انتزع الجيش السوداني والقوات المشتركة المتحالفة معه قاعدة “الزُرق” العسكرية، والزُرق منطقة نائية في ولاية شمال دارفور تقع في المثلث الذي يربط الحدود بين السودان وتشاد وليبيا.

واتخذت قوات الدعم السريع الزُرق منذ العام 2017 قاعدة أنشأت فيها بنى تحتية ضخمة شملت مدارس ومستشفيات ومعسكرات تدريب ومستودعات وقود وذخائر وعتادا عسكريا ضخما، فضلا عن مطار حربي ظل يستقبل دفعات الإمداد وينقلها إلى مهابط ترابية عديدة في مناطق أم بادر وحمرة الشيخ بولاية شمال كردفان.

وبعد اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023 كانت “الزُرق” واحدة من القواعد الرئيسية التي تستقبل إمدادات الدعم السريع عبر تشاد وليبيا.

وقصف الطيران الحربي للجيش السوداني قاعدة الزُرق أكثر من مرة خلال الأشهر الماضية، في محاولة لتدمير إمدادات الدعم السريع.

وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي في تصريح لـ”سودان تربيون” إن “معارك شرسة خاضتها القوة المشتركة في شمال دارفور استمرت 5 ساعات انتهت بإزالة كافة الارتكازات التي نصبتها الدعم السريع لحماية قاعدة الزُرق”.

وأضاف “الآن فقدت الدعم السريع خط إمداد رئيسي يربطها بدولة ليبيا”.

وأظهرت مقاطع فيديو عناصر من القوة المشتركة يستعرضون سيارة مصفحة، وتشير الأنباء إلى استيلاء القوة المشتركة على كميات كبيرة من العتاد الحربي، بالإضافة إلى 90 سيارة مقاتلة، منها 30 مصفحة، مما يدل على وجود عدد من القادة، إذ تخصص السيارات المصفحة للقادة.

وشارك الطيران الحربي التابع للجيش في المعارك الشرسة، إذ قصف أهدافا لقوات الدعم السريع بالبراميل المتفجرة، وفقا لمصادر عسكرية.

وتأتي المواجهات في صحراء شمال دارفور امتدادا للمعارك الضارية التي تدور في مدينة الفاشر منذ مايو/أيار الماضي بين الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة الأخرى.

وفشلت محاولات الدعم السريع في استعادة قاعدة الزُرق إثر تحشيد كبير من مناطق عديدة تحيط بالقاعدة، من كتم ومليط وكبكابية وسرف عمرة وجبل عامر والقبة.

وعلى الرغم من إعلان قوات الدعم السريع في بيان في اليوم التالي استعادتها المنطقة فإن الأنباء اللاحقة بينت غير ذلك.

ويعتبر كثيرون من مراقبي الحرب في السودان استرداد الجيش السوداني قاعدة الزُرق العسكرية تحولا إستراتيجيا في مسار الحرب يقود إلى تداعيات تزعزع القيادة والسيطرة في قوات الدعم السريع، مما قد يقرب نهاية الحرب.

وتعد الزُرق القاعدة الرئيسية للإمداد القادم من ليبيا وتشاد للسيطرة على ولاية شمال دارفور، مما يعتبر ضربة موجعة لقوات الدعم السريع لوجستيا ومعنويا.

وفضلا عن أهميتها الإستراتيجية فهي مقر آل دقلو الاجتماعي، وتعد حاضنة اجتماعية لهم ولممتلكاتهم، وفيها سلطتهم الأهلية التي يمثلها العمدة جمعة دقلو شقيق والد محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ومن المتوقع أن تزداد محاولات الدعم السريع لاسترجاعها، فقد ضجت مجموعات مناصري الدعم السريع في مواقع التواصل الاجتماعي بالتعبئة والاستنفار لاستعادة الزُرق، ويقود الفشل في ذلك إلى تداعي الانهيارات في مواقع كثيرة، فهي حجر الدومينو الذي بسقوطه يتوالى السقوط.

وسيدفع سقوط الزُرق الجيش والقوات المشتركة المتحالفة معه إلى التقدم نحو استعادة عواصم ولايات دارفور، مدن الجنينة وزالنجي ونيالا والضعين، خاصة إن نجحت الجهود الأميركية في كبح تدفق الإمداد لقوات الدعم السريع من الدول الداعمة لها.

كما أنه يخفف الضغط عن مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ مايو/أيار الماضي، إذ كانت الزُرق أهم مصادر الدعم اللوجستي والبشري الدعم السريع المحاصِرة للفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي الوحيدة من عواصم ولايات الإقليم الخمس خارج سيطرة الدعم السريع.

وربما يقود سقوط قاعدة الزُرق إلى انسحاب قوات الدعم السريع من مواقع مختلفة في شمال كردفان والجزيرة والنيل الأبيض، في محاولة لتكثيف عملية استعادة القاعدة، مما يعجل بسيطرة الجيش على المناطق المنسحب منها، خاصة منطقة الجزيرة وعاصمتها مدني التي أحكم الجيش حلقات حصارها.

الجزيرة نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدعم السریع من شمال دارفور

إقرأ أيضاً:

القوة المشتركة تصدر توجيهات إعلامية بخصوص المعارك القادمة في دارفور

(سونا) - أصدرت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح ، عدداً من الموجهات حول التغطيات والمتابعات الإعلامية لتحركات القوات المسلحة والقوة المشتركة خلال المرحلة القادمة :وفيما يلي تورد سونا نص الموجهات

داعمي القوات الرفاق/ الرفيقات الاعزاء و العزيزات

السلام عليكم و رحمة الله

كما تعلمون جميعآ أنه في الفترة القادمة ستكون هنالك تحركات للقوات المسلحة و القوة المشتركة في مختلف المحاور في ولايات ، دارفور و كردفان

و عليه نرجو من جميع الرفاق و الرفيقات و داعمي القوات المسلحة و المشتركة خلال الفترة القادة الالتزام بالآتي:

- السرية التامة لتحرك القوات وعدم التصوير و نشر المتحركات في الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

- ممنوع تحديد مسارات واتجاهات المتحركات او كشف الأهداف العسكرية لقواتنا المسلحة والمشتركة وترك الامر لجهات الاختصاص في القيادة والسيطرة.

- يمنع نشر الفيديوهات والصور الحية قبل انتهاء المعارك إلا بعد بيان أو اعلان من الناطق الرسمي للقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح او القوات المسلحة.

- ممنوع تعريف قادة المتحركات و العمليات في الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي.

يمنع التسابق الاعلامي للاعلان عن تحرير منطقة او نفيه إلا بعد التأكيد من مكتب الإعلام للقوة المشتركة او الناطق الرسمي للقوات المسلحة.

عدم نشر الفيديوهات إلا بعد الفحص و التدقيق الشديد للتأكد من خلوها من أية بيانات حساسة او اخطاء.

ممنوع نشر صور الشهداء في الميديا او مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

عدم الاستعجال في نشر أخبار المعارك في الميديا قبل انتهاء المعارك رسميآ

تجنب الشائعات والاكاذيب التى تؤدي إلى كشف الاهداف العسكرية للقوات.

ممنوع نشر أية معلومات ذات طابع استخباراتي في الميديا و وسائل التواصل الاجتماعي، و يجب إرسالها لجهات الاختصاص بدلآ من توزيعها في العام.

إلتفاف الجميع حول المنصات الإعلامية للقوة المشتركة و الناطقين الرسميين للقوات المسلحة و المشتركة.

و لكم تعظيم سلام ودوام الصحة و حفظ الله قواتكم الباسلة و هي تدافع عن الأرض و العرض و تذود عن حياض الوطن

القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح

   

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يستعيد مدينة القطينة من مليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في أم درمان
  • السودان.. هل تستطيع قوات الصياد تجاوز كردفان ودق أبواب دارفور ؟
  • القوى السياسية والمدنية السودانية خلال اجتماع أديس أبابا: ندين الجرائم التي ارتكبتها ميلشيا الدعم السريع
  • إلى البلابسة اكملوا رؤيتكم: خسر السودانيون الحاضر بالحرب.. فاحفظوا مستقبلهم
  • قوى سياسية توجه دعوة الى الجيش السوداني والدعم السريع والمؤتمر الشعبي يوضح مشاركة علي الحاج في اجتماعات بنيروبي
  • رئيس شورى المؤتمر الوطني يصل منطقة إستردها الجيش من الدعم السريع
  • الجيش السوداني يضيق الخناق على مقار الدعم السريع ويحكم سيطرته على كافوري في الخرطوم بحري
  • القوة المشتركة تصدر توجيهات إعلامية بخصوص المعارك القادمة في دارفور
  • بالصور.. البرهان يستلم أسلحة وآليات عسكرية ومركبات قتالية ضخمة استولى عليها الجيش من الدعم السريع