الثورة نت:
2025-03-30@10:25:45 GMT

سوريا في حسابات المقاومة والاحتلال

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

 

 

تصدرت أحداث سوريا عمدا في وسائل الإعلام من أجل إلهاء الرأي العام العربي والعالمي عما يجري في غزة والضفة الغربية من مجازر بشعة وجرائم إبادة، واستغل الصهاينة ذلك واستعانوا بسلطة رام الله لتأديب اللاجئين إلى الاحتجاج على الصمت المخزي والمريب الذي تتعامل به السلطة مع إخوانهم في قطاع غزة .
الإعلام الصهيوني والمتصهين بكل تفرعاته كان قد انشغل سابقا بمواسم الترفيه ومهرجانات الكلاب وتشويه المقاومة على أنها إرهاب، لمساعدة المجرمين الصهاينة على إكمال مهمتهم، وتوسع في ذلك حتى أنه بارك للمجرمين اغتيال قيادات المقاومة بعد أن تآمر المتصهينون العرب عليها مع إخوانهم الصهاينة .


وحينما بدأ العدوان على لبنان لم يراجعوا موقفهم، بل تمادوا أكثر وصاروا ينشرون الأخبار الزائفة والدعايات المضللة خدمة للإجرام والمجرمين .
وبعد سقوط النظام السوري، تعاظمت فرحتهم واتجهوا نحو السجون والقصور الرئاسية من باب الشماتة ومن باب الاشغال للرأي العام عن بقية القضايا التي لا يريدون الحديث عنها ومنها الاستهداف الإجرامي الصهيوني للمقدرات الاستراتيجية السورية التي يريد تدميرها، وهنا جعلوا يبرزون قدرات كيان الاحتلال في الإعلام لإرهاب المقاومة وإلهاء الرأي العام عن جرائم الإبادة في غزة والجرائم ضد الإنسانية .
تناسى صهاينة العرب أن سجونهم مملوءة بالعلماء والمفكرين والأدباء والدعاة والمفكرين ودكاترة الجامعات وما يمارس ضدهم من تعذيب وإجرام لا يقل بشاعة ووضاعة عن بقية السجون في الأنظمة الديكتاتورية بمختلف مسمياتها وألوانها، لأن المنهج واحد ينفذه الجميع، لكن هذا بغطاء جمهوري وذاك بنظام ملكي وآخر بنظام الديمقراطية الملكية في آن معا، يتفقون في وسائل وأساليب الإجرام والتفنن فيها ويتفوقون على الجاهلية من حيث ادعاء الإسلام ويدّعون الاستقلال وهم أذلاء خاضعون .
المدرسة الإجرامية واحدة وهي مدرسة الطغيان والاستبداد والعمالة والاستعمار، سجون الاحتلال الصهيوني التي يقاد اليها الأطفال والنساء وسجون الاحتلال الأمريكي في أفغانستان وجوانتانامو وأبو غريب في العراق وسجون صهاينة العرب وحتى السجون التي تم افتتاحها في الأراضي اليمنية من قبل الإمارات والسعودية لإذلال الشعب اليمني المعارض لوجود قوات الغازي المحتل، لا فرق بينها أبدا فالجميع يعمل على ممارسة أبشع أنواع التعذيب والإهانة والإذلال، لأنهم يفتقدون إلى الكرامة والعزة والإنسانية وفاقد الشيء لا يعطيه .
قصور ومساكن النظام السوري وإشغال الرأي العام بها ليست شيئاً يذكر أمام ترف وبذخ أمراء وملوك النفط الذين جلبوا كل مقومات الرفاهية من شتى بقاع الأرض ومختلف بلدان العالم، ما جعل رئيس أمريكا ترامب يسخر من الرفاهية التي لدى الغرب مقارنة بما يملكه تابعوه والمؤتمرون بأمره .
كانت عقبتهم الوحيدة التي تقف حائلا بينهم وبين التمتع بتلك المتع خضوعهم للإسلام وكيف سيبدو الحال أمام شعوبهم التي يحكمونها باسم الإسلام وتطور الحال إلى إيجاد محللين يتفوقون على خريجي جامعه تل أبيب التي أسسها اليهود، لقد وصل بهم الحال إلى إعلان ذلك على الملأ ليحللوا للملك وللأمير والحاكم ممارسة الفواحش علانية، مهما كانت ومن ينكر فربما عدُّوه من الخوارج الذين يجوز قتلهم.
رحل النظام السوري وترك خلفه استفسارات متعددة، أولها تلك الأسلحة الاستراتيجية التي يمتلكها والآن يتم تدميرها، سواء كان ذلك بفعل معرفة أماكنها أو أن هناك من أرشد الصهاينة وأعانهم على المبادرة إلى تدميرها، ومؤكد أن ذلك خسارة كبيرة للشعب السوري الذي دفع ثمنها من أمواله ولا يجب أن يتم التفريط فيها.
الإعلام الصهيوني والعربي ومن سخرية القدر يتحدث اليوم عن سقوط النظام السوري بتشفٍ وشماتة ويعمل على الإشادة بالأنظمة الباقية مع أن الأساليب واحدة التي تتبعها الأنظمة العربية، لا فرق بينها إلا من حيث المسميات، فالديمقراطية والحرية ممنوعة ومقدرات الأوطان مسخرة لخدمة مشاريع القطرية والتجزئة والحروب الداخلية وحروب الجيران والتنمية منعدمة والاكتفاء الذاتي والتكامل الاقتصادي لا وجود لهما، كان النظام السوري وقبله العراقي قد حققا كثيرا من التنمية والتطور في الصناعة والزراعة والتصنيع العسكري، خاصة العراق، الذي وصل إلى مراحل متقدمة، لكن المؤامرات أنهت كل ذلك وأعادته إلى المربع الأول ودمرت كل تلك الإنجازات والآن سوريا تكاد تلحق به إن لم يتم التدارك، أما الحديث عن الأنظمة المتصهينة فأي إنجاز يمكن الحديث عنه؟ لقد جعلوا أوطانهم سوقا مفتوحة لكل منتجات الغرب والشرق ومركزا لاستيراد الأسلحة، فكل شيء خاضع للاعتماد على الآخرين شرقا وغربا.
المقاومة لأنها تملك إرادتها حققت بإمكانياتها المتواضعة تطورا نوعيا في توفير السلاح، ففي غزة صنعت الصواريخ رغم الحصار والمؤامرات عليها وكذلك حزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن وفيلق القدس في إيران والمقاومة في العراق لم تكن الإمكانيات عقبة أمامهم حين وجدت الإرادة .
كيان الاحتلال تمدد اليوم في الجولان بفضل الدعم والإسناد من صهاينة العرب والغرب تنفيذا لمخططاته الاستعمارية التي يريد إكمالها، لكن محور المقاومة يمتلك الإرادة والعزيمة ليقضي على الغدة السرطانية التي أوجدها الغرب ويسعى لاستعادة العزة والكرامة التي يُراد إهانتها تحت أقدام الأنذال من صهاينة العرب والعجم، هذه الكرامة والعزة ترويها الدماء الزكية النقية الطاهرة المؤمنة بالله لا الدماء الملوثة المروية بالمحرمات والقاذورات، حتى لو تحالفت قوى الشيطان الأكبر مع قرون الشياطين .
قد يقول البعض إن المقاومة اليوم خسرت برحيل النظام السوري، لكن التراجع من المستحيلات، فهناك الشعب السوري الذي يؤيد المقاومة ويدعمها، فإذا كان الكفر والشرك بكل جبروته انهار وتحطم على أيدي مئات الأبطال تحت قيادة النبي الأعظم محمد (ص)، وانهارت أقوى إمبراطوريتين في ذلك الزمان، فإن المشيئة والعون الإلهي كفيلان بتحقيق النصر وهزيمة الظلم والطغيان والاستبداد، حتى لو استسلم الجميع وخضعوا فإن هناك من لا يستسلم، قالها الراحل الشهيد السيد حسن نصر الله وكررها السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي (هذا الطريق سنكمله لو قتلنا جميعا، لو استشهدنا جميعا، لو دمرت بيوتنا على رؤوسنا)، وصدق الله العظيم القائل ((ولقد ارسلنا من قبلك رسلا الي قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين اجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين)) .الروم-47.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

سوريا بين الفرح والخوف.. هل يصنع المزاج الشعبي مستقبلها أم يعيدها للفوضى؟

في عالم السياسة، لا تُبنى القرارات الكبرى فقط على موازين القوى العسكرية أو الاقتصادية، بل هناك عنصر خفي لكنه بالغ الأهمية: مزاج الشعوب ومستوى رضاها عن واقعها. الدول الكبرى لا تكتفي بمراقبة تحركات الجيوش وتقلبات الأسواق، بل تمتلك أدوات متطورة لقياس مستوى الفرح أو الإحباط داخل المجتمعات، وتبني استراتيجياتها بناءً على ذلك.

اليوم، ونحن نشهد مرحلة ما بعد سقوط الأسد، يبرز هذا السؤال بقوة: كيف ستتعامل القوى الدولية والإقليمية مع المزاج السوري الجديد؟ هل ستُستثمر مشاعر الفرح والتفاؤل في بناء استقرار حقيقي، أم أن المخاوف والتوترات ستتحول إلى أدوات لإعادة تشكيل المشهد وفق حسابات القوى المختلفة؟

كيف تقيس الدول مشاعر الشعوب؟

على الرغم من عدم وجود مقياس رسمي يقيس السعادة بشكل مباشر، إلا أن هناك أدوات ومؤشرات متعددة تستخدمها أجهزة الاستخبارات والمحللون الاستراتيجيون لرصد المزاج العام، ومن أبرزها:

1 ـ  تحليل البيانات الضخمة (Big Data Analysis):

رصد وسائل التواصل الاجتماعي، وتحليل طبيعة الخطاب العام، والكلمات الأكثر تداولًا، وتفاعل الناس مع القضايا السياسية والاقتصادية.

2 ـ  الاقتصاد كمؤشر نفسي:

ـ ارتفاع معدلات الادخار مقابل انخفاض الاستهلاك = خوف من المستقبل.
ـ زيادة الإنفاق = تفاؤل وثقة بالاستقرار.
ـ تراجع الاستثمارات وهروب رؤوس الأموال = حالة قلق وعدم يقين.

3 ـ  معدلات الهجرة واللجوء:

ـ ارتفاع أعداد المهاجرين = فقدان الأمل بالمستقبل داخل البلاد.
ـ عودة اللاجئين = شعور بالاستقرار والثقة بوجود مستقبل أفضل.

4 ـ  الأزمات الاجتماعية:

ـ تزايد معدلات الطلاق والجريمة والانتحار = ارتفاع مستويات الإحباط الشعبي.
ـ انخفاض هذه المؤشرات = تحسن في المزاج العام.

5 ـ استطلاعات الرأي السرية:

تقوم الدول الكبرى بإجراء دراسات دورية لقياس مستوى الرضا الشعبي، وهذه البيانات تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه القرارات السياسية.

6 ـ تحليل الخطاب الرسمي والإعلامي:

ـ تصاعد الخطاب القومي والديني = محاولة لاحتواء غضب شعبي متزايد.
ـ تكرار الحديث عن الإصلاحات والتنمية = مساعٍ لاستعادة الثقة بالنظام القائم.

المعادلة السياسية.. استقرار أم تهديد؟

الدول تفهم أن:

ـ الشعوب السعيدة والمستقرة لا تثور، وبالتالي لا حاجة للتدخل أو تغيير الوضع القائم.
ـ الشعوب المحبطة واليائسة تصبح أكثر عرضة للثورات أو التلاعب الخارجي، ما يجعل التدخل حتميًا.
ـ إذا كان هناك مزيج من الفرح والخوف، يتم استغلال هذا الانقسام لدعم تيارات معينة ضد أخرى.

قبل اندلاع الأحداث في عام 2011، بدا المشهد السوري مستقرًا ظاهريًا، لكن تحت هذا الغلاف من الهدوء، كانت هناك حالة من الاحتقان الشعبي المتصاعد. النظام كان يحكم عبر “توازن الخوف”، حيث جرى قمع أي محاولات للتغيير، بينما كانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية تشهد تدهورًا تدريجيًا، مما أدى إلى شعور عام بالإحباط لدى قطاعات واسعة من المجتمع.بناءً على هذه المعادلة، يتم رسم السياسات الدولية وتحديد الأولويات تجاه أي بلد، سواء كان الهدف هو استقراره أو إعادة تشكيله وفق مصالح القوى الفاعلة.

سوريا بين مرحلتين.. الثورة وسقوط الأسد

ما قبل 2011.. الاستقرار الظاهري والاحتقان تحت السطح

قبل اندلاع الأحداث في عام 2011، بدا المشهد السوري مستقرًا ظاهريًا، لكن تحت هذا الغلاف من الهدوء، كانت هناك حالة من الاحتقان الشعبي المتصاعد. النظام كان يحكم عبر “توازن الخوف”، حيث جرى قمع أي محاولات للتغيير، بينما كانت الأوضاع الاقتصادية والسياسية تشهد تدهورًا تدريجيًا، مما أدى إلى شعور عام بالإحباط لدى قطاعات واسعة من المجتمع.

على المستوى الإقليمي، كانت هناك قوى ترى في استقرار النظام مصلحة استراتيجية لها، فيما رأت قوى أخرى أن تغييره قد يفتح الباب أمام إعادة ترتيب المنطقة بما يتناسب مع أهدافها. لم يكن التدخل الإقليمي مباشرًا في تلك المرحلة، لكنه كان حاضرًا في المشهد من خلال العلاقات السياسية، والدعم الاقتصادي، ومحاولات التأثير على توازنات القوة الداخلية.

مع تراكم الأزمات وغياب أي بوادر إصلاح حقيقي، أصبحت سوريا مهيأة للانفجار، وهو ما حدث في 2011، عندما وجدت الاحتجاجات طريقها إلى الشارع، مدفوعة بمزيج من المظلومية السياسية، والتراجع الاقتصادي، وتوق السوريين إلى التغيير.

مرحلة الثورة (2011 ـ سقوط الأسد).. بين الأمل والإحباط والفوضى

كيف بدأ الأمل؟

مع انطلاق الثورة السورية، كان الشارع السوري يعيش حالة من النشوة والأمل بالتغيير، مدفوعًا بشعارات الحرية والكرامة. لكن مع تحولها إلى نزاع مسلح، غرق السوريون في سنوات طويلة من الألم والدمار، وغلبت على المجتمع مشاعر الإحباط والخوف، حيث أصبح الخيار المتاح إما الموت تحت القصف، أو الهرب نحو المجهول.

كيف استُغلت هذه المرحلة دوليًا؟

1 ـ القوى الإقليمية دعمت أطرافًا مختلفة وفقًا لمصالحها الاستراتيجية.
2 ـ الدول الكبرى حافظت على موقف غير حاسم لضمان استمرار الصراع بما يخدم توازناتها.
3 ـ تدخلت قوى عسكرية خارجية لمنع انهيار النظام أو التحكم في مسار الصراع.

في هذه المرحلة، انخفض مؤشر الفرح في سوريا إلى أدنى مستوياته، وارتفع مؤشر الإحباط إلى مستويات غير مسبوقة، ما جعل سوريا بيئة خصبة للصراعات الإقليمية والتدخلات الخارجية.

مرحلة ما بعد سقوط الأسد: بين الأمل والمخاوف

كيف تغيرت المعادلة بعد سقوط الأسد؟

مع سقوط النظام، انتقل السوريون من مرحلة القهر والإحباط إلى مزيج معقد من الفرح والخوف.

ـ فرح بالخلاص من النظام، لكنه ممتزج بقلق من المستقبل.

ـ الخوف من الفراغ السياسي، ومن أن يتحول سقوط النظام إلى بداية لصراع جديد.

كيف ستقرأ الدول هذا المزاج الجديد؟

1 ـ إذا ساد الفرح والتفاؤل، قد تستثمر الدول في إعادة الإعمار وإرساء استقرار جديد.
2 ـ إذا غلب الخوف والتشاؤم، فقد يُترك الفراغ ليملأه صراع جديد بين القوى المحلية والإقليمية.
3 ـ القوى الغربية ستنتظر لتقييم الوضع قبل تحديد موقفها النهائي.
4. الدول الإقليمية قد تسعى لتعزيز نفوذها عبر دعم جهات محلية متحالفة معها.

هل سيكون هناك استقرار حقيقي؟

السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا بعد سقوط الأسد

المشهد السوري بعد سقوط النظام يحمل في طياته العديد من الاحتمالات، بعضها إيجابي وواعد، والبعض الآخر قد يكرّس الفوضى والانقسام. لكن العامل الحاسم في أي اتجاه ستسير البلاد يعتمد على المزاج الشعبي، ومدى قدرة السوريين على توجيه مشاعرهم نحو البناء والتوافق، بدلًا من الخوف والانقسام.

السيناريو الأول.. مرحلة انتقالية مستقرة وبناء سوريا جديدة

في هذا السيناريو، يتمكن السوريون من توظيف مشاعر الفرح والأمل لصالح مستقبلهم، فتسود حالة من التفاؤل الوطني، ويبدأ العمل الجاد على إعادة الإعمار سياسيًا واقتصاديًا.

ـ يتم تشكيل حكومة انتقالية توافقية تضمن تمثيلًا عادلًا لمختلف القوى السياسية، وتعمل على وضع دستور جديد يعكس تطلعات الشعب.

المشهد السوري بعد سقوط النظام يحمل في طياته العديد من الاحتمالات، بعضها إيجابي وواعد، والبعض الآخر قد يكرّس الفوضى والانقسام. لكن العامل الحاسم في أي اتجاه ستسير البلاد يعتمد على المزاج الشعبي، ومدى قدرة السوريين على توجيه مشاعرهم نحو البناء والتوافق، بدلًا من الخوف والانقسام.ـ تنخرط القوى الدولية والإقليمية في دعم استقرار سوريا بدلًا من استغلال ضعفها، ما يعزز من فرص الاستثمارات وإعادة الإعمار.

ـ تبدأ مرحلة إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع، ويتم تعزيز الهوية الوطنية السورية فوق أي انتماءات أخرى، مما يقلل من خطر الصراعات الداخلية.

ـ يعود اللاجئون تدريجيًا إلى بلادهم، مع توفير البيئة المناسبة لذلك.

هذا السيناريو يتطلب تغليب مؤشر الفرح والأمل على الخوف والتوتر، حيث تؤدي مشاعر التفاؤل إلى تعزيز الاستقرار، وخلق ديناميكية مجتمعية إيجابية تدفع سوريا نحو مستقبل جديد.

السيناريو الثاني: استمرار الفوضى والصراع على السلطة

في هذا السيناريو، يتحول الفرح بسقوط النظام إلى مزيج من الشك والخوف، حيث تبدأ القوى المختلفة في التنافس على السلطة بدلًا من العمل على استقرار البلاد.

ـ غياب رؤية واضحة للمرحلة الانتقالية يؤدي إلى صراع سياسي داخلي قد يتحول إلى مواجهات مسلحة بين الفصائل المختلفة.

ـ القوى الخارجية تستغل حالة الانقسام لتعزيز نفوذها عبر دعم أطراف متصارعة، مما يزيد من تعقيد المشهد.

ـ استمرار الأزمة الاقتصادية وغياب مشاريع إعادة الإعمار قد يؤدي إلى تصاعد السخط الشعبي، ما قد يفتح الباب أمام احتجاجات جديدة أو موجة نزوح جماعي.

ـ تزايد معدلات الجريمة والانقسامات الطائفية والمناطقية يجعل البلاد غير قادرة على النهوض مجددًا.

هذا السيناريو قد يصبح واقعًا إذا لم يتم توجيه المزاج الشعبي نحو البناء والتعاون، وإذا سيطرت مشاعر الخوف وعدم الثقة على المجتمع.

السيناريو الثالث.. إعادة إنتاج نظام جديد بملامح قديمة

في هذا السيناريو، يتم تشكيل نظام جديد لكنه يحمل نفس أدوات الحكم القديمة، حيث تعود المؤسسات الأمنية إلى فرض سيطرتها، ويتم قمع أي أصوات معارضة تحت شعار "الاستقرار أولًا".

ـ يتم تركيز السلطة بيد نخبة جديدة، لكن بأساليب الحكم نفسها التي أثارت الثورة أصلًا.

ـ قد تُفرض إصلاحات شكلية لكسب رضا الشارع والمجتمع الدولي، لكن دون تغييرات جذرية.

ـ يتم توظيف الدعم الدولي والإقليمي لإعادة تأهيل النظام الجديد، بدلًا من تغيير جذري في طريقة الحكم.

هذا السيناريو قد يحدث إذا لم يضغط المجتمع السوري باتجاه تحقيق تغيير حقيقي، وإذا لم يُوظف الفرح بسقوط الأسد في بناء دولة جديدة فعلًا، وليس فقط تغيير الأسماء والمناصب.

كيف يمكن للسوريين التأثير على مستقبلهم؟

المزاج الشعبي ليس مجرد عامل نفسي، بل هو قوة يمكن توظيفها لتحديد مصير الدولة. الدول الكبرى تراقب هذه المشاعر لأنها تدرك مدى تأثيرها على الاستقرار، وبالتالي فإن مفتاح الخروج من الأزمة ليس فقط في القرارات السياسية، بل أيضًا في قدرة المجتمع السوري على تعزيز مشاعر الأمل والعمل الجماعي، بدلًا من الخوف والانقسام.

ـ إذا ساد التفاؤل والروح الوطنية، ستتجه سوريا نحو الاستقرار والبناء.

ـ إذا استمر الخوف والتوجس بين الأطراف المختلفة، فقد تبقى البلاد عالقة في الفوضى والتجاذبات الإقليمية.

إن تحقيق السيناريو الأفضل ليس مجرد خيار سياسي، بل يتطلب وعيًا شعبيًا بضرورة استثمار لحظة الفرح وعدم السماح بتحويلها إلى إحباط جديد

الخاتمة.. مشاعر الشعوب تحدد مصيرها أكثر مما تظن

ليس من قبيل الصدفة أن الدول الكبرى تراقب مستوى السعادة والإحباط في المجتمعات، فهو أحد أقوى العوامل التي تحدد شكل المستقبل السياسي لأي دولة.

اليوم، بعد سقوط الأسد، لا تزال سوريا في مرحلة إعادة التشكيل، والسؤال الكبير هو: هل ستُستغل مشاعر الفرح في بناء مستقبل جديد، أم أن المخاوف ستتحول إلى وقود لصراع جديد؟

الإجابة ليست بيد القوى الدولية وحدها، بل أيضًا بيد السوريين أنفسهم. إذا لم يدركوا قيمة هذه اللحظة، فقد يجدون أنفسهم بعد سنوات في دوامة جديدة من الفوضى، خُطط لها بدقة بناءً على مشاعرهم ذاتها.

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية السوري: سنعمل على بناء مؤسسات تحفظ أمن سوريا وحدودها
  • حركة حماس تؤكد: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
  • خليل الحية: وافقنا على مقترح الوسطاء ونأمل ألّا يعطله العدو الصهيوني
  • سوريا والتحديات الداخلية والخارجية
  • تحذير أميركي من هجمات بعيد الفطر في سوريا
  • على الوعد يا كمون..عابد فهد يتحدث عن النظام السوري السابق
  • سوريا .. القبض على عبد الله الكيصوم المتهم بارتكاب جرائم لدى النظام المخلوع في دير الزور
  • مسيرات شعبية في عدة محافظات تؤكد التمسك بخيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني
  • سوريا بين الفرح والخوف.. هل يصنع المزاج الشعبي مستقبلها أم يعيدها للفوضى؟
  • الأمن السوري يعلن القبض على خلية تابعة لحزب الله قبل تنفيذ عمليات إجرامية