في خضم الجهود الأمريكية للحد من قدرات الصين في تصنيع الرقائق الإلكترونية، أكدت وزيرة التجارة الأميركية، جينا ريموندو، أن محاولة كبح جماح الصين تُعد "مهمة بلا جدوى".

وأشارت الوزيرة إلى أن قانون "الرقائق والعلوم" (CHIPS and Science Act) الذي أقرّته إدارة بايدن أكثر أهمية من فرض قيود التصدير.

يهدف قانون العقوبات الحالي إلى منع وصول الشرائح المتقدمة، مثل رقائق الجيل الخامس (5G)، إلى الجيش الصيني.


 

ميزانية ضخمة لتطوير البنية التحتية للرقائق في أميركا

بفضل قانون "الرقائق والعلوم"، تجاوزت استثمارات الولايات المتحدة في بنيتها التحتية للرقائق العام الماضي ما أنفقته خلال الـ 28 عامًا الماضية مجتمعة.

ورغم هذه الاستثمارات، واصلت إدارة بايدن جهودها لمنع الشركات الصينية من شراء الشرائح الأميركية أو المعدات اللازمة لتصنيعها، خاصة تلك التي تنتجها شركة ASML الهولندية.

تُعد ASML الشركة الوحيدة عالميًا التي تصنع أجهزة الطباعة الحجرية فوق البنفسجية المتطرفة (EUV Lithography)، والتي تُستخدم في تصنيع رقائق متقدمة ذات خطوط أدق من شعرة الإنسان.

بغياب هذه التقنية، تعتمد أكبر شركة صينية لصناعة الرقائق، SMIC، على أجهزة قديمة تستخدم الطباعة الحجرية فوق البنفسجية العميقة (DUV) لإنتاج رقائق بدقة 7 نانومتر، مما يضعها في موقف تنافسي ضعيف مقارنة بالرقائق المتقدمة التي تُنتج بتقنيات 3 نانومتر.
 

عقوبات أم "مطبات سرعة"؟

تعتبر ريموندو أن القيود والعقوبات الأميركية ما هي إلا "مطبات سرعة" لن تمنع الصين من تحقيق هدفها بالسيطرة على التكنولوجيا العالمية.

وخلال زيارتها إلى الصين العام الماضي، تزامن ذلك مع إعلان هواوي عن هاتف Mate 60 Pro، أول هاتف يدعم تقنية 5G باستخدام شريحة داخلية منذ عام 2020.

ورغم شعور المسؤولين الأميركيين بالقلق تجاه تقدم التكنولوجيا الصينية، قللت ريموندو من أهمية الهاتف، مشيرة إلى أن الشريحة المستخدمة تعتمد على تقنية 7 نانومتر القديمة مقارنة بتقنيات 3 نانومتر المستخدمة في أحدث هواتف آيفون. وقالت الوزيرة: "إنه ليس هاتفًا جيدًا للغاية".
 

مستقبل السياسة الأميركية مع الإدارة الجديدة

مع قرب انتهاء ولاية ريموندو، يُتوقع أن تغيّر إدارة ترامب المقبلة سياسات وزارة التجارة.

وتداولت تقارير أن ترامب قد يستبدل الإعانات المخصصة لدعم إنتاج الرقائق في الولايات المتحدة بفرض تعريفات جمركية باهظة، بهدف جذب الشركات لبناء مصانعها داخل أميركا.

لكن سياسة التعريفات تثير تساؤلات بشأن تأثيرها الفعلي. فهذه الرسوم تُعتبر ضرائب على الواردات، يدفعها المستهلكون والشركات الأميركية فقط، ما قد يُحدث ضررًا اقتصاديًا كبيرًا ويُهدد بحدوث ركود اقتصادي.
 

الصين تسعى لتجاوز العقبات التقنية


رغم التحديات، تعمل SMIC وهواوي على تطوير تقنيات بديلة لجهاز الطباعة الحجرية EUV.

تُعد هذه الجهود جزءًا من مساعي الصين المستمرة للتنافس مع الهواتف الذكية التي تعتمد على رقائق أكثر كفاءة وسرعة.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصين الرقائق الإلكترونية امريكا المزيد التی ت

إقرأ أيضاً:

تصعيد تجاري جديد.. الصين تتوعد برد حازم على قرارات أمريكا

بكين-رويترز

 تعهدت وزارة التجارة الصينية اليوم الثلاثاء بالرد على الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على الواردات من ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق اليوم.

وأكدت الوزارة موقف الصين بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول "تحويل اللوم" على بكين بشأن تدفق الفنتانيل.

ومن المتوقع أن تدخل الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 10 بالمئة التي هدد ترامب بفرضها على الصين الأسبوع الماضي حيز التنفيذ في الساعة 0501 بتوقيت جرينتش اليوم الرابع من مارس آذار، مما يرفع الرسوم التراكمية إلى 20 بالمئة ردا على ما يعتبره البيت الأبيض تقاعس الصين عن وقف تدفق تلك المادة المخدرة. تأتي الرسوم الجمركية الجديدة إضافة إلى أخرى سابقة على آلاف السلع الصينية.

وتقول الولايات المتحدة إن الصين تورد المواد الكيماوية المستخدمة في إنتاج الفنتانيل. ونفت الصين ارتكاب أي مخالفات.

وذكرت صحيفة جلوبال تايمز أمس الاثنين أن الصين لديها منتجات زراعية وغذائية أمريكية في مرمى الإجراءات الانتقامية، وسترد بسلسلة من الرسوم الجمركية والتدابير غير الجمركية.

وكانت الصحيفة التابعة للحزب الشيوعي الصيني أول من أورد الخطوات التي تخطط بكين لاتخاذها ردا على فرض الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية على السيارات الكهربائية الصينية العام الماضي.

وقالت وزارة التجارة في بيان "قالت الصين مرارا إن الرسوم الجمركية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية وتقوض نظام التجارة المتعدد الأطراف".

وأضافت "لن تحل مثل هذه الإجراءات مشكلات (الولايات المتحدة) وإنما ستضر بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والولايات المتحدة وتعطل التجارة الدولية المنتظمة".

وقالت الوزارة إن الصين تحث الولايات المتحدة على "سحب" تدابير الرسوم الجمركية الأحادية الجانب، ووصفتها بأنها "غير منطقية ولا أساس لها من الصحة وتضر بالآخرين".

مقالات مشابهة

  • أهم أنظمة الأسلحة الأميركية التي قد تخسرها أوكرانيا
  • أمريكا ترفض خطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها قمة القاهرة
  • وصفة غزة الأميركية لا تخدم السلام وهذه رؤية الصين للعدالة
  • كيف تساعد المعادن الأوكرانية في تقليل اعتماد أمريكا على الصين؟
  • تقرير: الصين قد تستغل مجموعة من الجزر حول أمريكا
  • الصين تفرض رسوما جمركية إضافية على المنتجات الأميركية
  • بعد فرض رسوم جمركية جديدة.. من المستفيد الأكبر من اشتعال الحرب التجارية؟ أمريكا أم الصين!!
  • انخفاض في أسعار الذرة والصويا الذرة وسط الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين
  • تصعيد تجاري جديد.. الصين تتوعد برد حازم على قرارات أمريكا
  • ترامب يعلن استثمارات بقيمة 100 مليار دولار في مجال الرقائق الإلكترونية