أكدت منظمة الأمم-المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” في تقرير جديد لها نشر مؤخرا ارتفاع النشاط الملاحي في ميناء الحديدة رغم استهدافه سابقا بالغارات الإسرائيلية الجوية. إذ صعدت واردات القمح عبر ميناء الصليف خلال شهر نوفمبر، وهو ما جعلها تتوقع بقاء أسعار المواد الغذائية بمناطق حكومة صنعاء مستقرة بعكس مناطق حكومة المرتزقة التي تشهد مزيداً من التدهور في قيمة العملة المحلية والأوضاع المعيشية.

الثورة / أحمد المالكي

وفي نوفمبر الماضي 2024م، ظلت واردات القمح عبر الحديدة مستقرة نسبياً عن الشهر السابق، إذ أظهرت زيادة طفيفة بنسبة 1 %، وشهدت واردات القمح عبر موانئ البحر-الأحمر زيادةً كبيرة، حيث ارتفعت في ميناء الصليف بنحو سبعة أضعاف (565 %).
تطوير الأداء
وتكثف حكومة التغيير والبناء بصنعاء تحركاتها تجاه ميناء الحديدة وتطوير أدائه من خلال فتح خطوط مباشرة وتقديم تسهيلات للمستوردين، لجعله مركزاً تجارياً للبضائع خلال الفترة الأخيرة .
حيث أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار في ديسمبر الجاري عن فتح خطوط ملاحية مباشرة بين ميناء الحديدة وعدد من الموانئ في السعودية والأردن وسلطنة عمان والصين والهند، وذلك لتعزيز مكانة وقدرة الميناء على استقبال المئات من الحاويات والبضائع في اليوم الواحد.
وحسب الوزارة فإن هناك إجراءات ونشاطات كثيرة لتطوير الميناء وجعله مركزاً تجارياً للبضائع بأعلى المقاييس العالمية.
اعفاءات
ودعت الوزارة التجار إلى العمل على شحن بضائعهم إلى ميناء الحديدة، لوجود “مزايا وتسهيلات وحوافز للشحن عبره، ومنها التخفيضات الجمركية بنسبة تصل إلى 50%، والإعفاءات وغيرها”.
وتشير إلى أنه تمت حلحلة مشكلة تأخير الحاويات في جيبوتي، كما تم اتخاذ إجراءات وحلول تنهي تراكم الحاويات في جيبوتي، مضيفة أنه جرى تفريغ 15,700 حاوية خلال الأشهر الثلاثة الماضية ولم يعد هناك أي تأخير.
ودعت الوزارة مستوردي المستلزمات الطبية (شركات ومؤسسات استيراد المستلزمات الطبية) إلى استغلال التخفيضات الجمركية والخدمات الجديدة للاستيراد عبر ميناء الحديدة. وأنه تم حل مشاكل الاستيراد عبر الميناء وفتح خطوط نقل مباشرة إليه مما خفف الكثير من الأعباء والتكاليف على المستوردين وقلص فترة الاستيراد.
ترحيب
كما تقول الحكومة بصنعاء إن القطاع الخاص يرحب بـ”خطوات التطوير” في ميناء الحديدة، إلا أن الغرفة التجارية الصناعية بصنعاء لا تزال تتلقى العديد من الشكاوى من التجار وتطالب بالعمل السريع على حلها ليتمكن التجار من العمل في بيئة محسنة تسهم في تعزيز النشاط التجاري والصناعي.
دعوة للتدمير
بالتزامن مع نشاط ميناء الحديدة تدعو حكومة المرتزقة المجتمع الدولي إلى استهداف حكومة صنعاء عسكرياً لتحرير الميناء.
حيث قال سفير المرتزقة لدى الولايات المتحدة لمجلس الشيوخ الأمريكي، إن تأمين ميناء الحديدة الحيوي “من شأنه أن يمكننا من حماية البحر الأحمر وإجبار “الحوثيين” على الانخراط في السلام وكذلك منع وصول الدعم الإيراني لهم”، واعتبر أنه “لن يكلفنا تحرير الحديدة الكثير كحكومة يمنية وجيش يمني” -حسب قوله.
كما دعا السفير المرتزق إلى “استهداف قيادات “الحوثيين” لتفكيك هيكلهم القيادي”، وتابع: “ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد الكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الحوثيين على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما تأثير العقوبات الأمريكية على رئيس البنك المركزي بصنعاء على القطاع المصرفي؟

أثار قرار الولايات المتحدة فرض عقوبات على رئيس البنك المركزي في صنعاء، الموالي لجماعة الحوثيين، وعدد أخر من الكيانات المصرفية، تساؤلات عدة عن تداعيات وتأثيرات هذا القرار على القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة.

وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت قبل أيام عن فرض عقوبات على عدد من الكيانات والمسؤولين في جماعة الحوثي بينهم هاشم المداني المعين رئيسا للبنك المركزي في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، بتهمة "غسيل الأموال لصالح جماعته وتسهيل وصول الأموال إليها".

تحجيم دور الحوثي المصرفي
وفي السياق، قال الصحفي المتخصص في الشأن الاقتصادي، وفيق صالح، إن إدراج محافظ البنك المركزي بصنعاء على لائحة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، يحمل دلالات هامة، كونها تأتي لأول مرّة منذ حدوث الانقسام النقدي والمصرفي، الذي كرسته مليشيا الحوثي بصورة نهائية في أواخر 2019.

وأضاف صالح في تصريح خاص لـ"عربي21" أن هذه العقوبات وفقاً لما أعلنته الخزانة الأمريكية " تُمثل جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى شل الموارد المالية للحوثيين" وهو ما يعكس تغيير لافت في الموقف الأمريكي تجاه الأزمة باليمن، خصوصاً على مستوى الأوضاع الاقتصادية والمالية.

وأشار "هذه العقوبات أعتقد أنها سيكون لها تداعيات مباشرة على تحجيم الدور الذي تقوم به جماعة الحوثي في التأثير على القطاع المصرفي والأوضاع النقدية في البلد بشكل عام".

وتابع الصحفي الاقتصادي اليمني: "كما ستضع القطاع المصرفي والبنوك التجارية التي تتواجد مراكزها الرئيسية في صنعاء، أمام تحديات جديدة، حيث من المحتمل أن تزيد الضغوطات التي تواجهها هذه البنوك خصوصا مع استمرار الانقسام النقدي والمصرفي، وإصرار الحوثيين على استخدام سياسات مالية ومصرفية تضع القطاع المصرفي تحت مقصلة العقوبات والعزلة الدولية".

وبحسب صالح فإن هذه العقوبات التي طالت الكيانات المالية للحوثي، "قد تعزز من دور البنك المركزي اليمني في عدن المعترف به دولياً في إدارة السياسة النقدية"، موضحا أنها تشكل دفعة مساندة قوية للسلطات النقدية في الحكومة الشرعية، لاتخاذ أي خطوات في إطار مهامها وأنشطتها لإعادة ضبط الوضع النقدي والمصرفي، وإصلاح الإختلالات التي تعرضت لها المنظومة المصرفية، بفعل الانقسام وازدواج القرارات.

شل الموارد المالية للجماعة
من جانبه، رأى الباحث الاقتصادي اليمني، وحيد الفودعي، أن الخطوة الأمريكية ليست مجرد إجراء عقابي بل جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى شل الموارد المالية للجماعة الحوثية ومحاسبة من يسهم في استمرار الحرب والدمار في اليمن.

وقال الفودعي في منشور على حسابه بموقع "فيسبوك" إن هذه العقوبات تسلط الضوء على ضرورة تعاون دولي أوسع لمكافحة الأنشطة المالية غير المشروعة التي تغذي الحروب والنزاعات في المنطقة، ولتعزيز الأمن والاستقرار لشعوبها.

وحول مدى تأثير قرار العقوبات الأمريكية على البنوك التي تعمل في صنعاء، أكد  على أن هذه البنوك تعمل تحت مظلة أو بتوجيهات من البنك المركزي في صنعاء، فإن التداعيات المحتملة قد تكون متعددة الأبعاد.



وتابع الفودعي بأن البنوك التجارية والمصارف التي تعمل في صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تواجه بالفعل ضغوطًا معقدة نتيجة الانقسام السياسي والاقتصادي في اليمن، وقد يؤدي هذا القرار إلى تعميق عزلتها الدولية.

وذكر أن "أي تعاملات مالية مع الأفراد أو الكيانات المدرجة على لائحة العقوبات قد تضع هذه البنوك في دائرة الاشتباه، مما يعرضها لخطر فقدان ارتباطها بالنظام المصرفي الدولي".

وأضاف الباحث الاقتصادي اليمني أن  الأنظمة المالية العالمية تتطلب الالتزام الصارم بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأي انتهاك لهذه المعايير قد يؤدي إلى فرض قيود إضافية أو حتى عقوبات على هذه البنوك".

كما لفت أيضا إلى أن التعاون بين هذه البنوك والبنك المركزي في صنعاء، الذي يُتهم بالضلوع في أنشطة غير مشروعة، قد يجعلها عرضة للتدقيق الدولي.

وإذا تبين وفقا للفودعي "إن هذه البنوك تسهم بشكل مباشر أو غير مباشر في تنفيذ سياسات مالية تخدم مصالح الجماعة الحوثية أو تُستخدم كأدوات لتمرير الأموال المشبوهة، فقد تواجه إجراءات صارمة تشمل تجميد أصولها أو الحد من تعاملاتها مع البنوك الدولية".

وعلى المستوى المحلي، أوضح الباحث الفودعي  أن هذا القرار قد يؤدي إلى تعقيد العمليات المصرفية في صنعاء، مما يزيد من التحديات التي تواجهها البنوك في ظل بيئة اقتصادية هشة.

ولفت إلى أن التعاملات التجارية قد تتأثر نتيجة انخفاض الثقة وزيادة القيود، مما ينعكس سلبًا على العملاء المحليين والشركات التي تعتمد على البنوك للحصول على التمويل أو تسهيل التجارة، وفق قوله.

كما شملت العقوبات الأمريكية "هاشم إسماعيل المداني"، محافظ البنك المركزي الموالي للحوثيين في صنعاء، الذي اعتبرته الوزارة "المشرف الرئيسي على الأموال المرسلة إلى الحوثيين من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وقد تعاون مع المسؤول المالي الحوثي المدعوم من فيلق القدس، الجمل، لإجراء أنشطة تجارية لصالح الحوثيين".

ومن بين الأشخاص المشمولين بالعقوبات " أحمد محمد حسن الهادي"، وهو مسؤول مالي كبير يقوم بالتنسيق وتسهيل نقل الأموال الحوثية نيابة عن جماعته.

وبحسب الخزانة الأمريكية فإن الحوثيين استخدموا شركات خدمات مالية مقرها صنعاء تحت سيطرتهم لنقل مبالغ كبيرة والالتفاف على العقوبات منها "شركة محمد علي الثور للصرافة (الثور للصرافة)"، التي قامت بجلب تحت إشراف المسؤول المالي الحوثي المدرج على قائمة الولايات المتحدة الأمريكية عبد الله الجمل، ملايين الدولارات نيابة عن شبكة الجمل إلى اليمن لتمكين عمليات غسل الأموال مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وبالمثل، وفقا للوزارة "قام خالد الحزمي وشركته العامة (الحزمي للصرافة) بتحويل أموال إلى شركة دافوس للصرافة والتحويلات المالية (دافوس للصرافة) الخاضعة لسيطرة الجمل والمدرجة على قائمة الولايات المتحدة الأمريكية (دافوس للصرافة) في أوائل عام 2024 لتغطية أصول دافوس للصرافة الخاضعة للعقوبات ومساعدة شبكة الجمل في الالتفاف على العقوبات.

وأضافت الخزانة الأمريكية أن الحوثيين استخدموا أيضا شركات الخدمات المالية للوصول إلى التمويل في الخارج، استخدمت شبكة الجمل أيضًا العملات المشفرة للالتفاف على العقوبات.

وتابعت : "اليوم، أضاف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية خمسة عناوين محفظة يستخدمها الجمل وشبكته إلى قائمة الأشخاص المحظورين والمواطنين المعينين خصيصًا لتعطيل هذه التدفقات المالية".



وفي وقت سابق الشهر الحالي أدرجت واشنطن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين، عبدالقادر المرتضى في قائمة العقوبات المفروضة على الأفراد والكيانات المتورطة بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، عن فرض عدد جديد من العقوبات ضد شبكات تجارية تابعة لحركة "أنصار الله"، وتنظيم "حزب الله" اللبناني، وذلك في "إطار السعي إلى زيادة الضغوط على إيران وأذرعها".

وأوضحت الوزارة، عبر بيان لها حينئذ، أنّ "العقوبات استهدفت شركات وأفرادا وسفنا متّهمة بالتورّط في شحن سلع إيرانية، بما في ذلك النفط والغاز المسال، إلى اليمن والإمارات نيابة عن شبكة تابعة لمسؤول مالي حوثي".

مقالات مشابهة

  • محامٍ يكشف تفاصيل اختطاف تاجر من قبل الحوثيين بصنعاء
  • "بلدي مسقط" يناقش بيان "النقل" حول آلية تشغيل ميناء السلطان قابوس لأغراض تجارية
  • قبل دحولها الميناء.. لحظة ضبط شاحنة داخلها مخدرات بـ4 مليارات جنيه| فيديو
  • "ليبرمان" يدعو لمهاجمة ميناء الحديدة وكل بنى الطاقة في اليمن
  • ما تأثير العقوبات الأمريكية على رئيس البنك المركزي بصنعاء على القطاع المصرفي؟
  • الحوثي يطالب بعثة أونمها بتحمل مسؤولياتها وإدانة العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة
  • الحوثيون يتجاهلون جثث المدنيين من ضحايا القصف الإسرائيلي على ميناء الحديدة
  • خلال تدشينه استئناف العمل في ميناء الحديدة.. وزير النقل يؤكد: سنستهدف الصهاينة في مقراتهم الحيوية والعسكرية
  • استئناف العمل في ميناء الحديدة