مصير مجهول للنازحين السودانيين مع تمدد المعارك إلى دارفور
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
توسّع نطاق الحرب الدائرة منذ أكثر من 4 أشهر في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين في الجنوب المضطرّب أساساً، حسب ما أفاد شهود عيان، الجمعة، لتتفاقم المخاوف حيال مصير مئات آلاف النازحين الذين فروا من العنف في إقليم دارفور.
وشهدت المنطقة الشاسعة الواقعة في غرب البلاد، إلى جانب الخرطوم، أعمال عنف تعد الأسوأ منذ اندلاع المعارك في 14 أبريل/نيسان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
واستؤنفت المعارك في ساعة متأخرة من الخميس في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حسب الشهود، لتنهي هدوءاً استمر شهرين في المدينة المكتظة بالسكان التي باتت ملاذاً من القصف وأعمال النهب وعمليات الاغتصاب والإعدام بدون محاكمة التي شهدتها أجزاء أخرى من دارفور.
وقال مدير مختبر الأبحاث الإنسانية في جامعة يال الأميركية ناتانيال ريموند: "إنه أكبر تجمّع لمدنيين نزحوا في دارفور مع لجوء 600 ألف شخص إلى الفاشر".
وذكر سكان، أن أعمال العنف اندلعت مجدداً في وقت متأخر من الخميس، وأفاد أحدهم عن سماع أصوات ناتجة عن "معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة".
كما أفاد شهود عن أعمال قتالية في الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان المحاذية لدارفور.
اقرأ أيضاً
بعد تحويل المدارس لملاجئ نازحين.. الصراع في السودان يعصف بالتعليم
وامتدّ النزاع بالفعل إلى ولاية شمال كردفان التي تعد مركزاً للتجارة والنقل بين الخرطوم وأجزاء من جنوب وغرب السودان.
وأفادت مجموعات حقوقية وشهود فروا من دارفور عن مجازر ارتُكبت بحق المدنيين وهجمات بدوافع عرقية وعمليات قتل ارتكبتها، خصوصاً قوات الدعم السريع ومليشيات قبلية عربية متحالفة معها.
وفر كثيرون عبر الحدود الغربية إلى تشاد المجاورة، بينما لجأ آخرون إلى أجزاء أخرى من دارفور، حيث تنظر المحكمة الجنائية الدولية في شبهات مرتبطة بارتكاب جرائم حرب.
ولطالما كانت المنطقة مسرحاً لمعارك دامية منذ اندلاع حرب عام 2003 التي هاجم خلالها عناصر مليشيا الجنجويد التي سبقت تشكّل قوات الدعم السريع متمرّدين من أقليات عرقية.
وتركّزت المعارك في النزاع الأخير في الجنينة، عاصمة غرب دارفور، حيث تشتبه الأمم المتحدة بأن جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت.
وكانت نيالا، ثاني مدن السودان وعاصمة ولاية جنوب دارفور، مركزاً للمعارك الأخيرة فيما أفادت تقارير عن فرار آلاف السكان.
اقرأ أيضاً
الهجرة الدولية: 3.3 ملايين نازح سوداني بسبب المعارك
وحضّت الولايات المتحدة، الخميس، طرفي النزاع على "وقف القتال الذي تجدد في نيالا.. ومناطق أخرى مأهولة بالسكان، ما تسبب بالموت والدمار".
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، في بيان: "نشعر بالقلق خصوصاً من التقارير عن قصف عشوائي ينفّذه الطرفان".
وتابع: "في كل يوم يتواصل فيه هذا النزاع العبثي، يُقتل المزيد من المدنيين ويصابون ويتركون من دون منازل وطعام ومصادر رزق".
وفي الأثناء، أفاد أحد سكان الفولة بأن عناصر "الجيش والاحتياطي المركزي اشتبكوا مع قوات الدعم السريع وأُحرقت خلال المعارك مقار حكومية".
وأشار شاهد آخر في الفولة إلى "عمليات سلب ونهب للمحلات التجارية بسوق المدينة"، مؤكداً "سقوط عدد من القتلى من الطرفين لم يتم حصرهم بسبب استمرار القتال".
وأسفر النزاع عن مقتل 3900 شخص في أنحاء البلاد، بحسب مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد)، إلا أن الأعداد الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية، إذ إن المعارك تعرقل الوصول إلى العديد من المناطق.
اقرأ أيضاً
السودان.. معارك متواصلة وتحذيرات من تفشي الحصبة بين النازحين
وأكد مسؤولو 20 منظمة إنسانية دولية في بيان، الثلاثاء، أن "المجتمع الدولي ليس لديه أي عذر" لتأخره في تخفيف معاناة سكان السودان.
وقالوا إن نداءين لمساعدة نحو 19 مليون سوداني حصلا على تمويل "يزيد قليلاً على 27 في المائة. هناك حاجة لتغيير هذا الوضع".
وأشار الموقّعون على البيان، إلى أن أكثر من 14 مليون طفل بحاجة للمساعدة الإنسانية بينما فر 4 ملايين شخص من القتال، سواء داخل السودان أو لاجئين في بلدان مجاورة.
ومع قدوم موسم الأمطار في يونيو/حزيران، تضاعفت مخاطر انتشار الأوبئة بينما تحمل الأضرار التي لحقت بالمحاصيل خطر مفاقمة انعدام الأمن الغذائي.
وأعربت الأمم المتحدة خصوصاً عن قلقها حيال مصير النساء والفتيات في ظل "انتشار صادم لأعمال عنف جنسي تشمل الاغتصاب".
وقالت ليلى بكر، من صندوق الأمم المتحدة للسكان: "شهدنا ازدياداً في العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة تتجاوز 900% في مناطق النزاع.. تواجه تلك النساء خطراً كبيراً جداً".
اقرأ أيضاً
أكثر من ألف نازح من السودان يصلون إثيوبيا يوميا
المصدر | فرانس برسالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان دارفور نازحون اشتباكات الدعم السریع اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أمام مصير مجهول.. أوكرانيا تأمل إقناع ترامب "بعدم التخلي عنها"
كييف- رويترز
ناشدت أوكرانيا اليوم الأربعاء صورة الزعيم قوي الشكيمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب على أمل إقناع الرئيس الأمريكي العائد إلى البيت الأبيض بعدم التخلي عن قضيتها في السعي لتحقيق السلام مع روسيا.
وكان ترامب قد انتقد حجم الدعم العسكري والمالي الأمريكي لكييف وتعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا سريعا دون أن يوضح الكيفية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أوائل زعماء العالم الذين هنأوا ترامب.
وفي رسالة بعد وقت قصير من إعلان ترامب فوزه، قال زيلينسكي إنه يتطلع إلى "عصر الولايات المتحدة الأمريكية القوية تحت القيادة الحاسمة للرئيس ترامب".
وكتب زيلينسكي على منصة إكس يقول "أقدر التزام الرئيس ترامب بنهج 'تحقيق السلام باستخدام القوة' في الشؤون العالمية... هذا هو بالضبط المبدأ الذي قد يجعل عمليا إحلال السلام العادل في أوكرانيا أقرب".
ويثير فوز ترامب على كامالا هاريس نائبة الرئيس تساؤلات حول مستقبل الدعم الأمريكي الذي كان حتى الآن محوريا لصمود أوكرانيا في مواجهة عدو أكبر حجما وأفضل عتادا.
ويلوح في الأفق شتاء قاس آخر مع تقدم القوات الروسية بأسرع خطى منذ صدت أوكرانيا لأول مرة غزوها على مشارف كييف في أوائل عام 2022.
وأي محاولة جديدة لإنهاء الحرب ستتضمن على الأرجح إجراء محادثات سلام وهو ما لم يحدث منذ الأشهر الأولى من الحرب.
وتحتل قوات موسكو نحو خُمس أراضي أوكرانيا. وتقول روسيا إن الحرب لن تنتهي إلا بالاعتراف بضمها للأراضي التي تدعي حقا فيها. لكن كييف تطالب باستعادة كل أراضيها، وهو الموقف الذي دعمه إلى حد كبير حلفاء غربيون في عهد الإدارة الأمريكية التي أوشكت ولايتها على الانتهاء بقيادة جو بايدن.
وبصفتها الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا، قدمت الولايات المتحدة أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات، وقادت الجهود الدولية لعزل موسكو دبلوماسيا ومن خلال عقوبات مالية.
لكن أوكرانيا عبّرت أيضا عن إحباطها من تأخير الموافقة على إرسال صواريخ ودبابات وطائرات وغيرها من الأسلحة من قبل إدارة بايدن التي أدت خشيتها من التصعيد إلى نهج مجزأ يقول المنتقدون إنه منح موسكو الوقت للتعافي من الإخفاقات الأولية.
ودعت أوكرانيا الغرب في الآونة الأخيرة إلى رفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ لمهاجمة عمق روسيا وهو ما تقول كييف إنه ضروري لمنع الهجمات الروسية بعبدة المدى.