد حسن نصرالله عمل بكل ثقله على إيصال مرشحه إلى السدّة الرئاسية، وإن لم يقترن هذا التأييد المطلق بموافقة الرئيس نبيه بري على هذا الترشيح.

وهذا ما أبلغه اياه شخصيًا عندما زاره "الجنرال"، وكان صريحًا معه عندما قال له إنه سيعمل على تأمين نصاب الثلثين لجلسة الانتخاب، "ولكنني لن انتخبك". وقد تكون عملية إعادة التصويت أكثر من مرّة نموذجًا مصغرًا عن طبيعة العلاقة بين "بعبدا" و"عين التينة" طيلة الست سنوات من عهد عون. وهذا ما حصل بالفعل.
أمّا العماد جوزاف عون وعلى رغم تقدّمه في السباق الرئاسي عن غيره حتى الآن لا يزال يحتاج إلى اقتناع كل من "حزب الله" بهذا الترشيح من جهة، وسير "القوات اللبنانية" بهذا الخيار من جهة أخرى لكي يستطيع أن يقطع الطريق الرئاسي من دون أن تدهسه سيارة "التيار". وإذا لم يحصل هذا النوع من تلاقي "المصالح" بين هذين المتناقضين في كل شيء كما حصل في انتخابات 2016 فإن حظوظ قائد الجيش بالوصول إلى القصر الجمهوري تبقى ضعيفة نسبيًا، مع الإشارة إلى أن الأسباب التي تدفع "معراب" بعدم "طحشتها" بالعماد عون تختلف كليًا عن أسباب "حزب الله". وقد تلتقي القيادة السياسية لـ "الحزب" في نظرتها إلى هذا الترشيح مع نظرة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. فالقاسم المشترك بين حليفي الأمس رفض "اللعب" بالدستور وعدم السير بأي تعديل دستوري حتى ولو جاء بصيغة استثنائية، ولمرة، واحدة، ووحيدة.
إلاّ أن هذه الحجّة لم تقنع الذين يرون أن الظروف الدقيقة والصعبة، بل الخطيرة، تفرض على الجميع تجاوز بعض الشكليات، إذ أن تعديل الدستور ليس بالأمر الجديد، خصوصًا أن الإطاحة به أو التقيّد ببنوده انتقائيًا ووفق ما تقتضيه مصالح البعض قد أصبح مثل "شربة المي" بالنسبة إلى كل من "التيار" و"الحزب" على حدّ سواء. 
فـ "حجة" كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" لن تقلي العجة الرئاسية هذه المرّة. فالبلاد على وشك الانهيار، وهي مثقلة بالأحمال الناتجة عن مرحلة عصيبة من عمرها، حيث كان التوافق قائمًا على أفضل وجه في عملية دفن "الشيخ زنكو" في أكثر من مكان وموضع.
فإذا كانت مصلحة لبنان، كما يراها البعض، تقضي بانتخاب العماد عون رئيسًا، سواء تم تعديل الدستور أو لم يتم كما حصل عندما انتخب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية بعد اتفاق الدوحة، فإن التذرع بـ "حجة" عدم المسّ بالدستور وتعديله تصبح "حجة" واهية"، خصوصًا إذا كان المقصود الاستمرار في سياسة التعطيل وفي ممارسة سياسة "عنزة ولو طارت". وهذه السياسة هي التي أوصلت البلاد إلى ما وصلت إليه، أقّله بالنسبة إلى قرار "السلم والحرب" وإقحام لبنان بحرب مدمرة لم يكن يريدها، ولكن فُرضت عليه من دون أن يسأل أحد رأي أبنائه.
من جهة أخرى، يعيب بعض الذين لا يرون سوى القشة في عيون الآخرين على الأقطاب الموارنة عدم قدرتهم على التوافق على اسم الرئيس العتيد من خارج قيادة الجيش. فإذا صحّت التوقعات وتمّ التوافق على إيصال العماد عون إلى بعبدا يكون رقم خمسة في التسلسل الرقمي لرؤساء الجمهورية الذين خرجوا من المؤسسة العسكرية، وهم اللواء فؤاد شهاب، والعمداء أميل لحود وميشال سليمان وميشال عون مقابل تسعة رؤساء غير عسكريين.
ولأن البلاد تدخل في عطلة الأعياد فإن الاتصالات الرئاسية ستخف وتيرتها بعض الشيء لتعود إلى زخمها مطلع السنة الجديدة، من دون أن يعني ذلك أن الأمور آيلة إلى نتيجة إيجابية في جلسة التاسع من الشهر المقبل. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: رئیس ا

إقرأ أيضاً:

رغم حبسه.. عمدة إسطنبول يواصل التفوق على أردوغان باستطلاعات الرأي

أنقرة (زمان التركية) – كشف استطلاع أجراه مركز أبحاث التأثير الاجتماعي (TEAM) عن الحزب الذي اختار الأغلبية التصويت له حال انعقاد انتخابات برلمانية.

وقبيل توزيع أصوات المترددين، بلغت نسبة أصوات حزب الشعب الجمهوري 30.7 في المئة وحزب العدالة والتنمية 27.6 في المئة.

وبلغت نسبة أصوات حزب الحركة القومية 4.9 في المئة وحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب 6 في المئة وحزب النصر 2.8 في المئة وحزب الجيد 2.5 في المئة وحزب الرفاه من جديد 1.7 في المئة وحزب المفتاح 1.4 في المئة وحزب العمال التركي 0.8 في المئة والأحزاب الأخرى 1.6 في المئة. وتجاوزت نسبة المترددين 20 في المئة.

وبعد توزيع أصوات المترددين، بلغت أصوات تحالف الجمهوري 40.6 في المئة. وتفوق حزب الشعب الجمهوري على حزب العدالة والتنمية ب3.9 في المئة.

وسجل حزب الشعب الجمهوري الزيادة الأكبر من بين الأحزاب مقارنة بانتخابات عام 2023 بنسبة زيادة بلغت 13 نقطة ليسجل 38.4 في المئة وهى النسبة الأعلى التي يسجلها الحزب حتى الآن.

وبلغت نسبة أصوات حزب العدالة والتنمية 34.5 في المئة، بينما حصل حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب على 7.5 في المئة وحزب الحركة القومية على 6.1 في المئة وحزب النصر على 3.5 في المئة وحزب الجيد على 3.1 في المئة وحزب الرفاه من جديد على 2.1 في المئة و حزب المفتاح على 1.7 في المئة وحزب العمال التركي على 1 في المئة والأحزاب الأخرى على 2.1 في المئة.

وتطرق استطلاع الرأي إلى الانتخابات الرئاسية، فبعد توزيع أصوات المترددين بالجولة الأولى، بلغت نسبة دعم عمدة إسطنبول، المحتفل حاليا أكرم إمام أوغلو، نحو 49.4 في المئة مقابل 38.6 في المئة لصالح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

واختار 4.7 في المئة من المشاركين رئيس حزب الرفاه من جديد، فاتح أربكان، بينما اختار 3.5 في المئة مرشح حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الكردي واختار 1.6 في المئة رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، علي باباجان، واختار 2.2 في المئة من المشاركين مرشحين آخرين.
وخلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حصد إمام أوغلو 46.4 في المئة من الأصوات، بينما تراجعت أصوات أردوغان إلى 36.5 في المئة.

وبلغت نسبة المترددين بالجولة الثانية 17.1 في المئة. وبعد توزيع هذه النسبة، بلغت أصوات إمام أوغلو 56 في المئة مقابل 44 في المئة لصالح أردوغان.

Tags: أكرم إمام أوغلواستطلاع رأيالانتخابات البرلمانية التركيةالانتخابات الرئاسية التركيةرجب طيب أردوعانعمدة إسطنبول

مقالات مشابهة

  • رغم الحرب.. المسيحيون في القدس يحيون يوم الجمعة العظيمة
  • هل تعود العلاقة بين التيار وحزب الله؟ تقاطع مصالح أم إعادة تحالف؟
  • أمل وحزب الله أبرز المتعاونين
  • رغم حبسه.. عمدة إسطنبول يواصل التفوق على أردوغان باستطلاعات الرأي
  • هل تنجح المبعوثة الأممية لليبيا باجتراح مسار خارج ثنائية التعطيل والشرعية؟
  • نائب يكشف: هذه حقيقة المشكلة بين الأهالي وحزب الله حول الانتخابات البلدية في بريتال
  • باسيل استقبل السيناتور الفرنسي ستيفان رافييه
  • إصلاح العطل بمحطة أبو الفوارس وعودة التيار الكهربائي بشكل تدريجي لدير الزور
  • ضياء رشوان: عدد كبير من الإسرائيليين رافض لسياسة نتنياهو في العدوان على غزة
  • عون وحزب الله: هل يمهد التفهم للتفاهم؟