الكائنات الحية في تشرنوبل تحورت لتتغذى على الإشعاع
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
يظل انفجار المفاعل رقم 4 في محطة تشرنوبل للطاقة النووية بالقرب من مدينة بريبيات بأوكرانيا في 26 أبريل/نيسان 1986 أسوأ كارثة نووية في تاريخ البشرية، إذ تسببت في خلق منطقة حظر بقطر 30 كيلومترًا؛ ظلت حتى اللحظة منطقة مهجورة لأن مستويات الإشعاع لا تزال مرتفعة.
ومع ذلك، اكتشف العلماء داخل هذه المنطقة كائنا حيا بدا أنه نجا من هذه البيئة العدائية للغاية، وهو فطر أسود يسمى "كلادوسبوريوم سفايروسبيرموم"، وبشكل خاص لاحظ العلماء بقعًا للفطر على جدران المفاعل رقم 4، بل كانت توجه خيوطها مثلما يمدّ النبات جذوره نحو الغرافيت المشع بسبب الكارثة.
وقد أظهرت أبحاث أخرى أجريت في كلية ألبرت أينشتاين للطب أن 3 فطريات (منها كلادوسبوريوم سفايروسبيرموم) زادت كتلتها الحيوية بشكل أسرع في بيئة كان فيها مستوى الإشعاع أعلى 500 مرة من البيئة الطبيعية.
مفاعل تشرنوبل رقم 4 حيث وجد العلماء الفطريات المشعة (غيتي) تتغذى على الإشعاعفي البداية ظن العلماء أن تلك الخيوط تتفرع باحثة عن الكربون، لكن ثبت خطأ هذا الادعاء، وخلصت النتائج إلى أن تلك الفطريات تنمو في اتجاه مصدر الإشعاع المؤين بيتا وغاما.
وفي حين أن هناك العديد من حالات الكائنات الحية التي يمكن أن تعيش في ظروف قاسية مثل محطات الطاقة المشعة، فإن الفطريات المشعة هذه لم تكن تنمو "رغم الإشعاع" مثل تلك الكائنات، بل "بسبب الإشعاع"، إذ أصبح مصدر الطاقة الخاص بها، بحسب الدراسة التي نشرها فريق كلية ألبرت أينشتين للطب في دورية "بلوس وان".
وقد تبين للعلماء أن تلك الفطريات تحول الإشعاع المؤين إلى طاقة كيميائية لتغذية نموها، وهي العملية التي تسهلها صبغة الميلانين في خلاياها.
إعلانتحتوي تلك الفطريات المشعة على الميلانين، وهو الصبغة ذاتها الموجودة في الجلد البشري. ويلتقط الميلانين الإشعاع المؤين ويحوله إلى طاقة كيميائية، على غرار الطريقة التي يحول بها الكلوروفيل في النباتات ضوء الشمس إلى طاقة أثناء عملية التمثيل الضوئي.
أحد الفطريات التي وجدها العلماء في تشرنوبل (ويكيميديا) أفق للتطبيق العلميورغم أن هذه العملية ليست مطابقة لعملية التمثيل الضوئي، فإنها تخدم غرضًا مماثلًا وتحول الطاقة من البيئة لدعم نمو الكائن الحي. فتحت هذه الظاهرة، التي تسمى التمثيل الإشعاعي، آفاقًا مثيرة في أبحاث الكيمياء الحيوية والإشعاع.
ويعتقد العلماء حاليا أنه يمكن للفطريات المشعة أن توفر بديلًا طبيعيًّا أكثر أمانًا لاحتواء مستويات الإشعاع في المناطق الملوثة وخفضها. وتبحث فرق بحثية عدة في تطبيقات أخرى، وخاصة في مجال استكشاف الفضاء، إذ إن البيئة القاسية والمملوءة بالإشعاع في الفضاء من أهم التحديات التي تواجه البعثات الطويلة الأجل إلى المريخ وما بعده.
وقد تم بالفعل إرسال كلادوسبوريام سفايروسبيرمام إلى محطة الفضاء الدولية لإجراء تجارب لتحديد ما إذا كانت قدرتها الفريدة على تحمل الإشعاع يمكن أن تحمي رواد الفضاء من الإشعاع الكوني، وكانت النتائج الأولية واعدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
صور من الفضاء تُظهر ذوبان جليد غرينلاند بتسارع مقلق
أظهرت صور حديثة التقطت بواسطة أقمار صناعية تابعة لناسا، معدل الذوبان الكبير الذي يعاني منه الغطاء الجليدي في غرينلاند، وتسجيل أول القياسات لتغيره في السنوات الأخيرة.
ويعد الغطاء الجليدي، هو كتلة ضخمة من الجليد الأرضي، جزءاً أساسياً من النظام المناخي لكوكب الأرض، ويلعب دوراً حيوياً في عكس أشعة الشمس، والمحافظة على برودة القطب الشمالي، وتنظيم مستوى سطح البحر.
واعتمد العلماء على بيانات من أقمار صناعية تابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لتحديد مدى تآكل الغطاء الجليدي في السنوات الأخيرة.
وتشير التقديرات إلى انخفاض حجمه بمقدار 900 كيلومتر مكعب، أي ما يعادل كمية مياه تكفي لملء بحيرة فيكتوريا في إفريقيا.
الذوبان من الحوافوتركز الذوبان بشكل كبير عند الأنهار الجليدية القريبة من الحواف، مثل "جاكوبشافن إيسبري" و"زاخاريا إيسستروم".
منذ عام 2013 حتى 2022، انخفض سمك الجليد بمعدل متوسط بلغ 6.4 كيلومترات، لكن التآكل كان أكبر بـ5 مرات في المناطق السفلى المعروفة بـ"منطقة الذوبان".
كانت أشد فترات الذوبان في عامي 2012 و2019 بسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق.
ESA and NASA deliver first joint picture of Greenland Ice Sheet melting ????️????️
CryoSat and ICESat-2 measurements of Greenland Ice Sheet elevation change agree to within 3% of changes
Between 2010 and 2023, the ice sheet thinned by 1.2 m on average, or 2347 cubic km altogether ???? pic.twitter.com/8O1M9Mu0zz
تم جمع البيانات باستخدام الأقمار الصناعية CryoSat-2 وICESat-2، حيث استُخدم الأول الرادار والثاني الليزر لقياس ارتفاعات الجليد بدقة.
وأظهرت النتائج توافقاً مذهلاً بين الطريقتين، مع نسبة اختلاف لا تتجاوز 3%، مما يعزز موثوقية البيانات العلمية.
وأكد الباحث الرئيسي في الدراسة وممثل مركز مراقبة النظم القطبية في المملكة المتحدة، نيتن رافيندر، على أهمية هذه النتائج، لفهم تأثير ذوبان الغطاء الجليدي على ارتفاع مستوى سطح البحر.
وأشار إلى أن المعلومات المكتسبة ضرورية للمجتمع العلمي وصناع القرار على حد سواء.