قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن الحوثيين عدو إسرائيل في اليمن يثبت صعوبة ردعهم حتى اللحظة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.

 

وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن المسلحين الحوثيين لم يتراجعوا عن هجماتهم على الشحن العالمي وإسرائيل على الرغم من الحملة الأمريكية لوقفهم".

 

وتابعت "على الرغم من مئات الضربات الأمريكية وحلفائها ونشر أسطول بحري أمريكي في البحر الأحمر، فقد واصل المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن إيقاع طبول ثابتة من الهجمات على الشحن التجاري الذي يمر عبر الممر المائي الحيوي وإطلاق الصواريخ على إسرائيل".

 

وأردفت "لقد توقفت الجماعات الأخرى المدعومة من إيران، من حماس في غزة، وحزب الله في لبنان إلى نظام الدكتاتور السوري المخلوع بشار الأسد، عن القتال، على الأقل في الوقت الحالي".

 

واستدركت "مع ذلك، يواصل الحوثيون، وهم منظمة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة، تعطيل التجارة العالمية، مما يتسبب في خسائر بمليارات الدولارات وإجبار شركات الشحن على إعادة توجيه البضائع أو تشغيل مجموعة من الصواريخ والطائرات بدون طيار. ويقولون إنهم لن يتوقفوا حتى تتوقف إسرائيل عن القتال في غزة".

 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة دمر حوالي 450 طائرة بدون طيار للحوثيين. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت إن التحالف قمع بعض الهجمات الصاروخية المضادة للسفن، ويستخدم أيضًا الضغوط الدبلوماسية والعقوبات لوقف المشتريات غير المشروعة للمجموعة.

 

وحسب التقرير "لكن طرق التجارة في البحر الأحمر لا تزال مشلولة. فقد تمكنت صواريخ الحوثيين من الإفلات من الدفاعات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وضرب الجيش الأميركي مراكز قيادة الحوثيين ومخابئ الأسلحة مساء السبت ردا على ذلك".

 

وقال سافيت إن الحوثيين "يغرقون السفن ويقتلون البحارة المدنيين الذين لا علاقة لهم بإسرائيل أو غزة بأي حال من الأحوال، بل ويهاجمون السفن التي تنقل الغذاء والمساعدات الإنسانية الحيوية للشعب اليمني". وباعتبارهم أحد آخر حلفاء إيران، فقد تعززت مكانتهم في محور المقاومة في طهران ــ شبكة الميليشيات الإقليمية المعادية لإسرائيل والغرب.

 

ويقول بعض المحللين إنهم قلقون من أن إيران قد تركز الآن المزيد من الموارد على تمويل وتدريب الجماعة. وقال أسامة الروحاني، مدير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مستقل، "الحوثيون لا يهتمون بما يخسرونه كيمنيين. إنهم يريدون الفوز كميليشيا ومواجهة القوى العالمية".

 

وحسب التقرير فقد صمد الحوثيون في وجه حملة استمرت قرابة عقد من الزمان شنتها المملكة العربية السعودية بهدف الإطاحة بهم. وفي الوقت نفسه، ساعدت إيران وحزب الله في تحويل المجموعة إلى قوة متطورة تقنيًا قادرة على استهداف البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

يضيف أن محاربة إسرائيل تعزز شعبية الحوثيين في الداخل وتشتت الانتباه عن الوضع الاقتصادي البائس في اليمن، والذي لم تفعل الميليشيا المتمردة الكثير لتحسينه منذ ترسيخ حكمها الاستبدادي الإسلامي بعد الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014.

 

قال يوئيل جوزانسكي، الخبير السابق في شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي والآن في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، "إنهم ليس لديهم الكثير ليخسروه. لا يمكن ردعهم".

 

وترى الصحيفة الأمريكية أن الحوثيين أقل خبرة وأقل تسليحًا بشكل كبير من حلفاء إيران الآخرين مثل حزب الله. لكن في الأشهر الأخيرة، أعرب المسؤولون الأمريكيون والدوليون عن قلقهم من حصول الحوثيين على إمكانية الوصول إلى تكنولوجيا الصواريخ والطائرات بدون طيار الأكثر تطوراً من إيران.

 

وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا قدمت بيانات الاستهداف للمتمردين أثناء مهاجمتهم للسفن الغربية في البحر الأحمر وتفكر في تسليم صواريخ مضادة للسفن للحوثيين.

 

وقال تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "إن حجم وطبيعة ومدى نقل المعدات العسكرية والتكنولوجيا المتنوعة المقدمة للحوثيين من مصادر خارجية، بما في ذلك الدعم المالي وتدريب مقاتليها، أمر غير مسبوق".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا اسرائيل الحوثي البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

ردا على إجراءات واشنطن.. كندا والمكسيك والصين تفرض رسوما جمركية على البضائع الأمريكية

أعلنت كل من كندا، المكسيك، والصين أنها ستفرض رسوما جمركية على البضائع الأمريكية الواردة إليها وذلك على ردا قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بفرض تعرفة جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية والمكسيكية إلى أمريكا، و10% على الواردات الصينية.

وقال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو إنّ “الرسوم الجمركية تنتهك اتفاقية التجارة الحرة التي تفاوضنا عليها من قبل”.

وأكّد أنّ “الرسوم الجمركية ستخلف عواقب حقيقية على الشعب الأميركي والمسار الأفضل هو الشراكة مع كندا وليس معاقبتنا”.

وتوعد بأنّ “كندا سترد برسوم جمركية بنسبة 25% على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي”، مضيفاً أنّ “الرسوم الجمركية الجديدة تشمل جزءاً فورياً على سلع بقيمة 30 مليار دولار كندي اعتباراً من يوم الثلاثاء المقبل”.

وأوضح ترودو أن بلاده تدرس تدابير عدّة غير جمركية بما في ذلك بعض تدابير تتعلق بالمعادن والطاقة والشراكات الأخرى مع الولايات المتحدة.

وأضاف “نعمل مع المكسيك لمواجهة الرسوم الأمريكية وأدعو الكنديين لشراء المنتجات المحلية والتفكير في قضاء العطلات داخل البلاد”.

وكانت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي، حذّرت من أن الولايات المتحدة قد تُضطر إلى شراء النفط من “منافسين جيوسياسيين، مثل فنزويلا” على حدّ تعبيرها، في حال فرضت واشنطن رسوماً جمركية تعطّل التجارة مع كندا.

وتوعّدت، في حديث سابق، بأن يدفع الأمريكيون “رسم ترامب الجمركي”، إذا عمد إلى زيادة الرسوم الجمركية على السلع الكندية، مؤكدةً أنّ ذلك سيسبب “أكبر حرب تجارية بين البلدين منذ عقود”.

المكسيك سنتخذ تدابير جمركية وغير جمركية تجاه واشنطن

من جانبها، أكّدت الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم رداً على ترامب أنها “كلّفت وزير الاقتصاد باتخاذ تدابير جمركية وغير جمركية، دفاعاً عن مصالح المكسيك”.

وصرّحت بأنها “ترفض بشكل قاطع افتراءات البيت الأبيض بشأن تحالف الحكومة المكسيكية مع منظمات إجرامية، ونرفض أي نية للتدخل في بلادنا”.

في السياق ذاته، قال وزير الاقتصاد المكسيكي رداً على سؤال حول خيارات بلاده بعد فرض ترامب تعرفات جمركية على الواردات المكسيكية: “سننتصر”.

الصين: سنتخذ إجراءات مماثلة

بدورها، قالت وزارة التجارة الصينية إنّ “فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية يشكل انتهاكاً خطراً لقواعد منظمة التجارة العالمية”، داعية واشنطن إلى الدخول في حوار بناء وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين.

وقالت وزارة التجارة الصينية إن “الصين تعرب عن استيائها الشديد من هذا الأمر وتعارضه بشدة”، وذلك ردا على فرض نسبة 10% على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.

وأضافت أن “الجانب الصيني يدعو الولايات المتحدة إلى تصحيح تصرفاتها الخاطئة والالتقاء بالصين في منتصف الطريق، ومعالجة المشاكل على أساس مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل، وإجراء حوار صريح، وتعزيز التعاون وإدارة الخلافات”.

ورأت أن مثل هذا الصراع لا يخدم مصالح أي طرف، وغير مجدي للاقتصاد العالمي.

وفي السياق ذاته، شددت وزارة الخارجية الصينية على أنّه “لن يكون هناك فائزون في الحروب التجارية”، مؤكدة أنها “ستتخذ الإجراءات المضادة الضرورية للرسوم الجمركية الأمريكية”.

وفي وقتٍ سابق من مساء أمس، وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً لبدء سريان التعرفات الجمركية الجديدة بشأن الرسوم على الصادرات من 3 أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة، هم كندا، المكسيك، والصين.

يُشار إلى أنّ فرض تعرفات جمركية شاملة على أكبر 3 شركاء تجاريين للولايات المتحدة يحمل مخاطر لترامب الذي فاز في انتخابات نوفمبر الفائت على خلفية استياء عام من تكاليف المعيشة.

مقالات مشابهة

  • ردا على إجراءات واشنطن.. كندا والمكسيك والصين تفرض رسوما جمركية على البضائع الأمريكية
  • "يديعوت أحرونوت": نتنياهو يواجه مهمة حرجة في اجتماعه بترامب ويحمل خمس أولويات بينها المحادثات مع السعودية (ترجمة خاصة)
  • واشنطن تخطط لتحالف عسكري جديد للقضاء على الحوثيين في اليمن
  • تقرير: إسرائيل تشكو من تمويل إيران لحزب الله بحقائب من النقود عبر مطار بيروت
  • السلطة تبلغ واشنطن باستعدادها للصدام مع حماس بهدف السيطرة على غزة
  • تقرير أمريكي: تكتيكات الحرب في البحر الأحمر ستفيد واشنطن في صراع محتمل مع الصين (ترجمة خاصة)
  • سيناتور أمريكي: يجب إغلاق مكتب الحوثيين بمسقط.. وإيران سوف تهزم على يد اليمنيين
  • تقرير أمريكي: طاقم برج المراقبة لم يكن طبيعيًا وقت اصطدام الطائرتين
  • تقرير: إسرائيل تقطع علاقاتها مع وكالة الأونروا
  • تسريبات لقرار مرتقب بتغيير سفير اليمن في واشنطن الحضرمي