الوطن:
2025-02-03@10:35:01 GMT

أيمن نصري يكتب: الرياضة وحقوق الإنسان فريق واحد

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

أيمن نصري يكتب: الرياضة وحقوق الإنسان فريق واحد

من المتعارف عليه أنّ الرياضة تعد ترسيخًا حقيقيًا على الأرض لفكرة حقوق الإنسان، وهو ما ظهر بشكل واضح في الوثائق التأسيسية لكل من الأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية، التي تنص على نفس التطلعات والأهداف، كما أنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق اللجنة الأولمبية يحظران التمييز على أساس اللون والعرق والنوع واللغة والدين والانتماء السياسي، وهو الأمر الذي تعكسه الرياضة من خلال تعزيز مبادئ الإنصاف والاحترام، عبر ممارسة الرياضة سواء بشكل احترافي أو كهواية متاحة للجميع دون قيد أو شرط.

لعل من أهم فوائد الرياضة هي قدرتها على تعزيز قيم المبادئ والالتزام والانتماء، وهو دور مهم تلعبه في حياتنا، ويعد أمرًا يعزز من ثقافة حقوق الإنسان في حياتنا، ولا شك أنّ الرياضة تمثل أداة للتغيير الاجتماعي وتعزز الاحترام والمنافسة الشريفة، وهي من قيم حقوق الإنسان الأساسية، فمن خلال الرياضة يسعى البشر وراء تحقيق أهداف جماعية وتحقيق الإنصاف والوحدة والإندماج بين ثقافات الشعوب المختلفة، فاحترام القواعد واحترام الآخرين نجده في عالم الرياضة، وهي اللغة التي يستطيع أن يتعلمها ويتكلمها البشر جميعا باختلاف ثقافتهم وانتماءاتهم الثقافية والاجتماعية والدينية.

لا بد من التأكيد أن الرياضة حليف قيم لدعم حقوق الإنسان في توحدنا، وتساعد العالم على التقارب، مؤكدة على أنّ أسمى أهدافها احترام الإنسانية والكرامة، وهو أحد أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948.

الفكرة الأساسية في الرياضة، أنّ الحكم عليك يكون من خلال تميزك في نشاط رياضي بذلت فيه مجهودًا كبيرًا، فلا يتم الحكم عليك وفق أي معايير أخرى سواء كانت الجنسية والعرق والدين واللون.

ومن المعروف أنّ الرياضة مرتبطة بشكل كبير بالصحة والنفسية، فهي تساهم في تحسين المزاج العام، وتعمل على زيادة التركيز والتقليل من الإجهاد والاكتئاب، وتعزز الثقة بالنفس وتحسن من الذاكرة، كما أنها تقلل من مستوي هرمون التوتر في الجسم، وفي الوقت نفسه تحسن من إنتاج الأندروفين والدوبامين، وتساعد على الوقاية من القلق والاكتئاب وتحسن من الحالة المزاجية، وتعطي شعورًا بالمتعة، وهو الأمر الذي يعزز من حقوق الإنسان لأن الصحة النفسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحسين حالة حقوق الإنسان، فهو حق أساسي للجميع التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية، وهو ما تساهم في تحقيقه الرياضة بشكل غير مباشر.

برغم المجهودات المبذولة من المؤسسات الرياضية الدولية والمنظمات الحقوقية المتخصصة في نشر ثقافة ممارسة الرياضة، إلا أننا ما زلنا نعاني من التعصب الرياضي في مختلف الرياضات، خاصة في رياضة كرة القدم، نتيجة نقص الثقافة الرياضية لدي المشجعين، والأنانية وعدم قبول الآخر، أو تقبل النقد الإيجابي، وكذلك تنشئة الأجيال الجديدة على ثقافة العنف والتعصب، خاصة على أساس اللون أو العرق، هو أمر يعد انتهاكًا واضحًا للقيم والأخلاق الإنسانية والحقوقية، وهو أمر في غاية الخطورة وجب التصدي له بمنتهي الحزم والقوة؛ لمنع انتشار مثل هذه الممارسات الخاطئة والحد منها، خاصة أنّ المسابقات الرياضية تنتشر على نطاق عالمي واسع، وهو أمر إذا لم يتم التصدي له سوف يساهم بشكل كبير في نشر مظاهر التطرف والعنف والتعصب؛ لتتحول الرياضة من أداة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش والاعتدال والاحترام والانفتاح، إلى أداة لنشر التعصب والكراهية، وهو ما يفقد الرياضة قيمتها الحقيقية ويحولها إلي مجرد منافسات، الهدف منها الفوز للتباهي وتحقيق مكاسب مادية، لذلك وجب تغليظ العقوبات على جميع أفراد المنظومة سواء لاعبين أو جماهير؛ لضمان الحد من هذه الظواهر السلبية التي تعيق بشكل كبير تعزيز ثقافة حقوق الإنسان.

- أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حقوق الإنسان الرياضة حقوق الإنسان 2024 حقوق الإنسان من خلال

إقرأ أيضاً:

للطبيعة أحكام!!

 

 

 

لقد وضعت الطبيعة مبدأ مخالفاً لفكرة حقوق الإنسان، يعتمد هذا المبدأ على المحرك الأساسى للبشر فى «عنصرين» عنصر الألم وعنصر الإشباع. وهذا الكلام كان محل انتقاد بعض علماء الفلاسفة فى عصر الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية فى القرن الثامن عشر. وكان هؤلاء يعتقدون فكرة حقوق الإنسان التى نادت بها تلك الثورات، واعتبرتها فكرة مجردة، لا تقوم على حقيقة، إنما الحقوق الطبيعية للبشر تتغير مع حاجات الناس فى كل مجتمع، وأعطوا هؤلاء المنتقدين أمثلة فى حياتها هى حقوق الهنود الحمر، ولماذا لم تطبق عليهم هذه الفكرة وإعطاؤهم الحقوق التى كانت تلك الثورات تنادى بها. الحقيقة أن فكرة حقوق الإنسان لديهم مقيدة بمن تطبق عليهم ليس إلا، لذلك ذهب البعض إلى معيار الطبيعة وقرروا أن الإنسان تحركه إشباع حاجاته وإذا حرم منها أو نقصت تألم، لذلك يجب على من يحكم إشباع هذه الاحتياجات وتجنب الألم المصاحب للجوع والعطش والخوف، لتصبح المطالبة بهذه الحقوق أعلى من فكرة حقوق الإنسان التى تحولت مع الوقت إلى باب خلفى يدخل منه هؤلاء الذين يسيطرون على الشعوب ونهب ثرواتها، ويعاونهم فى ذلك بعض هؤلاء الذين يناشدون بها دون أن يقولوا لنا كيف مات الأطفال فى غزة من الجوع والعطش والبرد دون أن تستيقظ ضمائر أصحاب هذه الفكرة. 

لم نقصد أحداً!! 

مقالات مشابهة

  • للطبيعة أحكام!!
  • أهمية الرياضة في حياة الإنسان
  • د.حماد عبدالله يكتب: ثقافة الأمة فى حوزة (أقدامها) !!
  • وزير العدل يرأس اجتماعًا لمناقشة مستوى الإنجاز للأحكام القضائية
  • وكالات الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية وحقوق الإنسان في شرق الكونغو
  • متحدث حركة فتح : الموقف المصري داعم كبير لفلسطين وحقوق شعبها
  • متحدث حركة فتح: الموقف المصري داعم كبير لفلسطين وحقوق شعبها
  • أيمن سلامة: الشعب المصري يقف خلف رئيسه وقفة رجل واحد
  • «حركة فتح»: الموقف المصري داعم كبير لفلسطين وحقوق شعبها
  • "ماعت" تطالب بضرورة الاهتمام بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية واستكمال الجهود المبذولة خلال 4 سنوات