تشاؤم إسرائيلي إزاء جبهات الحرب المتعددة بسبب المعركة الداخلية
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
فيما يخوض الاحتلال حرباً على سبع جبهات، فإن القناعة السائدة أن الأضرار الهائلة التي أصابته من هذه الحروب منذ أواخر 2023 لم تعلمه شيئاً، لأن قادته ما زالوا يدفنون رؤوسهم في الرمال، ويرفضون الاعتراف بأن الجبهة الأساسية التي حقق فيه الاحتلال هزيمة نكراء هي المعركة الداخلية.
البروفيسورة يديديا شتيرن رئيسة معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذة القانون بجامعة بار إيلان، لم تتردد في القول إن "المراقب العاقل للوضع الإسرائيلي لابد أن يمزّق شعره، وهو يرى ما الذي ينشغل به قادته في هذه اللحظة التاريخية المصيرية الراهنة، وهو السؤال الأبرز الذي يدور في قلب الجدل العام، في ضوء إعادة تشكيل الشرق الأوسط؛ وغرق الجنود في مستنقع غزة ولبنان وسوريا؛ وقد فُتحت لأول مرة فرصة حقيقية للقضاء على السلاح النووي الإيراني؛ وهناك إدارة جديدة تنهض في واشنطن، والمجتمع والاقتصاد يئنّان تحت أعباء ثقيلة؛ ورغم كل ذلك فلا زال قادة إسرائيل منشغلون في عالم موازي آخر".
انعدام المسئولية
وأضافت في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "قادة الدولة لا يتوانون عن الاستمرار في مهمة حفر القبور للمختطفين المئة، والجنود الذين يسقطون بزيّهم العسكري في وحل غزة، لكنهم يعتبرون هذه المسائل الوجودية ثانوية، مما يكشف عن حالة من الجنون وانعدام المسؤولية التي لا مثيل لها في المنطقة، وتدار بها الدولة في هذه المرحلة الخطيرة وغير المسبوقة، التي تستدعي من قادة الدولة عموما، ورئيس الحكومة خصوصا، أقصى قدر من الاهتمام لهذا الوضع غير المستقر الذي تعيشه الدولة برمّتها".
وأشارت أن "الشواهد على تدهور وضع الدولة في هذه الظروف الاستثنائية أكثر من أن تحصى، لعل أخطرها، أن الإسرائيليين فقدوا دولتهم، ولا يتوانى عدد من قادتهم عن إعلان الدعوة لرفض الخدمة في الجيش؛ فيما يطالب كبار الحاخامات عناصرهم المتشددة، الذين يمثلون ثُمن الجمهور الإسرائيلي، لعدم التجنيد؛ أما وزير القضاء وأعضاء الكنيست فيفكرون برفض أمر المحكمة العليا؛ ويعلن وزير آخر أنه لا يستبعد تغيير النظام القضائي، وكل ذلك يعني في النهاية تقويض القدرة على الحفاظ على حكم القانون في الدولة".
وأكدت أنه "بينما تواصل الآلة الدعائية للحكومة والجيش على ترديد المزاعم الخاصة بتحقيق الانتصار في جبهات القتال الخارجية السبعة، لكن الحقيقة الماثلة أن الدولة تخسر بشكل خطير حربها على الجبهة الداخلية الثامنة، مع العلم أن ثمن الخسارة في هذه الجبهة سيكون البنية التحتية للدولة برمّتها، وهو ما لا يمكن استرداده بسهولة، لأن مؤسسات الدولة في هذه الآونة تفقد الثقة بصورة كاملة في ذاتها، ويتم استخدام النظام السياسي من قبل الأغلبية اليمينية لهدم أركانه وأسسه".
التصدع الداخلي
وأشارت أن "معالم خسارة الاحتلال لحربه الداخلية تتجسد في غياب وتصدع التكافل الاجتماعي في زمن الحرب بين الإسرائيليين، وما مُني به جهاز المناعة القومي من أضرار غير قابلة للترميم، وفي هذه الحالة فإن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق من هم في السلطة، أي رئيس الوزراء والحكومة بأكملها، بسبب مبادرتهم لإطلاق عجلة الانقلاب القانوني فور توليهم السلطة في أواخر 2022، حتى أن الأضرار الهائلة التي خلّفتها سنة 2023 من حروب ومواجهات خارجية لم تعلّمهم شيئا، بدليل عودة ذات الحماقة من جديد في هذه الآونة".
وأوضحت أن "حكومة اليمين لا تتردد في محاولة تغيير قواعد اللعبة السياسية والقانونية من جانب واحد، ودون إجماع إسرائيلي واسع، فيما يكتفي الآخرون بدفن رؤوسهم في الرمال، رغم بدء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للإدلاء بشهادته في المحكمة، وفي الوقت ذاته السماح له بمزاولة مهامه في هذه اللحظة الحرجة، وهي خطوة غير مسبوقة في تاريخ الدولة منذ تأسيسها".
وأكدت أن "الحقيقة المرّة أن الصراع الذي تخوضه الدولة على الجبهات الخارجية المتعددة يسفر عن قلق حقيقي على مستقبلها، وفي الوقت ذاته فإن ساستها ممن يخوضون الحرب الداخلية يفتقرون للمرونة والرؤية الواسعة، بل إن كلا منهم متمترس في تكتله الحزبي، ووجهه مغلق أمام الرأي العام، الذي يتطلب بطبيعته التنازل للآخرين، مما ينفي الحديث عن المساواة في المسؤولية عن الكارثة الوطنية الماثلة، ويحمّل الحكومة مسئولية أكثر من أي جهة أخرى، لأنها تملك السلطة، وعليها واجب استخدامها، وبإمكانها تغيير قواعد اللعبة، رغم أن استطلاعات الرأي تشير أن مستوى الثقة بها منخفض، ولا تحظى بدعم أغلبية الجمهور الإسرائيلي".
ودعت إلى "وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين في الجبهة الداخلية الثامنة، لأنه بدونها فلن يتحقق النصر في الجبهات السبع الأخرى، وسيكون لا قيمة له، وحينها فإن ما يعتبره الإسرائيليون "النصر المطلق" سيكون خسارة لهم جميعاً، وسيجعل الدولة تفتقر لحالة التوازن الداخلي، وسيقوم الجانب الخاسر بترتيب جولة أخرى، وعلى طول الطريق سيخسر الإسرائيليون جميعًا، لأن كل تيار ينظر للآخر انطلاقا من "الدونية الأيديولوجية"، وهذا خطأ فادح، سيزيد من الفجوة الاجتماعية العميقة الحاصلة".
وأشارت أن "قواعد لعبة إدارة النزاع الإسرائيلي الداخلي ليست مستقرة، لأن الأغلبية اليمينية الحالية تحاول حالياً تغيير شكل الدولة من جانب واحد، مما يعني افتقارنا للقدرة على الاتفاق على هوية إسرائيل، ومضمونها القيمي، وبالتالي لا يمكن التوصل لدستور كامل، الذي يحمي قواعد اللعبة السياسية، أي أن الدولة ستبقى مفتقرة لما يمكن اعتباره "الترياق" الضروري للأزمة المتفاقمة حالياً".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي غزة سوريا لبنان إسرائيل غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی هذه
إقرأ أيضاً:
ما سبب زيادة ولادة التوائم.. عالمياً؟
على مستوى العالم، تنجب الأمهات عدداً أقل من الأطفال. ومع ذلك، على الرغم من هذا الانخفاض الملحوظ الأخير في معدلات المواليد، فإن عدد التوائم والثلاثة توائم المولودين أعلى اليوم من أي وقت مضى.
هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها هذا في التاريخ، وفي ورقة بحث جديدة يتوقع الباحثون ارتفاعاً مستمراً في معدلات التوائم.
ووفق "ذا كونفيرسيشن"، ترى الباحثة إليزابيث بايلي من جامعة برمنغهام سيتي أن هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل هذا هو الحال، ويبدو أن الدوافع الاجتماعية مثل الحمل في سن أكبر، والاستخدام الأكبر لعلاجات الخصوبة هي عوامل رئيسية.
المعدل العالميوولادة التوائم أقل شيوعاً، لكنها جزء طبيعي من التكاثر البشري، فحوالي 1 من كل 60 حالة حمل هي ولادة متعددة، سواء كان ذلك توأماً أو ثلاثة توائم أو حتى 6 توائم.
لكن عالمياً الآن، فإن 1 من كل 42 طفلًا يولدون على وجه الأرض هو توأم، وفق "ناشيونال إنستيتوتس أوف هيلث".
ويحدث حمل التوائم عندما يتم تخصيب بويضتين منفصلتين في نفس الوقت، أو عندما تنقسم البويضة المخصبة إلى اثنتين.
كما قد تحدث الولادات المتعددة أيضاً نتيجة "الإباضة المفرطة" - عندما يتم إطلاق أكثر من بويضة واحدة في نفس الدورة.
ومن المرجح أن تحدث هذه الظاهرة لدى النساء مع تقدمهن في السن، بسبب التغيرات في الأنماط الهرمونية للدورة الشهرية مع اقترابهن من سن اليأس.
وعلى الرغم من ندرتها الشديدة، فإن فرط التبويض قد يؤدي أيضاً إلى الحمل الطبيعي لما يُعرف باسم "حالات الحمل المتعددة من الدرجة الأعلى" أي من 3 توائم إلى 9 أطفال.
وتُظهر البيانات من إنجلترا وويلز في عام 2023 أنه بالنسبة للنساء دون سن العشرين، كانت واحدة من كل 2000 حالة ولادة متعددة - ولكن بالنسبة للنساء في سن 35-39، يرتفع هذا إلى واحدة من كل 57.
البلدان منخفضة الدخلوتوقعت الأبحاث الحديثة التي تركز على البلدان منخفضة الدخل ارتفاعاً في حالات الولادة المتعددة في جميع البلدان من عام 2050 إلى عام 2100.
ويقترح الباحثون أن هذه التوقعات مدفوعة بارتفاع أعمار الأمهات في هذه البلدان.
وبحسب "ناشيونال إنستيتوتس أوف هيلث"، يلاحظ "أن عدد الأطفال الذين تشير إليهم معدلات التوائم للفترة 2010-2015 كبير".
مثلاً، يشير معدل التوائم في أمريكا الشمالية إلى أن 3.4% من جميع الأطفال المولودين في أمريكا الشمالية في تلك الفترة كانوا توائم. وتنطبق نفس النسبة على أفريقيا.
اتجاهات الولادةخلال فترة طفرة المواليد من الأربعينيات إلى ستينيات القرن الـ 20، كان عدد المواليد المتعددين في إنجلترا وويلز مثلاً ثابتاً، حول 12-13 لكل 1000 حالة حمل.
وكانت الأمهات في الستينيات ينجبن أطفالهن في متوسط أعمار 26 عامًا - وهو العمر الذي تقل فيه احتمالية الولادة المتعددة.
وفي التسعينيات والعقد الأول من القرن الـ 21، ارتفع معدل المواليد المتعددين في إنجلترا وويلز. ويرجع هذا جزئياً إلى ارتفاع طفيف في متوسط العمر الذي تصبح فيه المرأة أماً لأول مرة، ولكن كان مدفوعاً إلى حد كبير بزيادة استخدام علاجات الخصوبة.
علاجات الخصوبةفي الأيام الأولى لعلاج الخصوبة، كان من الشائع وضع أكثر من جنين واحد لزيادة فرص نجاح الحمل.
وفي تسعينيات القرن الـ 20، ارتفع معدل الحمل المتعدد من علاج الخصوبة إلى 28% (مقارنة بمعدل الحمل الطبيعي بنسبة 1% -2%).
أدت المخاوف بشأن الارتفاع الحاد في الولادات المتعددة بسبب علاجات الخصوبة، وعدد هؤلاء الأطفال الذين يولدون قبل الأوان نتيجة لذلك، إلى حملة "واحد في كل مرة" للترويج لنقل جنين واحد فقط في كل مرة.
فأصبح معدل الولادات المتعددة الناشئة عن علاج الخصوبة في المملكة المتحدة الآن 4% فقط. ثم حدث ارتفاع جديد في الولادات المتعددة، ويرجع ذلك إلى الاستخدام المتزايد لعلاجات الخصوبة.
ولا شك أن إنجاب توأم أو 3 توائم أو أكثر هو متعة للعديد من العائلات، ولكن قد يأتي مع صعوبات إضافية.
في المملكة المتحدة مثلاً، يبلغ معدل ولادة جنين ميت ضعفاً تقريباً في التوائم مقارنة بالحمل الفردي. ومعدلات وفاة حديثي الولادة في التوائم أعلى بـ 3 مرات.
كما تحدث الولادة المبكرة في حوالي 60% من التوائم، وجميع التوائم الـ 3 أو الـ 4 وما يزيد عن ذلك.