الموت يغيّب صاحب العدسة الساحرة حيدر فؤاد
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
غيّب الموت، أمس الاثنين، الزميل حيدر حسن فؤاد، رئيس قســـم التصوير الصحفي السابق في «الخليج»، عن عمر يناهـــز 75 عاماً، أمضى منها 40 عاماً في معشوقته «الخليج»؛ حيث أسهم الراحل، ومن خلال عدسته الساحرة في توثيق عشرات آلاف الصور الصحفية لفعاليات وأحداث بارزة فــي دولة الإمارات العــربية المتحدة.
التحق الراحل بـ «الخليج» في مطلع 1980، ثم أوكل إليه منصب رئيس قسم التصوير الصحفي في 1991- 2020، وكانت له بعض الكتابات الصحفية في «الخليج»، وتتلمذ على يديه العشرات من الزملاء المصوّرين، ولم يبخل قطّ في منح الزملاء عصارة خبراته الطويلة، من خلال توجيههم ونصحهم، فكان بمثابة الزميل والأخ الأكبر والأب أحياناً لدى البعض من العاملين في قطاع التصوير الصحفي. الصورة
وامتاز الراحل بمهنيته الفذة؛ حيث فاز بالعديد من الجوائز المحلية والدولية المتعلقة بالصورة الصحفية، أبرزها جائزة تريم عمران للصحافة المحلية في دورتها السادسة عام 2009 عن صورة تتعلق بتراث الدولة، إلى جانب جوائز ضمن «مهرجان دبي للتسوق» و«صيف دبي»، إضافة إلى جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي.
يذكر أن الراحل فؤاد من مواليد جمهورية السودان عام 1949، وبدأ مسيرته بالعمل في العديد من الصحف السودانية، منها «الأيام» و«الصحافة»، ثم انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أمضى فيها ما يزيد على 4 عقود.
وتتقدم «الخليج» بخالص تعازيها إلـى أسرة الفقيد، سائلةً الله تعالـــــى أن يتغمده برحمته، ويُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وقدم حشد كبير من الصحفيين وعدد من الشخصيات العامة، واجب العزاء في وفاة الزميل حيدر حسن فؤاد، وذلك بمجلس العزاء في المركز الاجتماعي السوداني بمنطقة القادسية في الشارقة.
وأعرب المعزون عن خالص تعازيهم وصادق مواساتهم لأسرة الفقيد.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات صحيفة الخليج تعزية
إقرأ أيضاً:
السيد حيدر الملا وحكاية ( اگرع يعير ابو حبة)
بقلم: فالح حسون الدراجي ..
انتشر فيديو خلال اليومين الماضيين، يظهر فيه النائب السابق حيدر الملا في مقابلة تلفزيونية، لا اعرف أين جرت، ولا اعرف من هو الزميل البارع الذي أجرى هذه المقابلة.. المهم ان الملا ظهر في هذا الفيديو وهو يتحدث بشماتة عن هروب بشار الأسد، منتقداً أداءه في المعارك التي جرت مع قوات تحرير الشام قبل سقوط نظامه، معيباً عليه قيادة المعركة من أرض (قاعدة روسية) في سوريا وليس من غيرها..!
وقبل ان يكمل حيدر الملا حديثه و( يفوت بزوده) كما يقولون، رد عليه مقدم البرنامج بتعليق بسيط، وقع عليه وقوع الصاعقة فتلعثم ( أبو الحيادر)، وارتبك، وتعكر مزاجه، وانقلبت أحواله، وضاعت الكلمات من فوق لسانه، فاستعاض عنها بحركات مبهمة من وجهه ويديه بدت اكثر تلعثماً وارتباكاً، فظهر الرجل وكأن خبراً فاجعاً تلقاه لاسمح الله في تلك اللحظة، بينما التعليق برأيي كان طبيعياً لا يستدعي كل هذا التلعثم والتغير والارتباك الكبير..
لقد قال الملا في هذا الفيديو مخاطباً بشار الأسد بقوله :
” يعني إنت تترك شعبك، وتروح تدير معركة من قاعدة روسية” ؟!
فاجابه مقدم البرنامج بشكل مباشر وهادئ :
“أحسن من الحفرة” !!
لقد زلزلت كلمة (الحفرة ) كيان السيد الملا، وجعلته يخوط بصف الإستكان كما يقول المثل الشعبي.. بينما المفترض به – وهو السياسي البارع، وصاحب التجربة السياسية التي تجاوزت العشرين عاماً – أن يستوعب هذا التعليق، بل وأن يؤيده، فالمنطق والواقع يقول ان القتال في ارض البلاد حتى لو كانت ارض قاعدة روسية صديقة، أفضل بكثير من الإختباء بحفرة، واخراجه منها بشكل مخزٍ يجلب العار له ولأسرته وعشيرته وحزبه، بل وللأمة العربية (المجيدة)، التي كانت تفتخر بجرذ يقودها، بل وظلت على فخرها بهذا البطل القومي ولم تتراجع عنه حتى بعد أن ظهر أمام العالم مذعوراً بين يدي الجنود الأمريكيين وهم يعبثون به وبفمه وأسنانه و (أشيائه) !
لقد صدمت – شخصياً – وأنا ارى وأسمع شماتة البعثيين العراقيين برفاقهم البعثيين السوريين بعد هروب بشار الأسد إلى روسيا، وكأن قائدهم صدام حسين لم يهرب من المواجهة، ولم يختبئ في حفرة قذرة، او كأنه قاتل المحتلين حتى آخر طلقة في رشاشته، ليصوبها إلى رأسه وينتحر بشرف كما فعلها من قبل قادة شجعان، لم يصدعوا قط رؤوس الناس بخطاباتهم وادعاءاتهم وعنترياتهم ..! إن مشكلة الكثير من الناس في أمتنا العربية، ومن بينهم بعثيو العراق، انهم لا ينظرون إلى عيوبهم، وأخطائهم، وفضائحهم، إنما فقط صوب أخطاء الآخر، حتى لو كان هذا الآخر شبيههم، ومن ذات الفصيلة العراقية ..
أنا لا أتحدث عن السيد النائب السابق حيدر الملا، بقدر ما أتحدث عن العرب جميعاً، فالليبيون الذين قُتل زعيمهم معمر القذافي بعد أن ألقي عليه القبض وهو يهرب مع حراسه، والكويتيون الذين هربت قيادتهم قبل أن يدخل الجيش العراقي أرض الكويت يوم الثاني من آب 1990، والتونسيون الذين هرب رئيسهم تاركاً الجمل بما حمل الى الاخوان المسلمين، وعشرات الزعماء والقادة العرب الذين هربوا من ساحات المواجهة في طول التاريخ وعرضه، تاركين جيوشهم وشعوبهم أمام مصائرهم المجهولة.. أقول إن العرب أولى من غيرهم بالنظر إلى عيوبهم وفضائحهم قبل ان ينظروا ويعيّروا غيرهم .. لذلك نجد أن العراقيين الطيبين اختصروا كل هذا بمثل شعبي بسيط قالوا فيه: (أگرع يعيّر أبو حبة) !
وقد قال آخرون غيرنا: ( لو نظر الناس إلى عيوبهم ما كانوا نظروا في عيوب الناس )!! وهي لعمري عبارة دالة وصريحة تعني أن الناس ينظرون إلى عيوب ونقاط ضعف الآخرين بدلاً من النظر لعيوبهم الخاصة.
وهذا يعكس طبيعة الإنسان وطبيعة العلاقات الإنسانية، فعادة ما يكون الناس أكثر تركيزاً على ما يزعجهم في الآخرين بدلاً من ملاحظة ما يمكن أن يزعج الآخرين فيهم..
ختاماً أود من السادة ( الگرعان) أن لا يعيّروا أشقاءهم ( أهل الحبة) لان الفرق بين الگرعة والحبة لا يختلف عن الفرق بين قتال بشار الأسد من قاعدة روسية، واختباء ابو عدي في حفرة قذرة !!
فالح حسون الدراجي