السفير عبد الله الرحبي: العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
شهدت سفارة سلطنة عمان بالقاهرة، تنظيم فعالية ثقافية احتفاءً بالمكانة التاريخية واللغوية لسلطنة عمان في دعم اللغة العربية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وبحضور السفير عبد الله الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الديار المصرية والسفير عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق وبعض سفراء الدول.
وألقى السفير العماني عبدالله بن ناصر الرحبي كلمة جاء نصها على النحو التالي:
صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد - مفتي الديار المصرية
معالي عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق
أصحاب السعادة السفراء
الحضور الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا نلتقي اليوم، في صالون أحمد بن ماجد، الذي طاف العالم عبر سفينته ربانا وعالما عربيا، لنبحر نحن بدورنا عبر صالونه في عوالم متجددة من بحار اللغة العربية، هذه اللغة التي وصفها -
أديب مصر الكبير عباس العقّاد باللغة الشاعرة، ونحن نقول أنها اللغة الحية المبدعة المتجددة، وكما وصفها شاعر النيل حافظ إبراهيم قائلا بلسانها:
أنا البحرُ في أحشائه الدرُ كامنٌ// فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
اليوم نفتح بعض تلك الصدفات، لتظهر لنا الدرر في تلك اللغة البحر، ليحدثنا فضيلة العلاّمة مفتي الديار المصرية بلسان عالم الدين الواعي، ومعالي الأمين العام بلسان السياسي الحاذق، ويحدثنا الأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور بلسان المعجمي المقتدر، ويحدثنا الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم أحمد فراج بلسان القراءات، ويحدثنا المستشار الدكتور خالد القاضي بلسان القانوني البارع، وعن الجانب الاجتماعي والثقافي يتحدث ابن عمان الدكتور سالم البوسعيدي...
هذه هي العربية لغتي ولغتك ولغتنا جميعا، لم تبقِ مجالا من مجالات الحياة لم تبرعُ فيه، وصدق شاعر النيل حين قال بلسانها:
وسعتُ كتابَ الله لفظا وغاية// وما ضقتُ عن آيٍ به وعظاتِ
فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ// وتنسيق أسماءٍ لمخترعات.
أرى لرجالِ الغرب عزا ومنعةً// وكم عزّ أقوامٌ بعز لغاتِ
كذا نلتقي اليوم لنحتفي بهذه اللغة المحيطة عسى أن تحتفي يوما بنا.
فأهلا بكم ضيوفا كرامًا على مائدة لغة الضاد.
أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة،
الحضور الكريم
كيف نحتفي باللغة العربية؟
لا شك أن استحضار جوانب عظمتها أمر مهم، إلا أننا في صالون أحمد بن ماجد، نرى أيضا ضرورة استحضار أعلام هذه اللغة،
من القدماء والمعاصرين، وقد اخترنا هذا العام أن نلقي الضوء على بعض أعلام عمان الذين خدموا هذه اللغة، وكعماني أدرك أن العربية جزء لا يتجزأ من تاريخ بلادي، قبل الإسلام وبعده، وقبل أن تعرف مناطق من عالمنا العربي شكل الدولة كانت سلطنة عمان دولة عربية اللسان والثقافة.
وهذه العراقة جعلت بلادي - في وقت مبكر من تاريخ الإسلام - مساهما بارزا في تاريخ الإنتاج اللغوي. وفي إطار هذا الدور المبكر
كانت مؤهلة لأن تنجب في القرن الثاني الهجري واحدًا من أهم علماء العربية في التاريخ: الخليل بن أحمد الفراهيدي.
وتتوالي القامات العمانية الكبيرة التي خدمت اللغة العربية، ولا يتسع المقام إلا لإشارة عابرة لنجوم لامعة في سماء تاريخ الإنتاج اللغوي:
كالمُبرِّد، وابن دريد الأزدي الملقب بشيخ الأدب.
وابن الذهبي، عبد الله محمد الأزدي، الذي جمع بين اللغة والطب.
الحضور الكريم
لم تكن خدمة العمانيين للغة العربية منحصرة في أولئك، بل حمل العمانيون اللغة العربية على سفنهم، وبنوا جسرا بينها وبين أفريقيا، أعني بذلك "اللغة السواحيلية"، التي شربت من اللغة العربية حدّ الارتواء.
وأتذكّر هنا في زيارة لها إلى مصر العزيزة في العام 2021، سجلت فخامة رئيسة تنزانيا سامية حسن تقديرها لقرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إدخال تعليم اللغة السواحيلية في بعض معاهد اللغات المصرية.
والسواحيلية اليوم إحدى اللغات الوطنية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ولغة رسمية في تنزانيا وكينيا وأوغندا، ولغة تواصل في منطقة البحيرات العظمى الإفريقية وأجزاء أخرى من شرق وجنوب شرقي إفريقيا تشمل رواندا وبوروندي كما أن لها حضورًا
في زامبيا وملاوي، وموزمبيق والصومال وجزر القُمر. وهي إحدى اللغات الخمس الرسمية للاتحاد الأفريقي.
فعن هذه اللغة وصلتها بالعربية نستمع لمداخلة مختصرة في هذا اللقاء.
الحضور الكريم
كما نستحضر السابقين الذين خدموا هذه اللغة، نستحضر الأبطال الذين خدموها في هذا الزمان، وقد وقع اختيارنا على اثنين من أعلام ثقافتنا العربية، قدما للمكتبة العربية من المؤلفات ما يستحق التقدير، وبذلا في محراب التعليم الجامعي سنوات من أعمارهما، ونسأل الله أن يبارك فيهما وفيما قدما.
معربين لهما عن الامتنان والتقدير العميق.
وبعد
العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة، والاحتفال بيوم اللغة العربية مناسبة لم أتوقف عن الاهتمام بها منذ سنوات من فترة عملي في المقر الأوربي للأمم المتحدة في جنيف إلى انتقالي إلى بلدي الثاني مصر. لأنني أرى ذلك واجبا مقدّسا، ورسالة عميقة من رسائل صالون أحمد بن ماجد.
أرحب بكم من جديد في مكانكم، شاكرا لكم حضوركم، وراجيا لكم وقتا ماتعا، سعيدا لمشاركتكم لنا هذه الأمسية.
وتقبلوا عاطر السلام وبالغ التحايا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الديار المصرية اللغة العربية اليوم العالمي للغة العربية سفارة سلطنة عمان بالقاهرة جامعة الدول العربية عمرو موسى نظير عياد الأستاذ الدکتور اللغة العربیة هذه اللغة
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لمؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية : اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية
المناطق_واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز، الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، أن احتفالية اليوم العالمي للغة العربية التي أقيمت في باريس بدعم وتنظيم المؤسسة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” والمندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية يوم الأربعاء الماضي كانت منصة بارزة لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية ودورها المحوري في تشكيل الهوية الثقافية والحضارية للأمة العربية والإسلامية.
وأوضح أنها كانت فرصة متميزة لمناقشة التحديات التي تواجه اللغة في العصر الرقمي، وسبل تعزيز حضورها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والابتكار”.
أخبار قد تهمك “جامعة القصيم” تحتفي باليوم العالمي للغة العربية 19 ديسمبر 2024 - 2:04 مساءً تعليم عسير يحتفي باليوم العالمي للغة العربية 21 ديسمبر 2023 - 3:29 مساءًوأشاد سموه بدور منظمة اليونسكو، واهتمامها الكبير باللغة العربية، وجهودها المتواصلة في دعم فعاليات تُبرز مكانة اللغة العربية كتراث إنساني عالمي، منوهًا بجهود المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو على دورها الفاعل والمتميز في دعم هذه الاحتفالية، وعلى جهودها الحثيثة في إبراز مكانة المملكة كحاضنة للغة العربية وراعية لمبادراتها على المستويين الإقليمي والدولي.
وأبان سموه أن دعم مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية لهذه الاحتفالية ينطلق من رؤية المملكة 2030 التي أولت اللغة العربية اهتمامًا خاصًا باعتبارها أداة للتواصل مع العالم، ومصدرًا للإبداع والابتكار، ويعكس حرص المؤسسة على بناء جسور للتعاون مع المؤسسات الدولية والمحلية لتعزيز حضور اللغة العربية، سواء من خلال الأبحاث العلمية، أو المبادرات التقنية، أو الأنشطة الثقافية والتعليمية.