هل يخدم الإفراج عن أموال إيرانية مجمّدة مصالح أمريكا؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
هل يخدم الإفراج عن مليارات الدولارات من أموال إيران المُجمّدة بسبب العقوبات مصالح الأمن القومي الأمريكي؟
هذه التصرفات تُضعف الدبلوماسية الأمريكية مستقبلاً
كان وزير الخارجية أنتوني بلينكن صرح بأنه "لن تُخفَّف العقوبات على إيران مطلقاً.."، ولكن إريك ماندل، مدير شبكة المعلومات السياسية الشرق أوسطية وشركة "ماندل ستراتيجيز" يسأل في مقاله في موقع "ذا هيل" الأمريكي: "كيف يمكننا استيعاب هذا التصريح؟ إذا أفرجت الولايات المتحدة عن الأموال نفسها المُجمّدة بسبب العقوبات، ألا يُعد ذلك ضرباً من "تخفيف للعقوبات"؟.
وقال ماندل إن ما يراه العالم هو انصياع الولايات المتحدة لمطالب الملالي في إطار صفقة مقايضة.. فإذا أطلقت إيران سراح أربعة رهائن أمريكيين، تحرر واشنطن الأصول الإيرانية المُحتجزة في كوريا الجنوبية، وربما حتى أموال المشتريات العراقية للكهرباء الإيرانية المجمدة.
"Biden’s release of frozen Iranian funds undermines US sanctions worldwide" (@TheHillOpinion) https://t.co/hWo4CoKUcv pic.twitter.com/0TvHIfnoK9
— The Hill (@thehill) August 18, 2023وبحسب ما جاء في صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد تم التحفظ على هذه الأموال لأن الإدارة الأمريكية السابقة "شددت العقوبات" على صادرات النفط الإيرانية.
وأضاف الكاتب: "يُفترض أن الإيرانيين وعدوا بعدم شن هجوم على الجنود الأمريكيين في سوريا والعراق كجزءٍ من صفقة غير رسمية، تذكرنا بالوعود الشفهية غير المعلنة التي قُطعت لإيران خلال الاتفاق النووي للرئيس السابق باراك أوباما عام 2015".
شبحوأشار الكاتب إلى أن هذه الصفقة شبيهة بما حدث عندما زعمت إدارة أوباما أن 1.7 مليار دولار نقداً أرسلتها الإدارة إلى إيران عام 2016، للإفراج عن أربعة رهائن أمريكيين ليست في حقيقة الأمر فدية.. فقد عُدّت هذه الأموال مكافأة لنظام يهين أمريكا، ويرسل رسالة لجميع دول العالم تشي بالعجز الأمريكي وضعف عزيمتها.
وتابع ماندل: السؤال الأوسع نطاقاً في هذا السياق، هو كيف يمكن أن نتوقع من دول مثل تركيا والهند وغيرها في أوروبا، فرض عقوبات ثانوية أمريكية على روسيا وإيران والصين والتخلي عن مصالحها الخاصة، في حين أن بايدن وبلينكن يتصرفان على نحو يقوض عقوباتنا؟
وبياناً للموقف، تحظر العقوبات "الأساسية" على المواطنين والشركات الأمريكية الاستثمار في الدول أو مع الأشخاص الخاضعين للعقوبات الأمريكية، ومثال على ذلك عقوبات الحكومة الأمريكية ضد إيران وروسيا، أما العقوبات الثانوية فهي بمنزلة محاولة لإرغام مواطنين غير أمريكيين ودول أخرى، على تعطيل الأعمال التجارية وغيرها من الأنشطة، مع الدول الخاضعة للعقوبات الأمريكية.
Are American national security interests served by the release of billions of dollars of Iranian funds frozen by U.S. sanctions under the Trump administration? According to Secretary of State Antony Blinken, “Iran will not be receiving any sanctionshttps://t.co/v7I4MwG3PC
— MSN Money (@MSN_Money) August 18, 2023ولتؤتي العقوبات الأمريكية الأساسية ثمارها، يرى الكاتب أنه يتعين على حلفاء أمريكا فرض عقوبات ثانوية، إذ تعطي خياراً بسيطاً إما بمزاولة الأعمال مع الدول الخاضعة للعقوبات، وإما مزاولتها مع أمريكا.
اشتهرت إدارة أوباما بإخفاقها في تنفيذ العقوبات الأساسية والثانوية بشكل انتقائي ضد إيران، وأسفر ذلك عن صفقة نووية عقيمة أضاعت بها أمريكا ورقتها الرابحة إلى حد كبير، إذ انصاعت لطلب إيران بتخصيب اليورانيوم.
وادعاء الإدارة أن الأموال المُجمدة المقدرة بالمليارات في كوريا الجنوبية ستستخدمها إيران لأغراض إنسانية لا يُصدقه عقل، حسب الكاتب، مشيراً إلى أن النظام الإيراني أعلى منذ عقود من أهمية تسليح جيشه والميليشيات التي تعمل بالوكالة عنه، فوق أي اعتبارات "إنسانية".
وحقيقة الأمر أن البعض في إيران ينفون علناً أن هناك أي شروط أو قيود حتى على كيفية إنفاق هذه الأموال، ويزعمون أن "طهران سيكون لها حرية التصرف في الأموال" في هذه الصفقة.
احتجاز الرهائن فكرة مربحةوقال كريم سادجادبور من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "ستعزز هذه الصفقة لدى الحرس الثوري الإيراني، أن فكرة احتجاز الرهائن ممارسة مربحة وزهيدة التكلفة".
اتفاق نووي سري؟وتساءل الكاتب مجدداً: هل استمالة الملالي بالمال مقدمة لاتفاق نووي سري بين إدارة بادين وإيران بعيداً عن أعين الكونغرس؟ وهل هذه هي خطة بايدن لتأجيل التعاطي مع الملف النووي إلى ما بعد انتخابات عام 2024؟
لعل إيران تخطو بالفعل خطوات للحد من كميات اليورانيوم المُخصب.. فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" أن اتفاقاً غير مكتوب بين بايدن وإيران "التزمت بموجبه إيران بالإعراض عن تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 60%، مقابل الإفراج عن أصول إيرانية بقيمة 20 مليار دولار قد بدأ يدخل حيز التنفيذ فعلاً"،غير أن تقييد تخصيب اليورانيوم عند مستوى 60% لا ينبغي أن يخدع أحداً، إذ يمكن تخصيب اليورانيوم نفسه إلى مستوى 90% الضروري لإنتاج أسلحة نووية في غضون بضعة أسابيع.
دولة بوليسيةوقال الكاتب إن هذه هي إيران نفسها التي تدير دولة بوليسية تقمع مواطنيها، وترسل طائرات مسيرة إلى روسيا لضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، وتستولي على ناقلات نفط في الخليج العربي، لإثبات قدرتها على تضييق الخناق على طريق عبور الوقود الأحفوري الأكثر إستراتيجية في العالم أجمع.
تمويل الإرهابوأضاف ماندل: يجوز لنا أن نحتفل على المستوى الإنساني بإطلاق إيران سراح رهائن احتجزتهم بالمخالفة للقانون.. ولكن، من منظور الأمن القومي الأمريكي، يشجع هذا التصرف على المزيد من عمليات اختطاف المواطنين الأمريكيين، وفي الوقت عينه يساعد على تمويل الإرهابيين، الذين تسيطر عليهم إيران ويستغلون الأموال للتوسع في بلاد الشام.
ويخلص الكاتب إلى أن "هذه التصرفات تضعف الدبلوماسية الأمريكية مستقبلاً وتجعل من الصعب إقناع الدول الحليفة بتحمل المشاق الاقتصادية بمشاركتها في تنفيذ عقوباتنا الثانوية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الملف النووي الإيراني
إقرأ أيضاً:
ترامب يوقع اليوم أولى العقوبات على إيران.. مزلزلة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)
كشف مسؤول أمريكي رفيع المستوى في تصريحات له، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سيوقع اليوم توجيهًا يتضمن إجراءات جديدة ضد إيران تهدف إلى منعها من الحصول على سلاح نووي.
وأوضح المسؤول أنه ضمن الأوامر التي سيوقعها الرئيس اليوم، ستكون هناك خطوات إضافية لإعادة تفعيل سياسة الضغط القصوى على طهران، وهي السياسة التي اتبعتها الإدارة الأمريكية السابقة بهدف تقليص قدرة إيران على الحصول على الأسلحة النووية، وكذلك الحد من نفوذها الإقليمي.
اقرأ أيضاً أول مسؤول بحكومة بن مبارك يعود إلى عدن بعد تهديدات السعودية بعزل جماعي 4 فبراير، 2025 سر معركة "ردع العدوان" يكشفه الشرع لأول مرة: ماذا أخفى عن مقاتليه؟ 4 فبراير، 2025كما أضاف المسؤول أن هذا التوجيه يتضمن توجيهًا لوزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية جديدة على إيران، بهدف تشديد الحصار الاقتصادي عليها، ومنعها من الوصول إلى أي وسائل أو طرق قد تساعدها في تطوير قدراتها النووية.
تأتي هذه الخطوات في سياق الحملة الأمريكية المستمرة التي تهدف إلى حرمان إيران من جميع المصادر التي يمكن أن تستخدمها في مشروعها النووي، سواء من خلال العقوبات المالية أو الاقتصادية، أو من خلال الضغط على الدول التي تتعاون مع إيران.
وفي إطار هذه السياسة الجديدة، أشار المسؤول إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية ستتعاون مع وزارة الخزانة لتنفيذ حملة تهدف إلى تقليص صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.
ويُعد هذا التوجه جزءًا من الاستراتيجية الأمريكية الأوسع لزيادة الضغط على طهران، بعد أن انسحب الرئيس ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، والذي كان قد أُبرم في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وتعتبر العقوبات الاقتصادية جزءًا مهمًا من هذا التوجيه، حيث تهدف إلى تقليل إيرادات النفط الإيرانية بشكل كبير، وهو ما سيؤثر على قدرة إيران على تمويل برامجها النووية، فضلاً عن ضغوط اقتصادية إضافية على النظام الإيراني.