مم يتخوف #السوريون في #الأردن؟ _ #ماهر_ابوطير
أعلن وزير الداخلية قبل أيام عدد السوريين الذين عادوا إلى سورية منذ سقوط النظام السوري، والرقم كان صادما بالنسبة لكثيرين، حيث لم يدخل الحدود البرية سوى 7200 سوري.
أغلب هؤلاء ليسوا من المصنفين كلاجئين، وبعضهم من قدامى السوريين الذين يعيشون في الأردن منذ أحداث حماة مطلع الثمانينيات، ومن بين أكثر من مليون وثلاثمائة ألف سوري، كان ستمائة وستين ألف سوري تم تسجيلهم لدى الأونروا، ويتلقون دعما مباشرا منها هذه الأيام.
لم يحدث ارتداد قوي في الأردن لسقوط النظام على مستوى عودة السوريين، ويعود هذا إلى الأسباب التالية، أولها أن أغلب السوريين لديهم أبناء في المدارس والجامعات وسينتظرون حتى شهر حزيران المقبل، حتى ينتهي العام الدراسي، ولحظتها سيقررون العودة أو لا، وثانيها عدم وجود وضوح على مستوى الوضع الأمني في مجمل سورية، مع الدولة الجديدة التي تواجه إشكالات مختلفة من أنصار النظام القديم، وشبكات إيران وروسيا، ومن وجود تنظيمات عسكرية قد تنقلب على هيئة تحرير الشام لكونها لم تؤسس نموذجا دينيا كما كان متوافقا عليه، وثالثها الوضع الاقتصادي السيئ جدا في سورية، وهو أمر بحاجة لسنوات حتى يتحسن، حيث لا بد من رفع العقوبات عن سورية، وبدء عملية إعمار، ورابعها عدم وجود مصادر دخل مباشرة لأغلب السوريين في حال عودتهم، وخامسها عدم وجود مساكن لأن أغلبها تهدم كليا أو جزئيا، وسادسها أن أغلب السوريين في الأردن أوضاعهم أفضل من أوضاعهم المتوقعة في سورية اقتصاديا، حيث يعملون هنا، ويتلقون مساعدات جزئية، واشتبكوا بالحياة الأردنية اقتصاديا، وسابعها عدد حالات الزواج والمصاهرة بين الأردنيين والسوريات، أو السوريين والأردنيات ونحن بحاجة إلى رقم رسمي هنا، حيث نشأت طبقة جديدة من الانسباء من البلدين، وثامنها نشوء طبقة اجتماعية من السوريين اعتادت بمعنى الاعتياد على الأردن وطبيعته وانماط حياته، حيث ولد أكثر من 200 ألف طفل سوري منذ الربيع العربي في الأردن، وبعضهم أصبحت لهجته أردنية بسبب دراسته في المدارس الأردنية، وثامنها تفشي أعمال الثأر والانتقام وطلب الفدية في جنوب سورية، وهذه بحاجة إلى وقت حتى تتوقف إذا سيطر الحكم الجديد أمنيا، وتاسعها يتعلق بدخول إسرائيل إلى بعض مناطق جنوب سورية، درعا والجولان وقد تصل إسرائيل إلى السويداء بما يعنيه ذلك من اضطراب أمني واحتلال، وعاشرها الرغبة بالهجرة إلى بلد ثالث من خلال الأمم المتحدة، حيث لا يفضل كثيرون العودة إلى سورية، ولا البقاء في الأردن إذا استطاعوا.
مقالات ذات صلة الأردن وَسَطَ العاصفة الإقليمية 2024/12/23في الوقت ذاته هناك مخاوف بين السوريين من ثلاثة أمور حول عيشهم في الأردن، الأول قطع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المساعدات عنهم في توقيت لاحق، لدفعهم للعودة إلى سورية، وهذا أمر مستبعد حتى الآن، وثانيها اتخاذ الأردن لقرار بإجبارهم على العودة وهذا أمر مستبعد لاعتبارات دولية تحض على العودة الطوعية وليس الإجبارية، وثالثها المخاوف من اتخاذ الأردن لقرارات تدفعهم للعودة بشكل غير مباشر من خلال فرض كلف العلاج الأعلى، وكلف التعليم الحكومي، وكلف تراخيص العمل وغير ذلك، بما يجعل البيئة طاردة، وتجبر السوريين على المغادرة، ورابعها نشوب موجات اقتتال مصنوعة في جنوب سورية، تؤدي إلى هجرات غير منتظرة نحو الأردن، بما يعاكس سيناريو التوقعات حول عودة السوريين إلى سورية، حاليا أو مستقبلا.
في كل الأحوال يبدو المشهد معقدا، فالأردن ذاته ليس متأكدا مما سيحدث على الحدود وإذا ما كانت ستكون سورية هادئة، أم مفتوحة للتنظيمات العسكرية المتشددة، أو انها ستكون إسرائيلية بمعنى اعتداء إسرائيل على كل جنوب سورية، بحيث تصبح إسرائيل عازلا بيننا وبين سورية، وما يتعلق أيضا بالصراعات الكردية العربية في سورية، وأي صراع موجه ضد الدروز وتأثيرات ذلك على السويداء المجاورة للأردن، والاحتمالات المرعبة لقدوم موجات هجرة جديدة منها أو مناطق ثانية في جنوب سورية إلى الأردن، بما يعني أن الاستقرار الأمني مصلحة أردنية.
الخريطة المعقدة التي يواجهها النظام اليوم، ترتبط بعدم وجود جيش سوري فاعل وعامل، وكثرة عدد اللاعبين الذين لهم مصالح متعارضة في سورية، والوضع الاقتصادي المنهار.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: السوريون الأردن جنوب سوریة إلى سوریة فی الأردن فی سوریة
إقرأ أيضاً:
هكذا ابتكر السوريون "لغة مشفرة" لتجنب مخابرات الأسد
أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، أن السوريين ابتكروا "لغة مشفرة" للتواصل تعتمد على الرموز والإشارات فيما بينهم، في ظل ممارسات القمع التي مورست بحقهم من قبل المخابرات السورية.
وقالت الصحيفة: إنه "على مدى عقود من الزمان، تناقل السوريون تحذيراً من جيل إلى جيل، مفادها أن (الجدران لها آذان)".
وأشارت إلى أن المقاهي وسيارات الأجرة والأسواق، وحتى في غرف المعيشة الخاصة بهم، لم يكن بوسع أغلب السوريين أن يتحدثوا بحرية، خوفاً من أن تسمعهم مخابرات الرئيس المخلوع بشار الأسد.
For decades, Syrians passed down a warning from one generation to the next: “The walls have ears.” In this environment of surveillance, Syrians improvised. https://t.co/MXnx6J4Zk0
— The Washington Post (@washingtonpost) December 23, 2024 انعدام الثقةوأوضح تقرير الصحيفة، أنه "للحفاظ على قبضته، زرع نظام الأسد الخوف، وانتشرت جذوره في كل جانب من جوانب الحياة المدنية. فعمال النظافة في الشوارع، وجامعو القمامة، وبائعو البالونات، وزملاء العمل.. أي شخص بوسعه أن يكون مُخبراً".
وقال أيمن رفاعي، وهو مقيم في دمشق ويبلغ من العمر 26 عاماً: "وصل الخوف في البلاد إلى مستوى شعرت معه، وكأنك لا تستطيع أن تثق حتى بعائلتك".
وفي ظل هذه البيئة من المراقبة، ارتجل السوريون وطوروا شفرة تسمح لهم بمناقشة كل شيء، من التجارة اليومية إلى المخاوف على عائلاتهم، وحتى الانتقادات المبطنة للنظام. وكانوا يستخدمونها بين أفراد الأسرة والأصدقاء الموثوق بهم.
وقالت علياء مالك، مؤلفة كتاب (الوطن الذي كان بلدنا: مذكرات سوريا): "كان لزاماً علينا أن نستخدم لغة مشفرة بين السوريين، لأن حرية التعبير الحقيقية لم تكن متاحة"، مضيفة "لم يكن أحد يعرف من كان يستمع، بغض النظر عن مكان وجودك. فرجال المخابرات حتى في غيابهم، كانوا حاضرين".
شفرات وإشاراتمن جهتها، قالت ميسون (49 عاماً)، التي تحدثت شريطة أن يتم الكشف عن اسمها الأول فقط، لأنها تخشى من انتقام أنصار الأسد: "لا يمكنك التحدث على الإطلاق عن النظام. إذا أردنا أن نشكو من شيء ما، اعتدنا أن نشير بإصبعنا إلى السقف، أي الحكومة".
وأشارت إلى أنه "إذا شك السوريون في شخص قريب منهم، فإنهم يقولون: (هذا الشخص لديه خط جميل)، وهذا يعني أن (هذا الشخص مُخبر)".
ولفتت الصحيفة، إلى أن ميسون التي لم تعش في دمشق فحسب، بل عاشت أيضاً في لبنان وفرنسا، لكنها لم تشعر قط بالأمان من النظام حتى خارج البلاد.
وفي كل مرة كانت فيها ضمن مجموعة كبيرة من السوريين، كانت تتساءل عما إذا كان أحد أفراد المجموعة "يتمتع بخط يد جميل"، على حد قولها.
وعندما أطاحت الفصائل المسلحة بنظام بالأسد، شعر السوريون أنهم يستطيعون أخيراً التحدث بحرية.
وقال رفاعي، الذي أضاف أنه لا يستطيع أن يصدق أنه يستطيع استخدام اسمه الكامل أثناء حديثه إلى أحد المراسلين: "نحن نقول للناس لماذا تخفضون أصواتكم؟ ليس هناك ما يخيف".
منظمات حقوقية تدعو لحفظ الأدلة على "جرائم" الأسد - موقع 24دعت 3 منظمات غير حكومية، أمس الإثنين، الإدارة الجديدة في سوريا إلى اتخاذ تدابير، من أجل حفظ الأدلة على "الفظائع" التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. الخوف من الاعتقالبدوره، قال ثابت بيرو (60 عاماً)، وهو عالم كمبيوتر نشأ في دمشق: "الآن أستطيع استخدام اسمي الحقيقي. لسنوات، كنت أستخدم أسماء وهمية للتعبير عن آرائي عبر الإنترنت".
وأضاف أنه أثناء إقامته في سوريا، لم يكن ينطق حتى بكلمة "دولار" في الأماكن العامة. لافتاً "كان الناس يطلقون عليه اسم (الأخضر). وبمجرد أن أدركت السلطات الأمر، تم تغيير الاسم إلى مصطلحات خضراء أخرى، مثل (البقدونس) أو (النعناع)".
فحسب التقرير، خلال معظم فترة حكم الأسد، كان التداول بالعملة الأجنبية غير قانوني، ويعد جريمة يعاقب عليها بالسجن لسنوات، بهدف السيطرة على سعر صرف الليرة المحلية.
وكان الاعتقال بمثابة خوف دائم لدى أغلب السوريين منذ تولي حافظ الأسد، والد بشار الأسد، السلطة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحوا يشيرون إلى الذهاب إلى السجن بـ "الذهاب إلى بيت خالتك"، كما روى العديد من السوريين.
وذكر التقرير أن اللغة المشفرة لم تقتصر على المدنيين فحسب، بل قام نظام الأسد باستخدام قاموس "شرير" خاص به.
وقال مالك إن "أجهزة المخابرات السورية كانت عندما ترغب في استدعاء شخص ما للاستجواب أو العقاب، كانت تدعوه (لتناول كوب من الشاي)، أو (فنجان من القهوة) إذا كانت العقوبة أكثر خطورة".
كما أنه كانت هناك تهديدات أكثر تحدياً وعدوانية، مثل "هل تعرف مع من تتحدث؟" وهذه العبارة كان يستخدمها البعض للإشارة إلى أنهم قريبون من النظام.
ومع انتقال سوريا إلى حكومة جديدة، يتوق بيرو للعودة، وهو ليس الوحيد: فالآلاف من السوريين الذين فروا من النظام يعودون إلى وطنهم . ولكن حتى مع خروج الأسد من السلطة، فإن عقوداً من الخوف تركت بصماتها.
وأَضاف بيرو "لا أزال أعاني من كوابيس بأن هذا الأمر كله مجرد حلم، وسيأتون ليأخذوني في النهاية".