خسروا سمعتهم وأموالهم وفرقهم.. من يعوض النجوم المتهمين بالاغتصاب بعد تبرئتهم؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
رغم إسقاط جميع تهم الاغتصاب التي وجهت إلى ميسون غرينوود، فإن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي قال إن قرار عودة غرينوود لصفوف الفريق الأول لم يتخذ بعد، مما يسلط الضوء على الأضرار المادية والمعنوية الضخمة التي يتعرض لها نجوم كرة القدم بمجرد اتهامهم بالاغتصاب أو الاعتداء حتى لو ثبتت برائتهم.
وغرينوود والنجم الفرنسي بنجامين ميندي والويلزي راين غيغز هم 3 نجوم اتهموا بالاغتصاب والاعتداء من قبل سيدات لم يستطعن إثبات الوقائع، وبالتالي حكم القضاء البريطاني ببراءتهم من جميع التهم المنسوبة إليهم، لكنهم لم يستعيدوا مكانتهم أو خسائرهم المالية.
وقالت الشرطة ومدعون في فبراير/شباط الماضي إنه تم إسقاط جميع التهم الجنائية الموجهة لغرينوود، الذي أوقفه يونايتد في يناير/كانون الثاني 2022 عندما ظهرت اتهامات بحقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمحاولة الاغتصاب والاعتداء في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأشارت وسائل إعلام إلى أن يونايتد قرر عودة غرينوود إلى الفريق الأول مع بداية الموسم الجديد قبل أن يعلن النادي أن القرار "لم يتخذ بعد".
وقال النادي في بيان عبر موقعه على الإنترنت "بعد إسقاط جميع التهم الموجهة إلى ميسون غرينوود في فبراير/شباط 2023، أجرى يونايتد تحقيقا شاملا في المزاعم الموجهة إليه. خلال هذه العملية كانت سلامة الضحية ووجهة نظرها عنصرا محوريا في التحقيق الذي أجراه النادي، ونحن نحترم حقها في إخفاء هويتها مدى الحياة".
وأشار يونايتد إلى أن إدارة النادي ستتوصل لقرار في الأيام القريبة بشأن المهاجم الذي مثل منتخب إنجلترا.
ولم تتوقف خسائر اللاعب الشاب عند أسوار النادي، بل امتدت إلى عقود الرعاية أيضا، ففي فبراير/شباط 2022 أنهت شركة نايكي رعايتها لغرينوود بعد الاتهامات التي طالته، وتمت إزالته من بعض إصدارات لعبة الفيديو (فيفا 22)، إضافة إلى استبعاده من المنتخب الإنجليزي.
View this post on InstagramA post shared by Team Benjamin Mendy ???? (@benjamin_mendy.23)
بنجامين ميندياعتقل المدافع الفرنسي عام 2021 بعد مزاعم من 13 سيدة ضده باغتصابهن، ومن يومها والفضائح والخسائر تنهال عليه، إذ بدأت بإعلان ناديه مانشستر سيتي إيقافه وعدم صرف راتبه، كما أُجبر الظهير الفرنسي على إغلاق شركته الخاصة بحقوق الصورة عقب ملاحقته من قبل السلطات بسبب ضرائب غير مدفوعة.
كذلك خسر ميندي الكثير من الأموال في بيع بيته في منطقة برستبوري، وهو الأمر نفسه الذي واجهه بعدما باع سياراته وساعات باهظة الثمن من أجل تنظيف اسمه وتبرئته من التهم الموجهة إليه، كما خسر خلال فترة وجوده في السجن أكثر من مليون دولار.
وبعد إعلان المحكمة تبرئة ميندي من جميع التهم منتصف الشهر الماضي دخل في نوبة بكاء ومسح دموعه عند سماع النطق بالحكم من المحلفين البريطانيين في ختام محاكمة استمرت 3 أسابيع في محكمة تشيستر كراون في شمالي غربي إنجلترا. ولدى سؤاله عن شعوره بعد براءته، قال ميندي "الحمد الله".
وجاء الحكم بالبراءة بعد أن فقد اللاعب مكانه مع بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، كما فقد الكثير من الأموال، وتلوثت سمعته، ويسعى لاستعادة مستواه مجددا بعد انتقاله قبل أسابيع إلى نادي لوريان الفرنسي.
راين غيغزرغم أن القضاء البريطاني أسقط التهم الموجهة إلى نجم مانشستر يونايتد السابق، وأهمها العنف والاعتداء على شريكته السابقة وشقيقتها في منتصف يوليو/حزيران الماضي بعد محاكمة استمرت نحو 3 سنوات، فإن غيغز فقد وظيفته مدربا لمنتخب ويلز ليحرم من قيادته في مونديال قطر 2022.
وتسلم غيغز مهمة تدريب منتخب بلاده ويلز في يناير/كانون الثاني 2018، وقاده إلى كأس أمم أوروبا في 2021، لكن هذه القضية حرمته من قيادته في النهائيات القارية ليكمل مساعده السابق روب بايج المسيرة.
View this post on InstagramA post shared by Ryan Giggs (@ryangiggs.cc)
من يعوض النجوم المتهمين بالاغتصاب بعد تبرئتهم؟يقول المحامي الرياضي الدولي محمد متولي، للجزيرة نت، إن هذه القضايا تصنف مدنية أو جنائية وليست رياضية، وهذا النوع من القضايا يمكن للاعبين الذين حصلوا على البراءة فيها رفع قضايا تعويض وتشهير على أصحاب الاتهامات، وأشار إلى أن اللاعب المتضرر يمكن أن يحصل على تعويضات مادية تتضمن:
تعويض الراتب: حيث يحق للاعب رفع دعوى قضائية للحصول على تعويض للراتب الذي خسره نتيجة الاتهامات (كما حدث مع إيقاف راتب ميندي). تعويض عن الأموال التي خسرها نتيجة عدم اكتمال عقده مع النادي (مثل ما قد يحدث مع غرينوود إذا قرر يونايتد رحيله).ويضيف متولي أن التعويضات السابقة يرفق معها الأوراق التي تثبت قيمة الراتب ومدة العقد المتبقية للاعب بعد توجيه الاتهامات إليه وبداية إيقافه من ناديه، ولا تحتمل التقدير لأنها موثقة بالعقود.
ويتابع أن للاعب الحق أيضا في المطالبة بتعويض خاص عن الضرر النفسي والمعنوي وقيمته تقديرية للمحامي واللاعب نفسه، لكن القاضي هو صاحب التقدير الأخير للتعويض المناسب.
ويوضح متولي أن اللاعبين عادة لا يتقدمون بطلب التعويض.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فيرستابن يتطلع إلى دخول «النادي المغلق»!
لاس فيجاس (أ ف ب)
يدنو سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن خطوة إضافية نحو الانضمام إلى نادٍ مغلق يضم سائقين أحرزوا لقب بطولة العالم لـ «الفورمولا -1» أربع مرات، هذا الأسبوع، في حال نجح في التفوق على صديقه ومطارده المباشر سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس في جائزة لاس فيجاس الكبرى.
ويحتاج بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية الذي أنهى فترة عجاف استمرت 10 جوائز كبرى من دون فوز، بانتصار تاريخي بعد انطلاقه من المركز السابع عشر في جائزة البرازيل الكبرى في البرازيل قبل ثلاثة أسابيع، للاحتفاظ بلقبه، إما إلى الفوز بالمرحلة الثانية والعشرين، أو إنهائها أمام نوريس، أو عدم حلول سائق ماكلارين بين المراكز الثمانية الأولى.
وبعد بداية صاروخية للموسم شهدت فوزه بسبعة من أول 10 سباقات، تراجع أداء «ماد ماكس» خلف مقود سيارة فقدت الكثير من قوتها وسرعتها، ما طرح العديد من أسئلة التشكيك بأسلوبه التسابقي العدواني.
ورغم ذلك، بدد الهولندي هذه الشكوك بعدما اجتاز خط النهاية على حلبة إنترلاجوس البرازيلية في المركز الأول، ليعود مجدداً إلى سكة الانتصارات، وتحديداً منذ صعوده إلى أعلى عتبة لمنصة تتويج جائزة إسبانيا الكبرى في 23 يونيو، الجولة العاشرة من الفئة الأولى.
ويتسلّح فيرستابن بالخبرة التي اكتسبها من فوزه في شوارع مدينة لاس فيجاس خلال النسخة الافتتاحية العام الماضي، ما يجعله المرشح الأوفر حظاً لانتزاع لقبه العالمي الرابع توالياً.
ويحتل الهولندي صدارة الترتيب العام للسائقين برصيد 393 نقطة، متقدماً بفارق 62 عن نوريس (331)، مع بقاء 60 نقطة أخرى للفوز بها بعد سباق لاس فيجاس، وتحديداً في الجولتين الأخيرتين (قطر وأبوظبي).
وأمام هذه المعطيات، يدرك فيرستابن جيداً، واقع عدم حاجته للمقامرة في سعيه للانضمام إلى نادٍ مغلق يضم فائزين باللقب 4 مرات أو أكثر، وهم البريطاني لويس هاميلتون، والألماني ميكايل شوماخر (7 ألقاب لكل منهما)، والأرجنتيني خوان مانويل فانجيو (5)، والفرنسي ألان بروست، والألماني سيباستيان فيتل (4 لكل منهما).
كما يدرك ابن الـ 27 عاماً على غرار الحظيرة النمساوية التي يدافع عن ألوانها، أن فريق ماكلارين الذي يسعى إلى تحقيق أول لقب للصانعين منذ عام 1998، يريد تأجيل ما يبدو أنه لا مفر منه مع دخول بطولة العالم في فصل ثلاثي أخير للموسم الحالي، مع إقامة الجولتين الأخيرتين تباعاً بين الأول والثامن ديسمبر المقبل.
وتتصدر الحظيرة الإنجليزية سباق لقب الصانعين برصيد 593 نقطة في صراع متقارب مع فريقي فيراري الذي تتقدم عليه بفارق 36 نقطة (557)، و49 نقطة عن ريد بول في المركز الثالث (544).
قال فيرستابن: «كان سباق البرازيل مذهلاً بالنسبة لنا».
وتابع، «لقد كانت لحظة خاصة بالنسبة لي وللفريق، وكان من الرائع أن نعود إلى مستوانا الذي كنا عليه سابقاً».
وأضاف، «لقد قام الفريق بعمل مذهل، ونأمل في أن نستمر في ذلك في السباقات المقبلة، هي الدفعة الأخيرة للجميع».
واستطرد قائلاً بشأن سباق لاس فيغاس: «لقد قدمنا أداءً جيداً هنا العام الماضي، إنها حلبة سريعة مع خطوط مستقيمة طويلة، والعديد من فرص التجاوز».
في المقابل، يتعيّن على نوريس التغلب على فيرستابن، ليكون بين الثمانية الأوائل، للحفاظ على آماله في انتزاع اللقب العالمي للمرة الاولى في مسيرته.
وسيجلس البريطاني خلف المقود، وفي جعبته تعليمات واضحة من فريقه بعدم المخاطرة المفرطة، وتناسي تعرضه لحادث في اللفة الثانية في نسخة العام الماضي، والفشل الذريع في البرازيل هذا العام، حيث شاهد العلم المرقط في المرتبة السادسة، بعد انطلاقه من المركز الأول في سباق «درامي» أقيم تحت الأمطار الغزيرة.
قال نوريس في إشارة إلى موعد الانطلاق المقرر ليلة السبت: «سنكون تحت الأضواء في لاس فيجاس».
وتابع، «القيادة على طول الشريط أمر رائع، وأنا أتطلع إلى التسابق هناك، كانت لدينا سيارة جيدة هذا العام، ولا أطيق الانتظار لمعرفة ما يمكننا فعله».
من ناحيته، حثّ زاك براون، مدير فريق ماكلارين سائقه نوريس على الدفع إلى أقصى حدوده، ولكن ليس تجاوزها هذا الأسبوع، بعد معركتين حاسمتين بينه وفيرستابن في تكساس والمكسيك.
قال، في إشارة إلى الحادث بين البريطاني، والهولندي على حلبة أوستن أثار حوله الكثير من الجدل: «لقد قاد ببراعة في أوستن، والشيء الوحيد الذي كان بإمكانه فعله بشكل مختلف هو القيادة باتجاه سيارة ماكس، لكن هذا ليس أسلوبنا، ولا هو أسلوب لاندو».
وتابع «لاندو يقود بقوة، ولكن بطريقة عادلة، لكن ماكس يدفع القواعد إلى أقصى حد، عليك أن تظهر له أين توجد الحدود، وإذا لم يتم ذلك، فستكون هناك مشاهد مثل تلك التي شاهدناها بين لويس هاميلتون وماكس في عام 2021 عندما قال لويس لنفسه كفى، ولا أعتقد أننا نريد العودة إلى ذلك».
في منافسة متقاربة، سيعتمد الفريقان كلاهما على سائقيهما الآخرين، الأسترالي أوسكار بياستري من ناحية ماكلارين، والمكسيكي سيرخيو بيريس من ناحية ريد بول في محاولتهما صد محاولات فيراري بقيادة شارل لوكلير من موناكو الذي سجل العام الماضي أسرع توقيت في التجارب التأهيلية وانهى السباق في المركز الثاني.
ومع وجود الكثير على المحك في المدينة المعروفة عالمياً بحياتها الليلية الصاخبة والوجهة المفضلة لرواد ألعاب الميسر، سيكون مدير السباق الرسمي المعيّن حديثاً البرتغالي روي ماركيش في دائرة الضوء بعد الرحيل غير المتوقع للألماني نيلز فيتيش.
يسعى منظمو السباق إلى تلميع صورته أمام سكان مدينة اعترضوا مراراً على إقامته لأسباب بيئية، من خلال تقديم 10 آلاف تذكرة مجانية.