فشل كرة القدم اليمنية بين الشيخ والمليار
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
من أغرب وأعجب ما يصادفك في اليمن أنك كلما تحدثت عن اتحاد كرة القدم وفشل قيادته في إدارة الشأن الكروي تجد بعض من يبرر لك الأمر بأنك لن تجد أفضل من الشيخ الرئيس فقد قدم مليار ريال ولن تجد شخصاً آخر يقدم حتى فلساً واحداً من جيبه لتسيير أمور كرة القدم في البلاد.
ولو أننا سلمنا أن الرجل صرف مليار ريال من جيبه الخاص فمن حقنا أن نتساءل أولاً أين هذا المليار وكيف صرف ولمن تم صرفه وما الذي استفادته كرة القدم اليمنية من هذا المليار؟ وثانياً أين المبالغ التي يتم صرفها للاتحاد من وزارة الرياضة وصندوق النشء والشباب أم أنها لم تصرف أي مبالغ للاتحاد لأنه غني من بيتهم وبالتالي فقد حولوا مخصصاته لبقية الاتحادات أم أنها تصرف وتذهب إلى أماكن أخرى؟ وغيرها من الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الناس من مهتمين ومتابعين ورياضيين فالجميع يريدون أن يعرفوا مصير تلك الأموال فوزارة الرياضة تنفق اكثر من خمسة مليارات ريال سنوياً والشيخ ينفق مليار ريال وبعض الشركات تقول أنها تدعم وبعض رجال المال والأعمال ينفقون ونحن نبحث عن أثر تلك الأموال على الرياضة في اليمن وكرة القدم بوجه خاص كونها اللعبة الأكثر شعبية لكننا لم نجد لها أي اثر أطلاقا فهي لم تساهم في تطور كرة القدم اليمنية ولو خطوة واحدة بل على العكس تراجعنا بشكل مخيف ونتائجنا وتصنيفنا الدولي اكبر دليل على هذا الكلام.
فهل يمكن أن نجد من يتحفنا بكشوفات النفقات والصرفيات للمليار ريال التي يقال أن الشيخ انفقها على كرة القدم، كما أننا نريد من وزارة الرياضة أن تقول لنا هل فعلاً تم صرف هذه المبالغ وأين مصير الدعم الحكومي ودعم الصندوق لاتحاد كرة القدم اذا كان الشيخ يقدم من جيبه الخاص لان الوزارة لم تقم بواجبها في تقديم الدعم اللازم للاتحاد.
لقد فشلت كرة القدم اليمنية وتراجعت خلال الفترة الأخيرة بشكل مخزي بفضل مليار الشيخ التي انفقها كما تجمدت كل المسابقات المحلية فلم يعد لدينا سوى مسابقة واحدة رسمية يتم تنظيمها بشكل غريب وعجيب كما أن مشاركاتنا الخارجية أصبحت تمثل كابوس لكل اليمنيين نظرا للنتائج السيئة التي ترافق تلك المشاركات واهمها في الوقت الحالي بطولة خليجي ٢٦ وخسارة المنتخب أول مباراة له مع المنتخب العراقي ومن المتوقع خسارة بقية المباريات.
والمهم أرجو أن لا ينسى أولئك الأشخاص أن يخبرونا كيف سيستفيد منتخبنا من مليارات الشيخ الرئيس لضمان مشاركات ناجحة وكذا للارتقاء بكرة القدم اليمنية إلى الأفضل وتحسين موقعها على الخارطة الإقليمية والعالمية كما أرجو منهم أن يعرفوا أن إدارة الرياضة تحتاج إلى عقول تبنيها بشكل علمي وليس بعشوائية وتخبط وصرف مليارات إلى الهواء لا تغني ولا تسمن من جوع.
اعتقد أن الأمر بحاجة إلى إعادة نظر في كل شيء بداية من تطوير التشريعات والقوانين المنظمة للرياضة وتغيير مفاهيمنا حول أهمية الإدارة الرياضية وكيف يجب أن نختار الرجل المناسب في المكان المناسب وليس من أجل الجاه والمال حتى نتقدم ونصل إلى النجاح المطلوب وأن نبتعد عن أولئك الأشخاص الذين كل همهم أن يكونوا مجرد ديكورات ولو كان ذلك على حساب الرياضة المسكينة التي تئن تحت وطأة تخلفهم وجهلهم وصدقوني مادام حالنا هكذا فلن نتقدم خطوة واحدة وما دمنا نطبل لأنفسنا ونهلل لإنجازات وهمية ونمتدح شخصيات دمرت الرياضة اليمنية فسيزداد تخلفنا وتدهورنا الرياضي أكثر وأكثر ومادام فينا هؤلاء الناس الذين يتسلطون على مقاليد الرياضة وهم أبعد ما يكون عنها ونحن نصنع منهم أبطالاً وهميين فعلى الرياضة السلام.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الرياضة في "اقتصادية الدقم"
أحمد السلماني
في ظل التوجهات الطموحة لسلطنة عُمان نحو التنويع الاقتصادي وتعزيز الاستثمارات، تبرز المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كإحدى الركائز الاستراتيجية لتنمية البلاد. فبفضل موقعها الجغرافي الفريد على بحر العرب، ومرافقها المتطورة، مثّلت محطة تعنى بجذب الاستثمارات في مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاعين السياحي والرياضي.
وتمتلك الدقم إمكانيات سياحية هائلة تؤهلها لأن تكون وجهة عالمية للسياحة والترفيه؛ حيث تتميز بشواطئها البكر، ومناظرها الطبيعية الخلابة، ومناخها المعتدل. إن إقامة مشاريع سياحية متكاملة، تشمل المنتجعات الفاخرة، والمرافق الترفيهية، والبنية الأساسية المتطورة، ستجعلها مركزًا سياحيًا بارزًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وفي ظل الاهتمام العالمي بالاقتصاد الرياضي، يمكن أن تتحول الدقم إلى وجهة رياضية رائدة من خلال إقامة بطولات رياضية دولية في مختلف الألعاب، سواء على مستوى كرة القدم، أو الرياضات البحرية مثل التجديف وسباقات القوارب الشراعية، أو حتى رياضات التحمل والمغامرات الصحراوية. شريطة تشييد بنية رياضية أساسية ولا بأس من إقامة مجمع رياضي متكامل بملعب كرة قدم بمواصفات حديثة، هذه الفعاليات ستسهم في الترويج للمنطقة وزيادة عدد الزوار، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي من حيث الترويج للمنطقة ولسلطنة عُمان عموما.
ولقد سُعدتُ جدًا بتنظيم المنطقة لملتقى الدقم الرياضي الأول؛ فالفكرة جميلة ويمكن أن تكون نواة لمشروع استضافة وتنظيم البطولات الرياضية والثقافية وعلى مستوى دولي شريطة إشراك الإعلام الرياضي والشركات المتخصصة في الترويج والتسويق واستضافة الإعلام من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة.
لا يقتصر دور الدقم على السياحة والرياضة فقط؛ بل يمكن أن تصبح مركزًا إقليميًا للمؤتمرات والفعاليات الثقافية، مستفيدة من بنيتها الأساسية الحديثة والموقع الاستراتيجي الذي يربط بين آسيا وأفريقيا. وإقامة المعارض الاقتصادية والمنتديات الاستثمارية والمؤتمرات الدولية ستجعل الدقم محط أنظار رجال الأعمال والمستثمرين، وتعزز من مكانتها كوجهة اقتصادية عالمية.
إنَّ تحويل الدقم إلى مركز سياحي ورياضي عالمي سيدعم "رؤية عُمان 2040"، وسيسهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي عبر جذب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص عمل جديدة. كما أن تطوير قطاع الضيافة والترفيه والفنادق بمختلف فئاتها سيدعم الشركات المحلية، ويعزز من مكانة السلطنة على الخريطة الاقتصادية والسياحية العالمية.
بوجود رؤية واضحة واستثمارات مدروسة، يمكن أن تصبح الدقم واحدة من أهم الوجهات السياحية والرياضية في المنطقة، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في النمو الاقتصادي للسلطنة، فهل نشهد قريبًا تحولات كبيرة تجعل من الدقم مقصدًا عالميًا ينافس أبرز المدن الاقتصادية والسياحية في العالم؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذا السؤال.
رابط مختصر