تعدّ المفاهيم أساسية للوصول إلى السلام الداخلي والراحة النفسية هي مفاهيم تحتاج إلى صبر و تكرار حتى تصبح عادة، وتعدّ المسامحة أحد أهم مفاهيم السلامة النفسية التي تسمح لنا بالتحرر من الألم والغضب الناتجين عن أخطاء الآخرين، ومسامحة الآخرين لا يعني نسيان الأخطاء أو التخلي عن الحقوق، بل يعني التحرر من الوزن الثقيل الذي يخلفه الغضب، ومن ثم يتحول إلى كراهية.
تعدّ المسامحة عملية داخلية تتطلب الكثير من الشجاعة والإرادة والتمرن حيث أن المسامحة تنشأ بتقبل الواقع وتسليمه دون محاولة لتغيير الماضي، ولا يعني أننا نقبل السلوك الخاطئ، بل نرفض الاستمرار في تعذيب أنفسنا بسبب أخطاء الآخرين في حقنا، ودون أن نضع الألم الذي خلّفه أخطاء الآخرين نصب أعيننا حتى لا ندخل في دوامة من اللوم والحقد.
وممّا لا شك فيه أن مسامحة الآخرين، تمنح الأفراد فرصة للتخلص من الألم و من التساؤلات ومن إنكار الجرح.
لذلك، تعتمد سيكولوجية المسامحة على الارادة القوية في تخّليص الذات من عبء مخلفات المواقف المؤلمة و الجارحة، كما أن المسامحة هي رمز القوة و الشجاعة و النُبُل في نفس الفرد.
إن مسامحة الآخرين ضرورة من ضروريات الحياة السليمة و السلامة النفسية من كل ما يؤثر سلباً على الذات. ويكمن السر الأكبر في التخلص من الضغينة و الحقد اللذين يتكونان تباعًا مع تراكم المواقف و تكرارها، وحينما يتحرر الفرد من هذه المشاعر، فإنه يمنح لذاته القدرة الكاملة على تحقيق السلام.
وربما يعتقد البعض أنه قام بإهانة ذاته من خلال هذه المسامحة، حيث ينشأ لديه شعور بعدم رد حقه إليه وهذا من تأثير الذات السلبية والتي حينما تغضب تحقد تأبى إلا أن تأخذ حقها و هذه ليست طبيعة الأفراد في الأصل. فيجب على الفرد أن لا يسمح للضعف أن يحل محل القوة، ولا للضغينة أن تحل محل النقاء، وأن يسعى إلى تحقيق السلام من خلال المسامحة.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
القاهرة الإخبارية: استعدادات مصرية مكثفة لاستقبال المصابين من غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد همام مجاهد، موفد قناة «القاهرة الإخبارية» من أمام معبر رفح، أن المعبر فُتح اليوم من الجانب المصري بعد إغلاقه منذ مايو 2024، وذلك نتيجة لاحتلال القوات الإسرائيلية للجانب الفلسطيني منه.
أوضح “مجاهد”، خلال رسالته على الهواء، أن فتح المعبر جاء بعد اتفاق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية و قطرية وأمريكية، مع التركيز على السماح بنقل الجرحى والمصابين الفلسطينيين، وخصوصًا الأطفال.
وأشار إلى أن عشرات سيارات الإسعاف مصطفة داخل المعبر على الجانب المصري، فيما جهّزت المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى.
ومن المتوقع أن يتم السماح لهم بالعبور خلال الأيام المقبلة.
ولفت إلى أن الأمم المتحدة أفادت بأن نحو 2,500 طفل فلسطيني بحاجة ماسة وعاجلة للإجلاء الطبي من غزة، حيث يُعد معبر رفح الممر الوحيد لنقلهم إلى المستشفيات المصرية أو مستشفيات في دول أخرى.