رسائل ود من حزب الله للحكّام الجدد في دمشق
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار": مع موقف لافت أطلقه أخيراً أحد وزيري "حزب الله" مصطفى بيرم وقال فيه "إننا نحترم خيار الشعب السوري، ونحن منفتحون ومرتاحون إلى تصريحاتهم"، بدا جليّاً أن الحزب اتخذ قراره النهائي في شأن التعامل مع التحوّل السياسي الكبير في سوريا الذي تكرّس بسقوط نظام بشار الأسد، وحلول حاكمين جدد محله هم بالأساس على طرف نقيض مع الحزب.
والواضح أن هذا القرار قائم على إبداء الاستعداد لفتح صفحة جديدة مستقبلاً مع الحكام الجدد في عاصمة الأمويين.
لم يكن كلام الوزير بيرم الرسالة الإيجابية الأولى من جانب الحزب إلى السلطة الوليدة في سوريا، إذ ثمة من يعتبر أن الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أصدر مقدمات انفتاحية عندما صدر عنه في إطلالته الإعلامية الأخيرة كلام ليّن بدا فيه وكأنه يقول: لقد أخذنا علماً بأمرين:
الأول أننا خسرنا بهذا التحوّل طريق الإمداد الأساسي لنا.
والثاني أننا ننتظر مآلات المخاض السوري لنبني على الشيء مقتضاه.
وبهذا المعنى كان واضحاً أن الحزب يقر أمام جمهوره المفجوع والعالم الخارجي بفقدان حليف تاريخي ثابت دافع عنه ودفع أثماناً باهظة للحيلولة دون سقوطه سابقاً، وهو نظام بشار الأسد، وخسرنا استطراداً جغرافيا أساسية كانت إضافة إلى أنها خط إمداد أساسي، قاعدة ارتكاز خلفي مكين.
فضلاً عن ذلك كان الحزب بهذا الكلام يأخذ لنفسه مهلة لتقليب الأمر المستجد، في العاصمة السورية على وجوهه كافة. وللأهمية شكل الحزب خلية من ذوي الاختصاص والمعرفة أوكل إليها مهمة إصدار الحكم النهائي على أداء الحكام الجدد الذين نجحوا في تحقيق غلبة وحسموا صراعات ممتدة منذ عام 2011 وبالتالي نجحوا في قلب كل المعادلات القديمة، وقضى القرار النهائي بـ:
- طيّ صفحة معاداة الحكام الجدد خصوصاً وقد أطلقوا منذ دخولهم دمشق خطاباً رصيناً ينمّ عن وعي وإحاطة.
- أن الحزب تلقى عبر قنوات عدة خفية معطيات تشفّ عن رغبة الحكام الجدد في المضيّ قدماً في نهج تعامل جديد يقوم على التصالح سعياً منهم إلى نيل الاعتراف بشرعية حكمهم.
وبناءً على ذلك بدا الحزب كأنه يقرّ بالأمر الواقع المستجد وبالمعادلات الآتية معه، وأقر أيضاً بضرورة الأخذ بسياسة تقنين الخسائر وتضييق دائرة المعادين والاستعداد لمرحلة انفتاح مستقبلية على دمشق الجديدة يجب العمل لفتحها بهدوء وتدرّج.
وإن كان أمراً ثقيل الوطأة على الحزب أن يعترف دفعة واحدة بأنه بات لزاماً عليه الإذعان للأمر الواقع الفارض نفسه بعناد في سوريا وأنه بات عليه استطراداً بعث رسائل إيجابية للحاكمين الجدد في دمشق وصفها البعض بأنها "رسائل غزل"، فإن الأمر كان قليل الوطأة وخفيف الحمل عند الطرف الآخر من الثنائي الشيعي أي حركة "أمل"، إذ لم يكن صعباً على رموز الحركة أن يتجاهلوا الحدث السوري رغم حماوته وأن يعتصموا بحبل الصمت حيال التحوّل الذي هزّ المنطقة. الذين اعتادوا التعبير عن موقف الحركة قالوا صراحة إنهم يلتزمون بتوجيهات أتتهم من رئيس الحركة الرئيس نبيه بري، ومع ذلك كان واضحاً للراصدين أن الحركة لم تعد منذ زمن المعتمد الأول للنظام في دمشق ما يوجب عليها التحرك، وتحديداً مع تسلم الرئيس بشار الأسد الحكم خلفاً لوالده إذ من يومها ساد فتور أقرب إلى البرودة بين الطرفين، وانحدر الأمر إلى قطيعة في الآونة الأخيرة بفعل تطورات كثيرة.
ولكن هذا الصمت من جهة عين التينة لا ينفي أن في أوساطها كلاماً مكتوماً ينطوي على انتقادات توجّه لأداء عنوانه "سوء تقدير" حمّل كلّ الساحة الشيعية أوزاراً وأثقالاً وخسائر كارثية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الحکام الجدد الجدد فی
إقرأ أيضاً:
مدرب برشلونة: يجب على اللاعبين والمدربين حماية الحكام الإسبان
قال هانسي فليك مدرب برشلونة اليوم الجمعة إن حكام الدوري الإسباني يجب أن يحظوا بحماية اللاعبين والمدربين بعد أن تعرض خوسيه مونويرا مونتيرو لانتقادات لاذعة؛ عندما أظهر بطاقة حمراء للإنجليزي جود بيلينجهام، لاعب وسط ريال مدريد.
واضطر مونتيرو إلى إغلاق حسابه على “إنستجرام”؛ بعد تلقي عشرات الآلاف من التعليقات، بما في ذلك الإهانات والتهديدات بالقتل.
وتم تبرئة الحكم من ارتكاب أي مخالفات، لكن معاملة حكام المباريات في إسبانيا، سلطت عليها الأضواء على إظهار البطاقة الحمراء لـ بيلينجهام؛ بسبب توجيهه ألفاظا بذيئة لحكم المباراة خلال التعادل 1-1 مع أوساسونا، يوم السبت.
وعوقب بيلينجهام بالإيقاف لمباراتين، رغم قوله في دفاعه إن الحكم أساء فهمه؛ لأنه كان يتحدث إلى نفسه باللغة الإنجليزية.
وقال فليك، قبل رحلة برشلونة إلى لاس بالماس، يوم السبت: "من المهم للغاية أن يكون لدينا حكام، في الوقت الحالي، ما يفعلونه هنا في إسبانيا معهم (الحكام) أمر لا يصدق عليك أن تفكر في عائلاتهم أيضًا، الجميع يرتكبون أخطاء، أعتقد أن مسؤولية المدربين واللاعبين أيضًا حمايتهم".
وأضاف: "الآن لدينا حكم الفيديو المساعد، وعلينا أن نثق فيه، يجب على الاتحاد أن يظهر مدى قوته".
وأوضح: "هذا مهم للغاية، يتعين علينا تغيير هذه الأشياء قليلا لأنهم (الحكام) بشر".
ويتصدر برشلونة الدوري الإسباني برصيد 51 نقطة متساويا مع ريال مدريد صاحب المركز الثاني ومتقدما بنقطة واحدة على أتليتيكو مدريد صاحب المركز الثالث.
ويستضيف برشلونة أتليتيكو في ذهاب نصف نهائي كأس ملك إسبانيا يوم الثلاثاء وقال فليك إنه قد يلجأ إلى تدوير لاعبيه عندما يواجه لاس بالماس المهدد بالهبوط والذي يحتل المركز السابع عشر برصيد 23 نقطة متساويا مع فالنسيا صاحب المركز الثالث من القاع.