ريشي سوناك: نسعى للقاء ولي العهد السعودي لتعميق العلاقات
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قال ريشي سوناك إنه يأمل في مقابلة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أقرب فرصة؛ لأن رئيس الوزراء البريطاني يريد "شخصيًا" تعميق علاقات المملكة المتحدة، مع المملكة العربية السعودية.
تحدث سوناك إلى الأمير محمد، أمس، بعد أن كشفت صحيفة التايمز أن الزعيم السعودي كان من المتوقع أن يزور بريطانيا هذا الخريف، حيث ناقش الثنائي تطوير العلاقات التجارية بين البلدين بما في ذلك من خلال التعاون في الصناعات المتطورة الجديدة، وتعزيز التعاون الوثيق في الدفاع والأمن.
وقال متحدث باسم داونينج ستريت إن سوناك "سلط الضوء على القيادة البناءة والإيجابية للمملكة العربية السعودية بشأن أوكرانيا" وأضاف أنهم "سيواصلون العمل معًا عن كثب لتقدم التعاون البريطاني السعودي ويتطلعون إلى الاجتماع شخصيًا في أقرب فرصة".
وفي وقت سابق، قال سفير بريطاني سابق لدى المملكة العربية السعودية إن تجنب الأمير سيخاطر بخسارة بريطانيا للدول في التجارة والاستثمار. وقال السير وليام باتي لبرنامج توداي على إذاعة بي بي سي 4 إن الرياض "زادت من حيث أهميتها" بالنسبة لبريطانيا وأن الزيارة ستُعتبر "فرصة لبريطانيا لتقوية علاقتها وزيادة تجارتها".
ووجهت داونينج ستريت الدعوة للأمير محمد في الوقت الذي يسعى فيه الوزراء للاستفادة من برنامج الاستثمار السعودي الذي تبلغ قيمته تريليون جنيه إسترليني لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.
ويريد الوزراء أيضًا دعم السعودية لاتفاق تجاري مبكر مع مجلس التعاون الخليجي، الذي تلعب المملكة دورًا رئيسيًا فيه. من المرجح أن تشمل أي زيارة لقاء مع الملك.
تشير التحليلات الحكومية إلى أن الصفقة يمكن أن تزيد التجارة مع المنطقة بنسبة 16 في المائة على الأقل، مما يضيف 1.6 مليار جنيه إسترليني سنويًا إلى الاقتصاد. تعهدت الإمارات وقطر في السنوات الأخيرة باستثمار 10 مليارات جنيه إسترليني في المملكة المتحدة، لكن المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، لم تلتزم برقم محدد. كانت آخر زيارة للأمير للمملكة المتحدة في مارس 2018.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السعودية بريطانيا مليارات اتفاقيات العربیة السعودیة
إقرأ أيضاً:
الرجل الذي اشترى كل شيء.. بن سلمان وانتهاكات الصندوق السيادي السعودي
نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش، تقريرا مطولا عن صندوق الاستثمارات العامة السعودية، وكيف استخدمه ولي العهد محمد بن سلمان لتعزيز سطوته على الدولة بالإضافة للانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان التي رافقت إنشاءه.
وقالت المنظمة، إنه في غضون سنوات قليلة، تحول "صندوق الاستثمارات السعودي من صندوق
ثروة سيادي غامض ومدار بشكل محافظ إلى أحد أكبر الصناديق وأكثرها شراسة في العالم حيث تقدر قيمته بأكثر من 925 مليار دولار.
وأضافت، أن هذا الاتفاع الصاروخي الذي حققه الصندوق يعود إلى ولي العهد، ورئيس الوزراء، ورئيس الصندوق، والحاكم الفعلي والمستبد محمد بن سلمان، حيث عزز من خلال الصندوق تفرده بالقرار إذ تكاد تنعدم لقيود على تصرفه بثروة البلاد التي من المفترض أن يستفيد منها الشعب السعودي بأكمله.
وأوضحت رايتس ووتش، أن بن سلمان أشرف على أسوأ فترة لحقوق الإنسان في تاريخ البلاد، بعد أن شن قمعا واسعا وعنيفا على المجتمع المدني، والمعارضين والمحافظين الدينيين، ومنافسي النظام، ورجال األعمال البارزين. ما منحه سلطة مطلقة على أجهزة الدولة ساعدته بإعادة هيكلة الصندوق.
وأشارت إلى أن الصندوق السيادي السعودي استفاد مباشرة من انتهاكات حقوقية مرتبطة برئيسه محمد بن سلمان، بما يشمل حملة مكافحة فساد عام 2017 تضمنت اعتقالات تعسفية وانتهاكات بحق المحتجزين وابتزاز ممتلكات النخبة السعودية.
وتحدثت المنظمة عن تسهيل الصندوق من خلال الشركات التي يملكها انتهاكات لحقوق الإنسان بما في ذلك قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018 حيث استقل المتورطون بالعملية طائرتين تعودان لشركة "سكاي برايم للخدمات الجوية" التي يمتلكها الصندوق السيادي السعودي.
كما ارتبطت انتهاكات حقوق الإنسان ببعض المشاريع التي يديرها الصندوق وعلى رأسها مشروع مدينة "نيوم" حيث طردت السلطات السعودية عشرات الأسر من قبيلة الحويطات التي تسكن قرب المشروع.
وأردفت، أن محمد بن سلمان، مدعوما بمجموعة صغيرة من النخبة السعودية غير الخاضعة للمحاسبة، يسيطر على الدعامات الأساسية لاقتصاد البلاد موظفا المال العام لخدمة مصالحه على حساب الصالح العام بشكل تعسفي.
ولفتت المنظمة إلى أن استثمارات الصندوق تستخدم لغسيل الانتهاكات الحكومية السعودية، إذ يعمد الصندوق لجعل استثماراته في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيره قوة داعمة للسعودية تهدف لحشد دعم أجنبي غير ناقد لأجندة محمد بن سلمان، وإسكات المنتقدين لسياساته وسجل حقوق الإنسان في المملكة.
كما توفر استثمارات الصندوق في البلدان حوافز للسكون عن وصرف الاهتمام عن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية ونشر روايات مزيفة عن الإصلاح، ودعم بن سلمان رغم مسؤوليته المباشرة عن تلك الانتهاكات.
وذكر التقرير أن الصندوق يلعب لعبة مزدوجة فقد أظهرت وثائق محاكمات، أن الصندوق زعم أن استثماراته في الخارج تتعلق بالأمن القومي السعودي لكن حيث ما كان ذلك ملائما سياسيا، يزعم حينها أن استثماراته تستند إلى المنطق الاقتصادي فقط.
وتحدثت هيومن رايتس ووتش، أن بن سلمان يحاول تلميع صورته وجذب المستثمرين الأجانب عبر حفلات تستضيف كبار النجوم في العالم.
كما أشارت المنظمة إلى "الغسيل الرياضي" الذي يعمل على تلميع صورة الحكومة السعودية عبر استضافة أحداث كبرى في حين يتم صرف النظر عن الانتهاكات الحقوقية الكبيرة في السعودية.
وبحسب المنظمة فإنه على الرغم من مزاعم الرياض دعم الاستثمار في الطاقة النظيفة إلى أن الصندوق يعتمد بشكل كلي على الوقود الأحفوري.